منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > علوم وثقافة
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-2009, 01:44 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي قصة الشجرة - عميد ادب الرعب H. P. Lovecraft

عميد ادب الرعب فى القرن العشرين

هـ. ب. لافكرافت


H. P. Lovecraft



كاتب وروائي أميركي اشتهر بكتابة قصص الرعب والخيال العلمي .. ولد في مدينة بروفيدنس في ولاية رود أيلند في عام 1890 وعاش معظم فترات حياته فيها .. وبسبب مرضه المتواصل لم يكمل لافكرافت تعليمه واضطر إلى ترك المدرسة ، ولكنه استطاع كسب المعرفة والعلوم من خلال القراءة الذاتية في المنزل ..

كتب العديد من المقالات والقصص القصيرة وانصب تركيزه على كتابة قصص الرعب .. بدأ بنشر قصصه في عام 1923 عن طريق مجلة قصص عجيبة .. ورغم أن مجموعته القصصية صغيرة نسبيا - 3 روايات و 60 قصة قصيرة - فإن كتابات لافكرافت قد ألهمت وأثرت على العديد من الكتاب الأميركيين والعالميين .. توفي بعد معاناة من مرض السرطان في مسقط رأسه في عام 1937 عن عمر يناهز 47 عاما ..

متشائم .. يقول عن الحياة " الحياة شيء كريه .. وتظهر لنا من كوامن مانعرفه عنها تلميحات شيطانيه للحقيقة .. وتجعل الحياة - أحيانا - أشد كراهية .. والعلم الذي يخنقنا دائما باكتشافاته المذهلة .. يمكن أن يدمر النوع البشري في النهاية .. لأن ما يكمن فيه من أصناف الرعب التي لم نعرفها بعد قد لا يتحمله عقل من عقولنا الفانية "..
يقول الناقد الشهير ولسن عنه أنه كاتب يهدف إلى ان يجعل لحمك يرتعد فزعا ، وكذلك إلى زرع الشك والفزع في أذهان قرائه !!.. ولو قيل له أن أحد قرائه مات من الرعب ، أو أنه قد سيق إلى مستشفى المجانين .. فإن ذلك كان سيسره بلاشك !!..

وقد تسببت قصته التي عنوانها " الذي لا يسمى " في سحب إحدى المجلات المشهورة الانتشار من الأسواق لأنها عرضت القصة ..
ليس هناك من شك في أن لافكرافت كان يريد أن يرعب العالم كله .. بل إنه كان يميل إلى إصابة اصدقائه بالرعب !!.. ففي قصته " ساكن الظلام " التي أرسلها إلى زميل له كهدية ، كان بطلها شخص يدعى روبرت بليك بينما اسم الصديق هو روبرت بيرج .. والشخصية في الرواية نسخه طبق الأصل من الصديق وتشبهه في كل شيء .. وتكون نهاية البطل في القصة نهاية مشئومة جدا ومرعبة !!.. ولا شك ان صديقه لم يستمتع كثيرا بالهدية ..
وبالطبع لم ينس لافكرافت نفسه في آخر الرواية ، حيث يحاول أن يعرض نفسه على قوى الشر .. وكأنه يحاول اخافة نفسه أيضا !!..
يكثر لافكرافت من استخدام كلمات في رواياته مثل عفريتي - منحدر - غولي – مرعب – وغيرها من الكلمات التي تضفي الجو الأسود القاتم والمرعب على القصة .. لكن لابد أنه أدرك أن مثل هذا لا يمكن أن يرعب إلا تلميذات المدارس .. فتحولت رواياته إلى مزيج من الرعب القوطي الغير مبرر والأساطير الغامضة المعقدة .. وبالتأكيد فقد نجح ذلك في خلق جو غريب أحاط بأغلب – إن لم يكن كل – قصص وروايات لافكرافت ..
اتجه في بعض رواياته المرعبة إلى أسلوب اثارة الاشمئزاز ، ففي قصته المسماه " الصورة التي في البيت " نجد عجوزا يعيش وحده يعجب كل الإعجاب بكتاب عن أكلة لحوم البشر ، بحيث يتحول هو نفسه ليصبح كذلك .. ونرى في القصة مشهد العجوز وهو ينظر إلى صورة معلقه على الحائط ويتأملها بإمعان ، وهي صورة محل جزارة لأكلة لحوم البشر .. ويتحدث العجوز عن الصورة وهو يحملق فيها متأملا - ناسيا نفسه اثناء الحديث - فيكيلها بأنواع المديح واللذة والجمال ..

هناك قصه أخرى بعنوان " الجرذان في الجدران " ونجد فيها رجلا يحاول اصلاح بيت عائلته القديم ويسكن فيه بعد اصلاحه .. ويسمع في الليل أصوات جرذان داخل الجدران .. يبحث الرجل في القبو فيكتشف سلما يقود إلى كهوف داخلية تحتوي على أدلة طقوس سحرية كان البعض يمارسونها هنا قديما .. ومعابد لأسماء شياطين ..

أيضا قصته " نداء كثولهو " تصور بحارا هبط إلى جزيرة غريبة ظهرت فجأة من قلب البحر ، ويجد فيها مدينة ذات احجار ضخمة محفورة بهندسة غير أرضية .. ويعلق ولسن على لفظ " هندسه غير أرضية " فيقول : ....... وهذه هي إحدى عبارات لافكرافت المفضلة ، وهي تتردد في كثير من حكاياته وتبرهن على أن لافكرافت لم يكن رياضي التفكير .. خاصة لأنه تصور أم كل ما يمكن أن يرعب ويخيف يجب أن ينتمي إلى عوالم غير معروفة أو مفهومة ..
في قصة " رعب دانويج " نجد في حقل بعيد عن باقي الحقول امرأة مشوهة برصاء تلد طفلا مخيفا مشعرا يكتمل نموه إلى رجل بالغ خلال ست سنوات ..!! ويمارس تقاليد غريبة في السحر ويربي مخلوقا رهيباً يعيش على البقر .. ويحاول هذا الرجل أن يستعير كتاباً عن السحر من إحدى مكتبات الجامعة ، وأخيرا يقتل كلب بينما هو يحاول سرقة الكتاب ليتضح أن المخلوق الغريب الذي كان الرجل يربيه نصف بشري له مجسات عند بطنه وعيون عند فخذيه وذيل ايضاً .. يهرب هذا المخلوق الغريب ويدمر القرى خاصة أنه غير مرئي .. وأخيرا تفلح جماعة من تلاميذ العلوم في تدميره بترديد عبارات وتعاويذ معينة ..

هناك قصة له اسمها " الغريب " تحكي عن رجل مخيف الشكل ، لكنه لا يدرك أنه كذلك إلا حين يرى نفسه في المرآة أخيرا ..
يقول ولسن في الحكم على لافكرافت : علينا أن نقر أن لافكرافت كاتب سيء للغاية وهو حين يكون جيدا فإن اسلوبه يشبه اسلوب " ادجار الآن بو " الذ يعترف لافكرافت نفسه أنه تأثر به أكثر من أي كاتب آخر في حياته .. وهو يذكر أشياء بعيدة جدا عن التصديق رغم رغبته أن تكون قصته مقنعة .. وتمتليء قصصه بتقاليد أفلام الرعب ، وأسوأ ما فيها هي حماقة البطل وثقته العمياء التي تدفعه إلى أن يهمل العلامات والتحذيرات ، حتى يقف وجها لوجه مع الخطر الحقيقي .. يقول أحد أبطاله في قصة من قصصه " كان هناك شيء في صوته جعلني أشعر بالرعب ، ولكنني لم استطيع تبرير ذلك بأنه فعلا غريب "






قالوا عن لافكرافت



قال هو عن نفسه : ((( الحياة شيء كريه ..وتظهر لنا من كوامن مانعرفه عنها ...تلميحات شيطانيه للحقيقة ..وتجعل الحياة ..احيانا ..اشد كراهية ...والعلم الذي يخنقنا دائما بأكتشافاته المذهلة ...يمكن ان يدمر النوع البشري في النهاية ....لأن مايكمن فيه ..من اصناف الرعب التي لم نعرفها بعد ..قد لايتحملة عقل من عقولنا الفانية ...))

يقول ( ولسن ) عنه انه كاتب يهدف الى ان يجعل لحمك يرتعد فزعا ... وكذلك الى زرع الشك والفزع في اذهان قرائه ...!!
ولو قيل له ان احد قرائه مات من الرعب ، او انه قد سيق الى مستشفى المجانين ...فأن ذلك كان سيسره بلاشك ...!! ولقد ادعى _ واقصد لافكرافت _ ادعى ان قصته التي عنوانها (( الذي لايسمى )) وهي قصه مرعبه قد سببت سحب احدى المجلات المشهورة الانتشار لأنها عرضت قصته هذه ..ولأنها اخافت (( المخنثين )) ...!!! _ واعتقد ان القصه عنهم _

وسواء كان هذا الأدعاء حقيقي ام.. لا..فأنه ليس هناك من شك.. في ان ( لافكرافت).. كان يرجوا ان يكون هذا صحيحاً .. ............ لقد كان يريد ان يرعب العالم ..كله ...!!!

وربما كان لافكرافت يميل ايضا الى اقلاق اصدقائه ...!! ففي قصته (( ساكن الضلام )) التي ارسلها الى زميله كهدية له خصيصاً كان بطلها شخص يدعى روبرت بليك ...!!! ويشبه نفس شخصية صديق لافكرافت المسبوق الذكر ...!!
واسم صديقه ( روبرت بيرج )...!!! والشخصية في الرواية نسخه طبق الأصل من تصرفات زميلة ....!!!
وتكون نهاية البطل نهاية مشئومة جدا..!!!! ومرعبه ....!!! ولاشك ان صديقه ..لم يستمتع كثيرا بالهدية ...!!
وفي اخر الرواية يحاول لافكرافت ان يعرض نفسه على قوى الشر وكأنه يحاول اخافة نفسه ايضا..!!

وحكايات لافكرافت تبدو مألوفه للوهلة الاولى ففي قصته (( السلم في القبو )) اذ يدخل الاشخاص في بيت مسكون بالاشباح ويغادرونه بيض الشعور ...

او في قصة (( الخوف الكامن )) يقول في روايته (( كانت قرية كاملة قد وقعت فريسة لدمار قوى غربية استخدمت عاصفه... ويذهب نجار بسيط الى كوخ ليحتمي من العاصفة ،، ويصحبه مخبر صحفي يقف امام النافذه طيلة الوقت،، وهو يراقب العاصفة ‘‘ ثم يكتشف هذا النجار انه ميت ..وان رأسه قد مضغها وسحقها غول ما ..
وفي نهاية القصة ينكشف سبب كل هذا الرعب ..بوجود قطيع من العفاريت ..التي تشبه الغوريلا ‘‘ ذات اصل نصف بشري تعيش تحت هذا البيت المهجور ...........
ويكثر لافكرافت من استخدام كلمات في رواياته مثل / عفريتي ؛؛ ومنحدر ،،، وغولي ،،، ومرعد،،، ولكن لابد له ان يدرك ان مثل هذا لايمكن ان يرعب الا تلميذات المدارس ... ...فصار يركب روايات من اساطير غامضه ومعقدة ...قد تقنع القراء ..
وقد أتجه في رواياته المرعبه الا اسلوب الشعور بالأشمئزاز ففي احد قصصه المسماه (( الصورة التي في البيت )) .. نجد عجوز يعيش لوحده يعجب كل الاعجاب بكتاب عن اكلة لحوم البشر بحيث يصبح هو نفسه كذلك ..ونرى فيها مشهد العجوز وهو ينظر الى صورة معلقه بالحائط ويتامل في الصورة .. وهي صورة محل جزارة لاكلة لحوم البشر ويتحدث العجوز عن الصورة وهو يحملق فيها متاملا ،، ناسيا نفسه اثناء الحديث ..فيكيلها بأنواع المديح واللذة والجمال ...!!
وهناك قصه اخرى الفها لافكرافت (( الجرذان في الجدران )) ونجد فيها رجل يحاول اصلاح بيت عائلتة القديم ويسكن فيه بعد اصلاحه ..ويسمع في الليل اصوات جرذان داخل الجدران ...!! ويبحث في القبو فيكتشف سلما يقود الى كهوف داخلية ..تحتوي على ادلة طقوس سحرية كان البعض يمارسونها هنا قديما ..ومعابد لأسماء شياطين ...!!

وايضا قصته (( نداء كثو لهو ))يصور ان بحارا هبط الى جزيرة غريبة ضهرت فجأه من البحر ..ويجد فيها مدينة ذات احجار ضخمة محفورة ( بهندسة غير ارضية ) ..!! ويعلق (ولسن )على لفظ لافكرافت بعيارته الأخيره (( هندسه غير ارضية )) فيقول ولسن : - وهذه هي احدى عبارات لافكرافت المفضلة وهي تتردد في كثير من حكاياته وتبرهن على ان لافكرافت لم بكن رياضي التفكير خاصه لأنه تصور ان هناك فرقاً في الهندسة على الارض ..وفي اي مكان آخر ....!!!

وفي قصته (( رعب دانويج ))نجد في حقل بعيد عن الحقول امراه مشوهه برصاء تلد طفلا مخيفا مشعرا... يكتمل نموه رجلا خلال ست سنوات ..!! ويمارس تقاليد العائبة في السحر ويربي مخلوقا رهيباً يعيش على البقر ... ويحاول هذا الرجل ان يستعير كتاباً (ملحدا)ً من احد مكتبات الجامعة واخيرا يقتلة كلب بينما هو يحاول سرقة الكتاب ...!!
ويتضح انه مخلوق نصف بشري . . . . له مجسات عند بطنه ..وعيون عند فخذيه وذيل ايضاً ...ولكن لافكرافت لايفسر كيف استطاع كلب عادي ان يقتلة ....!!! المهم نعود للقصه ...ثم يهرب هذا المخلوق الغريب الذي كان يربيه هذا الرجل ويدمر القرى وهو كبير الحجم ومغطى بالمجسات المتموجه ...وهو غير مرئي ..واخيرا تفلح جماعة من تلاميذ العلوم في تدميرة يترديد عبارات وتعاويذ معينة ...
وهناك قصة له اسمها (( الغريب )) تحكي عن رجلا مخيف الشكل .. ولا يدرك انه كذلك... الا حين يرى نفسه في المرآه اخيرا ...


وختاما يقول ولسن في الحكم على لافكرافت ( وعلينا ان نقر ان لافكرافت كاتب سيء للغاية وهو حين يكون جيدا فأن اسلوبها يشبه اسلوب(( ادجار الآن بو)) وهو يذكر اشياء بعيده جدا عن التصديق رغم رغبته ان تكون قصته مقنعة ..وتمتلى قصصه بتقاليد افلام الرعب واسوأ مافيها هي حماقة البطل ...وثقته العمياء اذا انه يهمل العلامات والمحذرات ..حتى يقف وجها لوجه مع الخطر الحقيقي يقول احد ابطاله في بعض قصصه :: كان هناك شيء في صوته جعلني اشعر بالرعب ولكنني لم استطيع تبرير ذلك بانه فعلا غريب ...!!!! ويضيف ((ولسن)) ناقد لـ لافكرافت يقول (( وبالرغم ان لافكرافت كاتب سيء الا ان اهميته تشبه اهمية(( كافكا)) اذا ان مؤلفاته تفشل في مجال الادب فانها تمتاز بأهمية تحليل نفسي سيكولوجي...




وبالطبع لا يمكن الكلام عن لافكرافت دون ذكر عبدالله الحظرد والعزيف وهذه الاسماء التى التصقت به للابد



تكلم كاتب الرعب الكبير "لافكرافت" عن كتاب "نيكرونوميكون" الرهيب، حتى صار بالنسبة لقرائه حقيقة واقعة فلا يعرف أحد أبدًا أين ينتهي الخيال وتبدأ الحقائق.. زعم "لافكرافت" أن الكتاب كتبه شاعر يمني اسمه "عبد الله الحظرد"عام 735 بعد الميلاد.. وأحيانًا يطلق على الكتاب اسم "العزيف".. ومعنى الكلمة بالعربية هو صوت الحشرات الليلية وكان العرب يعتقدون أن هذا صوت الجن.


يضع الغربيون ممن يعرفون العربية احتمال أن يكون الاسم الأصلي (عبد الله ظهر الدين) أو (عبد العُزّى الراهب بن عاد) وهو اسم مقبول في الجاهلية، ولكن مستحيل أن يوجد بعد الإسلام..
هناك تاريخ حكاه "لافكرافت" وتاريخ حكاه المهتمون بهذه الأمور، وقد اختلف التاريخان في بضع نقاط، لكن كليهما أجمع على أن (عبد الله الحظرد) –لو صح الاسم– هو مؤلف هذا الكتاب الرهيب: "العزيف"..

إن (الحظرد) شخصية غير عادية بالفعل.. فهو شاعر عربي نصف مجنون ولد في صنعاء، وعاصر خلفاء بني أمية حوالي السنة 700 ميلادية.. ويقال إنه جاب العالم كله تقريبًا وزار خرائب (بابل) حيث أمضى هناك وقتًا أطول من اللازم، وقد أجاد عدة لغات، وكان يزعم أنه يعرف موضع مدينة (إرم ذات العماد) المذكورة في القرآن الكريم، وأنه عرف ما عرفه هؤلاء القوم من أسرار الكون.. بالمناسبة: في العام 1984 استطاع المكوك "تشانجر" أن يلتقط صورة لمدينة مدفونة على الخليج العربي يعتقد العلماء أنها (إرم) ذاتها..


بعد هذا قيل إن "الحظرد" ارتحل إلى الربع الخالي في الجزيرة العربية حيث عاش منعزلاً، وفي السنة 738 ميلادية (120 هجرية) لقي نهاية مريعة، حيث التحم مع كائن أسطوري مخيف.. ويقال إن المعركة تمت أمام شهود مذهولين أصابهم الهلع.

قيل –على لسان "لافكرافت" فقط– إن "الحظرد" كان مشركًا وكان يعبد آلهة وثنية تدعى (كتولو) و(يوج سوثوث).. بالنسبة لي على الأقل لا أبتلع هذا الجزء لأن هذه الأسماء ليست ذات مذاق عربي وإنما هي أسماء تكررت كثيرًا في كتابات لافكرافت..

الواقع أن "لافكرافت" كان مهووسًا فعلاً بفكرة (الكيانات القديمة The old ones) حتى ليبدو هذا المفهوم لافكرافتيًا صميمًا.. لكنه غريب المذاق بالنسبة للثقافة العربية..


هذا عن مؤلف الكتاب.. فماذا عن الكتاب نفسه؟


اعتقد "الحظرد" أن أجناسًا أخرى غير الإنسان ورثت معه هذه الأرض، وأن ما يعرفه الإنسان عرفه من كائنات مما وراء هذا العالم. وآمن –وكان دقيقًا في هذا- بأن النجوم شموس أخرى حولها كواكب أخرى. وزعم أنه اتصل بالكيانات القديمة The old ones عن طريق السحر.. وكان يرى أن هؤلاء سيسيطرون على الأرض في النهاية محولين العالم الذي نعرفه إلى خراب.
إن هذه الكيانات القديمة كائنات فوق البشر وخارج البشر تعيش خارج حدود عالمنا,, وقد تزوجت من نساء البشر فأنجبت مسوخًا .. التوراة تلمح لشيء من هذا، وهناك كتاب يهودي يدعى (إنوخ Enoch) يحكي عن 20 شيطانًا جاءوا الأرض وتزوجوا من بنات البشر، فأنجبوا ذرية مخيفة.. أفراد الذرية تعلموا كيف يصنعون أسلحة غريبة ومجوهرات وكيف يشربون الدم. التلمود يحكي القصة ذاتها. ويعتقد الغربيون أن هذه الكيانات القديمة هي ما يعنيه العرب بلفظ (الجن).

إن النكرونوميكون كتاب تاريخ يحكي عن الكيانات القديمة أكثر منه دليلاً للسحرة المبتدئين كما يظن البعض. وهذا هو ما يجعل الكتاب مخيفًا.. فهو لا يعتقد بأننا ملوك الكون وأن الكون في خدمتنا، بل هو يتحدث عن كون معاد فيه قوى عاتية، بينما نحن مجرد غبار معدوم الحيلة وما يبقينا أحياء هو أننا أتفه من اللازم..
لاحظ الغربيون أن الكتاب له ارتباط مريب بأساطير شعوب الشمال.. بل إن عمالقة النار عند شعوب الشمال تشبه الجن عند العرب.. فمن أين أتت علاقة عجيبة كهذه؟.. يقولون في تفسير هذا إن مدينة "هارانيان" الشمالية ظل أهلها على وثنيتهم ولم يدخلوا الإسلام، وفيما بعد عاش عدد منهم في بغداد.. هناك وسط هذا المحيط المسلم كان عليهم أن يكونوا مجتمعًا منغلقًا منطويًا.. وقد أطلق عليهم اسم "الصابئة".. ومن الواضح أن "الحظرد" اختلط بالصابئة وسمع حكاياتهم مما جعله يفكر بعمق.. يفكر أكثر من اللازم لو أردنا الدقة...

ظهر بعد هذا ساحر شهير اسمه "دي" اتصل بهذه الكائنات كما يقول عن طريق كتاب "إينوخ".. وهو يطلق على هذه الكيانات اسم "ملائكة إينوخ".. وقد زعم أن الكائنات تستخدم معه لغة غريبة، لذا شرحها بالتفصيل وقد راقت هذه الطريقة اللغوية للسحرة في كل زمان ومكان.

الآن نثب وثبة أوسع إلى القرن العشرين لنقابل شخصية فريدة من نوعها هي "كراولي".. أشهر ساحر في العصر الحديث.. الذي كتب "كتاب القانون".. ويقول النقاد إنه اقتبس أكثره من "العزيف"..

الواقع أننا لا نستطيع الحديث عن "كراولي" إلا في كتاب كامل.. البعض يعتبره عبقريًا والبعض يعتبره نصابًا.. لا يهم .. المهم أنه قرأ دراسات (دي) وأصيب بحالة تقمص كاملة لشخصية "الحظرد".. تصوروا أنه سافر لشمال إفريقيا ليجوب الصحراء وحده فقط كي يعيش ذات ما عاشه "الحظرد".. وقد كانت حياته تجربة واقعية طويلة لكتاب "نيكرونوميكون" هذا..

كان هذا الساحر البارع مولعًا بالنساء.. وقد قابل عام 1918 امرأة حسناء تدعى "سونيا جرين" وأعجب بها.. وصفها في كتاباته بأنها يهودية حسناء ممتلئة مليئة بالحيوية والعاطفة في الثلاثين من عمرها، كانت مصممة أزياء وقبعات مطلقة لها ابنة مراهقة. عام 1921 قابلت "سونيا" الأديب "لافكرافت" وفي نفس العام نشر قصته (المدينة التي لا اسم لها) التي جاء بها أول ذكر لـ"عبد الله الحظرد". بعد هذا بعام ذكر اسم (نيكرومنيكون).. وبعد هذا بعام آخر تزوج من سونيا..

ترى هل كانت هذه العلاقة هي التي أوصلت عالم "الحظرد" إلى كتابات "لافكرافت"؟.. كل الظواهر تؤيد هذا.. وتأمل معي هذا التسلسل العجيب.. "الحظرد".. "فيليتياس".. "فرمياس".. "ناتان غزة".. "دي".. "كراولي".. "سونيا". "لافكرافت"...

لم تنته قصة الكتاب عند هذا الحد.. لقد كان "كراولي" على علاقة بعضو في جمعية ماسونية ألمانية، وعن هذا الطريق اهتم رجال "هتلر" بهذا الكتاب.. وفي ذات الزمن تقريبًا تعرض المتحف البريطاني للسرقة، وبعد هذا تبين أن ترجمة دي للكتاب قد اختفت.. اختفت من المتحف واختفت من كتالوج المتحف!..

هناك أسطورة عن مكتبة تضم كل هذه الكتب الرهيبة في منطقة "أوشر هورن" في سالزبورج.. وبما أنه لابد من إضفاء طابع يهودي على الموضوع، يقال إن هناك نسخة من كتاب "نيكرونوميكون" مجلدة بجلد بشري.. ليس مصدره إلا جلود الأسرى في معتقلات النازيين!..
هكذا نرى أن الحقائق تتداخل مع الأساطير، وأن القصة مثيرة توشك في بعض أجزائها أن تكون من سلسلة أفلام (إنديانا جونز)..
سيظل هذا الكتاب لغزًا حقيقيًا.. لكننا نعرف على الأقل أن شيئًا كهذا وجد وأنه قد يظهر في مكان ما في موضع ما..








التوقيع

الظاهر بيبرس

رد مع اقتباس
قديم 20-02-2009, 01:45 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


admin غير متواجد حالياً


افتراضي

والان مع احد اعماله :


الـشـجـرة


عند منحدر تغطيه الأعشاب من جبل (مينالوس) في (أركاديا)، توجد أيكة زيتون جوار أطلال دارة قديمة. جوار الأيكة ذاتها قبر كان بهي الجمال فيما مضى، و عليه آيات من النحت الساحر، لكنه الآن تحلل كما المنزل. و عند طرف القبر نمت شجرة زيتون، استطاعت جذورها أن تخترق الرخام اختراقاً، شجرة زيتون منفرة المنظر، كأنها رجل مخيف أو جسد انسان شوهه الموت، حتى أن القرويين يخشون المرور جوارها ليلاً حين يبزغ القمر بين الأغصان المهشمة.

إن جبل (مينالوس) مكان مسكون بـ (بان) المخيف الذي يتبعه كثيرون، ويشك القرويون في وجود علاقة بين الشجرة و هؤلاء، لكن أحد مربي النحل الذي يعيش في كوخ مجاور حكى لي قصة تختلف.

منذ أعوام حين كانت تلك الدارة جديدة متألقة، عاش فيها نحاتان هما (كالوس) و (موسيدس)، و كان عملهما يُمتدح من (ليديا) إلى (نيابوليس)، و لم يجسر واحد أن يقول أن أحدهما كان يفوق الآخر مهارة. كان كل الناس يمتدحون النحاتين، ولم يخطر لأحد أن الغيرة الفنية قد تعكر صفو صداقتهما الأخوية.

لكن طباع (كالوس) و (موسيدس) لم تكن متماثلة؛ فبينما كان (موسيدس) يعربد ليلاً وسط ملاهي (تيجيا)، كان (كالوس) يبقى في داره ينعم بالجلوس في الأيكة، و هناك يتأمل في الرؤى التي تفعم عقله، ويصمم الروائع التي سيخلدها من الرخام الذي يتنفس. وقال البسطاء إنه يستلهم الوحي من الأرواح التي تسكن الأيكة؛ لأنه لم يكن يتخذ أي ملهمة حية معروفة، و قيل إنه يستلهم حوريات الغابة بارعات الحسن.

مشهوران هما (كالوس) و (موسيدس) حتى أن أحداً لم يندهش حين أرسل طاغية ( سيراكوزا) رجاله إليهما، ليتفقوا على تمثال (تايك) الذي أراد أن يشيده في المدينة. يجب أن يكون التمثال هائل الحجم بارع الصنع؛ لأنه سيكون عجيبة البلاد ومقصد المسافرين، ومن أجل هذا الشرف طلب من (كالوس) و (موسيدس) أن يتنافسا، و طلب منهما ألا يخفي أحدهما عمله عن الآخر، بل يمنحه النصح و الرأي، وهكذا سيكون لدى المدينة تمثالان أجملهما يذوي أمامه خيال الشعراء.

رحب النحاتان بعرض الطاغية، و لأيام لم يسمع الخدم إلا ضربات الأزاميل، و لم يخف (كالوس) و (موسيدس) ما صنعاه عن بعضهما، لكنهما أخفياه عن العالم .. ذلك الجمال الذي كان حبيس الصخر منذ الخليقة، بانتظار إزميل بارع يحفره.

و في الليل – كما في الماضي – كان ( موسيدس) يقصد ملاهي (تيجيا)، بينما (كالوس) يهيم في أيكة الزيتون. و لكن إذ مضى الوقت لاحظ الناس في (موسيدس) افتقاراً إلى المرح، و بدا لهم هذا غريباً. ومر الوقت، لكن في وجه (موسيدس) لم يبد ذلك الحماس المتوقد المتوقع..

ثم ذات يوم، تكلم (موسيدس) عن مرض أصاب (كالوس)، عندها فهم الجميع سر اكتئابه؛ لأن صداقة الرجلين كانت قوية مقدسة. ذهب كثيرون ليروا (كالوس)، و بالفعل كان وجهه شاحباً لكنه كان سعيداً، مما أعطى نظرته سحراً يفوق نظرة (موسيدس)، الذي كان شارداً مشتتاً، و قد أبعد كل العبيد عن صديقه ليتفرغ للعناية به، وخلف الستائر كان تمثالان لـ (تايك) لم يمسهما المريض و صاحبه منذ زمن.

و ازداد وهن (كالوس) برغم محاولات الاطباء الحائرين، و عناية صديقه (الفائقة) به، و مراراً تمنى أن يحملوه إلى الأيكة التي يحب..

و جاءت النهاية ليرحل (كالوس) عن عالمنا هذا، وبكى (موسيدس) كثيراً، ووعد صاحبه بضريح رخامي أجمل من قبر ( موسولوس)، لكن (كالوس) منعه من الكلام عن الرخام ثانية ، و لم يطلب إلا شيئاً واحداً : أن تُدفن فروع من أشجار زيتون معينة جوار قبره لصيقة برأسه .. وسرعان ما مات.

جميل بما يفوق الوصف، ذلك الضريح الذي بناه و نحته (موسيدس) لصديقه الحبيب، و لم ينس أن يزرع غصن الزيتون كما طلب (كالوس).

و ما أن انتهى الحزن حتى بدأ (موسيدس) يعمل في تمثال (تايك)، الآن صار المجد مجده بالتأكيد، و راح يعمل بلا انقطاع، أما في الليل فكان يسهر جوار قبر صاحبه، حيث نمت شجرة زيتون قرب رأس النائم. كان نمو الشجرة سريعاً للغاية، و كان شكلها غريباً يوحي بالافتتان و النفور معاً.

بعد ثلاثة أعوام من وفاة (كالوس) أرسل ( موسيدس) رسالة إلى الطاغية، و تهامس القوم في أسواق (أثينا) أن التمثال العظيم قد انتهى. في الآن ذاته كانت الشجرة قد بلغت حجماً خرافياً يفوق أي شجرة أخرى .. و جاء كثيرون ليروا الشجرة و ينعموا بنحت (موسيدس)، بهذا لم يعد الفنان وحيداً قط، لكنه لم يتضايق لهذا، بالأحرى كان يهاب الوحدة بعدما انتهى العمل الذي شغف حواسه.

كانت السماء سوداء في الليلة التي جاء فيها رسل الطاغية إلى (تيجيا) و عرف الجميع أنهم جاؤوا ليحملوا تمثال (تايك) العظيم، و يجلبوا المجد لـ (موسيدس).

كان الرجال سعداء، وقد راحوا يتحدثون عن الطاغية المتألق،و عن عاصمته العظيمة، ثم تكلم رجال (تيجيا) عن طيبة قلب (موسيدس) وصلاحه ، و مدى حزنه من أجل فقد صاحبه.

تزايد عواء الريح فشعر رجال (سيراكوزا) و (أركاديا) بالتوتر، وصلّوا ..

و في الصباح اتجه رسل الطاغية إلى المنحدر ليروا التمثال، لكن ريح الليل كانت قد فعلت أشياء غريبة .. كان صراخ العبيد يتعالى من بين الخرائب، و لم يبد أثر لغرفة نحت (موسيدس)، لأن فوق هذا البناء السخي المترف قد سقط غصن ثقيل من الشجرة الجديدة، ليحيل تلك القصيدة البارعة المنحوتة من الرخام إلى حطام قبيح. ووقف الغرباء و سكان (تيجيا) يرمقون تلك الشجرة العجيبة التي تمتد جذورها إلى أعماق قبر (كالوس)، و التي بدت بشرية تماماً في هذه اللحظة. أصابهم الهلع و ازداوا هلعاً حين راحوا يبحثون عن(موسيدس) وسط الحطام، فلم يجدوا له أثراً.

حزن الفريقان، أهل (سيراكوزا) حزنوا لأنه لم يعد تمثال يحملونه إلى الوطن، و أهل (تيجيا) لأنه لم يعد عندهم فنان يتوجونه، و انصرفوا كاسفي البال.

إلا أن أيكة الزيتون مازالت هناك، كما مازالت الشجرة التي تخرج من قبر (كالوس) ..

و قال لي مربي النحل العجوز أن الأغصان تهمس لبعضها مراراً و تكراراً في رياح الليل :

- " أويدا أويدا ! ( أنا أعرف .. أنا أعرف! ) ".







التوقيع

الظاهر بيبرس

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الهاشمي عميد الطب أتوني رحيق الحوار العام 0 02-09-2009 01:37 PM
رواية الرعب الحارس admin علوم وثقافة 0 30-04-2009 01:03 PM
استاذ ادب الرعب ريتشارد ماثيون admin علوم وثقافة 0 20-02-2009 06:25 PM
مخلب القرد - لملك ادب الرعب ستيفن كينج admin علوم وثقافة 1 20-02-2009 01:50 PM
ايطاليا تواجه البرازيل في غياب ثلاثي الرعب المساوى الرياضة وبناء الأجسام والألعاب الإلكترونية الترفيهية 2 08-02-2009 07:37 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة