لوط عليه السلام

المسلم الصغير (6)

لوط عليه السلام

رحل إبراهيم عليه السلام عن مصر ،واصطحب معه فى سفره لوط ورجعا من هذه البلاد يمال كثيرونزلا بالأرض المقدسة،ثم ترك لوط عمه إبراهيم ،واستقر به المقام يمدينة سدُوم.وقد وجد أهلها ذوى أخلاق فاسدة ، وكانوا أفجر الناس لايتناهون عن معصية وعن منكر فعلوه ، وكانوا يقطعون الطريق على المسافربن ،ويسلبونهم أموالهم ، لايردُّهم دين ، ولايصدهم حياء ، ولايستمعون لنصيحةٍ عاقل ، وإستحبوا الضلالة على الهدى ، واستحوذ عليهم الشيطان يستميلهم إلى المعاصى .

أوحى الله سبحانه وتعالى إلى لوط يدعوهم إلى عبادة الله ، وينهاهم عن إقتراف هذه الجرائم ، فأخذ عليه السلام يدعوهم إلى ما أمره الله تعالى ، ولما لم يجد منهم سوى الإعراض ، توعدهم بعذاب ٍ من الله شديد ، وأنذرهم بسوء العاقبة ، ولكنهم لم يقلعوا عما كانو فيه ، وإزدادوا عنادا وسولت لهم عقولهم المريضة، أن يخرجوا رسولهم ومن آمن معه و طردهم من قريتهم ، وتحدوه أن يأتيهم بالعذاب ، وأن يُنزل عليهم ما يستحقون من عقاب .

سأل لوط عليه السلام ربه أن ينصره على هؤلاء القوم المفسدين ، ويوقع بهم العذاب الأليم . إستجاب له ربه الله دعاءه ، وبعث ملائكته إلى أهل هذه القرية الظالم أهلها ليُنزلوا بهم ما يستحقون من عقاب ، فذهب الملائكة أولا ً إلى دار سيدنا إبراهيم عليه السلام ، فاستفسرهم عما يقصدون ، فقال : ما خطبكم أيها المرسلون ؟ قالوا : إنا أرسلنا إلى القوم الذين لم يستجيبوا لدعوة لوط فكانو من الجرمين ، وسننزل بهم عذابا أليما ًجزاء بما أقترفوا من فجور ، فخاف على لوط أن يصيبه من هذا العقاب ، ولكن الملائكة أنبأوه أن لوطا ً عليه السلام لن يصيبه أذى ولن يمسه عذاب ، وسيكون هو وأهله من الناجين إلا َّ امرأته ؛ فسيحل بها ما يحل بالقوم الفاسدين .

اتى الملائكة سيدنا لوط فى صورة حسنة ٍ ؛ فعلم قومه بذلك ، وأرادوا فعل الفاحشة بهم ... قال سيدنا لوط لقومه لاتقضحونى واتركوا الضيوف وتزوجوا النساء ، فقالوا أنت تعلم ما نريد ولن تمنعنا مما نريد ، قال الملائكة :لاتخف علينا : إنا رسل ربك فلن يصلوا إليك ، واخرج ليلا ًمن القرية ، ولاتنظر خلفك حتى لاترى العذاب .

خرج لوط عليه السلام وأهله ، وفارق تلك القرية غير آسف عليها ، حتى إذا صار بعسدا ًعنها ، جاءها أمر الله ، ونزل بها عذابه ، وزُلزِلت الأرض زِلزالها ، عاليها سافلها ، تم نزلت عليهم حجارة من سجيل فأصبحت ديارهم وبيوتهم مهدمة ، وخاوية بما ظلموا ،" وأمْطرنا عليهم مَطرًا فساءَ مَطرُ المُنذَرين ، إن فى ذلك لآية ًوما كان أكثرهم مُؤمِنين " الشعراء 173،174 "