مشروع احتلال العراق بين المناهضة والتطبيع

مشروع احتلال العراق بين المناهضة والتطبيع

بقلم/محمّد العراقي
دخل مشروع احتلال العراق أرضا وشعبا في عامه السادس والصراع على أشده بين المناهضة الوطنية الغراء بشتى سبلها ومحاولات فرض التطبيع التي يحلم بها الأعداء والمتواطئين معهم بإخضاع الشعب العراقي الصابر الأبي ولما كان لذلك الشعب إرثا فكريا وثقافة شعبية بالتصدي لكل مشاريع التسلط بالاحتلال وأية صفة مخادعة يأتي بها وذلك موجود كبذرة في أدبيات وحيثيات كل عراقي أصيل سرعان ما تتجسد مجتمعة من أي جهة بالعراق تجاه غاية وطنية مثلى في محنة الوطن كتيار آني مرتقب بين العيون كلما اشتدت عرى المحنة والمظالم ليجسد مشروع مناهضة فكرية ومقاومة مسلحة موروثة في جينات الغيارى والأخيار من أهل البلاد ومن المتوقع وكما في أية مجتمع آخر أن يتواجد في دائرة ذلك الصراع ثلة منحرفين يبدون استعدادهم عندما يتخلون عن صدى ضمائرهم لأجل مصالحهم وأغراضهم المريضة ليتبنون أجندات أعداء بلادهم ويتخذون من أنفسهم مطايا لتطبيقها بظلم تجاه شعوبهم وبذاك يتضرر صالح البلاد والشعب معا بشق الصفوف وقت الحاجة لرصها مما يسهم في تعويق المناهضة للأعداء وإبطاء إجلاؤهم من البلاد وتحريرها وحفظ الحرمات والكرامات وكف الضرر عن أهلها وثرواتها .
وكأي محتل أثيم سعى المحتلون الغزاة بالعراق اليوم مسعى حثيث لغرض شق الصفوف في اشد الأوقات حاجة لرص الصفوف بغية الإجماع على كلمة سواء وموقف واحد في محنة البلاد العصيبة الدامية ولكن الذي بدا واضحا للكثيرين من ذوي الدراية والبصيرة إن المحتل وأعوانه يغطون على أصل ذلك الصراع وهو النضال الشعبي الوطني بغية تعويمه والتشويش عليه وتشويه أصل قضية ذلك الشعب المبتلى كيلا تصل إلى مسامع أحرار ومنصفي عالمنا اليوم ويتسبب ذلك لهم بحرج وسيط الذي دأبوا على إعلانه زيفا بتبني قضايا الحرية والديمقراطية المزعومة التي يدورون بها ليتدخلوا بحجة ضرورة ووجوب تطبيقها في المنطقة من هذا العالم ليكسبوا ميل الشعوب لتأليبها على قياداتها بغية إحداث الفوضى والشغب الذي هو أصل مشروعهم الشرير الذي اختير لمنطقتنا الشرق الأوسخ كما يتمنون رؤيته في أحلامهم فهم يريدون وضع أياديهم الأثيمة على ثروات الشرق كله لسرقتها ولأجل الوصول لذلك لم يوفروا جهدا للسعي بتطبيق منهاج ذلك المسعى بشتى السبل وتهيئة المناخ التعتيمي لذلك كي يغطي على أصل الصراعات التي تنشب لمناهضة فروع مشروعهم المرتقبة في المنطقة وخصوصا في العراق لأهميته الكبرى في المنطقة ولاحتمالية تأثير نضال شعبه المتوقع على مسار ذلك المشروع التوسعي الخبيث لذا فقد تحسبوا لكبح ذلك النضال لعزل شعبه أسيرا في معاناته وجندوا لكفل ذلك كافة الأساليب مهما كانت غير إنسانية ومنافية لأية قواعد أخلاقية وكان من ابرز تلك السبل هو الإعلام المأجور الذي أتى دوره مساعدا لأعوانهم الذين امتطوه ليمرروا ممن خلاله الكثير من الأجندات المخادعة وليغطوا على فعال الأعداء وفعالهم إزاء معاناة الشعب العراقي المبتلى وحده في محنته العزوم وفعلا تصاعد النضال العراقي الذي شرف العرب وشعوب العالم الخيرة مبتدئا بمناهضة سياسية وطنية للاحتلال تبناها بوضوح تشكيل وليد بتلك المحنة هو هيئة علماء المسلمين بالعراق التي كانت رائدة في ذلك منذ بدء الاحتلال وبقيت مستمرة في ذلك بمنابرها لتوصل صدى جراح ورفض الداخل العراقي إلى عموم هذا العالم ولنزاهتها واستقلاليتها الوطنية احتار العدو في إسكاتها مهما بذل لذلك من مساعي لذا أطلق في أثرها إذنابه الذين لم يستطيعوا سوى غدر الكثير من علمائها الأفاضل الأخيار والسيطرة على مقراتها في داخل العراق إرضاء للمحتل بأرخص السبل في محاولة إسكات مناهضيه الأحرار من الوطنيين أما على الصعيد المسلح فقد تبنت فصائل المقاومة العراقية الوطنية المتعددة التصدي للأعداء بأعلى مستويات ذلك التصدي حيث ركعت وأذلت جبروت ذلك الجيش ألاحتلالي المتغطرس الذي جاء مزهوا بعدته ومدرعاته وأسلحته الحديثة التي تناثر الكثير منها فوق التراب العراقي وحمل أشلاؤها بفخر حتى أطفال العراق مما أغاظ ذلك المحتل وأعوانه غيظا كبيرا دعاهم إلى تبني فكرة تشويه سمعة تلك المقاومة بكل الوسائل علهم في ذلك يسلخوا عنها دعمها الشعبي عندما يتحصلون على كسب عداء الشعب لها من خلال إلصاق شتى الأفعال الشنيعة التي قام بها أولي الإجرام والعداء للشعب على إنها حتما من نتاج حراك المقاومة العراقية مع إنها تضم الكثيرين في سائر مناطق البلاد وليسوا في عمومهم بمنزهين عن الأخطاء ومعالجة ذلك أن وجد هو من مسؤولية عقلاء ذلك التيار مع انه من الصعوبة بمكان تحقيق ذلك بدقة في ذلك الظرف العصيب ولم يغلب الأعداء وأعوانهم على وجه الخصوص في ذلك الأمر وشوهوا كثيرا من سمعة غالب الفصائل العراقية بحسب فعاليتها على الأرض حتى التي انبعثت في أوساط الجنوب العراقي بإلصاق شتى التهم تجاههم كي يحولوا الأنظار عن أصل الخلاف الذي هو بشان قضية الموقف من احتلال البلاد بل حتى إنهم نجحوا في إفشال محاولات اجتماع قوى المقاومة الوطنية عندما نجحوا في شق الصفوف الشعبية واختراقها بخبث كبير بشتى ألوان الفتن الكيدية ولذلك كبير الأثر فأولئك من يدرك جيدا إن فصائل المقاومة لو كتب لها أن تجتمع لما استطاعوا البقاء بالعراق أسبوعا واحدا ثم تحول الأمر بعد ذلك إلى مراحل متقدمة حيث تحقق لهم حلمهم الكبير بالتطبيع بما سمي بمشروع الصحوة عندما تم الاتفاق على صيغ ما بين الأعداء وبين بعض المغرر بهم من الذين أعلنوا عن أنفسهم على إنهم ممثلي بعض فصائل المقاومة في غربي العراق ولم يصح ذلك وقد يكونوا من الذين وقعوا تحت الكثير من الضغوط مع إن نضال الأحرار في غربي العراق هو من جعل الأعداء يفكرون بالانسحاب من الانبار وأعلنوا عن ذلك أمام العالم لولا أن تمكنوا من الوصول لتلك الأجندة التي من المؤسف إنها آخذة في الانتشار في المناطق العربية تباعا في العراق تحوطا من الضغوط والممارسات الظالمة التي تمارسها حكومة الاحتلال الأخيرة والسابقة على كافة الأصعدة بين الطائفي والفئوي ولكن أصل الخلاف يبقى في دائرة الموقف من احتلال الوطن وقضيته الأليمة مع إن كل ذلك لن يكفل لهم بالنهاية إلا مزيدا من حقد الشعب عليهم لإسهامهم وتسببهم في فرقته بتلك الأساليب المكشوفة للكثيرين ثم تحولوا للضغط على إخوتنا الأحرار في جنوبي العراق بغية جرهم لمشروع مماثل كي ينساقوا للمراد منهم في صحوات جديدة يريدها الأعداء بتزايد تلك الضغوط على مناطقهم كما حصل مع المحافظات الوسطى والشمالية والغربية والشرقية من العراق بتلك الحملات الظالمة الحالمة بفرض قانون الاحتلال وتطبيع الأوضاع والسبل لتمرير كل مقرراته على كواهل الصابرين من أهل العراق الأحرار الرافضين للاحتلال ولا توجد بالعراق اثر تنامي كل تلك الممارسات في عامها السادس من قرابة وصلة تجمع الأخيار بالعراق إلا ربوة منصة الوطنية التي سيجتمع عندها رافضي ومناهضي احتلال العراق من الأحرار الغيارى....