06-09-2010, 10:41 PM | رقم المشاركة : 71 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها قدم عيينة بن حصن على عمر فقال : إنك لا تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل ! فغضب عمر غضبا حتى كاد أن يهم به ، ولكن ابن أخي عيينة قال : يا أمير المؤمنين ، إن الله تعالى قال لنبيه : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } الأعراف / 199 ، وإن هذا من الجاهلين . فوقف عندها عمر ولم يتجاوزها ؛ لأنه كان وقافاً عند كتاب الله ، فانظر إلى أدب الصحابة - رضي الله عنهم - عند كتاب الله ، لا يتجاوزونه ، إذا قيل لهم هذا قول الله وقفوا ، مهما كان . يقول ابن الجوزي : قرأت سورة يوسف عليه السلام، فتعجبت من مدحه على صبره وشرح قصته للناس ورفع قدره ، فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفته للهوى المكروه ، فقلت : واعجبا لو وافق هواه من كان يكون ؟ ولما خالفه لقد صار أمرا عظيما تضرب الأمثال بصبره ، ويفتخر على الخلق باجتهاده ، وكل ذلك قد كان بصبر ساعة فيا له عزا وفخرا ، أن تملك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب . { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } الحجر / 97- 99 النبي صلى الله عليه وسلم يسوؤه تكذيب قومه مع علمهم بصدقه ووضوح أدلته ، فأرشده الله إلى ما يطرد الهم ، فأمره بخصوص ، ثم عموم ، ثم أعم : إذ أرشده إلى تسبيح الله ، ثم إلى أمر أعم من الذكر المجرد وهو الصلاة ، ثم إلى الإقبال على العبادة بمفهومها الشامل . فيالها من هداية عظيمة لو تدبرناها ، وأخذنا به ا. [ د . محمد الحمد ]
|
|||||
06-09-2010, 10:41 PM | رقم المشاركة : 72 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها هل فهت رسالة الخسوف البارحة ؟ يقول ربك جل جلاله : { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } فهل أدركنا هذه الرسالة المرئية التي يخوف الله بها عباده – الذين هم أنا وأنت - ؟ بالله تأمل! ما حال الناس لو خوفهم ملك من ملوك الدنيا – ولله المثل الأعلى - ؟ – ليتنا نعقل هذه الرسالة من ربنا ، لعلها تحدث في قلوبنا خوفا ووجلا ، وتوبة صادقة . { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } فصلت / 34 سبحان الله ! إنسان بينك وبينه عداوة ، وأساء إليك ، فيقال لك : ادفع بالتي هي أحسن . فإذا استجبت لأمر الله ودفعت بالتي هي أحسن ، يأتيك الثواب : { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ، الذي يقوله من ؟ هو الله عز وجل مقلب القلوب ، ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يصرفه كيف يشاء . [ ابن عثيمين ] قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } البقرة / 144 دون : تحبها أو تهواها , فيه دلالة على أن ميل الرسول إلى الكعبة ميل لقصد الخير لا لهوى النفس , وذلك أن الكعبة أجدر بيوت الله بأن يكون قبلة ؛ فهو أول بيت وضع للناس بالتوحيد ، وفي استقبال بيت المقدس أولا ثم التحول إلى الكعبة إشارة إلى استقلال هذا الدين عن دين أهل الكتاب . [ ابن عاشور ]
|
|||||
06-09-2010, 10:42 PM | رقم المشاركة : 73 | |||||
|
|
|||||
06-09-2010, 10:43 PM | رقم المشاركة : 74 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها { سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } الطلاق / 7 لا ينقضي عجبك من مجيء هذه الآية بعد تلك الأحوال الصعبة ، والمضائق التي يمر بها الزوجان من طلاق ، ونزاع على رضاع ، وضيق في الرزق ، فهي بشارة جلية ، وطمأنة إلهية ، فهل بعد هذا يسيطر اليأس أو القنوط على من قدر عليهما الطلاق ؟ إنها آية تسكب الأمل ، وتبعث على الفأل ، فما على العبد إلا أن يحسن الظن بربه ، ويفعل الأسباب ، ثم ليبشر . [ د . عمر المقبل ] يستفاد من قوله تعالى : { فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً } الكهف /80 تهوين المصائب بفقد الأولاد وإن كانوا قطعا من الأكباد ، ومن سلم للقضاء أسفرت عاقبته عن اليد البيضاء . [ القرطبي ] { بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ } ق / 5 في وصف رأي الكفار فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ( مريج ) دلالة على أن رأيهم باطل ليس بصحيح ؛ لأن الجزم الصحيح لا يتغير ولا يتبدل , أما هم فكان أمرهم مضطربا , فهم كما قال الله : { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } الذاريات / 8 . [ الرازي ]
|
|||||
06-09-2010, 10:44 PM | رقم المشاركة : 75 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها فهم سياق الآيات وتدبرها مما يعين على فهم المعنى - إذا اختلف فيه المفسرون - مثال ذلك : جزم شيخ الإسلام ابن تيمية بأن امرأة العزيز هي التي قالت : { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي } يوسف / 53 ؛ لأن السياق متصل بكلامها ، وأتبع ذلك بقوله : " يدل القرآن على ذلك دلالة بينة ، لا يرتاب فيها من تدبر القرآن " . من أخطر أسباب طغيان الإنسان : غناه وإقبال الدنيا عليه مع نسيانه ربه ولقائه . تأمل قول ربك : { إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى }العلق/ 6- 8 , فمتى اجتمعت هذه الأسباب على العبد ، فقد أحاط به الهلاك من كل جانب إن لم يتداركه ربه برحمته وتوفيقه . [ د . محمد بن عبد الله القحطاني ] قال تعالى في أول سورة النور : { سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } النور / 1 فهذه السورة فيها حجج التوحيد ، ودلائل الأحكام ، والكل آيات بينات ، فحجج العقول ترشد إلى مسائل التوحيد ، ودلائل الأحكام ترشد إلى وجه الحق ، وترفع غمة الجهل , وهذا هو شرف السورة ، فيكون شرفا للنبي صلى الله عليه وسلم في الولاية ، شرفا لنا في الهداية . [ ابن العربي ]
|
|||||
06-09-2010, 10:45 PM | رقم المشاركة : 76 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها أهل الصلاح يظهر عليهم صلاحهم , ويحبهم الناس وينجذبون إلى عدلهم وصدقهم , فأهل البلد من الكفار والفساق : الملك , وخباز الملك , وغيرهم , لجئوا إلى يوسف عليه السلام : { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } يوسف / 36 , فحالتك وسيرتك وهيئتك وأفعالك تخبر أنك المحسنين . [ محمد المنجد ] يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء ، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثرا للإجابة ، ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس ؛ لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه ؛ أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام ؟ بقي ثمانين سنة في البلاء , ورجاؤه لا يتغير ، فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير أمله , وقال : { عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً } يوسف / 83 فإياك أن تستطيل زمان البلاء ، وتضجر من كثرة الدعاء ، فإنك مبتلى بالبلاء ، متعبد بالصبر والدعاء ، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء . [ ابن الجوزي ] { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ } البقرة / 179 في القصاص حياة ، والتنكير في ( حياة ) للتعظيم ، وتلك الحياة العظيمة هي ما فيه من ارتداع الناس عن قتل النفوس ؛ لأن أشد ما تتوقاه نفوس البشر من الحوادث : الموت , فلو علم القاتل أنه يسلم من الموت لأقدم على القتل مستخفا بالعقوبات , ولو ترك الأمر للثأر كما في الجاهلية لأفرطوا في القتل وتسلسل الأمر ، فكان في مشروعية القصاص حياة عظيمة من الجانبين . [ ابن عاشور ] { خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } الرحمن/ 3- 4 الإنسان بالأمس نطفة , واليوم هو في غاية البيان وشدة الخصام , يجادل في ربه , وينكر قدرته على البعث ، فالمنافاة العظيمة التي بين النطفة وبين الإبانة في الخصام ، - مع أن الله خلقه من نطفة وجعله خصيما مبينا – آية من آياته جل وعلا , دالة على أنه المعبود وحده، وأن البعث من القبور حق . { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً } الفرقان /73 قال ابن العربي : قال علماؤنا : يعني الذين إذا قرءوا القرآن قرأوه بقلوبهم قراءة فهم وتثبت ، ولم ينثروه نثر الدقل ؛ فإن المرور عليه بغير فهم ولا تثبت صمم وعمى عن معاينة وعيده ووعده . [ أحكام القرآن ]
|
|||||
06-09-2010, 10:46 PM | رقم المشاركة : 77 | |||||
|
|
|||||
06-09-2010, 10:46 PM | رقم المشاركة : 78 | |||||
|
|
|||||
06-09-2010, 10:47 PM | رقم المشاركة : 79 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ } البقرة / 189 قال قتادة : سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم: لم جعلت هذه الأهلة ؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون , فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم ، ولمناسكهم وحجهم ، ولعدة نسائهم ومحل دينهم في أشياء ، والله أعلم بما يصلح خلقه . [ تفسير الطبري ] { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } البقرة / 185, من فضائل شهر الصيام أن الله تعالى مدحه من بين سائر الشهور ، بأن اختاره لإنزال القرآن العظيم فيه ، واختصه بذلك ، ثم مدح هذا القرآن الذي أنزله الله فقال : ( هدى ) لقلوب من آمن به , ( وبينات ) لمن تدبرها على صحة ما جاء به , ومفرقا بين الحق والباطل والحلال والحرام . [ ابن كثير ] { وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } الحج / 5 تذكرت هذه الآية ، وأنا أنظر إلى المسلمين ، كيف تغير دولاب حياتهم من حين دخل رمضان ، لقد انصهروا من جديد !، فما أسهل صياغة الحياة عبر نظام الإسلام إذا صدقت النوايا ، وخلي بين الناس وبين الخير ! .
|
|||||
06-09-2010, 10:48 PM | رقم المشاركة : 80 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة ، وإيقاظهم لها - خصوصا صلاة الفجر – فتذكر قوله تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } طه / 132 ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب ، وطرد الملل , وتذكر عاجل الأجر ومآل الصبر بعد ذلك في الآية : { لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } . [ د . محمد الحمد ] { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } الفرقان / 72 كثيرون يحملون معنى هذه الآية على الشهادة بالزور فقط ، وهذا فهم قاصر ؛ فالمعنى أعم من ذلك وأعظم ، فكل منكر زور ، فمن علم به ولم ينكره بلا عذر فقد افتقد صفة عظيمة من صفات " عباد الرحمن " , وكفى بذلك خسرانا مبينا . [ أ . د . ناصر العمر ] { فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } القصص / 25, قالت: { إن أبي يدعوك } , ولم تقل: إننا نندعوك ؛ لأن هذا هو اللائق بالمؤمنة العفيفة حينما تتحدث مع الرجال الغرباء . [ د . عويض العطوي ] { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } الأنبياء / 90 ولم يقل : يسارعون إلى الخيرات ؛ لأنهم الآن منهمكون في أعمال خيرة ، فهمهم المسارعة فيها ، والازدياد منها ، بخلاف من يسارع إلى شيء ، فكأنه لم يكن فيه أصلا ، فهو يسرع إليه ليكون فيه . [ الشعراوي ] إن موسى عليه السلام سأل أجل الأشياء فقال : { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ } الأعراف / 143 ، وسأل أقل الأشياء فقال : { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } القصص / 24 ؛ فنحن أيضا نسأل الله أجل الأشياء وهي خيرات الآخرة ، وأقلها وهو خيرات الدنيا فنقول : { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً } البقرة / 201. [ الرازي ]
|
|||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بشرى سارة لمحبي القرآن الكريم | خدمات تعليمية | رحيق الحوار العام | 2 | 25-06-2010 01:08 PM |
أسباب زيادة الإيمان: تدبر القرآن | سلسبيل الخير | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 7 | 09-05-2010 02:36 PM |
دعاء ختم القرآن الكريم | تراب | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 1 | 28-11-2009 11:52 PM |
مع القرآن الكريم | تراب | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 0 | 01-05-2009 01:19 AM |
بشرى سارة للمعلمين | admin | الأخبار العالمية والعربية | 5 | 16-12-2008 09:10 PM |
|