منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-2008, 10:28 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طارق أبو الحسن غير متواجد حالياً


افتراضي على بن ابى طالب رضى الله عنه

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

استطاع الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم ان يربى اصحابه ليكونوا نجوما فى سماء الدنيا تضئ للناس طريقهم الى الله --- و كيف لا ؟! و هو الذى رباه الخالق جل جلاله -- ليربى به الامم و الاجيال عبر العصور و الازمان .

احد هؤلاء الذين رباهم الرسول صلى الله عليه و آله و سلم هو :

على بن ابى طالب رضى الله عنه

عاش مع الصادق الامين و تأدب على يديه و تأثر بطهره و عظمة نفسه و تقى ضميره و سلوكه --- و حين بلغ العاشرة كان الوحى قد امر الرسول بالدعوة --- فسبق رضى الله عنه و كان اول فتى بالاسلام كما كانت خديجة رضى الله عنها اول امرأة و ابو بكر رضى الله عنه اول الرجال رضى الله عنهم و ارضاهم --- كانت على قريب من البيت النبوى ودرس احوال النبى و اخلاقه عن قرب و تربى عليها فلبس ثياب الطهر فى صغره و بعد عن الاصنام من بداية امره و شغل بامر النبى صلى الله عليه و آله و سلم طيلة حياته و كان دائم القرب منه و الصلة به و العمل على راحته و خدمته و شرب من منهله --- اعتاد على حياة الزهد و التقشف و الورع و الخوف من الله و تعود على الصلابة فى الحق و الدعوة اليه و كان شديدا فى الحق كعمر رضى الله عنه وله عزم و حزم و شدة فى دين الله و كانت له سرعة بت فى الامور و انقضاض على الباطل و اهله فى غير مهادنة و لا مداهنة و لم يكن على رضى الله عنه يعرف مجاملة الناس فى سبيل نصرة الحق و ازهاق الباطل و ليس عنده استعداد ان يدير سياسة الرعية حسبما تقتضى اصول السياسة بعيدا عن اصول الدين و فروعه و ما كان عليه النبى صلى الله عليه و آله و سلم و الشيخين رضى الله عنهما .

الاوسمة التى وضعها الحبيب صلى الله عليه و آله و سلم على صدره

عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله كان على حراء هو و ابو بكر و عمر و عثمان و على و طلحة و الزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى اله عليه و سلم ( أهدأ فما عليك الا نبى او صديق او شهيد ) اخرجه مسلم 2417

عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( ابو بكر فى الجنة و عمر فى الجنة و عثمان فى الجنة و على فى الجنة و طلحة فى الجنة و الزبير فى الجنة و عبد الرحمن بن عوف فى الجنة و سعد بن ابى وقاص فى الجنة و سعيد بن زيد فى الجنة و ابو عبيدة بن الجراح فى الجنة ) رواه الترمزى (3748) المناقب و صححه الالبانى فى صحيح الجامع ( 50 )

عن ابا ذر قال : قال على : و الذى فلق الحبة و برأ النسمة انه لعهد النبى صلى الله عليه و سلم ( ان لا يحبنى الا مؤمن و لا يبغضنى الا منافق ) اخرجه مسلم ( 78 ) و الترمزى (3736)

و عن مصعب بن سعد عن ابيه : ان رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج الى تبوك و استخلف عليا فقال : اتخلفنى فى الصبيان و النساء ؟ قال ( الا ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس نبى بعدى ) اخرجه البخارى و مسلم

لو اردنا حصر مناقب على رضى الله عنه فلن نستطيع ان نوفيه حقه فمناقبه كثيرة و الاوسمة التى وضعها الرسول على صدر على ايضا اكثر مما ذكرت و لا ننسى لعلى انه نام على فراش رسول الله فى ليلة من اهم ليالى الدعوة , رجل ينام و هو يعرف ان خارج البيت على بابه من يريدون راس النائم بالفراش ، فلما قلق به الفراش ليلة من اجل نبيه ، اسعد الله فراشه بفاطمة بنت نبيه رضى الله عنها . و اعطاه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الاهل و المرحب و اصدقه درعه الحطمية فاهديت اليه و معها خميلة و مرفقة من آدم حشوها ليف و قربة و منخل و قدح و رحى و جرابان . و دخل عليها و ما لهما من فراش غير جلد كبش ينامان عليه -- و كانت هى خادمة نفسها -- رضى الله عنها --- فى الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها ( الا ترضى ان تكونى سيدة نساء هذه الامة او نساء المؤمنين ) رضى الله عنهما على و فاطمة
جهاده يوم بدر رضى الله عنه

عن عبد الله بن مسعود قال : كنا يوم بدر ثلاثة على بعير -- و كان ابو لبابة و على بن ابى طالب زميلى رسول الله صلى الله عليه و سلم - قال : و كانت عقبة رسول الله صلى الله عليه و سلم -- دوره فى المشى -- قال : فقالا : نحن نمشى عنك فقال : ما انتما باقوى منى و لا انا باغنى عن الاجر منكما ) رواه احمد ( 1/411 )

و فى ارض الشرف و الجهاد حيث تصمت الالسنة و تنطق السيوف فوق هامات الرؤوس -- كان لبطلنا هذا الموقف العظيم .
عن على قال : تقدم -- يعنى عتبة بن ربيعة -- و تبعه ابنه و اخوه فنادى : من يبارز ؟ فاقترب له شباب من الانصار فقال من انتم ؟ فاخبروه فقال : لا حاجة لنا فيكم انما اردنا بنى عمنا -- فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قم يا حمزة قم يا على قم يا عبيدة بن الحارث ) فاقبل حمزة الى عتبة و اقبلت الى شيبة و اختلف بين عبيدة و الوليد ضربتان فاثخن كل واحد منهما صاحبه -- ثم ملنا على الوليد فقتلناه و احتملنا عبيدة .
رواه ابو داوود 2665 و احمد 1/117

جهاده يوم الخندق

خرج عمرو بن ود و هو مقنع بالحديد فنادى : من يبارز ؟
و اصر على على الخروج اليه فلما خرج اليه و مشى ليبارزه قال له : يا عمرو ، انك كنت تقول : لا يدعونى احد الى واحدة من ثلاث الا قبلتها , قال له : اجل فقال : انى ادعوك ان تشهد ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله و تسلم لرب العالمين , فقال عمرو يا ابن اخى اخر عنى هذه , فقال له : و اخرى ترجع الى بلادك فان يك محمد صادقا كنت اسعد الناس به و ان يك كاذبا كان الذى تريد ، فقال عمرو : هذا ما لا تحدث به نساء قريش ابدا ، كيف و قد قدرت على استيفاء ما نذرت ؟! ثم قال فما الثالثة ؟ فقال على رضى الله عنه الثالثة هى البراز , فضحك فارس قريش عمرو و كان عمرو فارس مشهورا معمرا -- ثم قال لعلى : ان هذه الخصلة ما كنت اظن احد من العرب يروعنى بها , ثم قال لعلى : من انت ؟ قال له انا على , قال ابن عبد مناف ؟ فقال له انا على بن ابى طالب ، فقال عمرو : يا ابن اخى من اعمامك من هو اسن منك , فوالله ما احب ان اقتلك , فقال له على : و لكنى و الله احب ان اقتلك , فغضب عمرو غضب شديدا و نزل و سل سيفه ثم اقبل نحو على مغضبا و استقبله استقبله على بدرقته فضربه عمرو فى درقته فقدها , و اثبت السيف فيها و اصاب راسه فشجه , و ضربه على على حبل عاتقه فسقط , و ثار العجاج و سمع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم التكبير فعرف الناس ان عليا قد قتل عمرا --- رضى الله عنك يا على .

صاحب الراية الذى يفتح الله على يديه ( يوم خيبر )

فى حديث سلمة بن الاكوع عند مسلم : -- ( ثم ارسلنى رسول الله صلى الله عليه و سلم الى على بن ابى طالب و هو ارمد , فقال ( لاعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله , او يحبه الله و رسوله ) قال : فاتيت عليا فجأت به اقوده و هو ارمد ، حتى اتيت به الى رسول الله صلى الله عليه و سلم -- فبصق فى عينيه فبرأ , و اعطاه الراية , و خرج ( مرحب ) فقال -- قد علمت خيبر انى مرحب ------------ شاكى السلاح بطل مجرب -- اذ الحروب اقبلت تلهب
فقال على :
انا الذى سمتنى امى حيدرة ---- كليث غابات كريه المنظرة ---- اوفيهم بالصاع كيل السندرة
قال : فضرب راس مرحب فقتله و كان الفتح على يديه .
و مرحب هذا هو فارس فرسان اليهود ، كما قتل ايضا قبله الحارث اخيه و بارز قائد يهودى -- بعد مبارزة الزبير لياسر -- و كان هذا القائد يسمى عامرا فقتله على امام باب الحصن و فتح الله على يده حصن ناعم و هو من اقوى حصون خيبر .

نكتفى بهذا القدر على ان نكمل ان شاء الله باقى مراحل حياة على رضى الله عنه فى خلافة الخلفاء الثلاثة رضى الله عنهم ثم فترة خلافته ان شاء الله .






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-11-2008, 10:29 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طارق أبو الحسن غير متواجد حالياً


افتراضي

على و الخلفاء الثلاثة رضى الله عنهم اجمعين

بعد وفاة النبى صلى الله عليه و آله و سلم بقى على رضى الله عنه ملازما لخليفته ابى بكر الصديق رضى الله عنه و كان ابو بكر يعرف قدره و منزلته و يشاوره فى عظائم الامور -- و لما توفى ابو بكر حزن عليه على و قال فيه كلمة خالدة معبرة كل التعبير

عن اسيد بن صفوان : قال : لما قبض ابو بكر الصديق و سجى عليه ارتجت المدينة بالبكاء كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم --- قال فجاء على بن ابى طالب -- ووقف على البيت الذى فيه ابو بكر فقال :
رحمك الله يا ابا بكر -- كنت الف رسول الله صلى الله عليه و سلم -- و انيسه و مستراحه و ثقته و موضع سره مشاورته و كنت اول القوم اسلاما و اشدهم يقينا و اخوفهم لله و اعظمهم غناء فى دين الله عز و جل و احوطهم على رسول الله و احدبهم على الاسلام و احسنهم صحبة و اكثرهم مناقب و افضلهم سوابق و ارفعهم درجة و اقربهم وسيلة و اشبههم برسول الله هديا و سمتا و اشرفهم منزلة و ارفعهم عنده و اكرمهم عليه , فجزاك الله عن رسول الله و الاسلام افضل الجزاء . صدقت رسول الله حين كذبه الناس و كنت عنده بمنزلة السمع و البصر , سماك الله فى تنزيله صديقا فقال ( و الذى جاء بالصدق و صدق به ) واسيته حين بخلوا و قمت معه على المكاره حين قعدوا و صحبته فى الشدة اكرم الصحبة , ثانى اثنين صاحبه فى الغار و المنزل عليه السكينة , و رفيقه فى الهجرة و خليفته فى دين الله و امته , احسن الخلافة حين ارتدوا فقمت بالامر ما لم يقم به خليفة نبى و نهضت حين وهن اصحابه و برزت حين استكانوا و قويت حين ضعفوا و لزمت منهاج الرسول صلى الله عليه و سلم اذ وهنوا .
و كنت كما قال الرسول ضعيف فى بدنك قويا فى امر الله تعالى متواضعا فى نفسك عظيما عند الله تعالى جليلا فى اعين الناس كبيرا فى انفسهم , لم يكن لاحد فيك مغمز و لا لقائل فيك مهمز و لا لمخلوق عندك فى ذلك هوادة , الضعيف الذليل عندك قوى عزيز حتى تأخذ بحقه القريب و البعيد عندك فى ذلك سواء و اقرب الناس عندك اطوعهم لله عز و جل و اتقاهم -- شأنك الحق و الصدق و الرفق قولك حكم و حتم و امرك حلم و حزم و رايك علم و عزم , اعتدل بك الدين و قوى بك الايمان و ظهر امر الله , فسبقت و الله سبقا بعيدا و اتعبت من بعدك اتعابا شديدا و فزت بالخير فوزا مبينا , فان لله و انا اليه راجعون , رضينا عن الله عز و جل و قضاؤه و سلمنا له امره , و الله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثلك ابدا ، كنت للدين عزا و حرزا و كهفا فاحلحقك الله عز و جل بنبيك محمد صلى الله عليه و سلم -- و لا حرمنا اجرك و لا اضلنا بعدك , فسكت الناس حتى قضى كلامه ، ثم بكوا حتى علت اصواتهم و قالوا : صدقت

التبصرة لابن الجوزى ( 1/ 477- 479)






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-11-2008, 10:30 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طارق أبو الحسن غير متواجد حالياً


افتراضي

لما توفى ابو بكر رضى الله عنه و اصبح عمر الفاروق رضى الله عنه هو امير المؤمنين كان يعرف لعلى رضى الله عنه قدره و منزلته و لطالما كان يستشيره و يأخذ رايه الفقهى فى مسائل عديدة --- و كان الصحابة رضوان الله عليهم متحابين متراحمين
و كان لعلى رضى الله عنه بنت من فاطمة بنت محمد رضى الله عنها -- اسمها ام كلثوم زوجها من عمر و رزق منها عمر ولد سماه زيد .


و بعد وفاة عمر رضى الله عنه يحكى لنا ابن عباس رضى الله عنهما ماذا قال على

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : وضع عمر على سريره فتكفنه الناس يدعون و يصلون قبل ان يرفع و انا فيهم -- فلم يرعنى الا رجل آخذ بمنكبى فاذا به على بن ابى طالب , فترحم على عمر و قال :
ما خلفت احد احب الى ان القى الله بمثل عمله منك , و ايم الله ان كنت لا اظن ان يجعلك الله مع صاحبك و حسبت انى كثيرا اسمع النبى صلى الله عليه و سلم يقول : ذهبت انا و ابو بكر و عمر و دخلت انا و ابو بكر و عمر و خرجت انا و ابو بكر و عمر .

رواه البخارى رقم 3685 فى فضائل اصحاب النبى و مسلم رقم 2389 فضائل الصحابة - باب فضائل عمر







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-11-2008, 10:31 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طارق أبو الحسن غير متواجد حالياً


افتراضي

و لما قتل عمر شهيدا رضى الله عنه و تولى الخلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه كان يستشير على و يستنصحه .
قال على بن ابى طالب رضى الله عنه :
( ---- فوالله ما حرقها الا على ملأ من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم , -- جمعنا و قال : ما تقولون فى هذه القراءة التى اختلف الناس فيها , يلقى الرجل الرجل فيقول قراءتى خير من قراءتك و هذا يجر الى الكفر , فقلنا : ما الرأى ؟ قال : اريد ان اجمع الناس على مصحف واحد فانكم ان اختلفتوا اليوم كان من بعدكم اشد اختلافا , فقلنا : نعم ما رأيت ---- منهاج السنة 6/ 252

و من الحب و التراحم بين الصحابة رضوان الله عليهم ووقوفهم وقت الشدة يؤازر بعضهم بعضا -- حين حاصر الثوار منزل عثمان رضى الله عنه بعث على الحسن و الحسين رضى الله عنهما سيدا شباب اهل الجنة -- ضمن شباب الصحابة ممن ذهبوا لمؤازرة امير المؤمنين عثمان و كان ضمنهم ابن عمر و عبدالله بن الزبير و غيرهم .
قال ابن عمر رضى الله عنه :
جاء غلى بن ابى طالب الى عثمان يوم الدار و قد اغلق الباب و معه الحسن بن على و عليه سلاحه , فقال للحسن : ادخل الى امير المؤمنين و اقرئه السلام و قل له انما جئت لنصرتك , فمرنى بأمرك . فدخل الحسن ثم خرج فقال لابيه : ان امير المؤمنيت يقرئك السلام و يقول لك : لا حاجة لى فى قتال و اهراق دماء .
التبصرة ( 1/ 431 )
و ما ان قتل شهيدا امير المؤمنين عثمان رضى الله عنه حتى فتحت ابواب الفتن على مصراعيها و تولى على الخلافة على الرغم من انه كان كاره لها و كانت اصعب الفترات حين حدثت الفتنة بينه و بين معاوية رضى الله عنه وكيل دم عثمان و المطالب به






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-11-2008, 10:32 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طارق أبو الحسن غير متواجد حالياً


افتراضي

الفتنه بين على و معاوية رضى الله عنهما

بداية نقول بعد حادث مقتل عثمان بن عفان رضى الله عنه وقعت الفتنة لان معاوية كان وكيل دم عثمان و طالب عليا بان يقتص من قتلة عثمان قبل ان يبايعه و رأى على ان الامر يستقيم بعد المبايعة و لا يجعل شرط لها و كان كل منهما يريد الحق و لا يبتغى الدنيا و زينتها و لا يطمعون فى شئ من حطامها .
قال الحافظ بن كثير
( -- ثم ماكان بين معاوية و على بعد مقتل عثمان على سبيل الاجتهاد و الراى فجرى بينهما قتال عظيم -- و كان الحق و الصواب مع على ، و معاوية معذور عند جمهور العلماء سلفا و خلفا ، و قد شهدت الاحاديث الصحيحة بالاسلام للفريقين كما تبين فى الحديث الصحيح ( تمرق مارقة على خير فرقة المسلمين فيقتلها ادنى الطائفتين الى الحق ) فكانت المارقة هى الخوارج و قتلهم على و اصحابه ثم قتل على فاستقل معاوية بالامر سنة احدى و اربعين و كان يغزو الروم فى كل سنة مرتين مرة بالصيف و مرة بالشتاء و يامر رجل من قومه ليحج بالناس و حج هو سنة خمسين و حج ابنه يزيد سنة احدى و خمسين و فيها او فى التى بعدها اغزاه بلاد الروم -- فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة حتى حاصر القسطنطينية و قد ثبت فى الحديث الصحيح ( اول جيش يغزو القسطنطينية مغفور لهم ) البداية و النهاية ( 5/ 629 - 630 )
قال الامام الذهبى :
فنحمد الله على العافية الذى اوجدنا فى زمن انمحص فيه الحق و اتضح من الطرفين و عرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين و تبصرنا فعذرنا و استغفرنا فاحببنا باقتصاد ، و ترحمنا على البغاة بتأويل سائغ فى الجملة ، او بخطأ ان شاء الله مغفور ، و قلنا كما علمنا الله ( ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا )
و ترضينا ايضا عمن اعتزل الفريقين كسعد بن ابى وقاص و محمد بن مسلمة و بن عمر و سعيد بن زيد و خلق -- و تبرأنا من الخوارج المارقين الذين حاربوا عليا و كفروا الفريقين , و الخوارج كلاب النار ، قد مرقوا من الدين و مع هذا لا نقطع بخلودهم فى النار كما نقطع لعبدة الاصنام و الصلبان . ----------- سير اعلام النبلاء 3/ 128و قال ايضا معلقا على هذه الفتنة
---- فسبيلنا الكف و الاستغفار للصحابة و لا نحب ما شجر بينهم و نعوذ بالله منه و نتولى امير المؤمنين عليا . --------- سير اعلام النبلاء 3/ 159
معاوية على فراش الموت
يقول محمد بن سيرين
جعل معاوية لما احتضر يضع خده على الارض ثم يقلب وجهه و يضع الخد الاخر و يبكى و يقول : اللهم انك قلت فى كتابك ( ان الله لا يغفر ان يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) اللهم اجعلنى فيمن شئت ان تغفر له . ----- البداية و النهاية 5/ 647
فرضى الله عنه و ارضاه و جمعنا فى جنته و دار كرامته
انه ولى ذلك و القادر عليه






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-11-2008, 10:32 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طارق أبو الحسن غير متواجد حالياً


افتراضي

على بن ابى طالب رضى الله عنه الخليفة الراشد الورع التقى و همته العالية و زهده و تواضعه و ادبه


كان رضى الله عنه يمشى فى اسواق الكوفة و هو خليفة للمسلمين فيرشد الضال و يعين الضعيف و يلتقى بالشيخ المسن الكهل فيحمل عنه حاجته و لا يسكن بقصر الامارة و يقول ( قصر الخبال هذا لا اسكنه ابدا )



عن ابى جعفر قال :

ما مات على حتى بلغت غلته مائة الف و لقد مات و عليه سبعين الفا دينا فقلت من اين كان عليه هذا الدين ؟ قال : كانت تأتيه حامته من اصهاره و معارفه فمن لا يرى لهم من الفئ نصيبا فيعطيهم فلما قام الحسن بن على باع و اخذ من حواشى ماله حتى قضى عنه ثم يعتق كل عام خمسين نسمة حتى مات ثم كان الحسين يعتق عنه خمسين نسمة حتى قتل ثم لم يفعله احد بهدها . مكارم الاخلاق ص 106





عن عمرو بن قيس : ان عليا رضى الله عنه رثى عليه ازار مقطوع فعوتب فى لبوسه , فقال : يقتدى به المؤمن و يخشع له القلب .

اخرجه احمد فى فضائل الصحابة و سعد فى الطبقات





عن صهيب مولى العباس قال :

رايت عليا يقبل يد العباس و رجله و يقول : يا عم ارض عنى

قال الذهبى فى السير 2/94 اسناده حسن







كان الخليفة الزاهد رضى الله عنه يعجبه من اللباس ما خشن و من الطعام ما جشب و هو الذى كان يقف و قد ارخى الليل سكونه و غارت نجومه و قد مثل فى محرابه , قابضا على لحيته , يتململ تململ السليم و يبكى بكاء الحزين و هو يقول :

يا دنيا ابى تعرضتى ؟ ام بى تشوقتى ؟ هيهات غرى غيرى , قد بنتك ثلاثا لا رجعة لى فيك , فعمرك قصير و عيشك حقير و خطرك كبير , آه من قلة الزاد و بعد السفر ووحشة الطريق .






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-11-2008, 10:34 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طارق أبو الحسن غير متواجد حالياً


افتراضي

لما خرجت الخوارج على على رضى الله عنه كانوا ثمانية آلاف من قراء الناس فناظرهم فرجع منهم اربعة آلاف فيهم عبد الله بن الكوار فبعث على الى الاخرين ان يرجعوا فابوا فارسل اليهم : كونوا حيث شئتم و بيننا و بينكم ان لا تسفكوا دماء حراما و لا تقطعوا سبيلا و لا تظلموا احدا فان فعلتم نبذتم اليكم الحرب .
قال عبد الله بن شداد فوالله ما قتلهم الا حين قطعوا السبيل و سفكوا الدم الحرام و ذلك بقتلهم عبد الله ابن حبان بن الارت و بقروا بطن سريته .

و حان وقت الرحيل

لقد بشره النبى صلى الله عليه و آله و سلم بالشهادة من قبل و كان على رضى الله عنه لا ينسى ابدا تلك البشرى العظيمة فكان على يقين من انه سيقتل مهما طال عليه العمر . و لما كانت ليلة الجمعة من ليالى رمضان سنة 40 هجرية ترصد له عبد الرحمن ابن ملجم الخارجى عليه من الله ما يستحقه و ضربه بالسيف وهو خارج يريد صلاة الصبح
و حتى المشهد الاخير يبين عظمة هذا البطل رضى الله عنه فى عز لحظات الكارثة يؤمر حامليه و الحافلين حوله ان يذهبوا للمسجد ليدركوا صلاة الفجر --- و حين يفرغون صلاتهم و يعودون له , كما يعود ايضا بعض الرجال ممسكين بالقاتل -- ابن ملجم -- عليه من الله ما يستحق -- يفتح عينه رضى الله عنه -- و يلقى نظرة على وجوه بنيه و اصحابه فيراها تنفجر غيظا و تضطرم نقمة و يشعر ببرد الموت يسرى فى اوصاله و يكاد يرى المصير الذى سيحيق بابن ملجم من الانتقام المروع الذى سيثأر به اولاده و اصحابه فيتقدم فى اصرار ليحمى قاتله من اى مجاوزة او تخط لحدود القصاص المشروع و هك1ا ناداهم اليه و خرجت الكلمات من فمه مبحوحة متقطعة لترسم العظمة الانسانية .
قال لبنيه و اهله
احسنوا نزله
و اكرموا مثواه
فان اعيش فانا اولى بدمه قصاصا او عفوا
و ان امت فالحقوه بى اخاصمه عند رب العالمين
و لا تقتلوا بى سواه
ان الله لا يحب المعتدين

و هكذا رحل على بن ابى طالب رضى الله عنه عن الدنيا بعد حياة حافلة بالبطولات و التضحيات و الجهاد فى سبيل الله -- رحل عنا و لم ترحل ذكراه
و كيف ترحل ذكرى من رباهم سيد العابدين و امام المتقين و خير خلق الله الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم .
نسأل الله جل و علا -- ان يجمعنا بالحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و باصحابه ( ابو بكر و عمر و عثمان و على ) رضى الله عنهم و ارضاهم -- فى جنته و مستقر رحمته -- انه ولى ذلك و القادر عليه .






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 28-11-2008, 12:11 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


الاشتر غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خيرا اخى الكريم
موضوع قيم ومجهود ممتاذ







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 28-11-2008, 12:17 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المساوى غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله الف خير







رد مع اقتباس
قديم 28-11-2008, 05:24 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مسؤولة مسابقات اسلامية
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نسمة الهجير غير متواجد حالياً


Thumbs up

بارك الله فيك على هذه الموسوعه الرائعه من المعلومات القيمه
وجزاك الله خيرا






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم اسماعيل ابراهيم محمد السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 4 31-10-2014 03:50 AM
علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم اسماعيل ابراهيم محمد السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 2 14-01-2011 06:24 AM
الشبهة (يقولون : الأحق بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب) الفاروق عقيدة أهل السنة والجماعة 1 30-09-2010 04:42 PM
على بن أبى طالب رضى الله عنه النهر الأزرق السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 0 14-09-2010 10:44 AM
الاخ (صهيب)انا طالب حق وهذه المرة ساسامحك واسال الله ان يسامحك على هذا الكلام حسام الفاروق عقيدة أهل السنة والجماعة 12 23-08-2010 09:40 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة