منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > عقيدة أهل السنة والجماعة
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-2009, 01:15 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي صلة الرحم

بسم الله الرحمن الرحيم





"صلة الرحم"




قال تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقول الله تعالى: أنا الرحمن وهذه الرحم شققت لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته أو قال بتته" .
الرَّحمُ في لسان العرب:- الرّقة والتعطّف؛ والرَّحمة:- المغفرة؛ وقوله - تعالى- في وصف القرآن وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أي فصَّلناهُ هادياً وذا رحمة؛ وقال الله تعالى:  وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ  أي أوصى بعضهم بعضاً برحمة الضعيف والتلطف عليه.
وأم الرحم: مكة, وفي حديث مكة – هي أم رحم – أي أصل الرحمة؛ والمرحومة: من أسماء مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وسمَّى الله الغيث رحمة لأنه برحمته ينزل من السماء.

والرَّحِمُ والرَّحْم: بيت منبت الولد ووعاؤه في البطن, ذوو الرحم: هم الأقارب ويقع على كلِّ من يجمع بينك وبينه نسب, ويطلق في الفرائض: على الأقارب من جهة النساء, ويقال: ذو رحم: مُحرَمٌ ومَحرَم, وهو من لا يحل نكاحه, كالأم والبنت والعمَّة والخالة, أمَّا الرَّحمُ: بضمِّ الميم, القرابة تجمع بني أب, وبينهما رَحمٌ أي قرابة قريبة, وقوله عز وجل: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا .
يمتاز المجتمع الإسلاميُّ عن باقِي المجتمعاتِ بالتَّعاون والتَّراحم بين النَّاس والتعاطف فيما بينهم وذلك لتوحيد الأفكار والمشاعر لدى المجتمع الإسلاميّ الخاضِعِ لنظامٍ واحدٍ من عند
الخالق عزَّ وجلّ, فيغدوا بهذا مجتمعاً متقدِّماً راقياً قادراً على تحمُّل أعباءِ المسؤُوليَّةِ والاهتِمَام
بأمور النَّاس.

ولمَّا أرادَ الإسلامُ أن يضمنَ الطُمأنينة لجمِيع أفرادِ المُجتمع, جعل المجتمع حلقاتٍ يتصل بعضها ببعض وكلُّ حلقة تتكوَّنُ من الأقارب؛ الوالدين يليهما الأقرب, فالأقرب, ثم أوجب بينهم
المسؤولية وجعلها على درجات, وجعل سدَّ حاجةِ العَوَز ومعالجةَ الفقر وَاجبَةً على بعضهم تجاه
المحتاج منهم, ومندوبةً على بعضهم الآخر.
والله - سبحانه وتعالى- حين نهى عن العصبيّة الجاهليّة إنّما نهى عن جَعلِ العصبيّة القبليّة هي الرابطِ بينَ أبناءِ الأمَّة الإسلاميَّة ونهى عن تحكيمها في العلاقات بين المسلمين, وجعل رابطة الإيمان الرابطة المبدئيّة هي الرابطة التي تربط جميع المسلمين في المجتمع وتفرض على كلِّ واحدٍ منهم أن يهتمَّ بأمر المسلمين, قال صلى الله عليه وسلم :"من لم يهتمّ بأمرِ المسلمينَ فليس منهُم, ومن لم يصبح ناصحاً للهِ ولرسوله ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم فليس منهم", وبهذا يكون قد أوجب الإسلامُ على كلِّ فردٍ من أفراده أن يَشعر بالمسؤوليَّة تجاهَ مجتمعهِ فيفخرَ بارتقائه, ويخجل لانحطاطه,ويحزن لحزنه, ويغضب لغضبه, ويتألمُ لفقره, فيكون دون غيره من النَّاس يشعر بالمسؤولية عن الغير.

ومن هنا يتبين لنا أن الرَّحم في الإسلام قسمان: عامّة وخاصّة.
فالرّحم العامّة: كلُّ من تربطك بهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, وصلتها معناها
ملازمة الإيمان والمحبة, ونصرتهم والنصيحة لهم, وترك مضرَّتهم, والعدل بينهم, والقيام
بحقوقهم, قال - تعالى-:  وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  (التوبة, 71 ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
فمن حقِّ المسلم على المسلم أن يبدأه بالسَّلام, ويعودَهُ إذا مَرض, ويشهدَ جنازته إذا مات,وشمَّتَهُ
إذا عطس, ويجيبَه إذا دعاه, وينصحَه إذا استنصحَه، ويحفظَه بظهر الغيب إذا غاب عنه، ويحبَّ
له ما يحبُّ لنفسه ويكرَه له ما يكرَه لنفسِهِ ويُخرِجَ زكاتَهُ تِجاهَ المُحتاج منهم، وقال ابن عباس
رضي الله عنه في معنى قوله تعالى: رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ  قال: يدعو صالحُهُم لطالِحِهم وطالِحُهُم لصالِحِهم،وقال صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، وبهذا يكون
قد أدَّى المسلمُ صلتَه تجاهَ من تربِطهُ بهم شهادَةُ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله، فيستحقُّ
قولَ الله -عز وجل-: أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.

أمَّا الرَّحم الخاصَّة: هم الأقارب، وقرابة الرحم تشمل أقارب الإنسان من الذكور والإناث من جهة والديه أبيه وأمه، أعمامه وأخواله، فهؤلاء لهم حقوقٌ واجبة، كالنفقة، وتفقد أحوالهم، وتركُ التغافل عنهم، وبرُّهم، ونصرتُهم على الحق. فقد روي أنَّ رجلا ًسأل النبي صلى الله عليه وسلم "من أبِرَّ؟ قال: أمُّك وأبَاك وأختُك وأخاك".

وممّا ذُكرعن أبي طلحة أنّه كان أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحبُّ أمواله إليه
بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء طيب فلمَّا نزلت هذه الآية  لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ، قام أبو طلحة وقال يا رسول الله إنَّ الله تبارك وتعالى يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإنَّ أحبَّ مالي إليّ بيرحاء وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال صلى الله عليه وسلم :" بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت وإني أن تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
وقال القاضي عياض في الصلة :- هي العطف والحنان، والصلة تكون بين العباد وخالقهم،وبين
العباد أنفسهم، والوصل من الله تعالى كناية عن عظيم إحسانه، وصلة الله تعالى عباده رحمة لهم، وعطفه بنعمته عليهم، وشرح صدورهم لمعرفته.

وأما صلة الأرحام بين العباد أنفسهم:-فهي الإحسان إلى الأقربين، والتعطفُ عليهم،
والرفق بهم، والرِّعاية لأحوالِهم، وزيارتُهم وإهدائُهم في الأعيادِ والمناسبات، والتغافلُ عن زلاتهم ولو كثرت، والدفاع عنهم وعن أولادهم، وقضاءُ حاجاتِهم، وبالجملة هي فعلُ ما يقدر عليه من الخير، وإبعاد ما يقدر عليه من الشر، وغير ذلك كثير، والقطع خلاف ذلك.

ثم إن للصلة درجات بعضها فوق بعض، وأدناها ترك المهاجرة والكلام ولو بالسلام، ويختلف
ذلك باختلاف القدرة عليها والحاجة إليها فمن الصلة ما يجب ومنها ما يستحب، ولا يسمى من
وصل بعض الصلة ولم يبلغ أقصاها قاطعاًُ ولا من قصر عما ينبغي أو قصر عما يقدر عليه
قاطعاً، فالقطيعة: هي الإساءة إلى الرَّحم، وكلُّ إساءة مهما قلَّت هي قطيعة للرَّحم، إلا أنه يجب أن يكون هناك إخلاص في الصلة فقد روي عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاثٌ متعلِّقاتٌ بالعرش الرَّحِم تقول: اللهم إني بك فلا أقطع، والأمانة تقول: اللهم إني بك فلا أقطع، والأمانة تقول: اللهم إني بك فلا أخان، والنعمة تقول: اللهم إني بك فلا أكفر، وبهذا يكون قد وجب على الإنسان أن يخلص العمل لله تعالى في صلة الرحم، وأداء الأمانة، وشكر المنعم سبحانه وتعالى.
والحكمُ الشرعيُّ في صلة الأقارب وهم المقصودون في قوله تعالى:  وَآتِ ذَا الْقُرْبَى
حَقَّهُ ، وقوله تعالى:  وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ  وهم ذوو الأرحام. فقد روي من الأحاديث ما دلت على صلة الأرحام، واقترنت بالمدح واقترنت بالوعيد، فكان ذلك قرينة على أن الطلب طلب جازم ومنه كان فرضاً، ومنها ما دلَّ على الندب، لأن ذوي الأرحام: هم كلُّ من أدلى إلى الشخص بسبب وهم الخال والخالة والجد لأم وولد البنت وولد الأخت وبنت الأخ وبنت العم،
والعمة والعم لأم، ومن أدلى بأحدٍ منهم، وهؤلاء منهم من هو رحم محرم كالخالة وصلتهم واجبة ، ومنهم من هو رحمٌ غير محرم، أي يحل نكاحه، كبنت العم والخال وصلتهم مندوبة؛ فقال صلى الله عليه وسلم : " وابدأ بمن تعول: أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك فأدناك".
أما قطيعة الرحم فهي كبيرة من الكبائر لما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا
يدخل الجنة قاطع رحم" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم ".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توضع الرحم يوم
القيامة لها حجنة كحجنة المغزل تتكلم بلسان طلق ذلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعها" ,
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرع الخير ثواباً البر وصلة الرحم، وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم". فهذه الأحاديث دليل على أن قطيعة الرحم حرام، لأنها اقترنت بالذم والوعيد فكان ذلك قرينة على أن الطلب طلب ترك جازم، ومن هنا كانت قطيعة الرحم حرام، وصلة الأرحام واجبة.

والواصل له من الفضل والبشارات كثير، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: "إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما العمر، ويدفع بهما ميتة سوء، ويرفع بهما المكروه والمحذور".
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "أنه من أعطى حظه من الرِّفق فقد أعطى حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم، وحسن الجوار،أو حسن الخلق يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار"، وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن يبسط عليه رزقه، أو يُنسأ في أثره، فليصِلْ رحمه".

فهذه الأحاديث إنما دلت على ما يعود من خير على واصل الرحم من سعة الرزق،
ودفع المكروه، وحسن السمعة، والبركة في العمر، وبركة العمر غيرُ طول العمر، فالعبرة في الحياة ليست بطول أيام الأجل، بل إنَّ خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشرُّ الناس من طال عمره وساء عمله، وعمرٌ بلا بركةٍ لا خيرَ فيه ، بل هو كرمادٍ اشتدَّت به الرِّيح في يوم عاصف، فحياة الناس لا تقاس بطولها، وإنما بما أجزوا فيها من أعمال يصل ثوابها للإنسان بعد موته مصداقاً لقوله- تعالى-: "ونكتب ما قدموا وآثارهم".
وأعظم درجات الوصل: هو الإحسان عند الإساءَة، فمَا رُوي عن أبي هُرَيرَة أن رجلاً قال: "يا
رسول الله : إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَ ، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملَ ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"؛ وعن أم كلثوم بنت عتبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصدقة، الصدقة على ذي الرحم الكاشح"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاثٌ من كنَّ فيهم
حاسبه الله حساباً يسيراً، وأدخله الجنة برحمته، قالوا: وما هي يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟
قال: تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمَّن ظلمك، فإذا فعلت ذلك يدخلك الله الجنة"، وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الرحم معلقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافئ، ولكنَّ الواصل الذي إذا انقطعت
رحمه وصلها".
فهذه الأحاديث تحث على الوصل عند القطيعة والإحسان عند الإساءة والحلم عند الجهالة والسفه، وهذه الأعمال لا يقوى عليها إلا ذوو المروءات العالية وأولوا الأنفس البصيرة، والصابرون،
فقال تعالى:  وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ،
(فصلت، 34-35).
ورحم الله أبا بكر الصديق، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عندما حلف ألا يؤتي مسطح ابن أثاثة شيئاً من الصلة التي تعود أن يصله بها لفقره، وذلك عندما تكلم في حديث الإفك على أمِّ المؤمنين عائشة، فأنزل الله عز وجل:  لَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .

فما أن سمع أبو بكر الصديق الآيات حتى قال: إني أحبُّ أن يغفر الله لي، وواصل العطاء.
أمَّا جزاء قاطع الرحم: فهو عظيم وقد ورد من الأحاديث والآيات الكثير من التحذير والوعيد
والزجر والوصف بأقبح الصفات لقاطعي الأرحام والعياذ بالله أن نكون منهم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا * وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا . (النساء، 1-2 ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فاجتمعوا، فعم وخص، وقال: " يا بني عبد شمس؛ يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار.
يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني
هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار.يا فاطمة أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرحم شجِنةٌ من الرحمن تقول يا ربّ إني قطعت، يا رب إني أسِيءَ إليّ، يا رب إني ظلمت، يا رب، فيجيبها، ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك".

ورُويَ عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: "كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا يجالسنا قاطع رحم.
فقام فتىً من الحلقة، فأتى خالة له قد كان بينهما بعض الشيء فاستغفر لها، واستغفرت له، ثم عاد إلى المجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم".
ويحتمل هنا المراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرون عليه.

أيتها الأخوات؛ يا حاملات الدعوة بادرنَ بالأعمال الصالحة وصلة الأرحام، فحذار حذار من عقابٍ ينزل بك في يوم يفرُّ المرءُ فيه من أمِّه وأبيه وصاحبته وبنيه، واتقوا الله إنَّ زلزلة الساعة شيءٌ عظيم، فإذا كان الإسلام أمر بالتعاطف والتواد والتراحم بين المسلمين، فأحرى به أن يؤكد ذلك بين الأقارب وذوي ألأرحام، وإلا انقطعت وشائج المحبة والقرابة بين الناس، وساد المجتمع البغض والكره والتقاطع، وإن المجتمع الذي يكون على هذا الحال مجتمع فاسد لا يستحق من الله إلا العذاب والسخط، ولهذا عني الإسلام عناية فائقة بصلة الرحم العامة والخاصة، ودعا إليها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ).
(النساء-135-).

وربما تتساءل إحداكن بعد معرفة فضل الصلة وحكمها الشرعي من أي الفريقين هي من
الواصلين أم من القاطعين؟ إن في القرآن الكريم آية سميت بكاءة المؤمنين، كان الصالحون إذا
قرأوها بكوا وهي قوله جل وشأنه :أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(الجاثية_21_)،
كانوا إذا قرؤوها فاضت العيون من الدَّمع ممَّا عرَفوا منَ الحقّ، يقولون: ترى من أي الفريقين نحن؟ مِنَ الَّذين اجْترحُوا السيئات أم مِنَ الَّذين آمنوا وعملوا الصالحات، ونسأل الله أن نكون مِمَّن عرف الحقَّ وعمل به لما بعد الموت ونسألُ اللهَ أن لا نكون من الذين يسخرون من الحق فنكون من أصحاب
الآية في سورة الزمر-56- أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ، والعياذ بالله أن نكون منهم


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
الناقل تراب الراجي رحمه ربه






التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة الرجل الذي قتل 99 aslam المنتديات الأدبية :الشعر العربى ، من بوح قلمى 4 14-11-2010 09:12 AM
الفرق بين خوف الرجل وخوف المرأة محمد أبوبكر رحيق الحوار العام 2 01-11-2010 09:48 AM
كيف يسعد الرجل المرأة محمد أبوبكر رحيق الحوار العام 3 04-05-2010 10:16 PM
مستحيل ان ينساها الرجل اسماعيل ابراهيم محمد الأسرة والمرأة والطفل 0 25-10-2009 02:01 AM
الأنوثه في نظر الرجل نردينيا الأسرة والمرأة والطفل 1 26-11-2008 05:39 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة