منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-2009, 02:00 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مسلمة وافتخر غير متواجد حالياً


افتراضي دموع فى حياة الرسول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ، :


{ وأنه هو أضحك وأبكى } النجم 43 فبه تحصل المواساة


للمحزون والتسلية للمصاب والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .


ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله حين


كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض


منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر .


ودموع النبي لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع


أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق


ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .


فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي صلى الله عليه وسلم


شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما


كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك


المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي


صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره


الوعاء عند غليانه - " رواه النسائي .




وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول :


" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من الليالي فقال :


( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل


يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم


بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه


يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر


الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له :


( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان .




وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى


لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي


صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ


عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء حتى


أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك


على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن ) ،


فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .




كما بكى النبي صلى الله عليه وسلم اعتباراً بمصير الإنسان


بعد موته ، فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال :


" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة ، فجلس


على شفير القبر – أي طرفه - ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال :


( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة ، وإنما كان بكاؤه


عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور


وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم


لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.




وبكى النبي صلى الله عليه وسلم رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من


عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ


قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك


أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال :


( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .




وفي غزوة بدر دمعت عينه صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن


يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم


، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله :


" ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم


تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح " رواه أحمد .




وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه


العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى ، : { ما كان لنبي أن


يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } ( الأنفال : 67 ) حتى


أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه


ولم تخلُ حياته صلى الله عليه وسلم من فراق قريبٍ أو حبيب


، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ،


وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه


السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على


مدى حزنه ولوعة قلبه .


فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم بكى


وقال : ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي


ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه.




ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم زيارة قبر أمه بكى بكاءً


شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر


الموت ) رواه مسلم .




ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت


لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ،


ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً


في اللحظات التي رأى فيها النبي الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ،


وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما


يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم




ويذكر أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لزيد


وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال


عليه الصلاة والسلام : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر


فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية


سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .




ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون


مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون


علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط


أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ،


أو قول ما لا يرضاه الله تعالى .







التوقيع

[SIZE=6][/Shttp://sh11sh.com/vb/image.php?type=sigpic&userid=638&dateline=12815677 76IZE]

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دموع الايتام ... تهز عرش الرحمن مسلمة وافتخر رحيق الحوار العام 2 28-03-2010 12:24 AM
دموع الأيتام....تهز عرش الرحمن مسلمة وافتخر رحيق الحوار العام 3 01-12-2009 11:53 PM
نصف دموع المرأة سببها الرجل نسمة الهجير الأسرة والمرأة والطفل 6 05-05-2009 02:34 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة