منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > عقيدة أهل السنة والجماعة
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-2008, 03:53 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

17- قال القاري : " فهؤلاء وغيرهم من أئمة التصوف الصحيح([1]) كأئمة الفقهاء يردون كل شيء إلى الكتاب والسنة ، فإذا غلا بعض الصوفية في (الزهد) فحرم على نفسه أو على غيره التزوج بالنساء ، أو أكل الحلال أو العمل في التجارة أو نحوها ، فإنه يكون مخالفاً للكتاب والسنة بل يكون مخالفاً للتصوف ، فنرد عليه قوله ونذم حاله ، حسب وصية أئمة التصوف " .
- أقول :
شتان بين أئمة الفقه والحديث وبين أئمة التصوف اهتماما بكتاب الله وسنة رسوله حفظاً وتفقهاً واستنباطاً وتدوين دين الله من عقائد وأحكام وغيرها في دواوين السنة والعقائد والفقه والدعوة إلى هذا الحق والخير والتربية عليه والذب عنه ورد غوائل أهل الضلال من الفرق ورد غوائل أعداء الإسلام من الملاحدة والمنافقين ، شتان بين هؤلاء وبين الصوفية الذين قلت عنايتهم بالعلم حديثاً وفقهاً وعقائد ومن قلد منهم العلماء في شيء من العقائد تجده يتخبط في ميادين التصوف ومن ألف منهم تجد مؤلفاتهم مليئة بالأفكار المنحرفة والأحاديث الباطلة فيتورع أوائلهم في الحلال والحرام ولا يتورعون في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن تفسير كتاب الله بالأقوال الباطلة والاستناد إلى الوساوس التي يسمونها بالإشارات ، أما متأخروهم فقد مر الحديث عنهم ولا سيما في التوسع في كسب الأموال من الطرق الفاسدة وتوسعهم في العقائد الفاسدة كالحلول ووحدة الوجود وفي التعلق بالأولياء وقبورهم وتفريقهم للأمة بكثرة الطرق الصوفية التي تجاوزت العشرات التي يكفي بعضها لإهلاك معظم الأمة وإيقاعها في الضلال .
وكأن القاري لا يخاف على الصوفية في المستقبل إلا الانحراف في الزهد ولا يدرك أنهم قد انحرفوا من نشأتهم في الزهد وغيره أما متأخروهم فحدث عنهم ولا حرج وقد مضى الحديث عنهم .
18- تحدث القاري عن اشتقاق التصوف وحكى عن ابن تيمية أنه مأخوذ من الصوف ثم قال : " ولا أرى كبير فائدة في هذا البحث لأن النقاش ليس في الأسماء ولكن في المعاني والمدلولات ،وإذا كان بالإمكان التخلص من هذه الأسماء الحادثة ، فعلينا أن نتخلص من لفظة "الصوفي" و " الصوفية" الحادثة في منتصف القرن الثاني ، وربما قبل ذلك وكذلك نتخلص من لفظة " السلفي" و " السلفية " الحادثة بعد ذلك بقرون ، لم يعرف وصف أحد بـ "السلفي " أو طائفة بـ" السلفية" طوال القرون الثلاثة المفضلة ، والجواب على هذا هو الجواب على ذاك ".
- أقول للقاريء وغيره :
إذا كان النقاش في المعاني والمدلولات لا في الأسماء ، فهل تستوي المعاني والمدلولات عند الصوفية وعند السلفيين في الضلال ، هل المنهج السلفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله وعلى ما كان عليه الصحابة وسائر القرون المفضلة ومن بعدهم من أئمة الهدى ، هل هذا المنهج الذي يسير عليه السلفيون عقيدةً ومنهجاً ودعوة يستوي مع المناهج الصوفية التي أنكرها أئمة الإسلام منذ ذر قرنها إلى زمن الحلاج وأشياعه إلى ابن القشيري ثم الغزالي ، وزادها توسعاً في الضلال ابن عربي والتلمساني وابن الفارض وابن سبعين الذين تدور الصوفية في فلكهم وفلك ضلالاتهم التي منها الحلول ووحدة الوجود من عهدهم إلى يومنا هذا وواقعهم ومؤلفاتهم تشهد بهذا.
والسلفيون من فجر تاريخهم ومؤلفاتهم إلى يومنا هذا تشهد بذلك ، دع عنك أدعياء السلفية الذين يشهد عليهم ولاؤهم وانتماؤهم لأهل الضلال والأهواء فلا يجوز عدهم في السلفيين فإن ولاءهم لأهل الأهواء ومحاربتهم للسلفيين تدينهم ببعدهم عن السلفية والسلفيين حتى يرجعوا إلى محض السلفية منهجاً وولاء وذباً عنها وعن أهلها على طريقة أئمة السلف .
أما لفظ السلفية والسلفيين فقد اضطر إليها السلفيون اضطراراً وهو لفظ تداوله العلماء وأقره ابن تيمية وابن باز اللذين تحتج بهما ، فإذا تخلى أهل البدع من الصوفية وغيرهم عن التصوف والتجهم والاعتزال والتمشعر وعادوا إلى الكتاب والسنة وجب على الجميع بما فيهم السلفيون أن ينتموا إلى الإسلام ويدعوا هذه التسميات .
وأخيراً فإني أدعو المسلمين جميعاً علماء وحكاماً وطلاب علم وشعوباً إلى العودة الحميدة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه السلف الصالح من عقيدة واحدة ومنهج واحد وأن يدعوا المناهج والعقائد الفاسدة التي فرقتهم ومزقتهم شر ممزق وغرست في النفوس العداوة والبغضاء والأحقاد والفتن وسلطت عليهم الأعداء من أهل الملل والنحل من يهود ونصارى وغيرهم ولن تزول عنهم هذه البلايا حتى يحققوا هذه العودة التي أوجبها عليهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي من أعظم ما فرضه الله عليهم .

نسأل الله أن يأخذ بنواصيهم إلى الحق والخير وإلى القيام بهذه الفريضة العظيمة التي يكمن فيها عزهم وكرامتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة .

وبها يخرجهم الله من دوامة الذل والهوان التي يعيشونها من قرون وينصرهم على أعدائهم وأعداء دينهم إن ربنا لسميع الدعاء .


كتبه
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي
27/شعبان/1426هـ





مناقشة
الهادي المختار ومن معه
في ذَبِّهم عن الصُّوفية
( الحلقة الأولى)





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فقد اطلعت على مقال الهادي المختار الذي نشر في الرسالة عدد الجمعة الموافق 12ربيع الآخر عام 1426هـ والذي تضمن رداً على مقالي الذي نشر في الرسالة في يوم الجمعة 5ربيع الآخر 1426هـ الذي بينت فيه بالأدلة موقف كبار السنة والتوحيد والحديث من الصوفية وأرائها وزعمائها وكتبها مثل موقف الإمام أحمد وأبي زرعة وابن الجوزي والذهبي وغيرهم .
ومما يؤخذ على هذا الكاتب :
أولاً - إنه تجاهل الأئمة الذين اعتمدت على أقوالهم في نقد الصوفية والتصوف وعلى رأسهم الإمام أحمد .
ثانياً – ذكر من أئمة السلفية تحت العنوان السابق الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور موسى الشريف وذكر سهل بن عبد الله التستري واستشهد بأقوال ابن عطاء الله الإسكندري وهو من كبار الصوفية القائلين بوحدة الوجود ,وذكر أبا حامد الغزالي ونسي موقف علماء المغرب وعلى رأسهم القاضي عياض من كتابه الإحياء حيث قاموا بإحراقه ونسي موقف علماء السنة من هذا الكتاب ومن صاحبه ؛ومنهم ابن تيمية وابن الجوزي والذهبي وأئمة الدعوة في نجد ,واستشهد بقول أحمد التيجاني الذي ملئت كتبه وكتب أتباعه بالأباطيل والافتراءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،كما أنها قائمة على القول بالحلول ووحدة الوجود ,فهؤلاء الصوفية كلهم يقولون : مذهبنا قائم على الكتاب والسنة ،فإذا سبر الناس كتبهم ومذاهبهم ومنهجهم وجدوا الفروق الكبيرة بينها وبين أقوالهم .
مواقف أهل السنة وعلمائها من الصوفية وزعمائها
وحيث إن ملحق الرسالة لا يتحمل التفصيل فسأذكر في هذا المقال ما يؤكد مقالي في الصوفية الذي رد عليه الهادي المختار وغيره ، منها :
- أولاً : ما ذكره الشعراني في كتاب الطبقات ( 1/13-14)، حيث ذكر:
1- أنهم نفوا أبا يزيد البسطامي من بلده سبع مرات .
2- وذكر أنه وقع لذي النون المصري مثل ذلك ، ويزعم الشعراني أنه وشوا به إلى بعض الحكام وحملوه من مصر إلى بغداد مغلولاً مقيداً , ويؤخذ من كلامه أنهم كانوا يعتقدون فيه أنه زنديق , والذين عاملوه هذه المعاملة هم علماء الأمة وفقهاؤها وإن طعن فيهم الشعراني.
3- ذكر أنهم قتلوا الحسين الحلاج وقطعوا يديه ورجليه.
وهو معروف بأنه زنديق يقول بالحلول ووحدة الوجود ومعروف بالسحر والشعوذة واتفقت عليه كلمة العلماء.
4- قال : وشهدوا على الجنيد أنه كان يقرِّر علم التوحيد، ثم إنه تستر بالفقه واختفى.
5- وذكر أنهم أخرجوا الحكيم الترمذي إلى بلخ حين صنَّف كتاب علل الشريعة وكتاب ختم الأولياء فأنكروا عليه بسبب هذين الكتابين , وقالوا: فضلت الأولياء على الأنبياء ، وأغلظوا عليه فجمع كتبه كلها وألقاها في البحر فابتلعتها سمكة ثم لفظتها بعد سنين . هكذا يقول الشعراني!.
6- وذكر عدداً آخرين من زعماء الصوفية يُطردون من بلدانهم لما فيهم من الضلال ، منهم أبو بكر النابلسي وأبو الحسن الشاذلي، أخرجوه وجماعته من المغرب إلى الإسكندرية لأنهم اتهموه بالزندقة .
والذين يعاملون زعماء الصوفية هذه المعاملة التي ذكرها الشعراني هم علماء الإسلام وفقهاؤه.
- ثانياً : ويؤكد هذا ما قاله ابن الجوزي في (تلبيس إبليس):
1- أن ذا النون هجره علماء مصر ورموه بالزندقة وكان من المنكرين عليه الإمام عبد الله بن عبد الحكم المالكي.
2- وقال : وأُخرج أبو سليمان الداراني من دمشق وقالوا إنه يزعم أنه يرى الملائكة .
3- وشهد قوم على أحمد بن أبي الحواري أنه يفضل الأولياء على الأنبياء فهرب من دمشق إلى مكة .
4- وذكر عن أبي يزيد البسطامي أنه يقول: لي معراج مثل معراج النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجوه من بسطام .
فهذه مواقف أهل السنة من الصوفية الأوائل إلى عهد الشاذلي.
- ثـالثاً : ومواقف ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر وشيوخه وتلاميذه، والإمام المقري في اليمن، وغير هؤلاء من أهل السنة من الصوفية المتأخرين، ولا سيما أتباع ابن عربي، مثل مواقف علماء السلف وفقهائهم من الصوفية وزعمائها الأوائل.
وليرجع من شاء إلى ( الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن )، و( الفرقان بين الحق والباطل )، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، و( إغاثة اللهفان ) و ( مدارج السالكين ) لابن القيِّم، و( الميزان ) للذهبي، و( تنبيه الغبي ) للبقاعي -أحد تلاميذ الحافظ ابن حجر- جمع فيه أقوال العلماء في أهل وحدة الوجود.
ونأسف أن بعض المنتسبين إلى السنة يتعلقون بعبارات لابن تيمية وابن القيِّم والذهبي في بعض أفراد الصوفية الذين لا يُعدَّون قطرة في بحر التصوف والصوفية، يتعلقون بهذه العبارات ليدافعوا بها عن الصوفية وبلائها الجاثم على صدر الأمة منذ نشأ التصوف إلى يومنا هذا.
وأنا أسألهم : هل هذه الطرق الصوفية القائمة الآن مثل التيجانية والميرغنية والسهروردية والقادرية والجشتية والرفاعية والشاذلية والبرهانية وغيرها من الطرق الكثيرة، هل هم على عقيدة أهل السنة ومنهجهم ؟! وهل هذه القبور المقدَّسة في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه التي يُعتقد في أهلها أو في كثير منهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون ويستجيبون الدعاء ويكشفون الكربات، هل هي قائمة على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح ؟. ألا تعلمون أن أهم أسباب هذه البلايا في العالم الإسلامي إنما هم الصوفية ؟.
أرى أنه من الواجب عليكم أن تتركوا مثل هذه الأساليب التي تقوم على التلبيس وأن تسلكوا مسلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في محاربة الشرك ومظاهره ووسائله، وفي الجهر بالنصيحة لهذه الأمة، وتحذيرها من خطر الصوفية وعقابيلها، وأن تهتفوا بهم وبالأمة جميعاً إلى العودة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة الكرام وتابعوهم بإحسان، ذلكم هو الطريق النافع للأمة والذي يخلصها من الأوضاع المهلكة التي يعيشونها والتي من أعظم أسبابها الفكر الصوفي وعقائده ومناهجه، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ).
- ثالثاً : ولقد فهمت من مقال الهادي المختار أنه من أتباع الطريقة التيجانية أو من المخدوعين بهذه الطريقة وأهلها فرأيت أن أسوق له أمثلة من عقائد هذه الطائفة وشيخها :
قولها بوحدة الوجود
1- قال صاحب جواهر المعاني (1/255) نقلاً عن شيخه التيجاني : " .. اعلم أن أذواق العارفين في ذوات الوجود أنهم يرون أعيان الموجودات " كسراب بقيعة " الآية . فما في ذوات الوجود كله إلا الله سبحانه وتعالى تجلى بصورها وأسمائها وما ثم إلا أسماؤه وصفاته فظاهر الوجود وصور الموجودات وأسماؤها ظاهرة بصورة الغير والغيرية، وهي مقام

([1]) التصوف الذي يرى القاري أنَّه صحيح إنَّما هو في واقعه وساوس وخطرات وشطحات وتعذيب للنفس بالجوع والعطش على طريقة رهبان النصارى والهنادك .






رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:57 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

أصحاب الحجب الذين حجبوا بظاهر الموجودات عن مطالعة الحق فيها، والظاهر المحض إنما هو وجود الحق وحده في كل شيء " .
2- وقال صاحب الجواهر (2/91-92) عن الشيخ التيجاني في شرح حديث باطل: " وتحقيق ما في هذا الحديث هو ما قلناه أولاً وهو أن جميع المخلوقات مراتب للحق يجب التسليم له في حكمه وفي كل ما أقام خلقه لا يعارض في شيء ،ثم حكم الشرع من وراء هذا يتصرف فيه ظاهراً لا باطناً ولا يكون هذا إلا لمن عرف وحدة الوجود فيشاهد فيها الوصل والفصل ،فإن الوجود عين واحدة لا تجزؤ فيها على كثرة أجناسها وأنواعها ووحدتها لا تخرجها عن افتراق أشخاصها بالأحكام .والخواص وهي المعبر عنها عند العارفين أن الكثرة عين الوحدة والوحدة عين الكثرة فمن نظر إلى كثرة الوجود وافتراق أجزائه نظره عيناً واحدة على كثرته ، ومن نظر إلى عين الوحدة نظرة متكثر بما لا غاية له من الكثرة ، وهذا النظر للعارف فقط لا غيره من أصحاب الحجاب وهذا لمن عاين الوحدة ذوقاً لا رسما وهذا خارج عن القال ومعنى الفصل والوصل، فالوحدة هي الوصل والكثرة هي الفصل " أ.هـ
3- وحدة الوجود ووحدة الأديان :
أ- قال التيجاني: " واعلم أن حضرة الحق سبحانه وتعالى متحدة من حيث الذات والصفات والأسماء والوجوه .
والوجود كله متوجه إليه بالخضوع والتذلل والعبادة والخمود تحت سلطان القهر وامتثال الأمر والمحبة والتعظيم والإجلال .
فمنهم المتوجه إلى صورة الحضرة الإلهية نصاً جليّا في محو الغير والغيرية .
ومنهم المتوجه إلى الحضرة العليَّة من وراء ستر كثيف، وهم عبدة الأوثان ومن ضاهاهم فإنهم في توجههم إلى عبادة الأوثان ما توجهوا لغير الحق سبحانه وتعالى، ولا عبدوا غيره لكن الحق سبحانه وتعالى تجلى لهم من تلك الستور بعظمته وجلاله وجذبهم بحسب ذلك بحكم القضاء والقدر الذي لا منازع لهم فيه وهذا هو التوجه إلى الله كرهاً ، يقول سبحانه وتعالى : ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً ..). الآية.
فالوجود كله متوجه إلى حضرة الحق سبحانه وتعالى بصفة ما ذكرنا فرداً فرداً وأن الكفار والفجرة والمجرمين والظلمة ، فهم في ذلك التخليط الذي خالفوا فيه نصوص الشرع وصورة الأمر الإلهي فإنهم في ذلك ممتثلون لأمر الله تعالى ليسوا بخارجين عن أمره ومراده إلا أنهم خرجوا عن صورة الأمر الإلهي ظاهراً وغرقوا فيه باطناً " جواهر المعاني وبلوغ الأماني (1/239) .
ب - وقال أيضا ً :".. فكل عابد أو ساجد لغير الله في الظاهر فما عبد ولا سجد إلا لله تعالى لأنه هو المتجلي في تلك الألباس ، وتلك المعبودات كلها تسجد لله تعالى وتعبده وتسبحه خائفة من سطوة جلاله سبحانه وتعالى ولو أنها برزت لعبادة الخلق وبرزت لها بدون تجلية فيها لتحطمت في أسرع من طرفة العين لغيرته تعالى لنسبة الألوهية إلى غيره ، قال سبحانه وتعالى لكليمه موسى : ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني ) والإله في اللغة هو المعبود بالحق وقوله : ( لا إله إلا أنا ) يعني لا معبود غيري وإن عبد الأوثان من عبدها فما عبد غيري ولا توجهوا بالخضوع والتذلل لغيري ..الخ .
ميدان الفضل والإفضال (ص/62) نقلاً عن كتاب (التيجانية) للأستاذ علي الدخيل الله (ص/84).

نماذج من كتاب: (الخلاصة الوافية الظريفة في شرح الأوراد اللازمة والوظيفة للطريقة التيجانية الشريفة)
تأليف: محمد سعد الرباطابي التيجاني

1- الطريقة التيجانية أخذها شيخها وإمامها أحمد التيجاني عن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم (ص/5) حاشية .
2- ويقول محمد سعد الرباطابي التيجاني عن شيخ الطريقة أحمد التيجاني : " ورضي الله تعالى عن بهجة الأخيار ومعدن البركات والأسرار قطب الأقطاب وغوث الأغواث القطب المكتوم والكنـز المطلسم قدوتنا وشيخنا وإمامنا ختام الأولياء وممدهم الشيخ أحمد بن محمد التيجاني الشريف الحسني وعن أصحابه المنتسبين إليه ومحبيه أجمعين " (ص/ 3) .
- أقول : فهل هذه العقيدة التي يؤمن أهلها بالأقطاب والأغواث والكنوز المطلسمة منبثقة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟! وهل يعرف الناس وظيفة الغوث والقطب وأن من منها التصرف في الكون ؟!
3- ويقول عن كراماته أنها كثيرة شهيرة لا يحصرها العد ولا تستقصى
ومن لي بحصر البحر والبحر زاخر *** ومن لي بإحصاء الحصى والكواكب
ومن أعظم كراماته رضي الله عنه رؤيته لذات سيد الوجود وعلم الشهود سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً دائماً بحيث لا يغيب عنه طرفة عين ويسأله صلى الله عليه وسلم عن كل أمر يبدو له ويشاوره صلى الله عليه وسلم في كل شيء دقَّ أو جلَّ " (ص/ 12-13).
فهل هناك مسلم أو عاقل يصدِّق هذه الدعاوى العريضة ؟!
4- ويقول عن علمه : وكان رضي الله عنه يقول : لو سألني سائل أربع سنين وأنا أملي عليه وهو يكتب لم يفرغ يعني من غير تأمل ،ولا يستغرب ذلك وقد قال له صلى الله عليه وسلم : كل ما أمليت فأنت مترجم عني " .
فهل يصدق هذا الرجل إذا قال إن ميزانه الكتاب والسنة ؟! وهل يقول مثل هذا الكلام عاقل فضلاً عن إنسان يدعي أعلى مراتب الولاية ؟!.
5- ويقول : الرباطابي التيجاني: " وتولى سيدنا وشيخنا القطبانية العظمى في شهر المحرم 1214 من هجرة سيد المرسلين وهو مقيم بفاس ، وهذا من خرق العادة وفي اليوم الثامن عشر من شهر صفر الخير من السنة المذكورة بلغ مقام الختم والكتم الخاصين بختم الولاية المحمدية الخاصة .
6- ويقول: "قال الشيخ رضي الله عنه : إن جميع الأولياء يدخلون في زمرتنا ويأخذون أورادنا ويتمسكون بها إلى يوم القيامة حتى الإمام المهدي المنتظر إذا قام في آخر الزمان الخ.
يأخذها ويكون من خلفاء الشيخ رضي الله عنه الوارثين لعلومها وأسرارها وقد نوه سيدنا الشيخ رضي الله عنه كثيراً بفضلها ولم يقل ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " (ص/ 38 ).
ويشيد الرباطابي بفضائل هذه الطريقة.







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 04:16 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

فمن هم هؤلاء الأولياء الذين يدخلون في زمرتهم ويأخذون أوراده؟ وهل الأولياء كلهم تيجانية ؟ ومن هو هذا المهدي المنتظر الذي يأخذ بطريقة أحمد التيجاني ويترك الكتاب والسنة، ويكون خليفة للتيجاني لا خليفة خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الظاهر أنه يريد بهذا المهدي المنتظر صاحب السرداب الذي ينتظر الروافض قيامه.
7- وينقل الرباطابي التيجاني عن إمام التيجانية قوله : طريقتنا تنسخ جميع الطرق وتبطلها " .
وهل في الطرق الصوفية ناسخ ومنسوخ ؟! وما هو الحكم على الطرق القائمة ؟! وهل يسلِّم أصحابها بهذه الدعوى؟! وهل يسلِّم أهل السنة بهذا أو ذاك؟!
8- ونقل الرباطابي عن إمامه أنه قال: "من ترك ورداً من أوراد المشائخ لأجل الدخول في طريقتنا هذه المحمدية الإبراهيمية الحنيفية أمَّنه الله في الدنيا والآخرة فلا يسوؤه شيء أبداً وهذا وعد صادق منه صلى الله عليه وسلم إلينا وأنَّ كل من دخل زمرتنا وخرج منها إلى غيرها طرده الله من حضرته وسلبه ما منحه من محبتنا ويموت كافراً والعياذ بالله من مكر الله ولا يفلح أبداً " !.
هكذا يقول عن طريقته أنها محمدية إبراهيمية حنيفية ومن دخل فيها أمَّنه الله في الدنيا والآخرة ،وينسب هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،والرسول ما شهد بمثل هذا لمن دخل في الإسلام بمجرد دخوله ، ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) والأمان المطلق له شروطه الصعبة.
9- ويقول : طريقتنا طريق محض الفضل أعطاها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم منه إلي مشافهة من غير واسطة يقظة لا مناماً ، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مِنَّـة لمخلوق عليك من مشايخ الطرق وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم شيخه ومربيه ووجهته وقدوته ". ص/37 .
سبحان الله ! بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى العالمين بشيراً ونذيراً فبلَّغ الرسالة وأدى الأمانة وما مات حتى أكمل الله به الدين .
ثم يبعثه الله لأحمد التيجاني وحده فيعلمه ويربيه ويشاوره ويملي عليه كل شيء ولا يفارقه طرفة عين !!!
اللهم إننا نبرأ إليك من هذه الأباطيل ونشهد أنها أكاذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونؤمن بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتبعها ونتبع سبيل المؤمنين الذين مدحهم الله وزكاهم .
ونؤمن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " .
ولا أكذب من هذه الأقوال والدعاوى العريضة .
فهل ادعى أحد من الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة أو ادعى أحد من الصحابة أو زوجاته صلى الله عليه وسلم أو أهل بيته أنه رآه مرة واحدة في اليقظة؟ أو أنه سأله عن مسألة واحدة بعد موته؟!!!
إن روح رسول الله في الجنة وفي الرفيق الأعلى كيف يترك الجنة ويلازم أحمد التيجاني لا يغيب عنه طرفة عين يشاوره ويجيبه عن كل أمر يبدو له؟! سبحانك هذا بهتان عظيم .

وللطريقة التيجانية شروط تبلغ تسعة وعشرين شرطاً منها :

1- أن يكون المريد خالياً من أوراد المشائخ أو ينسلخ عنها وقد عاهد الله أن لا يعود إليها البتة .
2- عدم الزيارة لجميع الأولياء الأحياء منهم والأموات إلا من أذن له الشيخ في زيارتهم وهم الأنبياء والصحابة وإخواننا في الطريقة .
قال رضي الله عنه : كل من أخذ وردنا ودخل طريقتنا لا يزور أحداً من الأولياء الأحياء والأموات أصلاً .
وقال رضي الله عنه : قال لي سيد الوجود صلى الله عليه وسلم : " إذا مر أصحابك بأصحابي فليزوروهم وأما غيرهم من الأولياء فلا " . (ص/43).
ثم قال : والزيارة الممنوعة عندنا هي الزيارة بقصد التعلق وطلب الاستمداد لا الزيارة لله ومواصلة الأرحام وتعلم العلم وسماع الوعظ من العلماء".
أي أنهم يوجبون قصر التعلق والاستمداد على شيوخ التيجانية والصحابة للعداوة والتحاسد بينهم وبين شيوخ الطرق الأخرى وهذا التعلق والاستمداد( ) هو عين الشرك بالله فهم لا يحرمون هذا الشرك من أجل إخلاص الدين والتوحيد لرب العالمين ولا من أجل أنه شرك بالله وإنما من باب التحزب واحتكار المريدين.
صلاة الفاتح وجوهرة الكمال
عقد التيجاني محمد سيد الرباطابي فصلاً في فضل الأوراد اللازمة للطريقة ذكر فيه بعص الآيات والأحاديث في فضل الاستغفار ، وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم فضل لا إله إلا الله ولم يذكر حديثاً واحداً من أحاديث الاستغفار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكر صيغة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كالصلاة الإبراهيمية بل اقتصر على ذكر صلاة الفاتح وفضلها المفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :
" ويكفي في فضل صلاة الفاتح لما أغلق الخ قول الشيخ رضي الله عنه : إن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم أخبره بأن المرة الواحدة منها تعدل كل تسبيح وقع في الكون ، وكل ذكر ، وكل دعاء صغير وكبير ستة آلاف مرة .
ثم قال( يعني الشيخ التيجاني ) :وخاصة صلاة الفاتح لما أغلق الخ أمر إلهي لا تَدخَّل للعقول فيه ، فلا يلتفت إلى تكذيب مكذب ، ولا قدح قادح فإن لله فضلاً خارجاً عن دائرة القياس ويكفيك قول الله تعالى: ( ويخلق ما لا تعلمون ).
فما توجه متوجه بأحب إلى الله بعمل يبلغها وإن كان ما كان ولا توجه متوجه بأحب إلى الله منها ، ولا أعظم حظوة إلا مرتبة واحدة وهي : مرتبة من توجه إلى الله باسمه العظيم الأعظم لا غير ، وتكفيه صلاة الفاتح لما أغلق ولا يحصل هذا الخير إلا لمن صدَّق بما سمع وسلَّم لفضل الله تعالى ولا يأخذه الحد والقياس.
قال : واعلم أن كل ما تذكره من الأذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والأدعية لو توجهت بجميعها مائة ألف عام كل يوم مائة ألف مرة وجمع ثواب ذلك ما بلغ مرة واحدة من صلاة الفاتح لما أغلق الخ ولا يحصل فضلها إلا بشرطين :
الأول : الأذن الخاص من الشيخ أو مقدميه ولو تعددت الوسائط إلى آخر الدهر.
الثاني : أن يعتقد أنها ليست من تأليف مؤلف بل جاءت للقطب البكري من حضرة الغيب ،وهي من أقسام وحي الإلهام للأولياء رضي الله عنهم ويعتقد أنها من كلام الله كالأحاديث القدسية وليست من تأليف البشر وقد ذكرت جملة صالحة من فضلها في الجواهر العلية وفضلها أكبر من أن يحصر وأعظم من أن يسطر وفضل الله أوسع والله ذو الفضل العظيم " .
ونتساءل كيف ادخر الله صلاة الفاتح وفضلها للقطب البكري ثم للتيجاني والتيجانية فلم يعطها لأولى العزم من الرسل ومنهم سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعطها للأنبياء وسائر الرسل الكرام ولا الملائكة المقربين وأوحاها للقطب البكري ؟!!!
عن أنس رضي الله عنه قال : قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ، فلما انتهيا إليها بكت ، فقالا لها ما يبكيك ؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم .
فقالت : ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أبكي أن الوحي قد أنقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان " صحيح مسلم حديث (2454) .
فهؤلاء أصحاب رسول الله يعتقدان اعتقاداً جازماً أن الوحي قد انقطع من السماء لأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين كما جاء بذلك الكتاب والسنة وقام عليه الإجماع فمن اعتقد أن الله يوحي بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم إلى أحد فقد كذب الكتاب والسنة والإجماع .
وهل يجب على الناس أن يصدقوا التيجاني بأن صلاة الفاتح من أقسام وحي الله ؟







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 04:42 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

وأن الصوفية يوحي الله إليهم بما هو أفضل مما أوحاه الله إلى الأنبياء والرسل الكرام !!
وهل نصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سئل عن أفضل الأعمال فأجاب: " الصلاة لوقتها فقال السائل : وهو عبدالله بن مسعود ثم أي ؟
قال : " بر الوالدين "فقال عبدالله ثم ماذا ؟ قال رسول الله : " الجهاد في سبيل الله " أو نصدق التيجاني بأن صلاة الفاتح أحب إلى الله من كل عمل يتوجه به متوجه إلى الله .
والاسم الأعظم ولعله يخترع لله اسماً يسميه هو الاسم الأعظم .
هل نصدق التيجاني أن المرة الواحدة تعدل كل تسبيح وقع في الكون وكل ذكر ودعاء صغير وكبير ستة آلاف مرة إلى آخر ما يدعيه .
وفي (جواهر المعاني) لعلي حرازم التيجاني ص/135 حاكياً عن إمامه الشيخ أحمد التيجاني قوله : ( فلما رأيت الصلاة التي فيها المرة الواحدة بسبعين ألف ختمة من دلائل الخيرات تركت الفاتح لما أغلق الخ واشتغلت بها وهي : اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله صلاة تعدل جميع صلوات أهل محبتك وسلم على سيدنا محمد وعلى آله سلاما يعدل سلامهم لما رأيت فيها من كثرة الفضل ، ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها أخبرني أولا بأن المرة الواحدة منها تعدل القرآن ست مرات ، ثم أخبرني ثانياً: أن المرة الواحدة تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير ومن القرآن ستة آلاف مرة لأنه من الأذكار " (ص/ 135-136 ) .
ويقول: ثم قال الشيخ رضي الله عنه : وأخبرني صلى الله عليه وسلم أنها لم تكن من تأليف البكري ( أي صلاة الفاتح ) ولكنه توجه إلى الله مدة طويلة أن يمنحه صلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها ثواب جميع الصلوات وسر جميع الصلوات ، وطال طلبه مدة ثم أجاب دعوته فأتاه الملك بهذه الصلاة مكتوبة في صحيفة من النور ثم قال الشيخ : فلما تأملت هذه الصلاة وجدتها لا تزنها عبادة جميع الجن والإنس والملائكة " .انظر (ص/137-138 ) .
وقال على حرازم : ( فائدة : قال الشيخ رضي الله عنه : عدد ألسنة الطائر الذي يخلقه الله من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الذي له سبعون ألف جناح إلى آخر الحديث ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف إلى أن تعد ثمان مراتب وستمائة وثمانون ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف إلى أن تعد سبع مراتب وسبعمائة ألف ألف ألف ألف ألف إلى أن تعد خمس مراتب فهذا مجموع عدد ألسنة وكل لسان يسبح الله تعالى بسبعين ألف لغة في لحظة وكل ثوابها للمصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في كل مرة ، هذا في غير الياقوته الفريدة وهي : الفاتح لما أغلق الخ وأما فيها فإنه في كل مرة ستمائة ألف طائر على الصفة المذكورة كما تقدم فسبحان المتفضل على من يشاء من عباده من غير منة ولا علة ، انتهى من خط سيدنا وحبيبنا وخازن سر سيدنا أبي عبدالله سيدي محمد بن المشري حفظه الله وأدام ارتقاءه ) (ص/143-144 من جواهر المعاني).
فهل سمع بشر بأكذب من هذا الكذب والافتراء على الله ؟!
فهذا هو واقع الطريقة التيجانية وواقع شيوخها؛ فهل يقال إنهم من أهل السنة؟!
وأقرأ الطرق الأخرى مثل الرفاعية والشاذلية والنقشبندية والجشتية والمرغنية فستجد ما يهيلك ويذهلك من العقائد الإلحادية كالحلول ووحدة الوجود والشرك الأكبر والخرافات والأساطير ما يندى له الجبين .
فهل يقال إن أهل هذه الطرق وما شاكلها من أهل السنة والجماعة ؟!.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
29/ربيع الآخر/1426هـ
مناقشة
الهادي المختار ومن معه
في ذَبِّهم عن الصُّوفية
( الحلقة الثانية)











بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :

فقد اطلعت على مقال بعنوان " أتمنى أن تقرأ التاريخ لتجد بنفسك حضور أهل التصوف " بتاريخ - الجمعة 2 جمادى الآخرة 1426 هـ - للمسمى بالهادي المختار نشرته جريدة المدينة في ملحقها : "الرسالة " يتضمن أقوالاً باطلة يدافع بها عن التصوف والغلاة فيه فرأيت لزاماً أن أفند تلك الأقوال وأن أبدأ بالعنوان .

فأقول وبالله التوفيق :

- أولاً : أفيدك أنني لي عناية بالتاريخ من صغري وأني أعرف الصوفية وتاريخها معرفة جيدة وأعرف مخابئها ومقاتلها وعندي كتب كثيرة من مؤلفات الصوفية وكتب كثيرة في نقدها وعندي عدد من مؤلفات الطائفة التيجانية مثل :
1 - جواهر المعاني في فيض أبي العباس التجاني : تأليف علي حرازم التجاني
2 - الفوز والنجاة : تأليف محمد السيد التجاني
3 – الخلاصة الوافية الظريفة في شرح الأوراد اللازمة والوظيفة للطريقة التجانية الشريفة
4 – أقوى الأدلة والبراهين على أن سيدي أحمد محمد التجاني خاتم للأقطاب المحمديين بيقين .
وفي هذه الكتب من الضلال ولا سيما القول بوحدة الوجود والحلول ووحدة الأديان ومن الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما يخجل منه شياطين الجن والأنس ولاسيما ما يتعلق بفضائل صلاة الفاتح واعتقاد التجانية أن هذه الطريقة تلقاها أحمد التجاني كلها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظةً وأن رسول الله أخبره بفضل صلاة الفاتح أولاً أن المرة الواحدة منها تعدل القرآن ست مرات ، ثم أخبره ثانياً: أن المرة الواحدة تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير ومن القرآن ستة آلاف مرة ، لأنه من الأذكار .
وعندهم صلاة المرة الواحدة منها بسبعين ألف ختمة ( جواهر المعاني ص / 135 - 136).
ولهم أكاذيب أخرى حول هذه الصلاة المفتراة على رسول الله لا يتسع المقام لذكرها تعتبر أضعاف أضعاف هذه الأكاذيب ارجع إليها في المقال الأول .
- ثانياً :
1- قال الهادي المختار : " ذكر الدكتور المدخلي أنني تجاهلت الأئمة الذين اعتمد على أقوالهم في نقد الصوفية وأخشى أن يكون هذا التجاهل مما عمت به البلوى فازعم أن الدكتور, وفقه الله ,تجاهل هو أيضا كثيرا مما أوردت عن أئمة وعلماء ودعاة أنصفوا التصوف وتجاهل ما ذكرته من أعمال أهل التصوف في نشر الدعوة والإسلام في أنحاء المعمورة ويمكن للدكتور أن يراجع خريطة العالم الإسلامي ويقرأ التاريخ ليجد بنفسه حجم حضور أهل التصوف .
تجاهل الدكتور كل ذلك و اقتصر المسألة برمتها بوصفها بأنها عبارات لابن تيمية وابن القيم والذهبي في بعض أفراد الصوفية ,ومن رجع إلى كتب هؤلاء الأئمة وغيرهم سيجد, إن كان منصفا وينظر بتجرد, أن المسالة ليست عبارات في آحاد بل هي تقييم موضوعي لمنهج بأكمله .
والحقيقة أن كتب العلماء مليئة بمدح الصوفية ونقدهم النقد البنَّاء المجرد عن التعصب أمَّا من تعصب ضدَّهم أو تتبع الأخطاء فسيجد ما يكتب ويقول لأنه لا أحد منهم يدَّعي العصمة " اهـ.
- الجواب :
الأئمة الذين احتجت بأقوالهم فيها نقد علمي يحذر الناس من أباطيل وضلالات الصوفية ويربط الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .






رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 04:44 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

والذين تعلقت أنت بكلامهم ما بين مغموص عليه في دينه كالقرضاوي وإبراهيم نياس زعيم التيجانية في هذا العصر وما بين مجهول لا يعرف ولعله من الصوفية وما بين من لا يُعَدُّ من العلماء .
فكلامهم لا يصلح لمعارضة كلام الإمام أحمد وأبي زرعة والذهبي وغيرهم ممن طعن في الصوفية ومنهجهم وكتبهم فليرجع المنصف إلى الكتب التي ذكرها الذهبي وابن الجوزي ليعرف صحة نقد العلماء الذين احتججت بأقوالهم وأنهم ناصحون للأمة وليعرف على الأقل خطأ من عارضت بأقوالهم أقوال هؤلاء الأئمة العالمين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام رضي الله عنهم .
2- قال : " ذكر الدكتور أن علماء المغرب قاموا بإحراق كتاب الإحياء ولئن كان كتاب الإحياء قد أحرق بسبب فتنة معروفة فذلك حصل أيضا مع كتب ابن حزم ولسبب يختلف عن سبب إحراق الإحياء والمسألة كانت اجتهاداً ممن أقدم على ذلك لكنها لم تؤثر على انتشار الكتاب وقبوله بين المسلمين مشرقا ومغربا.
ولئن كان كتاب الإحياء قد احرق فإن كثيرا من أهل العلم لم تحترق بصائرهم فأنصفوا الغزالي ,يقول الإمام الذهبي عن الغزالي : '' الشيخ الإمام البحر حجة الإسلام أعجوبة الزمان زين الدِّين أبو حامد صاحب التصانيف والذكاء المفرط '' .
- أقول : وللذهبي في الغزالي نقد لاذع فلماذا لم تشر إليه ولم تنقل منه شيئاً وقد نقل نقده عن عدد من العلماء منهم المازري وابن العربي والقاضي عياض والطرطوشي وقاضي الجماعة محمد بن حمدين القرطبي ومما نقله عن ابن العربي قوله : " شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة وأراد أن يتقيأهم فما استطاع " السير (19/327) .
وذكر المازري عن أحد أصحاب الغزالي أن الغزالي كان له عكوف على رسائل إخوان الصفا التي ألفها ابن سينا وهي خمسون رسالة (19/341) وأنه عول في التصوف على أبي حيان التوحيدي ومعلوم زندقة ابن سيناء وأبي حيان التوحيدي ,ماذا يستفيد الغزالي من العكوف على رسائل إخوان الصفا وكتابات التوحيدي ولقد ظهرت آثارها عليه في فلسفته التي بلعها وفي تصوفه الذي سيطر عليه .
3- وقال الهادي : ويقول الإمام ابن الجوزي : ''صنف الكتب الحسان في الأصول والفروع التي انفرد بحسن وضعها وترتيبها و تحقيق الكلام فيها '' .
- أقول : قال الذهبي في السير (19/342) :
" قال أبو الفرج ابن الجوزي صنف أبو حامد الإحياء وملأه بالأحاديث الباطلة ولم يعلم بطلانها وتكلم على الكشف وخرج عن قانون الفقه وقال عن المراد بالكوكب والقمر والشمس اللواتي رآهن إبراهيم أنوار هي حجب الله عز وجل ولم يرد هذه المعروفات وهذا من جنس كلام الباطنية وقد رد ابن الجوزي على أبي حامد في كتاب الإحياء وبين خطأه في مجلدات سماه كتاب الأحياء "
4- قال الهادي : " وقد أثنى العلماء على كتاب الإحياء فنظروا إليه بموضوعية وإنصاف قال ابن السبكي : " وهو من الكتب التي ينبغي الاعتناء بها وإشاعتها ليهتدي بها كثير من الخلق " .
وقال: ولو لم يكن للناس في الكتب التي صنفها أهل العلم إلا الإحياء لكفاهم(1) "
وقال الهادي : قال ابن كثير : " وصنف في هذه المدة كتابه إحياء علوم الدين وهو كتاب عجيب يشتمل على علوم كثيرة من الشرعيات وممزوج بأشياء لطيفة من التصوف وأعمال القلوب ,لكن فيه أحاديث كثيرة غرائب ومنكرات وموضوعات كما يوجد في غيره من كتب الفروع " .
- أقول : لماذا لم تذكر ما نقله ابن كثير في هذا الموضوع نفسه من تشنيع العلماء على الغزالي وكتابه الإحياء ؟!!
حيث قال ابن كثير -رحمه الله- : " وقد شنع عليه أبو الفرج ابن الجوزي ثم ابن الصلاح في ذلك تشنيعا كثيرا . وأراد المازري أن يحرق كتابه إحياء علوم الدين وكذلك غيره من المغاربة وقالوا هذا كتاب إحياء علوم دينه ,وأما ديننا فإحياء علومه كتاب الله وسنة رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كما قد حكيت ذلك في ترجمته في الطبقات .وقد زيف ابن شكر مواضع إحياء علوم الدين وبين زيفها في مصنف مفيد وقد كان الغزالي يقول أنا مزجي البضاعة في الحديث ويقال إنه مال آخر عمره إلى سماع الحديث والتحفظ للصحيحين وقد صنف ابن الجوزي كتابا على الإحياء وسماه علوم الأحياء بأغاليط الإحياء قال ابن الجوزي ثم ألزمه بعض الوزراء بالخروج إلى نيسابور فدرس بنظاميتها ثم عاد إلى بلده طوس فأقام بها وابتنى رباطا واتخذ دارا حسنة وغرس فيها بستانا أنيقا وأقبل على تلاوة القرآن وحفظ الأحاديث الصحاح وكانت وفاته في يوم الإثنين الرابع عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة ودفن بطوس رحمه الله تعالى وقد سأله بعض أصحابه وهو في السياق فقال أوصني فقال عليك بالإخلاص ولم يزل يكررها حتى مات رحمه الله " اهـ.
وقد رأيت ما نقله ابن كثير من نقد وتشنيع لما في كتاب الإحياء من عدد من العلماء الناصحين -رحمهم الله وجزاهم الله أحسن الجزاء على نصحهم للإسلام والمسلمين- .

- وأقول : فإن صحَّت توبته فأسأل الله أن يتقبلها -وليس اعتراضنا واعتراض العلماء على توبته- وإنَّما على كتبه وما دوَّنه في كتابه "الإحياء" وغيره من الضلالات الصوفية من الحلول ووحدة الوجود والفلسفة وكذا الأحاديث الموضوعة والضعيفة .
5- قال الهادي المختار : " وغير ذلك كثير من أقوال أهل العلم فيه مثل الحافظ العراقي ومن المعاصرين الشيخ يوسف القرضاوي ... يرجع إليه في مواقعه وخصوصا كتاب " الإمام الغزالي حجة الإسلام ومجدد المائة الخامسة لصالح أحمد الشامي " " اهـ .







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 05:32 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

- أقول : تقدَّم لك بطلان دعواه على العلماء ثمَّ إن كان هناك من يمدح الغزالي وكتبه فإنَّ القاعدة عند أئمة الحديث والفقه أنَّ الجرح المفسَّر مقدَّمٌ على التعديل وأمَّا القرضاوي فلا يحتج به إلاَّ مُفلسٌ من الحقِّ والحجج .
والذي يعتبر الغزالي مجدد المائة الخامسة فقد ظلم نفسه ولم ينصح للإسلام ولا للمسلمين .
- وأقول : جزى الله خيراً من أحرقوا الإحياء لما فيه من الضلالات ولو لم يكن فيه إلا وحدة الوجود والأحاديث الموضوعة لكَفَى ذلك مُوجِباً لإحراقه دع عنك الأباطيل الأخرى .
أما رواجه بعد ذلك فلا حجة في رواجه ولا في أقوال وأفعال مروجيه فهذا وذاك ليس فيهما دليل على أنه حق ولا أن مروجيه على الحق بل هم على الباطل وبعيدون عن النصح للأمة وأعتقد أن الله سوف يحاسبهم على ترويجهم لهذا الكتاب وفيه ما فيه .
ومن المناسب أن أذكر هنا ما يتعلق بوحدة الوجود .
- قال الغزالي :
فإن قلت : كيف يتصوّر أن لا يشاهد إلا واحداً وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهى كثيرة, فكيف يكون الكثير واحداً ؟ فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات . وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب؛ فقد قال العارفون: إفشاء سر الربوبية كفر ,ثم هو غير متعلق بعلم المعاملة, نعم ذِكْر ما يكسر سورة استبعادك ممكن: وهو أن الشيء قد يكون كثيراً بنوع مشاهدة واعتبار, ويكون واحداً بنوع آخر من المشاهدة والاعتبار, وهذا كما أنّ الإنسان كثير إن التفت إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأَحشائه, وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد إذ نقول إنه إنسان واحد؛ فهو بالإِضافة إلى الإنسانية واحد, وكم من شخص يشاهد إنساناً ولا يخطر بباله كثرة أمعائه وعروقه وأَطرافه وتفصيل روحه وجسده وأعضائه, والفرق بينهما أنه في حالة الاستغراق والاستهتار به مستغرق بواحد ليس فيه تفريق وكأنه في عين الجمع, والملتفت إلى الكثرة في تفرقة, فكذلك كل ما في الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة, فهو باعتبار واحد من الاعتبارات واحد, وباعتبارات أخر سواه كثير, وبعضها أشدّ كثرة من بعض, ومثاله الإنسان وإن كان لا يطابق الغرض ولكنه ينبه في الجملة على كيفية مصير الكثرة في حكم المشاهدة واحداً, ويستبين بهذا الكلام ترك الإنكار والجحود لمقام لم تبلغه وتؤمن به إيمان تصديق, فيكون لك من حيث إنك مؤمن بهذا التوحيد نصيب وإن لم يكن ما آمنت به صفتك كما أنك إذا آمنت بالنبوّة وإن لم تكن نبياً كان لك نصيب منه بقدر قوّة إيمانك, وهذه المشاهدة التي لا يظهر فيها إلا الواحد الحق تارة تدوم وتارة تطرأ كالبرق الخاطف وهو الأكثر, والدوام نادر عزيز, وإلى هذا أشار الحسين بن منصور الحلاج حيث رأى الخوّاص يدور في الأسفار فقال :
فيما ذا أنت ؟فقال: أدور في الأسفار لأصحح حالتي في التوكل وقد كان من المتوكلين؛ فقال الحسين: قد أفنيت عُمُرك في عمرانِ باطنك, فأين الفناء في التوحيد ؟ فكأن الخوّاص كان في تصحيح المقام الثالث في التوحيد, فطالبه بالمقام الرابع؛ فهذه مقامات الموحدين في التوحيد على سبيل الإجمال " الإحياء (4/ 306 – 307 ) .
فانظر كيف يقرر وحدة الوجود بهذا الأسلوب ويضرب الأمثال ليقنع الواقف على كلامه بهذه العقيدة وأكد ذلك باستشهاده بقول الحلاج الذي أفتى علماء الإسلام بقتله بعد تأكدهم من إلحاده وزندقته .
وللغزالي كتب أخرى مثل " الكتب المضنون بها على غير أهلها " سلك فيها مسلك الملاحدة في معنى الشفاعة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في التوسل والوسيلة (ص37-39) :
" وقد أحدث قوم من ملاحدة الفلاسفة الدهرية للشرك شيئاً آخر ذكروه في زيارة القبور كما ذكر ذلك ابن سينا ومن أخذ عنه كصاحب الكتب المضنون بها وغيرها( )، ذكروا معنى الشفاعة على أصلهم فإنهم لا يقرون، بأن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، ولا أنه يعلم الجزئيات ويسمع أصوات عباده ويجيب دعاءهم، فشفاعة الأنبياء والصالحين على أصلهم ليست كما يعرفه أهل الإيمان من أنها دعاء يدعو به الرجل الصالح فيستجيب الله دعاءه. كما أن ما يكون من إنزال المطر باستسقائهم ليس سببه عندهم إجابة دعائهم، بل هم يزعمون أن المؤثر في حوادث العالم هو قوى النفس أو الحركات الفلكية أو القوى الطبيعية. فيقولون: إن الإنسان إذا أحب رجلاً صالحاً قد مات لا سيما إن زار قبره فإنه يحصل لروحه اتصال بروح ذلك الميت فيما يفيض على تلك الروح المفارقة من العقل الفعّال عندهم أو النفس الفلكية، يفيض على هذه الروح الزائرة المستشفعة من غير أن يعلم الله بشيء من ذلك - بل وقد لا تعلم الروح المستشفع بها بذلك - ومثلوا ذلك بالشمس إذا قابلها مرآة فإنه يفيض على المرآة من شعاع الشمس، ثم إذا قابل المرآة مرآة أخرى فاض عليها من تلك المرآة، وإن قابل تلك المرآة حائط أو ماء فاض عليه من شعاع تلك المرآة، فهكذا الشفاعة عندهم، وعلى هذا الوجه ينتفع الزائر عندهم. وفي هذا القول من أنواع الكفر مالا يخفى على من تدبره، ولا ريب أن الأوثان يحصل عندها من الشياطين وخطابهم وتصرفهم ما هو من أسباب ضلال بني آدم، وجعل القبور أوثانًا هو أول الشرك. ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطاب يسمعه وشخص يراه وتصرف عجيب ما يظن أنه من الميت وقد يكون من الجن والشياطين؛ مثل أن يرى القبر قد انشق وخرج منه الميت وكلمه وعانقه، وهذا يرى عند قبور الأنبياء وغيرهم، وإنما هو شيطان؛ فإن الشيطان يتصور بصور الإنس ويدعي أحدهم أنه النبي فلان أو الشيخ فلان ويكون كاذبًا في ذلك " اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في التوسل والوسيلة (ص 168-171) : " فالحديث لو كان ثابتاً (1) كان معناه أنه خاطب العقل في أول أوقات خلقه وأنه خلق قبله غيره، وأنه تحصل به هذه الأمور الأربعة لا كل المصنوعات. و "العقل" في لغة المسلمين مصدر عقل يعقل عقلاً، ويراد به القوة التي بها يُعقل. وعلوم وأعمال تحصل بذلك، لا يراد بها قط في لغة جوهر قائم بنفسه فلا يمكن أن يراد هذا المعنى بلفظ العقل.
مع أنا قد بينا في مواضع أخر فساد ما ذكروه من جهة العقل الصريح، وأن ما ذكروه من المجردات والمفارقات ينتهي أمرهم فيه إلى إثبات النفس التي تفارق البدن بالموت، وإلى إثبات ما تجرده النفس من المعقولات القائمة بها، فهذا منتهى ما يثبتونه من الحق في هذا الباب.
والمقصود هنا أن كثيراً من كلام الله ورسوله يتكلم به من يسلك مسلكهم ويريد مرادهم لا مراد الله ورسوله، كما يوجد في كلام صاحب الكتب المضنون بها وغيره.
مثل ما ذكره في "اللوح المحفوظ" حيث جعله النفس الفلكية، ولفظ "القلم" حيث جعله العقل الأول .
قلت أنا ربيع وقريب من هذا ما قاله الغزالي في "الرسالة اللدنية" في (1/114 – 115) من القصور العوالي: " الطريق الثاني وهو التعليم الرباني على وجهين :
الوجه الأول، إلقاء الوحي، وهو أن النفس إذا كملت ذاتها يزول عنها دنس الطبيعة ودرن الحرص، والأمل في الفانية، وتقبل بوجهها على بارئها ومنشئها، وتتمسك بجود مبدعها، وتعتمد على إفادته، وفيض نوره. والله تعالى بحسن رعايته يقبل على تلك النفس إقبالاً كلياً، وينظر إليها نظراً إلاهياً، ويتخذ منها لوحاً، ومن النفس الكلي قلما، وينقش فيها جميع علومه، ويصير العقل الكلي كالمعلم، والنفس القدسية كالمتعلم، فيحصل جميع العلوم لتلك النفس، وينتقش فيها جميع الصور من غير تعلم وتفكر".
ويقول عن الإلهام (1/116) في القصور: "والذي يحصل عن الإلهام يسمى علماً لدنياً، والعلم اللدني هو الذي لا واسطة في حصوله بين النفس وبين الباري، وإنما هو كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صافٍ فارغ لطيف، وذلك أن العلوم كلها حاصلة معلومة في جوهر النفس الكلية الأولى الذي هو في الجواهر المفارقة الأولية المحضة بالنسبة إلى العقل الأول كنسبة حواء إلى آدم عليه السلام، وقد بين أن العقل الكلي أشرف وأكمل وأقوى وأقرب إلى الباري تعالى من النفس الكلية، والنفس الكلية أعز وألطف وأشرف من سائر المخلوقات، فمن إفاضة العقل الكلي يتولد الإلهام، ومن إشراق النفس الكلية بتولد الإلهام، فالوحي حلية الأنبياء، والإلهام زينة الأولياء".
إلى أن يقول في (ص 117): "وفرق بين الرسالة والنبوة؛ فالنبوة قبول النفس القدسية حقائق المعلومات والمعقولات عن جوهر العقل الأول".
والرسالة تبليغ تلك المعلومات والمعقولات إلى المستفيدين والقابلين.







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 05:33 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

إلى أن يقول: فإذا أراد الله تعالى بعبد خيراً، رفع الحجاب بين نفسه وبين النفس التي هي اللوح، فيظهر فيها أسرار بعض المكنونات وانتقش فيها معاني تلك المكنونات، فتعتبر النفس عنها كما تشاء لمن يشاء من عباده".
ولفظ "الملكوت" و"الجبروت" و "الملك" حيث جعل ذلك عبارة عن النفس والعقل، ولفظ "الشفاعة" حيث جعل ذلك فيضاً يفيض من الشفيع على المستشفع وإن كان الشفيع قد لا يدري، وسلك في هذه الأمور ونحوها مسالك ابن سينا كما قد بسط في موضع آخر " .
قال الغزالي في المضنون به (2/151): "وأما شفاعة الأنبياء والأولياء، فالشفاعة عبارة عن نور يشرق من الحضرة الإلهية على جوهر النبوة، وينتشر منها إلى كل جوهر استحكمت مناسبته مع جوهر النبوة؛ لشدة المحبة وكثرة المواظبة على السنن وكثرة الذكر بالصلاة عليه صلَّى الله عليه وسلَّم ،ومثاله نور الشمس إذا وقع على الماء ،فإنه ينعكس منه إلى موضع مخصوص من الحائط ،لا إلى جميع المواضع، وإنما اختص ذلك الموضع لمناسبة بينه وبين الماء في الموضع، وتلك المناسبة مسلوبة على سائر أجزاء الحائط ،وذلك الموضع هو الذي إذا خرج منه خط إلى موضع النور من الماء حصلت منه زاوية إلى الأرض مساوية للزاوية الحاصلة من الخط الخارج من الماء إلى قرص الشمس ،بحيث لا يكون أوسع منه ولا أضيق. مثال ذلك لائح، وهذا لا يمكن إلا في موضع مخصوص من الجدار، فكما أن المناسبات الوضعية تقتضي الاختصاص بانعكاس النور، فالمناسبات المعنوية العقلية أيضاً تقتضي ذلك في الجواهر المعنوية ،ومن استولى عليه التوحيد فقد تأكدت مناسبته مع الحضرة الإلهية ،فأشرق عليه النور من غير واسطة ،ومن استولت عليه السنن والاقتداء بالرسول ومحبة أتباعه ،ولم ترسخ قدمه في ملاحظة الوحدانية لم تستحكم مناسبته إلا مع الواسطة فافتقر إلى واسطة في اقتباس النار، كما يفتقر الحائط الذي ليس مكشوفاً للشمس إلى واسطة الماء المكشوف للشمس ،إلى مثل هذا ترجع حقيقة الشفاعة في الدنيا، فالوزير الممكن في قلب الملك المخصوص بالعناية قد يغضي الملك عن هفوات أصحاب الوزير يعفو عنهم لا لمناسبة بين الملك وأصحاب الوزير، لكن لأنهم يناسبون الوزير المناسب للملك، ففاضت العناية عليهم بواسطة الوزير لا بأنفسهم، ولو ارتفعت الواسطة لم تشملهم العناية أصلاً؛ لأن الملك لا يعرف أصحاب الوزير واختصاصهم به إلا بتعريف الوزير وإظهاره الرغبة في العفو عنهم..."
بَرَّأ الله الإسلام من هذا الضَّلال الذي دونه ضلال الجاهلية.
ومثل القصور العوالي ,يقول في معراج السالكين من القصور العوالي (3/159) : " وقد أخبر الشارع عليه السلام أن الخير من الملائكة ،والشر من الشيطان ،فلا بد من أثر يحصل على الملائكة ،ولما كانت النفس روحانية قبلت عن الروحاني، وتأثرت عنه، فلولا العقول المعبر عنها بالملائكة الممدة للنفوس من خارج لما عقلت معقولاً البتة ".
وأما تعلقك بعبارات قالها الذهبي وإغفالك لنقده للغزالي وكذلك إغفالك لنقد العلماء الذين انتقدوه بحق ونقله عنهم الذهبي (1) فهذه أمور غريبة بعيدة عن النصح للإسلام والمسلمين وفيها تغرير بالجهال والمغفلين .
- ثالثاً : قال : " ابتلاءات بعض أئمة التصوف :
أورد الدكتور المدخلي نماذج من أئمة التصوف ذكر منهم أبا يزيد البسطامي وذا النون المصري والجنيد والحكيم الترمذي وذكر أنهم تعرضوا للنفي أو غيره وعزا ذلك إلى الشعراني في طبقاته.
والمأخذ عندي على هذا الكلام من وجهين :
الأول : أخشى أن يكون الدكتور قد جانب إتباع الأمانة العلمية لأنه نقل كلاما عن الشعراني كان قصده منه أن يظهر أن أهل التصوف كانوا دائما يتعرضون للابتلاء وساق كلامه لمدحهم فوظف الدكتور الكلام الذي جاء لمدح الصوفية ليذمهم به و هذا لا يستقيم و لا ينهض و الدكتور يعرف معنى البحث العلمي وبهذا يكون الدكتور قد خدمهم بغير قصد.
الوجه الآخر أن الدكتور استخدم هذا الكلام لحاجة في نفس يعقوب وأضاف - من عنده - أن علماء الإسلام هم الذين عملوا هذا لأئمة التصوف لكن كلام الأئمة والعلماء في هؤلاء الأئمة لا يسند موقف الدكتور ربيع .
وتعريض الدكتور بفتنة بعض مشايخ التصوف يجعلنا نتساءل كيف سيكون موقف الدكتور مما حصل لسيدنا الحسين بن على رضي الله عنهما ومن بعده الأئمة مالك واحمد والبخاري والقاضي عياض والعز بن عبد السلام, سلطان العلماء, بل وابن تيمية وغيرهم فهل الابتلاء ذم أم اختبار يرفع الله به درجات العلماء والصالحين؟ بغض النظر عن تفاصيل كل حالة.
- أقول :
1- وقولك : " ابتلاءات الصوفية " هل تريد بهذا أنها من جنس ابتلاءات الأنبياء والمصلحين فكلا بل إنها من جنس مطاردة ونفي أهل الضلال لأن الذين فعلوا بهم هذا من علماء أهل السنة وليسوا بمشركين ولا مبتدعين حتى يعاملوهم هذه المعاملة من أجل دينهم وتمسكهم بالكتاب والسنة وإنما من أجل الضلال والزندقة التي أخذت من كلامهم .
2- وما قولك أخشى أن يكون قد جانب الأمانة العلمية لأنه نقل كلاماً عن الشعراني كان قصده منه أن الصوفية كانوا دائماً يتعرضون للابتلاء وساق كلامه لمدحهم فوظف الدكتور الكلام الذي جاء لمدح الصوفية ليذمهم به وهذا لا يستقيم ولا ينهض والدكتور يعرف معنى البحث العلمي وبهذا يكون قد خدمهم بغير قصد .
قوله : والمآخذ عندي على وجهين .....الخ
- أقول : إني قلت في مناقشة الهادي المختار :
- أولاً : ما ذكره الشعراني في كتاب الطبقات ( 1/13-14)، حيث ذكر:
1- أنهم نفوا أبا يزيد البسطامي من بلده سبع مرات .
2- وذكر أنه وقع لذي النون المصري مثل ذلك ، ويزعم الشعراني أنه وشوا به إلى بعض الحكام وحملوه من مصر إلى بغداد مغلولاً مقيداً , ويؤخذ من كلامه أنهم كانوا يعتقدون







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 05:49 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

فيه أنه زنديق , والذين عاملوه هذه المعاملة هم علماء الأمة وفقهاؤها وإن طعن فيهم الشعراني.
3- ذكر أنهم قتلوا الحسين الحلاج وقطعوا يديه ورجليه.
وهو معروف بأنه زنديق يقول بالحلول ووحدة الوجود ومعروف بالسحر والشعوذة واتفقت عليه كلمة العلماء.
4- قال : وشهدوا على الجنيد أنه كان يقرِّر علم التوحيد، ثم إنه تستر بالفقه واختفى.
5- وذكر أنهم أخرجوا الحكيم الترمذي إلى بلخ حين صنَّف كتاب علل الشريعة وكتاب ختم الأولياء فأنكروا عليه بسبب هذين الكتابين , وقالوا: فضلت الأولياء على الأنبياء ، وأغلظوا عليه فجمع كتبه كلها وألقاها في البحر فابتلعتها سمكة ثم لفظتها بعد سنين . هكذا يقول الشعراني ) !
ويلاحظ القارئ أنَّني قلت :
1- ويزعم الشعراني أنه وشوا به إلى بعض الحكام ( أي بذي النون ) . وأريد أنَّ أبيّن بقولي: ( يزعم ) أن هذا القول: من الكذب ,لأن زعم مطية الكذب كما يقال .
2- إنني قلت : والذين عاملوه هذه المعاملة هم علماء الأمة وفقهاؤها وإن طعن فيهم الشعراني ، فالشعراني يطعن في العلماء والفقهاء من أجل صوفية الضلال ، فأين هي مجانبتي لاتباع الأمانة العلمية ؟ وأين هو توظيفي لكلام الشعراني الذي ساقه لمدح الصوفية فأوهمت الناس أن الشعراني ساق كلامه لذم الصوفية وقد طعنت فيه طعنتين ,وقلت : ( هكذا يقول الشعراني ) ؛لفتاً للنظر إلى تخريف الشعراني في قوله عن الحكيم الترمذي : (فجمع كتبه كلها وألقاها في البحر فابتلعتها سمكة ثم لفظتها بعد سنين ) كما ترى لماذا لأنه ساق قصص قتلهم ونفيهم للتباكي عليهم لأنه كما أعرف أنا ويعرف غيري أنه من غلاة الصوفية الخرافية ، فمن هو الخائن والمخون بالباطل والتجني ؟ .
3- وقوله : " والوجه الآخر أن الدكتور استخدم هذا الكلام لحاجة في نفس يعقوب ...الخ .
- أقول : أرجو أن يكون قصدي الحق ونصرة الإسلام ولي الشرف أن يشبه قصدي بقصد يعقوب نبي الله صلى الله عليه وسلم إن كان الهادي المختار يريد هذا وإلا فيكون قد أساء إلى نبي الله يعقوب عليه السلام من حيث لا يدري !
4- وقوله : " وأضاف من عنده أن علماء الإسلام هم الذين عملوا هذا لأئمة التصوف ، لكن كلام الأئمة والعلماء في هؤلاء الأئمة لا يُسند موقف الدكتور ربيع .
أقول : إن قوله : " وأضاف من عنده أن علماء الإسلام " هذا من نسج خيال المختار الصوفي وهاك ما يسند قولي والحمد لله :
قال الإمام ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس (ص154) : اتفق علماء العصر في إباحة دم الحلاج فأول من قال إنه حلال الدم أبو عمرو القاضي ووافقه العلماء .
- أقول : والحلاج من المعظمين عند الصوفية ومنهم الغزالي والشعراني وقبلهم من ذكرهم ابن الجوزي .
قال ابن الجوزي : " أخبرنا محمد بن عبد الباقي نا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : أول من تكلم في بلدته في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية ذو النون المصري فأنكر عليه ذلك عبد الله بن عبد الحكم وكان رئيس مصر وكان يذهب مذهب مالك وهجره لذلك علماء مصر لما شاع خبره أنه أحدث علماً لم يتكلم فيه السلف حتى رموه بالزندقة " تلبيس إبليس (ص150) .
وقال الشعراني : " وتعصب مرة فقهاء إخميم على ذي النون المصري ونزلوا في زورق ليمضوا إلى السلطان بمصر ليشهدوا عليه بالكفر فأعلموه بذلك فقال اللهم إن كانوا كاذبين فغرقهم فانقلب الزورق والناس ينظرون فغرقوا حتى رئيس المركب " طبقات الشعراني (ص13) .
- أقول : أما أن الفقهاء قد طعنوا في ذي النون وأرادوا الشهادة عليه فنعم وأما أنهم كذبوا عليه فحاشاهم ويشهد لصدقهم ونصحهم موقف الإمام ابن عبد الحكم والعلماء الآخرون من ذي النون وأما دعوى أن ذا النون دعا عليهم فغرقوا فهذا من أساطير الصوفية التي أضافوها إلى القصة .
ولا أريد أن أستقصي كلام العلماء ومواقفهم وفيما نقلته ما يبطل قول الهادي المختار إن كلام العلماء لا يسند الشيخ ربيعاً ، وقوله إني أضفت ذلك من عندي وأقول إن التقول والمجازفات والتعلق بالباطل إنما هو من أساليب الصوفية وغيرهم من أهل الضلال وفي مقال لي سابق بينت شيئاً من تقولات الصوفية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سيما التيجاني وطائفته ومع الأسف لم ينشر هذا البيان في ملحق جريدة المدينة المسمى بالرسالة بل حذف من مقالي الذي ضمنته هذا البيان ولا أدري لماذا هذا التصرف الغريب وهناك مؤلفات عديدة في كشف حال الصوفية التي تتقول على الله ورسوله ودينه .
وقوله : " وتعريض الدكتور بفتنة بعض مشايخ التصوف يجعلنا نتساءل كيف سيكون موقف الدكتور مما حصل لسيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما- ومن بعده من الأئمة مالك وأحمد والقاضي عياض والعز بن عبد السلام -سلطان العلماء- بل وابن تيمية وغيرهم , فهل الابتلاء ذم أم اختبار يرفع الله به درجات العلماء والصالحين ؟ بغض النظر عن تفاصيل كل حالة " .
- أقول : إن موقفي مما حصل للحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته هو موقف أئمة السنة من احترامه وحبه وأن الذي جنى عليه هم الشيعة حيث استخرجوه ثم خذلوه فأسلموه للفساق حتى قتلوه بل لعلَّ الشيعة شاركوا في قتله وأما الأئمة مالك ومن ذكر على تفاوتهم فما لقوه فهو من الابتلاء الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل "
كل بحسب حاله .
وأما ما لحق بزعماء التصوف الذين تباكى عليهم الشعراني وتبعه الصوفية ومنهم الهادي المختار فليس هو من هذا الباب بل هو من باب آخر وقياس زعماء الصوفية على مالك وأحمد وابن تيمية وأمثالهم قياس فاسد قائم على التمويه .
فهل يقاس الحلاج الحلولي الذي أجمع العلماء على قتله لزندقته على مالك وأحمد وأمثالهما ؟ .
وهل يقاس ذو النون الذي أدانه علماء السنة وفقهاؤهم بالضلال الكبير على هؤلاء الأئمة أعلام السنة وهداتها ؟ .







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 05:52 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

وهل يقاس عليهم أبو يزيد وحاله لا يقل عن حال ذي النون بل أشد ؟.
قال الذهبي -رحمه الله- : " وقد نقلوا عن أبي يزيد أشياء الشأن في صحتها عنه منها : سبحاني وما في الجبة إلا الله , ما النار لاستندن إليها غداً , وأقول اجعلني لأهلها فداء أو لأبلغنها (1) , ما الجنة ؟ لعبة صبيان , هب لي هؤلاء اليهود ما هؤلاء حتى تعذبهم ؟ .
ومن الناس من يصحح هذا عنه ويقول : قال هذا في حال سكره .
قال أبو عبد الرحمن السلمي : أنكر عليه أهل بسطام ونقلوا إلى الحسين بن عيسى البسطامي أنه يقول : لي معراج كما كان للنبي معراج فأخرجه من بسطام فحج ورجع إلى جرجان فلما مات الحسين رجع إلى بسطام ،قال الذهبي : قلت كان الحسين من أئمة الحديث وأبو يزيد من أهل ( الفرق )(2) فمسلم حاله له(3) والله يتولى السرائر ونتبرأ إلى الله من كل من تعمد مخالفة الكتاب والسنة مات أبو يزيد سنة إحدى وستين ومائتين " الميزان (2/346-347) .
وينظر بقية كلام أبي يزيد في ردي الثاني على الدكتور عبد العزيز القاري .

- رابعاً : قال الهادي المختار : " بعض أقوال أهل العلم في مسألة الاتحاد :
يقول السيوطي : والحاصل أن لفظ الاتحاد مشترك فيطلق على المعنى المذموم الذي هو أخو الحلول وهو كفر ويطلق على مقام الفناء (4) اصطلاحا -اصطلح عليه الصوفية- ولا مشاحة في الاصطلاح إذ لا يمنع أحد من استعمال لفظ في معنى صحيح لا محذور فيه شرعا ولو كان ذلك ممنوعا لم يجز لأحد أن يتفوه بلفظ الاتحاد وأنت تقول بيني وبين صاحبي زيدا اتحاد وكم استعمل المحدثون والفقهاء والنحاة وغيرهم لفظ الاتحاد في معان حديثية وفقهية.
وحيث وقع الاتحاد من محققي الصوفية إنما يريدون به معنى الفناء الذي هو صحو النفس وإثبات الأمر كله لله سبحانه لا ذلك المعنى المذموم الذي يقشعر له الجلد, وقد أشار إلى ذلك سيدي على بن وفاء فقال في قصيدة له :
يظنوا بي حلولا واتحادا *** وقلبي من سوى التوحيد خالي
فتبرأ من الاتحاد بمعنى الحلول.
(حياة الإمام جلال الدين السيوطي لمحمود شبي ص 509.)
قال الشيخ تاج الدين بن السبكي في كتاب معيد النعم ومبيد النقم :
" فالله الله في ألفاظ جرت من بعض سادات القوم لم يعنوا بها ظواهرها وإنما عنوا بها أمورا صحيحة .
ويقول في مواقع أخرى : فالواجب تسليم أحوال القوم وإنا لا نأخذ أحدا إلا بجريمة ظاهرة ومتى أمكننا تأويل كلامه وحمله على محمل حسن لا نعدل عن ذلك لا سيما من عرفناه من أهل الخير ولزوم الطريقة ثم برزت لفظة عن غلطة أو سقطة إنها لا تهدم ما مضى. (اجتماع الأولياء ص 246).
وقال اليافعي في كتاب الإسناد ما نقل ونسب إلى المشايخ رضي الله عنهم مما يخالف العلم الظاهر فله مجال :
الأول أن لا نسلم نسبته إليهم حتى يصح عنهم والثاني بعد الصحة يلتمس له تأويل عند أهل العلم الثالث صدور ذلك عنهم في حال السكر والغيبة والسكر إن كان مباحا غير مؤاخذ لأنه غير مكلف في ذلك الوقت فسوء الظن بهم بعد هذه المخارج من عدم التوفيق '' .







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 05:56 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

- أقول :
إن السيوطي -رحمه الله- مضطرب متناقض في مواقفه من أهل وحدة الوجود فهو يدين طائفة منها بالحلول ووحدة الوجود ويتأول وينقل التأويلات لطائفة أخرى لا تقل عنها في الضلال والوقوع في وحدة الوجود ,وما مرجع ذلك إلا إلى ما وقع فيه هو من التصوف فقد خُدِع بالطريقة الشاذلية فأحسن بها الظن ومدحها ومدح أهلها .
وهو يؤمن بخرافات الصوفية في الأبدال والأقطاب والأوتاد والنجباء وتصرفاتهم وأحوالهم وينقل في ذلك حكايات لا يقرها شرع ولا عقل . ( انظر الحاوي للفتاوي ص /441-447)
فتراه تارة ينقل عن بعض العلماء إدانة بعض الصوفية بالحلول ووحدة الوجود فيقول : ( 2 /ص 244 ) : " وقال صاحب كتاب (( منهج الرشاد , في الرد على أهل الوحدة والحلول والاتحاد )) :
حدثني الشيخ كمال الدين المراغي عن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد أنه قال له مرة : الكفار إنما انتشروا في بلادكم لانتشار الفلسفة هناك , وقلة اعتنائهم بالشريعة والكتاب والسنة , قال : فقلت له : في بلادكم ما هو شر من هذا , وهو قول الاتحادية , فقال : هذا لا يقوله عاقل ؛ فإن قول هؤلاء كل أحدٍ يعرف فساده " .
فترى أن العلامة ابن دقيق العيد لم يفرق بين أهل وحدة الوجود فلم يقل هؤلاء أهل وحدة الوجود وهؤلاء أهل فناء في ذات الله .. الخ كما يقول التفتازاني والسيوطي , تعالى الله عما يقول الصوفية علواً كبيرا .
ثم قال السيوطي في ( ص 245/ 246 ) :
" قال صاحب منهج الرشاد : " وما زال عباد الله الصالحون من أهل العلم والإيمان ينكرون حال هؤلاء الاتحادية , وإن كان بعض الناس قد يكون أعلم وأقدر وأحكم من بعض في ذلك " .
- وأقول : وإذن فما زال عباد الله الصالحون ينكرون حال أهل الاتحاد .
ثم قال : وقال الشيخ سعد الدين التفتازاني فى شرح المقاصد : وأما المنتمون إلى الإسلام فمنهم بعض غلاة الشيعة القائلون بأنه لا يمتنع ظهور الروحاني في الجسماني كجبريل في صورة دِحية الكلبي , وكبعض الجن أو الشياطين في صورة الأناسي, قالوا : فلا يبعد أن يظهر الله تعالى في صورة بعض الكاملين , وأولى الناس بذلك عليّ وأولاده , تعالى الله عن ذلك علواًّ كبيراً .
قال : ومنهم بعض المتصوفة القائلون بأن السالك إذا أمعن في السلوك , وخاض معظم لجة الوصول , فربما يحل الله فيه - تعالى الله عما يقول الظالمون علواًّ كبيراً -كالنار في الجمر بحيث لا تمايز , أو يتحد به بحيث لا اُثنينية ولا تغاير , وصح أن يقول (( هو أنا , وأنا هو )) .
قال : وفساد الرأيين غنى عن البيان .
قال : وههنا مذهبان آخران يوهمان الحلول أو الاتحاد , وليسا منه في شيء ؛ الأول : أن السالك إذا انتهى سلوكه إلى الله وفى الله يستغرق في بحر التوحيد والعرفان , بحيث تضمحل ذاتهُ في ذاتِهِ تعالى وصفاتُه في صفاته , وتغيب عن كل ما سواه , ولا يرى في الوجود إلا الله تعالى وهذا هو الذي يسمونه الفناء في التوحيد , وحينئذٍ ربما تصدر عنه عبارات تشعر بالحلول أو الاتحاد لقصور العبارة عن بيان تلك الحال , وبعد الكشف عنها بالمقال , ونحن على ساحل التمني نغترف من بحر التوحيد بقدر الإمكان , ونعترف بأن طريق الفناء فيه العيان دون البرهان , والله الموفق .
ثم ذكر في المذهب الثاني – وهو القول بالوحدة المطلقة – وقال : إنه غير الحلول والاتحاد وإنه أيضاً خارج عن طريق العقل والشرع , وإنه باطل وضلال . وقد سقت بقية كلامه فيه في الكتاب الذي ألفته في ذم القول بالوحدة المطلقة فإنه به أجدر , وذكر السيد الجرجاني في شرح المواقف نحو ذلك , وقد سقت أيضاً عبارته في الكتاب المشار إليه .
أقول : والمذهب الأول باطل وضلال أيضاً .
فهل تجد في كتاب الله وفي سنة رسوله وفي كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان وفي كلام أئمة الهدى أن البشر ولو كانوا أنبياء تضمحل ذواتهم في ذات الله وصفاتهم في صفاته ويغيبون عن كل ما سواه ولا يرى في الوجود إلا الله هذه هي وحدة الوجود والحلول والاتحاد التي لم يأت بها إلا ملاحدة الباطنية الصوفية , وليس لنا إلا الظاهر , فإذا أطلق صوفي عبارات الحلول ووحدة الوجود مع الله وجب علينا أن ندينه بهذا المذهب ولا يجوز أن نتأول هذا التأويل الباطل الذي نقله السيوطي عن التفتازاني , وهل يجوز للتفتازاني أن يقول : أن الصوفي تضمحل ذاته في ذات الله وصفاته في صفات الله ؟ فهل هناك اتحاد أشد منه ؟ تعالى الله وتنـزه وتقدس عما يقوله غلاة الصوفية علواً كبيراً .
وأرى أن هذه الصورة التي يمدحها أسوأ من الصورة التي أنكرها وأبطلها لأن الأولى يدعي فيها الرافضي والصوفي أن الله حل فيه .
وهذه الصورة تفيد أن الصوفي والرافضي والباطني قد اضمحل وذاب في ذات الله وصفاته وليس لذلك معنى إلا أقوى صور الاتحاد , وما معنى لا يرى في الوجود إلا الله ؟ أليس هذا هو قول أهل وحدة الوجود ؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا .
والحاصل أن من دخل في التصوف وخصوصاً تصوف المتأخرين يأتي بمثل هذه العجائب والغرائب من التناقضات والتأويلات ,فلا يجوز أن يحتج بتأويلاته الفاسدة ومداهناته الباطلة التي تفرق بين المتماثلات .
وقد رفض مثل هذه التأويلات السخيفة فحول العلماء الناصحين وأجمعوا أنه لا يتأول إلا كلام المعصوم , وأدانوا من سلك طريقة الحلاج وابن عربي أمثالهما بالزندقة ودحضوا أباطيلهم وضلالاتهم بالشرع المحمدي والعقل الفطري .
أين ذهب السيوطي عن شيخه الحافظ ابن حجر وتلاميذه مثل البقاعي الذي ألف " تنبيه الغبي " وجمع أقوال كبار العلماء في إدانة أهل وحدة الوجود وحكى ما يشبه إجماع العلماء على أن التأويل لا يكون إلا لنصوص المعصوم ,وأن الأصل هو الأخذ بالظاهر من كلام الناس , واستشهد بقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : إن الناس كانوا يؤخذون بالوحي ...الأثر , وسيأتي .
والتفريق بين الحقيقة والشريعة طريق الباطنية , فلا يجوز للمسلم أن يسلك مسالك الباطنية في هذا التفريق , فإذا لجأنا إلى تأويل كلام بعض غلاة الصوفية بمثل تأويل التفتازاني قال الآخرون لماذا تفرقون بيننا وبين إخواننا وظاهر كلام الجميع واحد والحال واحد وكلنا صوفية ولم تطلعوا على ما في قلوبنا ولا على ما في قلوبهم .
بل يفتح الباب للباطنية الإسماعيلية وغيرها من فرق الإلحاد .







رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسات في التصوف، بين واجبات الشريعة و أوهام الحقيقة: عمرالحسني عقيدة أهل السنة والجماعة 2 09-11-2014 09:30 AM
هل جربت العلاج بالفتامينات والمعادن والبندق وزيت البندق/اعداد:مجدالغد مجد الغد الصحة العامة والصحة النفسية والتنمية البشرية 6 20-06-2009 05:23 PM
حاتم الطائي أحد أجواد الجاهلية /جزئين/اعداد مجدالغد مجد الغد التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية 3 28-03-2009 03:40 AM
يزيد ابن معاويه - إعداد مجدالغد admin عقيدة أهل السنة والجماعة 3 26-11-2008 05:59 PM
كشف زيف التصوف كشف زيف التصوف مجد الغد عقيدة أهل السنة والجماعة 4 18-11-2008 03:33 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة