[frame="1 98"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مثلت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، جدعن الآذان والأنوف حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأنوفهم خلاخيل وقلائد، وأعطت وحشياً خلاخيلها وقلائدها وقرطتها وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تبتلعها فطرحتها، فعلت ذلك إطفاءاً للنار التي أشعلها بين جوانحها من قتل أبيها وعمها وأخيها يوم بدر. وبلغ عن شناعة ما فعلت من الفظائع أن تبرأ أبوسفيان من تبعة ذلك وأعلن أنه لم يأمر به وإن كان قد اشترك فيه. حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة بعد انتهاء القتال في غزوة أحد، ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس عمه حمزة فوجده ببطن الوادي، قد بقر بطنه عن كبده ومثل به (جدع أنفه وأذناه) فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شيء لم ينظر إلى أوجع منه لقلبه، فقال: (رحمة الله عليك، لقد كنت فعولاً للخيـر وصولاً للرحم، أما والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك). أو كما قال صلى الله عليه وسلم، ولما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً لنمثلن بهم مثلة لم يمثِلها أحد من العرب، فنزل قوله تعالى في آخر سورة النحل: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}. فصبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعدل عما أراد وكفّر عن يمينه، ونهى عن المثلة.
وصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم على شهداء أحد فصلَّى على حمزة رضي الله عنه أوَّلا ثمَّ كان يؤتى بالشهيد فيوضع إلى جانب حمزة فيصلي عليهما معاً حتَّى صلَّى عليه سبعين مرَّة.
وكانت السيدة فاطمة رضي الله عنها شديدة الحبِّ لسيدنا حمزة فبكت عليه بكاءً شديداً وكانت تدعوا له كلما ذكرته ؛ رحمك الله ياأسد الله (حمزة بن عبد المطلب ) رضي الله عنه .
[/frame]