منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > علوم وثقافة
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-2009, 03:01 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الله ربي ومحمد رسول الله
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


طالب عفو ربي غير متواجد حالياً


افتراضي الخمر وأضراره: ملف شامل

الخمر وأضراره: ملف شامل الكاتب المهندس عبد الدائم الكحيل


نهى الإسلام عن شرب الخمر، وجاء العلم ليؤكد صدق هذا الأمر الإلهي.. تعالوا بنا لنقرأ ما كشفه العلماء حديثاً.....
مقدمة
لقد نهى الرسول صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالمحرمات مثل الخمر فقال: (إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داءٍ دواءً فتداووا ولا تداووا بمحرم) [رواه أبو داوود]. وقد سئل الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالخمر فقال: (إنه ليس بدواء ولكنه داء) [رواه مسلم]. و نحن نعـلم يقينـاً اليـوم المضـار الكثير ة للخمور والمسكرات بأنواعها.
تمتد تأثيرات الخمر السيئة لجميع أجهزة الجسم وتتركز معظم التأثيرات في الجهاز العصبي. فعندما يمتص الخمر في المعدة وينتقل عبر الدم إلى الدماغ فإنه يعطل عمل أجهزة الدماغ ويفقدها القدرة على التوازن ويؤثر على مراكز التنفس الدماغية وقد يؤدي إلى الموت.
إن الأجهزة الحساسة والمعقدة في الجسم هي الأكثر تأثراً بالخمور، فالجملة العصبية والكبد والغدد الصم حيث يسبب الخمر لها اضطرابات خطيرة. ويبدأ تأثير الخمر منذ شربه على الفم والشفتين واللسان وقد يظهر سيلان لعابي أو جفاف في اللسان، وقد يؤدي إلى سرطان اللسان. كما يسبب الخمر توسع المري والأوعية الدموية مما يؤدي إلى تقرحات خطيرة. كما بينت الدراسات الحديثة أن معظم المصابين بسرطان المري هم من مدمني الخمور.
أما تأثير الخمر على المعدة فيسبب احتقان الغشاء المخاطي وزيادة في إفرازات حمض كلور الماء مما يؤدي إلى إصابة المعدة بتقرحات مزمنة، وقد يتطور الأمر ويؤدي للإصابة بسرطان المعدة. بالنسبة للأمعاء أيضاً وعند تعاطي المسكرات تصاب بالتهابات خطيرة، كما تصاب بعسر الامتصاص، بالإضافة إلى اضطراب حركتها وتشنجها.
الأثر الأكثر خطورة نجده من نصيب الكبد، حيث يؤدي تعاطي الخمور إلى تسمم الكبد وتشحمه وتضخمه. وليس غريباً أن نعلم بأنه في فرنسا مثلاً يموت سنوياً أكثر من عشرين ألف إنسان بسبب تشمع الكبد الغولي الناتج عن تعاطي الخمور.
القلب أيضاً ليس بمعزل عن تأثير الخمر، فالذي يتعاطى الخمر نجد قلبه مضطرباً غير مستقر، وتحدث زيادة في ضغط الدم تؤثر على القلب مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وإلى الجلطات القاتلة. كما أن مدمن الخمر يكون جسده أقل مناعة ومقاومة ضد الأمراض مما يسهل على الفيروسات اقتحام أجهزة الجسم وتدميرها دون أية مقاومة تذكر. من هنا تتضح لنا الحكمة النبوية الشريفة في تحريم الخمور ويتضح لنا صدق كلام النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) [رواه مسلم].
كما ثبت تأثير الخمر على الجنين، فالمرأة التي تتعاطى الخمر يدخل هذا الخمر إلى دمها ويمتصه الجنين ويتأثر بشكل خطير وقد يتشوه خلقياً وعقلياً. وبينت الأبحاث الطبية أن شرب الخمر يؤثر على الأولاد فتجدهم في الغالب مدمني خمر. إذاً تأثير الخمر يمتد ليشمل نسل المدمن وذريته، ومن هنا نجد النهي النبوي عن المسكرات مهما كانت قليلة ليدفع الضرر عن الإنسان.
هل أثبتت الأبحاث فوائد شرب الخمر بكميات قليلة كما نسمع؟
أخي القارئ، أختي القارئة، ينبغي أن نثق بكل كلمة قالها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، فالذي علمه هو الله خالق البشر وهو أعلم بما يصلحهم، ولذلك لا يمكن أن تكون الخمر دواء أبداً بل هي داء.
جاء على موقع بي بي سي خبراً بعنوان: القليل من الخمر يعالج مرض التهاب المفاصل، ولكن بعد قراءة المقالة وجدتُ أنهم أجروا تجاربهم على الفئران، وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت مشاكل في الكبد وبالتالي فإن خطر تناول الخمر أكبر من تناوله ولو بكميات قليلة! انظروا معي إلى دقة البيان الإلهي عندما حدثنا عن منافع للخمر ولكن الأضرار والإثم أكبر، يقول تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) [البقرة: 219].
ويؤكد الباحثون أن التداخلات والاختلاطات التي يسببها الخمر كثيرة، وكلما ظهرت لهم فائدة في جانب ظهرت أضرار في جانب آخر، ولذلك نجدهم يميلون للابتعاد عن الخمر نهائياً. وقد قرأت نصيحة موجهة للرياضيين الغربيين تؤكد لهم ضرورة الابتعاد نهائياً عن الخمر، لأنه يؤثر على أداء الإنسان العضلي ومهما قلل الكمية المتناولة من الخمر يكون لها أثر على أدائه.
وقد قال الباحثون: لا توجد أي علاقة بين تناول الكحول وبين التهاب المفاصل عند البشر، بل إن الكحول أمر مريب لا نعلم نتائجه على صحة المفاصل لدى الإنسان. وقد يبدو الانسان أثناء تناول الكحول مبتهجاً إلا أن هذه الخمور تعطل جزءاً من دماغه، وتسبب تشكيلة كبيرة من الأمراض مثل ضغط الدم وسرطان الفم ومرض الكبد والتهاب الأمعاء وغير ذلك فضلاً عن الآثار النفسية والاجتماعية.
الخمر مسؤول عن موت أربعين ألف إنسان كل سنة في بريطانيا لوحدها. ويتجلى الخطر الأكبر على الأطفال حيث يؤكد العلماء أن دماغ الطفل أكثر تأثراً بالخمر حيث يؤدي الخمر إلى إتلاف خلايا مهمة للنمو، ويؤثر على الذاكرة والتفكير والإدراك.
ويقول الباحثون في جمعية القلب البريطانية:
With alcohol consumption there is a fine line between benefit and risk
أي أنه يوجد خط دقيق بين منافع الخمر وأضراره، وبالتالي لا يمكن معرفة النفع من الضرر، بل إن الأضرار أكبر بكثير كما يؤكد جميع الباحثين، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا).
ويوصي الأطباء في دراساتهم كما في جمعية القلب البريطانية بأن الخمر لا يمكن أن يكون دواء (سبحان الله! هذا ما قاله الحبيب الأعظم: إنها ليست بدواء ولكنها داء)، ويقولون بالحرف الواحد:
However, alcohol should not be used as a medicine and those who are teetotal do not need to start consuming alcohol to benefit their heart health.
أي أن نتائج دراستهم بينت أنه على كل حال لا يجب أن نستخدم الخمر كدواء، والأشخاص الذين لا يتعاطون المسكرات لا داعي لأن يتناولوا أي مسكر ليعالجوا مرض القلب.
"It should be remembered that drinking to excess carries serious health risks.
يجب أن نتذكر أن تناول الخمر يحمل المزيد من المخاطر.
"If you want to improve your heart health our advice is to avoid smoking, eat a balanced diet low in salt and saturated fat and take regular physical activity,"
إذا أردت أن تحسن صحة قلبك نصيحتنا أن تتجنب الدخان وأن تأكل طعاماً متوازناً قليل الملح والدهون وأن تمارس بعض النشاطات الجسدية.
طبعاً هذه نصائح جاءت بعد تجارب مريرة وعلى لسان أناس يعتبر الخمر غذاءهم الأساسي وبعد معاناة مع أضرار هذا الخمر.
وفي بحث آخر صرح بعض الأطباء أن القليل من الخمر مفيد للقلب، ولكن تبين أن هذا القليل سيضرب أجزاء أخرى من الجسد، بل قالوا: إن ممارسة القليل من الرياضة تفيد أكثر بكثير من الخمر، ولذلك نجدهم يتخبطون عندما يتحدثون عن فوائد الخمر وتختلط عليهم الأمور، ولكن جميع الباحثين والأطباء في العالم إذا سألتهم أيهما أفضل سيقول لك على الفور ترك الخمر نهائياً أفضل بكثير.
ولذلك يقول النبي الرحيم صلّى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) [رواه الترمذي]. إذاً ما حرمه الله والرسول هو ضرر للإنسان وما أمرنا به الله ورسوله فيه الخير والنفع الكثير. يقول عز وجل: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7].
والآن عزيزي القارئ أليس هذا ما جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً؟ إذاً استمع معي إلى البيان الإلهي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 90-91].
العلماء يطلقون أقوى التحذيرات لمنع تعاطي الخمر
كلما تقدم العلم أكثر اكتشفنا عظمة وروعة الحقائق التي جاء بها الإسلام، فطالما تغنى الملحدون والعلمانيون بحريتهم وبشربهم للخمر واستمتاعهم بالملذات، ولكنهم بدأوا يعودون لنفس تعاليم الإسلام، ولكن بعد فوات الأوان.
فقد لفت انتباهي أحد الإخوة – جزاه الله كل خير – لنداء أطلقه العلماء منذ أيام يحاولون فيه محاولات مستميتة لإنقاذ الشباب من شر الخمر، وسوف أنقل لكم يا أحبتي ما جاء على لسان هؤلاء العلماء وهو غير مسلمين، عسى أن ندرك عظمة هذا الدين عندما حرم الخمر نهائياً، فحل بذلك مشاكل صحية ومالية واجتماعية لا تُحصى.
فقد نشرت جريدة "ديلي ميل" بتاريخ 18/4/2008 مقالاً يتضح من خلاله مدى الكارثة التي تحل بشباب الغرب نتيجة تعاطيهم للمسكرات، ونداء للتوقف عن تعاطي الخمور والدعاية لها وتعريف الناس بأخطارها بل وتأنيبهم على شربها.
وقد استجاب لهذا النداء بعض زعماء العالم فأطلقوا حرباً على الخمر التي تحطم حياة ملايين البشر من رجال ونساء وأطفال! ويركزون على المساوئ الكبيرة التي تنعكس على المجتمع وبخاصة الأطفال، فقد أثبتت الإحصائيات أن 40 بالمئة من حوادث العنف المنزلي تصدر من شارب الخمر، و أكثر من 40 بالمئة من جرائم القتل سببها شارب الخمر، وفي الاتحاد الأوربي يقتل كل عام عشرة آلاف إنسان في حادث سيارة بسبب شرب الخمر!
في بريطانيا هناك مليون طفل يمسهم العنف من قبل شارب خمر، ونصف مليون ضحية بسبب شرب الخمر، ولذلك فإن هؤلاء العلماء يقترحون منع الدعايات للكحول، ورفع الضرائب عليه ورفع أسعاره، ويموت الآن آلاف الشباب والبنات بسبب تعاطي البيرة بل إننا نرى أمراض الكبد والفشل الكلوي انتشرت بشكل غير مسبوق بين الشباب الصغار ممن يشربون الخمر.
إذاً يحاول العلماء اليوم شن الحرب على من يتعاطى الخمر، ومن يصنعه، ومن يبيعه ومن يسوّق له! فهل عرفتم يا أحبتي لماذا حارب الإسلام الخمر قبل ألف وأربع مئة سنة؟ ولماذا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب الخمر، وعاصره، وبائعه، وحامله، بل أطلق أعظم تحذير في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن أضرار الخمر، فقد جاء عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْه) [سنن أبي داود 3189]. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة مُدمن خمر) [ابن ماجه 3376].
وقد جاء عن سيدنا رسول الله إشارات توضح علاقة الخمر بالفاحشة والعنف والقتل وغير ذلك، فعن عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : (اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ فَقَالَتْ إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ قَالَ فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا فَسَقَتْهُ كَأْسًا قَالَ زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْس، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لا يَجْتَمِعُ الإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَه) [رواه النسائي 5666].
أليس هذا ما تؤكده إحصائيات الغرب اليوم، من أن الخمر هو أساس الكثير من القتل والجرائم والاغتصاب والعنف؟ ونقول لكل ملحد مستكبر: هذا هو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وهذه هي تعاليمه، وهذا ما كان يدعو إليه، فاقرأ عنه قبل أن تستهزئ به. يقول تعالى عن أمثال هؤلاء: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) [البقرة: 15-16].
قليل من الخمر يؤدي إلى السرطان
كثيراً ما كانت النساء في الغرب ينظرن إلى الخمر على أنه شيء مفيد يذهب الهموم ويساعد على السعادة، ولكن الأبحاث الجديدة جاءت على خلاف ذلك. وقبل أن نستعرض البحث الجديد نود أن نذكر بقول النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما قال: (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، وأن الخمر داء وليست دواء، وأن الله لعن شارب الخمر، فلا يقبل له صلاة أربعين يوماً... وأحاديث كثيرة تحذر من خطورة الخمر.
وسبحان الله يأتي العلماء بعد أربعة عشر قرناً ليطلقوا التحذير نفسه، أليس هذا يشهد على صدق نبينا عليه الصلاة والسلام، إذاً تأملوا معي هذه الدراسة العلمية الجديدة. فقد حذر تقرير للمعهد الوطني الأمريكي للسرطان، النساء في منتصف العمر واللواتي يعاقرن الخمر يومياً من خطورة الإصابة بالسرطان، إذ يصبحن أكثر عرضة للإصابة من اللواتي لا يتعاطين الخمر يومياً.
ورغم الاعتقاد بأن تعاطي الخمر بكميات قليلة يومياً يخفض الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية للنساء والرجال معاً، إلا أن الدراسة ترى أن مخاطر تناول الكحول يومياً تزداد مع ازدياد الكميات المشروبة.
ففي دراسة واسعة شملت مليون وثلاث مئة ألف امرأة، وجد أن النساء في منتصف العمر واللواتي قلن إنهن شربن باعتدال لديهن مخاطر الإصابة بأمراض الكبد، والمستقيم، وسرطان الثدي، مقارنة بالنساء اللواتي شربن أقل من مشروبين أسبوعياً. وربطت الدراسة أيضا بين تعاطي الكحول وخطر الإصابة بسرطان الفم والبلعوم والمريء والحنجرة، ولكن فقط في حالة المزج بين الشرب والتدخين.
وبالمقارنة مع أولئك الذين يشربون مرتين في الأسبوع، ارتفعت مخاطر الإصابة بالسرطان مع تناول كأس إضافية يومياً، وكانت أعلى بالنسبة لأولئك الذين استهلكوا 15 كأساً أو أكثر في الأسبوع، من أولئك الذين تناولوا بين 7 إلى 14 مشروباً في الأسبوع.
صورة بالمجهر الإلكتروني لخلية ثدي سرطانية أثناء انقسامها، ويؤكد العلماء أن شرب الخمر يسرع عملية انقسام هذه الخلايا، بينما يؤكدون في دراسة أخرى أن شرب زيت الزيتون يبطئ انقسام هذه الخلايا الخطيرة، وسبحان الله! فقد حرم الخمر وسماها النبي أم الخبائث، وأحل زيت الزيتون، وسماها القرآن بالشجرة المباركة، فانظروا معي كيف تأتي الدراسات لتتفق مع ما جاء في القرآن قبل 1400 سنة، أليس هذا إعجازاً واضحاً؟
وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة ناومي ألن من وحدة أمراض السرطان في جامعة أكسفورد إن خطر السرطان كان نفسه عند النساء اللواتي تناولن النبيذ أو أي أنواع أخرى.. وهذا يشير إلى أن تعاطي الكحول، وليس غيرها من المواد الأخرى في الخمر هو العامل الأهم في تحديد مخاطر الإصابة بالسرطان. فاحتمال الإصابة بسرطان الثدي عند اللواتي يتناولنه بكثرة معروف منذ زمن طويل ولكن كان هناك القليل من البحوث التي ربطت الكحول بالسرطان عند النساء.
انظروا يا أحبتي إلى هذه الفاكهة التي جعلها الله من فواكه الجنة، ما أجمل منظرها وطعمها، ولكن الإنسان قد شوَّه هذه الفاكهة بصنع الخمر منها وجعل طعمها لاذعاً وغير مستساغ وأضر جسده وعقله، فقط ليرضي الشيطان وينسى الإله العظيم الذي تفضل عليه بهذه النعم!!
والآن أحبتي في الله! لو تأملنا أقوال هؤلاء العلماء بحرفيتها نجد أنها تحذر من شرب القليل من الخمر، فهذه الباحثة تؤكد بشدة على أن القليل من الخمر يكفي لزيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي وتقول بالحرف:
"Even relatively low levels of drinking -- on the order of one alcoholic drink per day -- increase a woman's risk of developing cancer,"
وهذا يعني أنه حتى المعدلات القليلة من الخمر يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان عند النساء. ولذلك نهى النبي عن تناول الخمر ولو بكميات قليلة! وقد جاء في هذه الدراسة أن المرأة حتى ولو شربت 10 غرامات فقط، أي قطرات قليلة زاد عندها احتمال الإصابة بسرطان الثدي والكبد والمستقيم.
إن موضوع الخمر يشوش العلماء كثيراً، فتارة يجدون بعض المنافع في شرب النبيذ الأحمر، وغالباً ما يجدون المخاطر والأمراض جراء تناوله، ولكنهم ينصحون دائماً بعدم شرب الخمر كعلاج، لأنه قد يفيد القلب مؤقتاً، ولكنه يضرب الكبد والدماغ وأجزاء أخرى في الجسد، ولذلك يحذرون من تعاطي الخمور مهما كانت الكمية قليلة.
وهنا أود أن أتذكر آية عظيمة حددت لنا وجود بعض المنافع في الخمر، ولكن الضرر أكبر بكثير، يقول تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219]. فقد أوضحت هذه الآية وجود منافع في الخمر (منافع اقتصادية لصانعه، ومنافع قليلة جداً للقلب) ولكن الخطورة أكبر بكثير ولذلك قال تعالى: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)، وهذه الآية تشهد على صدق القرآن.
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم والذي بعثه الله ليشرح لنا القرآن ويطبقه تطبيقاً عملياً، حذر من الخمر ونهى عن شربه ولو بكميات قليلة، وهذا ما يحذر منه الباحثون اليوم، بما يتفق تماماً مع تحذير النبي صلى الله عليه وسلم.
ملاحظة
المعهد الفرنسي لمكافحة السرطان يؤكد أن تناول الكحول وخاصة الخمر ينبغي أن يتوقف, وتؤكد وزارة الصحة الفرنسية أن كأساً واحدة من الخمر يومياً تزيد فرص احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 168%. ويقول مدير معهد مكافحة السرطان "دومينيك مارانشي" إن شرب جرعات من الخمر مهما كانت قليلة يسبب أضراراً لا يمكن تصورها لصحة الإنسان، فلا يمكن لكمية من الخمر, مهما قلَّت, أن تفيد الإنسان في شيء.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها المسؤولون الفرنسيون من مخاطر الخمر, فقد أكدت صحيفة التايمز أن السلطات الطبية في كل أنحاء العالم ما فتئت تحث الناس على التوقف عن شرب الخمر حفاظاً على صحتهم. الصحيفة ذكرت أن تقرير وزارة الصحة اعتمد على مقارنة أجرتها بين مئات الدراسات الدولية واستنتجت وجود علاقة بين أنواع من السرطانات وبين الغذاء والشراب وأساليب الحياة. وأكد الموجز الذي أعدته الوزارة أن الكحول يسهل الإصابة بسرطانات الفم والحنجرة والمريء والقولون المستقيم والثدي.
هل يجوز التداوي بما حرم الله؟
لقد نهى الرسول صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالمحرمات مثل الخمر فقال: (إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داءٍ دواءً فتداووا ولا تداووا بمحرم) [رواه أبو داوود]. وقد سئل الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالخمر فقال: (إنه ليس بدواء ولكنه داء) [رواه مسلم]. و نحن نعـلم يقينـاً اليـوم المضـار الكثيرة للخمور والمسكرات بأنواعها، ويكفي أن نعلم بأنه في بريطانيا لوحدها يموت كل عام بسبب الإدمان على الخمر أكثر من (200) ألف شخص!
تمتد تأثيرات الخمر السيئة لجميع أجهزة الجسم وتتركز معظم التأثيرات في الجهاز العصبي. فعندما يمتص الخمر في المعدة وينتقل عبر الدم إلى الدماغ فإنه يعطل عمل أجهزة الدماغ ويفقدها القدرة على التوازن ويؤثر على مراكز التنفس الدماغية وقد يؤدي إلى الموت.
إن الأجهزة الحساسة والمعقدة في الجسم هي الأكثر تأثراً بالخمور، فالجملة العصبية والكبد والغدد الصم حيث يسبب الخمر لها اضطرابات خطيرة. يبدأ تأثير الخمر منذ شربه على الفم والشفتين واللسان وقد يظهر سيلان لعابي أو جفاف في اللسان، وقد يؤدي إلى سرطان اللسان. كما يسبب الخمر توسع المري والأوعية الدموية مما يؤدي إلى تقرحات خطيرة. كما بينت الدراسات الحديثة أن معظم المصابين بسرطان المري هم من مدمني الخمور.
أما تأثير الخمر على المعدة فيسبب احتقان الغشاء المخاطي وزيادة في إفرازات حمض كلور الماء مما يؤدي إلى إصابة المعدة بتقرحات مزمنة، وقد يتطور الأمر ويؤدي للإصابة بسرطان المعدة. وبالنسبة للأمعاء أيضاً وعند تعاطي المسكرات تصاب بالتهابات خطيرة، كما تصاب بعسر الامتصاص، بالإضافة إلى اضطراب حركتها وتشنجها.
الأثر الأكثر خطورة نجده من نصيب الكبد، حيث يؤدي تعاطي الخمور إلى تسمم الكبد وتشحمه وتضخمه. وليس غريباً أن نعلم بأنه في فرنسا مثلاً يموت سنوياً أكثر من عشرين ألف إنسان بسبب تشمع الكبد الغولي الناتج عن تعاطي الخمور.
القلب أيضاً ليس بمعزل عن تأثير الخمر، فالذي يتعاطى الخمر نجد قلبه مضطرباً غير مستقر، وتحدث زيادة في ضغط الدم تؤثر على القلب مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وإلى الجلطات القاتلة.
كما أن مدمن الخمر يكون جسده أقل مناعة ومقاومة ضد الأمراض مما يسهل على الفيروسات اقتحام أجهزة الجسم وتدميرها دون أية مقاومة تذكر. من هنا تتضح لنا الحكمة النبوية الشريفة في تحريم الخمور ويتضح لنا صدق كلام النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) [رواه مسلم].
كما ثبت تأثير الخمر على الجنين، فالمرأة التي تتعاطى الخمر يدخل هذا الخمر إلى دمها ويمتصه الجنين ويتأثر بشكل خطير وقد يتشوه خلقياً وعقلياً. وبينت الأبحاث الطبية أن شرب الخمر يؤثر على الأولاد فتجدهم في الغالب مدمني خمر. إذن تأثير الخمر يمتد ليشمل نسل المدمن وذريته، ومن هنا نجد النهي النبوي عن المسكرات مهما كانت قليلة ليدفع الضرر عن الإنسان.
يقول النبي الرحيم صلّى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) [رواه الترمذي]. إذن ما حرمه الله والرسول هو ضرر للإنسان وما أمرنا به الله ورسوله فيه الخير والنفع الكثير. يقول عز وجل: (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب) [الحشر: 7] .
الخمر أكثر ضرراً من التدخين وضغط الدم
جميع الدراسات العلمية تؤكد الأضرار الكبيرة للخمر، وحتى الآن لا توجد دراسة واحدة تقول بفائدة الخمر، إلا بعض الدراسات الشاذة التي أُعدت للدعاية فقط ولأسباب تجارية. وكلما تطور علم الطب كشف قائمة جديدة بالأمراض التي يسببها تعاطي الخمور بأنواعها. فقد حذرت دراسة طبية من أن شرب الكحول قد يؤدي إلى العديد من الوفيات وحالات الإعاقة، تماماً كالتدخين وارتفاع ضغط الدم.
وقال الفريق الذي أعد الدراسة ونشرتها مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية، إن الكحول يتسبب في نحو 60 مرضاً مختلفاً. وأضاف الفريق أن أربعة في المائة من الأمراض في العالم سببها الكحول، مقابل 4.1 في المائة يتسبب فيها التبغ و4.4 في المائة من الوفيات التي يتسبب بها ارتفاع ضغط الدم، وتناولت الدراسة العديد من الأمراض منها سرطانات الفم والكبد والثدي وأمراض القلب والسكتة الدماغية، إضافة إلى دور الكحول في حوادث السير والغرق والسقوط والتسمم وأيضا عمليات القتل.
ودعت الدراسة إلى تقييد عدد الساعات التي تفتح فيها الحانات أبوابها وأيضاً تحديد الساعات التي يمكن أن تبيع فيها المتاجر الكحوليات. وانتقد البروفيسور السويدي روبن روم اعتزام بريطانيا إصدار تشريع يسمح بتناول الكحوليات على مدار الساعة. من جانبه دعا البروفيسور البريطاني أيان غيلمور الحكومة إلى معالجة التأثيرات الضارة للكحول خصوصا أن 25 في المائة من البريطانيين يشربون الكحول ونحو ثلاثة ملايين منهم مدمنون!
ونقول يا أحبتي إن مثل هذه الدراسات تؤكد يوماً بعد يوم صدق التشريع الإلهي في تحريم الخمر، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 90-91]. فقد بدأ الله ترتيب المنكرات كما يلي: (الْخَمْرُ - َالْمَيْسِرُ - َالْأَنْصَابُ – َالْأَزْلَامُ)، فجاء الخمر على رأس القائمة، فالقمار أو الميسر له أضرار اقتصادية ونفسية واجتماعية كبيرة تخبرنا بها الإحصائيات اليوم.
أما الأنصاب وهي حجارة كان المشركون يذبحون قرابينهم عندها ويقربونها للآلهة (المزعومة)، والأزلام هي قداح كانوا يستقسمون بها (كما جاء في ابن كثير). ولذلك فقد حرَّم الإسلام كل هذه المنكرات، لأنها تضعف الإيمان وتجعل الإنسان يؤمن بالأساطير والخرافات، وتملأ قلوب الناس بالضغينة والبغضاء، هذا هو الإسلام: إنه دين العلم والتسامح والمحبة.
ولذلك نجد مئات الأحاديث الشريفة تنهى عن الخمر بل فيها من الترهيب الشيء الكثير، فلا يدخل الجنة مدمن خمر! وقد لعن الله شارب الخمر وعاصرها وحاملها وآكل ثمنها وناظرها وهم في الإثم سواء! وقد ساهمت هذه الأحاديث في إبعاد المسلمين عن ظاهرة الإدمان التي يعاني منها الغرب اليوم، وتجد علماءهم يطلقون الصيحات والتحذيرات ولا حياة لمن تنادي. فقوة الأوامر النبوية كانت سبباً مباشراً في تخفيض نسبة المدمنين على الخمر في العالم الإسلامي، ولكننا نرى اليوم أن نسبة الذين يتعاطون الخمور من المسلمين في ازدياد بسبب بعدهم عن تعاليم دينهم ومحاولة منهم لتقليد الغرب في كل شيء، فهل نعود لهذا الدين الحنيف وإلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
الخمر يضر مرضى القلب
إنها أم الخبائث ورأس الفتن ومفتاح كل شر. حذّرنا الله من شرها والنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم نهى عن شربها وحملها وبيعها بل والنظر إليها. فقال: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْه) [رواه أبو داود].
وقد صحح النبي معتقدات الجاهلية حيث كان البعض يتناول الخمر للعلاج والشفاء، فأخبر النبي أنها داء وليست دواء. والآن ماذا كشفت الأبحاث الجديدة حول التأثيرات الضارة للخمر؟ وبخاصة إذا علمنا أن بعض الأبحاث تحدثت عن فوائد الخمر في علاج أمراض القلب! وهذه المزاعم تأتي دائماً كتبرير لتعاطي الخمور وليست أبحاثاً علمية صحيحة.
فقد نصحت مؤسسة أمراض القلب الأمريكية الأطباء بعدم وصف النبيذ الأحمر كدواء فعال في تجنب الأزمات القلبية. وتقول الجمعية إن الفوائد المزعومة للنبيذ الأحمر التي كان يعتقد بأنها تقي من الأزمات القلبية غير مؤكدة، وإن على الأطباء أن يصفوا طرقاً وأدوية أخرى ذات منافع مؤكدة بهدف التقليل من مخاطر أمراض القلب.
ويقول البروفيسور "إيرا جدولدبيرغ" من جامعة كولومبيا في نيويورك والعضو في جمعية أطباء القلب الأمريكية إن هناك خيارات أخرى لتقليص المخاطر أكثر أماناً ولا تحمل المخاطر التي تقترن بتعاطي المشروبات الكحولية. وأن على المرضى الذين يريدون تقليل مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية استشارة الأطباء المتخصصين بهدف تخفيض نسبة الكولسترول وتقليص ضغط الدم، والسيطرة على وزنهم من خلال القيام بمزيد من التمارين الرياضية وتناول المأكولات الصحية.
ويؤكد البروفيسور "جولدبيرغ" أنه ليس هناك أي دليل على أن تعاطي النبيذ أو أي أنواع الكحول يمكن أن يعوض عن الأساليب التقليدية للاحتفاظ بصحة جيدة. ويعتقد عدد من العلماء بأن شرب النبيذ بالأخص النوع الأحمر يساعد على تجنب التأثيرات السلبية للكولسترول والشحوم، وقد أشارت بعض الإحصائيات في أوروبا إلى أن معدل الوفيات نتيجة أمراض القلب منخفض في المناطق التي يستهلك فيها النبيذ باستمرار.
لكن البروفيسور جولدبيرغ يقول إن السبب في تقلص معدل الوفيات نتيجة لأمراض القلب في تلك المناطق ربما يعود إلى تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات وتقلص نسبة استهلاك المنتجات الحيوانية كالحليب ومشتقاته. أما مؤسسة أمراض القلب الأمريكية فقد اعترفت بما توصلت إليه أكثر من ستين دراسة من أن تناول الكحول بكميات معتدلة يؤدي إلى ارتفاع في الكولسترول ذا الكثافة العالية المفيد للصحة.
إلا أن البروفيسور جولدبيرغ يقول بإمكانية المحافظة على مستويات مرتفعة من هذه المواد الشحمية المفيدة بتناول مادة النياسين، فيتامين ب 3 ، كما قال إنه لا وجود لبراهين دامغة تثبت أن للمواد المضادة للأكسدة التي يحتويها النبيذ الأحمر أي تأثير واق. ويؤكد البروفيسور على أن المواد المضادة للأكسدة نفسها التي يحتويها النبيذ الأحمر موجودة كذلك في عصير العنب غير المخمر، وبدون المضار المتأتية عن تناول المسكرات.
يؤكد العلماء أن تناول العنب مفيد للصحة وليس له أي أضرار وبالتالي يمكن الاستعاضة عن الخمر بشراب العنب، لاسيما أن العلماء يكتشفون كل يوم أسراراً جديدة للعنب، ولا ننسى أن العنب من فواكه الجنة!
وتؤكد النصائح التي أصدرتها مؤسسة أمراض القلب الأمريكية أن الكحول مضر بالصحة، فعلى سبيل المثال، قالت المؤسسة إن تناول أكثر من كأسين في اليوم الواحد قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عند بعض الأشخاص. كما قد يؤدي الإفراط في تناول المشروبات الكحولية إلى الإصابة بأمراض العضلة القلبية والجلطة الدماغية وعدم انتظام ضربات القلب وموت الفجاءة!!
أي أن العلاج يجب ألا يكون بالخمور، وهنا نتذكر الهدي النبوي في العلاج عندما نهى الرسول صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالمحرمات مثل الخمر فقال: (إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داءٍ دواءً فتداووا ولا تداووا بمحرم) [رواه أبو داوود]. ومن هنا ندرك أن كل ما حرمه الله فيه الشر، وكل ما أباحه فيه الخير.
ويؤكد البروفيسور جولدبيرغ أن الكحول من المواد المؤدية للإدمان وله الكثير من المضار، حيث قد يؤدي تناول حتى كميات معتدلة منه إلى تأثيرات سلبية عند بعض الأشخاص، ودعمت مؤسسة أمراض القلب البريطانية موقف مؤسسة أمراض القلب الأمريكية. فقد قال ناطق بلسان المؤسسة البريطانية إنه بالرغم مما يعتقد من أن لتناول كميات قليلة من الكحول فوائد في حماية القلب، فإن تناول أكثر من وحدتين منه في اليوم الواحد قد يكون مضراً. إن الاعتقاد السائد هو أن للنبيذ الأحمر بشكل خاص فوائد أكثر من غيره لاحتوائه على مواد مضادة للأكسدة قد تساعد في خفض نسبة الكولسترول في الدم، لكن ذلك لا يعني أن الكحول يصلح بديلاً للسبل الأخرى المستخدمة في تقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب.
وهنا نتذكر كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما أكد أن الخمر داء وليست دواء، وذلك عندما سئل عن التداوي بالخمر فقال: (إنه ليس بدواء ولكنه داء) [رواه مسلم]. وهذا الحديث يشهد على صدق النبي لأنه لم يكن أحد في ذلك الزمن يعلم هذه الحقيقة الطبية. بل إن الرأي المسيطر في ذلك الزمن أن الخمر مليئة بالفوائد والمنافع.
وتنصح مؤسسة أمراض القلب البريطانية، من أجل الحفاظ على قلب سليم، بضرورة الإقلاع عن التدخين والإكثار من تناول الفواكه والخضروات، والإقلال من تناول الشحوم، والقيام بفعاليات رياضية لنصف ساعة في خمسة من أيام الأسبوع على الأقل. وتؤكد الجمعية الطبية البريطانية حديثاً من خلال عدد من الدراسات على ضرورة تجنب تعاطي الكحول... وهذا ما أمرنا به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 90].
وإن الذي يتتبع الأبحاث الطبية الصادرة حديثاً عن أضرار الخمر يدرك بأن عدداً كبيراً من العلماء المنصفين من أمثال البروفيسور جولدبيرغ يؤكدون أن الخمر لا يمكن أن تكون دواء، وإن تعاطي القليل منه يضر بالبدن. وهذا ما أخبر به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) [رواه الترمذي]. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل مدمن الخمر لا يدخل الجنة، فقال: (لا يدخل الجنة مُدمن خمر) [رواه ابن ماجه].
ويقول أيضاً: (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) [رواه مسلم]، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم ومن خلال هذه النصائح تمكّن من تربية الشخصية المسلمة بأفضل صورة، وحيث يعجز العلماء اليوم بل ويعترفون بفشلهم في تجنيب الناس هذا الوباء، فإن نجاح النبي في مهمته دليل على أنه مؤيد بالعناية الإلهية، وأن الله تعالى هو من أرسل هذا النبي وأيده بنصره.
وبالتالي يمكننا القول إن مثل هذه الأحاديث الشريفة (أحاديث تحريم الخمر) تعتبر من معجزات النبي وهي دليل مادي ملموس على صدق رسالته للناس جميعاً، ولتكون وسيلة للهداية إلى الله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 158].
دراسة تثبت أن القليل من الخمر يضر الإنسان
يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 90-91]. لقد وضع الحبيب الأعظم قاعدة ذهبية حول الخمر حيث نهى عن شرب الخمر نهائياً، قال النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام: (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، وقد لعن الله شارب الخمر ولو بكمية قليلة، هذا ما تؤكده الآيات والأحاديث قبل ألف وأربع مئة سنة على لسان الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم.
ولكن بعض الأطباء كانوا يزعمون أن القليل من الخمر يمكن أن يكون علاجاً وشفاءً، وزعم البعض أن القليل منه ينعش الفؤاد، فماذا تقول آخر دراسة عن موضوع الخمر؟
في دراسة أجرتها الدكتورة Sarah Lewis من قسم الطب الاجتماعي بجامعة بريستول وجدت علاقة قوية بين تناول الخمر وبين ارتفاع ضغط الدم، وقالت إن شرب الخمر يؤثر على ضغط الدم أكثر بكثير مما كنا نتصور سابقاً.
وقد أكد عدد من الباحثين أن الإنسان حتى لو تناول كمية قليلة من الخمر فإن ذلك سيؤثر سلباً على صحته ويؤدي تدريجياً إلى ارتفاع في ضغط الدم، والذي يسبب الموت المفاجئ لصاحبه إن لم يتخلص من تعاطي الخمر نهائياً.
تقول الدكتور سارة: "إن هذه الدراسة تظهر أن استهلاك الخمر ربما يزيد ضغط الدم لحدود كبيرة جداً أكثر مما كنا نعتقد وحتى لو شرب الإنسان الخمر بكميات قليلة".
ونقول سبحان الله! يأتي العلم دائماً ليشهد على صدق هذا الدين الحنيف، وإن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم عندما نهى عن شرب الخمر أو أي شيء مسكر، فإنه كان على حق، وصدق الله عندما قال في حقه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].
القليل من الخمر يضر الجنين
قرأتُ هذا الخبر العلمي على موقع بي بي سي وأحببتُ أن أتابع سلسلة المقالات التي تؤكد صدق ما جاء في كتاب الله تعالى، فطالما انتقد المشككون هذا الكتاب العظيم، وقالوا إن محمداً هو الذي حرَّم الخمر كرد فعل غاضب على موقف صدر من عمه حمزة الذي شرب الخمر ثم عقر ناقتي علي بن أبي طالب، ولما جاء النبي يعاتبه شتَمه فغضب النبي وحرم الخمر!!!
طبعاً يا أحبتي هذه القصة وغيرها من القصص التي لا أساس لها، يتعلَّق بها الملحدون لتبرير إلحادهم، ولإقناع ضعاف القلوب بأن محمداً هو من جاء بتعاليم الإسلام، وأقول: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي كتب القرآن فلماذا يحرّم الخمر نهائياً؟ ألا يخاف أن يخسر قبيلة قريش؟ وهل شرب النبي قطرة خمر واحدة في حياته؟ وما الذي يدفعه إلى تحريم الخمر، مع العلم أن أهل الكتاب في زمنه كانوا يحللون الخمر ويشربونه، فلماذا حرم النبي الخمر نهائياً؟ بل ولعن عاصره وحامله وبائعه وشاربه؟
إن هذا التحريم صحيح علمياً، لأن الأطباء اليوم يصرخون ويستغيثون ويطلقون التحذيرات لمنع الناس من تعاطي الخمور بعد الأعداد المرعبة لحالات الوفاة والإصابة بالسرطان والأمراض المستعصية نتيجة الإدمان على الخمر. ولكن بعض الملحدين يدعون أن القليل من الخمر لا يضر الجسد، ويقولون لا داعي لتحريم الخمر نهائياً، لأن القليل منه يفيد القلب!
وسبحان الله! في كل يوم يكتشف العلماء (الملحدون أنفسهم) أن هذه الادعاءات باطلة وأن القليل من الخمر فيه ضرر كبير على صحة الإنسان، والبحث الجديد الذي قام به علماء غربيون على نساء حوامل، أثبتوا أنه حتى النساء اللائي يلتزمن بالحدود القصوى المأمونة للكحول التي حددتها الحكومة، فإنهن قد يسببن أضراراً للأجنة في بطونهن.
فإذا أرادت النساء الحوامل أن يحافظن على سلامة أطفالهن فلا خيار أمامهن سوى الإقلاع عن شرب الخمر "كلياً"، فقد كشفت الاختبارات التي أُجريت على الأجنة في الأرحام أن تناول الحوامل لما يعادل أربعة أقداح من النبيذ في الأسبوع، وهو الحد الأقصى الرسمي للنساء الحوامل، يؤثر في تطوّر نمو الأطفال.
وتتلخص النصيحة الطبية الرسمية في بريطانيا تقول إنه بإمكان النساء تناول ما مجموعه أربع وحدات من الكحول في الأسبوع دون أن يلحق بهن أي ضرر. ويعادل ذلك أربعة أقداح من النبيذ أو كأسين من البيرة. إلا أن الضغوط تتزايد على الحكومة لإعادة النظر في النصيحة الرسمية حول الكحول.
وقد أجرى 25 باحثاً في جامعة كوينز في بلفاست اختبارات على النساء الحوامل، وأُخضِعت الأجنة لاختبار صحي حسب معايير معينة. فالأجنة تتحرك خلال الحمل داخل بطون الأمهات استجابة لاختبار تنبيه صوتي للطفل من خارج بطن الأم. ويعتبر الأطباء هذه الاستجابة إشارة إيجابية على أن الدماغ والجهاز العصبي المركزي يعملان بشكل جيد. غير أن الباحثين وجدوا أنه حتى بين النساء اللائي يلتزمن بالحد الأقصى المحدد رسميا للكحول، فإن عدداً أقل من أطفالهن يجتازون اختبار المنبه الآنف الذكر مقارنة بالأمهات اللواتي لا يتناولن الكحول كلياً!!
تؤكد الدكتورة جنفير ليتل-جامعة كوينز- بلفاست، أن نتائج الأبحاث تشير إلى أن تناول حتى أدنى كمية من الكحول يؤثر على الجهاز العصبي المركزي. ويؤكد الأطباء اليوم أن الإفراط في تناول الكحول وتجاوز الحدود سوف يقود حتما إلى إصابة الأطفال بمرض الإدمان على الكحول.
تقول الدكتورة جنيفر ليتل، وهي التي قامت بهذه الدراسة إن النتائج تشير إلى أن تناول حتى أدنى مستوى من الكحول يترك أثراً ضاراً على عمل الجهاز العصبي المركزي، وتؤكد أنها لا تريد أن تُقلِق النساء ولكنها تدعو النساء إلى الحذر الشديد من الكحول حتى يتم التأكد قطعياً من أن تناول كمية محددة من الكحول لن يترك أية تأثيرات على النساء والأجنة.
في الولايات المتحدة، تنصح الجهات الصحية الرسمية النساء الحوامل بترك الكحول كلياً، لكن أكثر من ثلثي النساء البريطانيات الحوامل يواصلن تناول الكحول أثناء فترة الحمل مما يجعل أبناءهن عرضة للتأثر بشتى الأمراض.
وكانت الكلية الملكية البريطانية للقابلات قد نصحت سابقاً بأن تناول ما يعادل ثماني وحدات من الكحول يعتبر ضمن حدود السلامة، وقالت متحدثة باسم الكلية إن الأبحاث تتغير باستمرار وإن الكلية لا تريد أن تقلق النساء اللواتي يرغبن في تناول قدر معقول من الكحول أحياناً. وتضيف إن قليلا من الكحول ليس ضاراً لكن الطريق الوحيد لضمان عدم تأثر الأجنة هو الإقلاع عن الكحول كلياً.
لكن متحدثا باسم وزارة الصحة البريطانية قال إن نصيحة الوزارة، التي تسمح للحوامل بتناول قدر قليل من الكحول، مبنية على أساس الدليل المقدم من لجنة خبراء السموم في عام 1995، ومن الجدير بالذكر أن الدراسة الحالية اعتمدت على عينة من الأطفال عددهم 120 طفلاً. وبالنظر لحجم الخطورة التي يتركها تناول الكحول على صحة الأطفال فإن أفضل السبل لتجنب تعرض النشء الجديد للأمراض هو الإقلاع عن الكحول كلياً، وهذا ليس ثمناً باهظاً تدفعه الأمهات لقاء سلامة أبنائهن.
الخمر الوهمي يؤثر أيضاً
قرأت مقالة بعنوان "الخمر الوهمي" على موقع بي بي سي ووجدتُ من المفيد أن أعرِّف إخوتي وأخواتي بنتائج هذا البحث العلمي الذي أُجري حديثاً، ومع أن التجربة بسيطة، إلا أن نتائجها كبيرة، وتهمنا كمسلمين، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها واستفاد منها، ونحن نحاول الاستفادة من الأبحاث الغربية في ترسيخ الإيمان وتقوية الحجة، لأن مثل هذه الأبحاث عندما تأتي متفقة مع الكتاب والسنة، فهذا يدل دلالة واضحة (لكل من في قلبه شك) على أن الإسلام هو الدين الحق.
فقد قال الباحثون إن مجرد الاعتقاد بأن المرء يعاقر الخمور يمكن أن يعوق قدرته على التمييز ويضعف ذاكرته. وفي بحث نشر في دورية علم النفس الأمريكية قالت "سيما اصفي" و"ماريان جاري" المتخصصتان في علم النفس بجامعة فيكتوريا في نيوزيلندا إن الذاكرة يمكن أن تتأثر ببديل وهمي للكحول.
وأظهرت الاختبارات أن الأشخاص الذين شاركوا في التجربة قد أُبلغوا بأنهم يشربون الفودكا.. لكن الحقيقة كانت غير ذلك.. كانوا أكثر تردداً بسبب المعلومات المضللة وعلى يقين بان ذاكرتهم أكثر سلامة من هؤلاء الذين أُبلغوا بأنهم يشربون مياه غازية.
وتقول الدكتورة جاري إن البحث قدم آراء جديدة بشأن طريقة عمل ذاكرة الإنسان وكيف يمكن أن تؤثر العوامل الاجتماعية وغير الاجتماعية على قدرة الشخص على استرجاع الأحداث. إن ما فعلناه هو أننا جعلنا حالة ذاكرة هؤلاء الأشخاص أكثر سوءً بإبلاغهم بأنهم مخمورون رغم أنهم لم يشربوا أي شيء أقوى من المياه الغازية العادية بنكهة الليمون.
وتم تقسيم 148 طالباً إلى مجموعتين من أجل الدراسة وأُبلغ نصفهم بأنهم تناولوا شراب الفودكا والمياه الغازية وأُبلغ النصف الآخر أنهم شربوا مياه غازية فقط. وشرب الجميع مياه غازية عادية في حقيقة الأمر.
وأُجري البحث في غرفة تشبه الحانة مزودة بزجاجات الفودكا ونادل وزجاجات مياه غازية وكؤوس. وسُكبت المياه الغازية من زجاجات الفودكا مغلقة حتى يبدو أنها حقيقية . واكتمل الخداع بإضافة الليمون الحامض إلى الفودكا المزعومة.
وبعد تناولهم الشراب شاهد الطلاب مجموعة من الصور التي توضح جريمة. وقرأوا أيضاً ملخصاً عن جريمة يحتوي على معلومات خاطئة. وقالت سيما اصفي وجدنا أن الأشخاص الذين اعتقدوا أنهم مخمورين كانوا أكثر تأثراً بالإيحاء وأقل قدرة على المتابعة بالمقارنة مع هؤلاء الذي يعتقدون أنهم غير مخمورين.لقد تصرف الطلاب الذي تناولوا "الفودكا والمياه الغازية" على أنهم مخمورين حتى إن بعضاً منهم اظهر علامات بدنية على ذلك. وعندما أُبلغ الطلاب بالحقيقة لم يصدق الطلاب غير المخمورين ذلك.
وقالت الباحثة: عندما أُبلغ الطلاب بحقيقة التجربة في نهاية الدراسة شعر كثيرون بالدهشة من أنهم تناولوا مياه غازية عادية وأكدوا أنهم شعروا بأنهم مخمورون في ذلك الوقت. لقد أظهرت الدراسة أنه "مجرد تفكير المرء في أنه يعاقر الخمر يؤثر على سلوكه".
أما أهمية هذا البحث فهي أنه يوضح أن الذاكرة ليست مجرد حشو بالمعلومات مثل جهاز الكمبيوتر، بل إن الذاكرة هي مجموعة من المعلومات تتضمن كل ما نستخدمه للفهم وتذكر الأحداث في إطار اجتماعي، مثل مشاهدة جريمة.
والآن يمكن أن نخلص إلى النتائج التالية في ضوء الكتاب والسنة الشريفة:
1- قبل كل شيء تذكرني هذه التجربة بحديث عظيم لعن فيه رسول الله شارب الخمر وعاصره وحامله وناظره!! وكنتُ أتساءل ما بال "ناظره" ولماذا لعنه النبي صلى الله عليه وسلم، وهل النظر إلى الخمر محرم؟
بناء على البحث السابق فإن الدماغ ينشط ويتأثر بأي شيء يجري حوله، وبالتالي فإن مجرد التفكير بالخمر يؤثر على سلوك الإنسان ويضعف ذاكرته، فكيف بمن ينظر إلى الخمر؟ لا شك أنه سيتأثر وبالتالي فقد حرَّم رسول الله مجرد النظر إلى الخمر، وفي هذا إعجاز عظيم يدل على حرص النبي على أمته، كيف لا وهو الذي وصفه ربه بصفتين لم يصف بهما إلا نفسه عز وجل، يقول تعالى في حق الحبيب الأعظم: (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128].
2- هناك حديث شريف كان يحيّرني كلما قرأته، وذلك عند الرؤيا أو الحلم، فقد أمرنا النبي إذا رأى أحدنا رؤيا يحبها فليحدث بها، وإذا رأى رؤيا يكرهها فلا يحدث بها ولا يفكر فيها ويستعيذ بالله فإنها لا تضره. والآن ربما أدركنا الحكمة منذ ذلك. فالبحث السابق يؤكد أن التفكير في شيء يؤثر على الدماغ والذاكرة والسلوك، ولذلك أراد لنا النبي أن نفكر بالأشياء التي نحبها لأنها تدخل السرور علينا وتنشط خلايا دماغنا وتجعلنا أكثر تفاؤلاً وأكثر سعادة.
أما الأشياء التي نكرهها (مثل الأحلام المزعجة والكوابيس) فقد أراد لنا النبي ألا نتذكرها ولا نحدث أحداً بها، وأكد أنها لا تضرنا أبداً! لماذا؟ لأن النبي يريد لنا السعادة ويريد لنا السلوك الحسن وألا نتأثر بالأفكار السيئة، فمجرد التفكير بالرؤيا المزعجة يؤثر على سلوكنا ويضعف الذاكرة ويجعلنا أكثر تشاؤماً، وهذا ما لا يريده لنا النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم.
3- إن نتائج البحث السابق تنطبق على كثير من الأمور ولا تقتصر على الخمر، وهذا يعني أن أي فكرة يعتقد بها الإنسان فإن دماغه يتأثر بها وسوف تؤثر عليه مباشرة. وهنا ربما ندرك الحكمة العلمية من تحريم كثير من الظنّ، ولماذا حرَّم التجسس ولماذا حرَّم الغيبة! يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 12].
فهذه التصرفات تؤثر على صاحبها قبل غيره، فالإنسان عندما يظن سوءاً بالآخرين فإنه يتأثر بهذا الظنّ، وسوف تنطبع بذاكرته هذه الأفكار السلبية عن الآخرين. أيضاً عندما يتجسس على الآخرين ويطَّلع على عورات الناس فإنه سيرى الكثير من الأشياء التي يكرهها ويتأثر بها، بل ويظن أن كل الناس (جواسيس) مثله فتجده حذراً في سلوكه يظن بالناس ظن السوء! وعندما يتحدث عن الآخرين بما يكرهون فإنه سيتأثر أيضاً ويعتقد أن الناس يتحدثون عنه بالسوء، فيفقد الثقة بالآخرين.
ولذلك نجد أن الشخص الذي يعاني من عقدة التجسس والتلصص، يصنّفه علماء النفس على أنه مريض، والذي يكثر من الحديث عن الآخرين بغير وجه حق ويكثر من النميمة فإنه يتأثر ويؤدي إلى ضعف الذاكرة لديه، بل هناك أبحاث تؤكد علاقة النميمة بالاكتئاب!
الخمر يؤدي إلى العنف
خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن جرائم العنف بين المراهقين ترتبط بشرب الكحوليات في سن مبكرة. وأوضحت نتائج هذه الدراسة التي أجريت على مجموعة من اللصوص أن الشباب الصغير المتهم في جرائم القتل بدأوا في شرب الكحوليات في سن الثانية عشرة مقارنة مع غيرهم في سن الخامسة عشر. وتقول الدراسة إن الذين ارتكبوا جرائم عنف أيضاً قالوا إن نسبة شربهم للكحوليات تساوي ضعف النسبة التي يشربها أصحاب الجنح غير المرتبطة بأعمال العنف.
ويؤكد الباحثون من خلال المؤتمر الذي عقدته كلية الأمراض العقلية للأطفال والمراهقين أن على صناع القرار أن يتحققوا من العلاقة بين العنف وشرب الكحوليات. وبخاصة أن شرب الكحوليات في سن مبكرة بشكل مكثف يمكن أن يكون علامة على سلوك العنف المتأخر والذي يجب التحقق منه. وتحدَّث الباحثون إلى 21 شاباً من المتهمين بجرائم قتل في بريطانيا قبل سن 18 و 21 آخرين من اللصوص المتهمين في جرائم غير متعلقة بالعنف في السجن، وسألوهم عن عمرهم في أول تجربة لهم في شرب الكحوليات وفي تعاطي المخدرات وعن كمية الشرب في كل أسبوع وكمية المخدرات التي تعاطوها.
وقال جميع المتهمين بجرائم قتل بالإضافة إلى 18 لصاً إنهم شربوا الكحول قبل أن يسجنوا. لكن هؤلاء الذين كانوا في المجموعة المتهمة بالقتل بدأوا في الشرب مبكرا بمعدل 12.3 سنة مقارنة ب 15.5 عاماً في مجموعة اللصوص. وكان متوسط الكمية التي استهلكت في الأسبوع الواحد 64.3 وحدة بين القتلة و 24.2 وحدة بين اللصوص. وفي كلتا المجموعتين استخدم 70 بالمئة منهم القنب بشكل يومي أو أسبوعي. ويقول الباحثون إن دراسات أخرى أظهرت أن الكحول له آثار ضارة على المخ النامي.
وقال الباحثون: "إذا ما كان صناع القرار سيقدمون برامج فعالة لتقليل العنف في طائفة الأحداث فنحن بحاجة إلى فهم العوامل التي تسهم في ذلك، وتوضح هذه النتائج الحاجة إلى تطوير آليات للفحص المبكر والتدخل الفعال في هذه المجموعة الضعيفة من الشباب. ومن جانبه قال اندرو ماك نيل مدير معهد الدراسات الكحولية: الأطفال الصغار الذين يرتكبون جنحاً والذين يتصرفون بعنف أكثر عرضة لشرب الكحوليات، إن البحث الذي يربط بين العنف وشرب الكحوليات كان مثيراً على الرغم من أنها كانت دراسة صغيرة. ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان تعاطي المخدرات يتسبب في العنف أو العكس، فمن المحتمل أن يكون هناك علاقة معقدة بينهما حيث أن السبب والمسبب ربما يعملان في نفس الاتجاه.
تعليق على هذا الخبر العلمي
أحبتي في الله! هذه دراسة علمية جاءت على لسان علماء غير مسلمين، انظروا كيف يربطون بين العنف وبين تعاطي الخمر، ويطالبون بإجراء مزيد من الدراسات والأبحاث، وبذل مزيد من الجهود لإقناع الناس وبخاصة فئة الشباب بالامتناع عن الخمر. ولكن لو رجعنا لديننا الحنيف نجد أن الله تعالى حرَّم الخمر وأخبرنا بنتائجه مسبقاً، وأن شرب الخمر يسبب العداوة والبغضاء بين الناس وبالتالي يقودهم للعنف والجريمة.
يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 90-91]. وسبحان الله، كم كان لهذا النداء من أثر في نفوس المؤمنين، ولذلك نجد جميع المؤمنين الحقيقيين لا يشربون الخمر، ولا ينظرون إليه ولا يجالسون من يشربه، ولذلك نجدهم إخوة متحابين في الله، لا عداوة ولا بغضاء ولا عنف.
ولو تأملنا الدراسات الحديثة نجد أن العلماء والباحثين فشلوا في إقناع الناس بترك ممارسة ال *** والفواحش، وهذه دراسة حديثة جاء فيها:
"كشفت دراسة أمريكية رسمية، أن البرامج المدرسية الرامية لإقناع الطلاب بالإقلاع عن ممارسة ال *** قبل الزواج فشلت فشلاً ذريعاً حيث ثبت أن أولئك الطلاب يعيشون حياة ***ية مماثلة لحياة نظرائهم من سائر الطلاب. وأكدت الدراسة التي أعدت بموجب طلب رسمي من الكونغرس الأمريكي أن طلاب مناهج الامتناع عن ال ***، وحتى تلك المعدّلة حديثاً، مارسوا ال *** بالمقدار ذاته الذي مارسه نظرائهم ممن لم يخضع لتلك المناهج وقد حظوا بعلاقتهم الأولى في الفترة العمرية ذاتها. وكانت تلك المناهج قد تعرضت في السابق لنقد شديد بدعوى عدم جدواها، علماً أن السلطات الفيدرالية الأمريكية تنفق 176 مليون دولاراً سنوياً لتمويلها".
فانظروا يا أحبتي كيف فشل الباحثون الأمريكيون – على الرغم من الملايين التي ينفقونها، والأبحاث العلمية التي يقوم بها علماء نفس ومختصون في التربية وعلماء اجتماع وأطباء، على الرغم من ذلك فشلت التعاليم الأمريكية في إحداث أدنى تغيير في شخصية الشباب، وسؤالنا للذين يعتقدون بأن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس رسولاً من عند الله: كيف استطاع هذا النبي الأمي إقناع العرب وهم الذين يعبدون الأصنام ويدفنون البنات، ويشربون الخمر، ويرتكبون كل أنواع الفاحشة... كيف استطاع إن يقنعهم بترك كل هذه المنكرات؟!
والجواب أن هذا النبي هو نبي مرسل من عند الله، أيَّده الله بنصره، وأن هذه التعاليم من عند الله الذي يعلم نفوس عباده وهو أعلم بما يصلحهم. يقول تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 157-158]، ونقول لهم من جديد: بالله عليكم، هل يمكن أن يصدر هذا مثل هذا الكلام عن بشر؟
لا نملك إلا أن نقول سبحان الله!
انظروا يا أحبتي كيف يغير أطباء الغرب أقوالهم فتجدهم في البداية يسمحون بتناول الخمر بشكل مطلق، ثم بعد سنوات تظهر الأمراض والأخطار فيخفضون الكمية المسموح بها "طبياً"، ثم يظهر أن هذه الكمية تضر الإنسان، فيعودون من جديد ويخفضون الكمية المسموح بها، ويؤكدون أن هذه الكمية ضمن الحدود الآمنة، ولكنهم سرعان ما تكشف لهم الأبحاث أنهم على خطأ. وأخيراً يصلون إلى نتيجة قاطعة أن تناول أي كمية من الخمر يضر بالصحة، فيوجهون النداءات إلى الإقلاع كلياً عن الخمر.
ونقول سبحان الله! أليس هذا ما جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً؟؟! فلماذا نتعب أنفسنا في البحث والتجربة ونتكلف الملايين في سبيل إثبات أن القليل من الخمر يضر وينبغي تركه نهائياً، لماذا نتعب والله تعالى قد أعطانا النتيجة مسبقاً؟ يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 90].
إذاً العلماء يؤكدون أن القليل من الخمر يضر بصحة الجنين، ولكن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أخبر بنتيجة مثل هذه الأبحاث مسبقاً عندما قال: (ما أسكر كثيره فقليله حرام)، فتأملوا كيف يعود العلماء ليرددوا الكلام الذي قاله النبي قبل مئات السنين!
إن هذا ينطبق على كل تعاليم الإسلام، فكل ما جاء به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم هو الحق، وينبغي اتباعه لنكسب سعادة الدنيا والآخرة، وأسأل أولئك الملحدين: ماذا قدم لكم الإلحاد؟ أليس علماؤكم يصرحون اليوم بأن أي كمية من الخمر تضر بالجنين؟ فلماذا لا تتبعوا تعاليم هذا الدين الحنيف؟ ولا نملك إلا أن نقول كما قال تعالى: (رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) صدق الله العظيم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
المراجع:
1.http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/6190473.stm
2.http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/6157650.stm
3.http://news.bbc.co.uk/2/hi/health/6203255.stm
4.http://www.aa-uk.org.uk/alcoholics-anonymous-reviews/2008/04/world-leaders-plan-guilt-campaign-to.html
5.Catalin Marian, M.D., Ph.D., research instructor, oncology department, cancer genetics and epidemiology division, and Peter Shields, M.D., deputy director, Lombardi Comprehensive Cancer Center, Georgetown University, Washington, D.C.; presentations, April 13, 2008, annual meeting, American Association for Cancer Research, San Diego.
6.http://www.healthday.com/Article.asp?AID=624440
7.http://arabic.cnn.com/2009/scitech/2/25/Cancer.Alcohol/
8.http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/*******/article/2009/02/24/AR2009022402361_2.html?hpid=topnews
9.http://arabic.cnn.com/2005/scitech/2/5/alcahol.study/index.html
10.http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1132000/1132035.stm
11.Link between alcohol and blood pressure greater than previously thought, EurekAlert, 4/3/2008.
12.http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_620000/620925.stm
13.http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_tech/newsid_3038000/3038184.stm






رد مع اقتباس
قديم 27-06-2009, 03:08 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مسلمة وافتخر غير متواجد حالياً


افتراضي

جزاك الله خير الجزاء اخي محمد على الموضوع القيم







التوقيع

[SIZE=6][/Shttp://sh11sh.com/vb/image.php?type=sigpic&userid=638&dateline=12815677 76IZE]

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكتاب المقدس يدعو لإدمان الخمر والفجور بنت الفاروق عقيدة أهل السنة والجماعة 1 21-09-2010 03:51 AM
موضوع شامل عن يوم الجمعه محمد أبوبكر رحيق الحوار العام 1 20-05-2010 10:54 AM
(الشيخ عطية محمد سالم) اسماعيل ابراهيم محمد السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 3 30-11-2009 01:54 AM
سالم بن عبد الله طالب عفو ربي السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى 2 29-11-2009 01:05 AM
ماليزية مسلم تطالب بإاقمة حد الخمر عليها علنا ليتعظ الشباب والغرب يحرض على الخمر!! ذو الفقار رحيق الحوار العام 5 25-08-2009 12:31 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة