الحكمة من صيام شعبان:

من شرح شيخنا حفظه الله على كتاب الصيام من درة العلامة الشوكاني (الدرر البهية)


فرع : في حكمة صيام شعبان :
وقد جاءت روايات مصرحة بذلك وهي:
1- عن أسامة بن زيد قال :" قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان"، قال :"ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان"1.
وفي ذلك استحباب العبادة في زمن الهرج والغفلة .
2- عن أسامة بن زيد:"وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"2.
3-أنه الشهر الذي بين يدي رمضان، فيكون فيه من تهيئة النفس لصيام رمضان.
4-أن لهذا الشهر فضيلة على سائر الأشهر بدلالة أنه قرنه بشهر رمضان.



لطائف في حكمة صيام شعبان :
1- استحباب قضاء المرأة رمضان فيه لفعل السيدة عائشة تقول:" كان يكون على الصوم من رمضان فما استطيع أن أقضي إلا في شعبان"، قالت:"يحيى الشغل من النبي أو بالنبي صلى الله عليه وسلم "3وهذا ظاهر من تقصدها شعبان للقضاء.
2- وفي ذلك من حسن تبعل المرأة لزوجها من تحري صيامه وفطره، فتصوم معه وتفطر معه؛ وبهذا تتحقق مصلحة الزواج:"من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني"4.
3-أن من أفطر يوم في سرر شعبان يشرع له صيامه، ولكن يصوم يومين مكانه للحديث:"أصمت من سرر شعبان"، قال:"لا"، قال:"فإذا أفطرت فصم يومين"5.
4-أن حكم الكراهة يرتفع؛ لموافقة العادة.
-------------------------
1-صحيح : النسائي 6/ 1، مسند ابي يعلى 10 /171 ، كنز العمال 8/ 65 ، قال العلامة الالباني رحمه الله: وهذا إسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثابت بن قيس، قال النسائي: ليس به بأس، وقال أحمد ثقة، وقال أبو داود: ليس حديثه بذاك، وقال المنذري في مختصر السنن 3 /320: وهو حديث حسن، قلت"ع": وصححه الحافظ في الفتح 6 /238.
2- سبق تخريجه رقم1.
3- صحيح: الترمذي 3 / 232، أحمد 50 / 437، ابن خزيمة 7 /367، الطيالسي، إرواء الغليل4/ 9.
4-حسن لغيره : الطبراني في الأوسط 2/ 484، الحاكم في المستدرك 6/ 289، مجمع الزوائد 4/372، وقال الحاكم رحمه الله: صحيح الإسناد، والحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء 3/378 وأقر الحاكم على تصحيحه، قلت"ع": والحديث معلول بالحسن بن خليل بن مرة ويزيد الرقاشي وهما ضعيفان ، ولكن قال العلامة الألباني رحمه الله: فقد صح الإسناد إلى الخليل وهو وإن كان ضعيفا كما ذكرنا، فليس لتهمة في صدقه، وإنما لضعف في حفظه، وكذلك شيخه يزيد ابن أبان الرقاشي، وقد قال فيه ابن عدي: له حاديث صالحة عن أنس وغيره و أرجو أنه لا بأس به؛ لرواية الثقات عنه". وقال في الخليل :"لم أر في حديثه حديثا منكرا قد جاوز الحد وهو في جملة من يكتب حديثه، وليس متروك الحديث".
قلت: فمثلهما، وإن كان لا يحتج بحديثهما، ولكن يستشهد به، وقد جاء من طريق أخرى عن أنس هي خير من هذه، فمجموعها يقوي الحديث ويرتقي إلى رتبة الحسن.
5-صحيح : البخاري (7/ 102) ، مسلم (6/ 59) واللفظ له.