14-05-2010, 12:17 AM | رقم المشاركة : 21 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها " تأمل قوله تعالى : ( وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ) ، فالنظرة تعلو صفحة الوجه ، والسرور لذة قلبية لا ترى ، فجمع الله أكمل النعيم و أتمه ، ظاهراً وباطناً ، وإذا كان الرائي لأهل الدنيا المترفين ـ ممن تنعموا واختلطوا بأسيادهم وكبرائهم ـ يرى أثر ذلك عليهم ، فكيف بحال من تنعم بصحبة النبيين ، وتلذذ برؤية وجه رب العالمين ؟ " . [ د . محمد الخضيري ] قيل ليوسف بن أسباط : بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن ؟ فقال : أستغفر الله ؛ لأني إذا ختمته ثم تذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت ، فأعدل إلى الإستغفار والتسبيح . " الإستغفار بعد الفراغ من العبادة هو شأن الصالحين ، فالخليل وابنه قالا ـ بعد بناء البيت ـ : ( وَتُبْ عَلَيْنَا ) وأمرنا به عند الإنتهاء من الصلاة : ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ ) وبينت السنة أن البدء بالإستغفار ، وكذا أمرنا به بعد الإفاضة من عرفة ، فما أحوجنا إلى تذكر منة الله علينا بالتوفيق للعبادة ، واستشعار تقصيرنا الذي يدفعنا للإستغفار. [ د . عمر المقبل ]
|
|||||
14-05-2010, 12:24 AM | رقم المشاركة : 22 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها يزداد التعجب ويشتد الإستغراب من أناس يقرؤون سورة يوسف ويرون ماعمله أخوته معه عندما فرقوا بينه و بين أبيه ، وماترتب على ذلك من مآسي وفواجع : إلقاء في البئر ، وبيعه مملوكاً ، وتعرضه للفتن وسجنه ، واتهامه بالسرقة .. بعد ذلك كله يأتي منه ذلك الموقف الرائع ( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ ) .. يرون ذلك فلا يعفون ولا يصفحون ؟ فهلا عفوت أخي كما عفى بلا منّ ولا أذى ؟ ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟ " . [ أ . د . ناصر العمر ] فتدبر القرآن إن رمت الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآن [ ابن القيم في النونية ] لما افتخر فرعون بقوله ( وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ) عُذب بما افتخر به فأغرق في البحر ! وعاد عذبت بألطف الأشياء ـ وهي الريح ـ لما تعالت بقوتها ، وقالت : ( مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) ؟ " . [ ابن عثيمين ]
|
|||||
14-05-2010, 12:26 AM | رقم المشاركة : 23 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها " كرم الرب يتجاوز طمع الأنبياء فيه ـ مع عظيم علمهم به ـ فهذا زكريا لهج بالدعاء ونادى : ( رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدا ) فاستجيب له وجاءته البشرى فلم يملك أن قال : ( أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ )! .. فلله ما أعظم إحسان ربنا ! وما أوسع كرمه ! فاللهم بلغنا ـ برحمتك ـ فوق مانرجو فيك ونؤمل " . [ إبراهيم الأزرق ] كان الحسن البصري يردد في ليلة قوله تعالى : ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا )! فقيل له في ذلك ؟! فقال : إن فيها لمعتبراً ، ما نرفع طرفاً ولا نرده إلا وقع على نعمة ، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر! . تأمل قوله تعالى : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ) وما فيها من تربية الذوق و الأدب في الكلام ، إضافة إلى مافي اللباس من دلالة ( الستر ، والحماية ، والمال ، والقرب ) .. وهل أحد الزوجين للآخر إلا كذلك ؟ وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أثرا كما يشير إلى ذلك البدء بضميرها (هُنَّ ) . [ عويض العطوي ]
|
|||||
14-05-2010, 12:27 AM | رقم المشاركة : 24 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها " من تدبر القرآن طالباً الهدى منه ، تبين له طريق الحق " [ ابن تيمية ] . وكلمة هذا الإمام جاءت بعد سنين طويلة من الجهاد في سبيل بيان الحق الذي كان عليه سلف هذه الإمة ، والرد على أهل البدع ، فهل من معتبر ؟ . ذكر ابن كثير أن بعض الشيوخ قال لفقيه : أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟ فلم يجب ! فتلا الشيخ ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ) ؟ علق ابن كثير قائلاً " وهذا الذي قاله حسن " . " تفرق القلوب واختلافها من ضعف العقل ، قال تعالى : ( تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ) وعلل ذلك بقوله : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ ) ، و لا دواء لذلك إلا بإنارة العقل بنور الوحي ، فنور الوحي يحيي من كان ميتا ، ويضيء الطريق للمتمسك به " . [ الأمين الشنقيطي ] .
آخر تعديل بنت الفاروق يوم 14-05-2010 في 12:44 AM.
|
|||||
14-05-2010, 12:47 AM | رقم المشاركة : 25 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها " بعض المسلمين يعرفون القرآن للموتى ، فهل يعرفونه للأحياء ؟ وهل يعرفونه للحياة ؟ إن القرآن للحياة والأحياء ، إلا أن الأحياء أبقى و أولى من الأموات ، والإهتداء بالقرآن في مسارب الحياة أحق من مقابر الأموات ( َأوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ) ؟! . [ د . سلمان العودة ] التأمل في الأسماء الحسنى التي تختم بها الآيات الكريمة من مفاتيح فهم القرآن وتدبره ، ومثاله : قوله تعالى ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) المائدة / 118، فلم تختم الآية بقوله ( الغفور الرحيم ) ، لأن المقام مقام غضب وانتقام ممن اتخذ إلهاً مع الله ، فناسب ذكره العزة والحكمة وصار أولى من ذكر الرحمة " . [ ابن السعدي ] وليس في القرآن لفظ إلا وهو مقرون بما يبين به المراد ، ومن غلط في فهم القرآن فمن قصوره أو تقصيره . [ ابن تيمية ]
|
|||||
14-05-2010, 12:48 AM | رقم المشاركة : 26 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها " قال تعالى : في قصة موسى مع السحرة : ( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ) طه / 65 ، والحكمة في هذا ـ والله أعلم ـ ليرى الناس صنيعهم و يتأملوه ، فإذا فرغوا من بهرجهم ، جاءهم الحق الواضح الجلي بعد تطلب له ، وانتظار منهم لمجيئه ، فيكون أوقع في النفوس ، وكذا كان " . [ ابن كثير ] " مع أهمية حفظ القرآن الكريم ، إلا أننا نجد أمراً غريباًً في عالمنا الإسلامي ، حيث إن فيه مئات الألوف من المدارس التي تعتني بحفظ القرآن ، على حين أننا لا نكاد نجد مدرسة واحدة متخصصة بتدبره وفهمه والتفكر فيه " . [ أ . د . عبدالكريم بكار ] قال عباس بن أحمد في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ... الآية ) العنكبوت/ 69 قال : الذين يعملون بما يعلمون ، نهديهم إلى ما لا يعلمون . [ اقتضاء العلم العمل ، للخطيب البغدادي ]
|
|||||
14-05-2010, 12:55 AM | رقم المشاركة : 27 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها لو سألت أي مسلم : أتؤمن بأن القرآن هدى ، ونور ، ورحمة ، وشفاء ، وحياة للقلب ؟ لأجابك ـ و بلا تردد ـ : نعم ! ولكنك تأسف إذا علمت أن الكثير من المسلمين لا يعرف القرآن إلا في " رمضان "! فهو كمن يعلن استغنائه عن هدى الله ، ونوره ، ورحمته ، وشفائه ، وحياة قلبه أحد عشر شهرا ! . [ د . عمر المقبل ] " فوالله الذي لا إله إلا هو! ما رأيت – وأنا ذو النفس الملأى بالذنوب والعيوب – أعظم إلانة للقلب ، واستدراراً للدمع ، وإحضاراً للخشية ، وأبعث على التوبة ، من تلاوة القرآن ، وسماعه " . [ عبد الحميد بن باديس ] قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( اقرؤوا القرآن وحركوا به القلوب ، و لايكن هم أحدكم آخر السورة ) . فمما يعين على قراءة " التدبر " المحركة للقلوب أن يكون حزب القارىء ( وقت القراءة ) لا ( مقدار القراءة ) ، فمثلاً : بدلاً من تحديد جزء يومياً ، يكون نصف ساعة يومياً ، لئلا يكون الهم آخر السورة . [ عبد الكريم البرادي ]
|
|||||
14-05-2010, 12:57 AM | رقم المشاركة : 28 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها " إذا كان كلام العالم أولى بالإستماع من كلام الجاهل ، وكلام الوالدة الرؤوم أحق بالإستماع من كلام غيرها ، فالله أعلم العلماء وأرحم الرحماء ، فكلامه أولى كلام بالإستماع والتدبر والفهم " . [ الحارث المحاسبي ] عن ميمون بن مهران ، قال : كنت جالساًً عن عمر بن عبد العزيز ، فقرأ : ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) ، فبكى ، ثم قال : يا ميمون! ما أرى المقابر إلا زيارة ، ولابد للزائر أن يرجع إلى منزله في الجنة أو النار! . [ تفسير ابن أبي حاتم ، الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا ] شأن أهل الإيمان مع القرآن : " ( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً ) الأنفال/2 ، لأنهم يلقون السمع ، ويحضرون قلوبهم لتدبره ، فعند ذلك يزيد إيمانهم ، لأن التدبر من أعمال القلوب ، و لأنه لابد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه ، أو يتذكرون ما كانوا نسوه ، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير ، أو وجلاً من العقوبات ، و ازدجاراً عن المعاصي . [ السعدي ]
|
|||||
14-05-2010, 01:01 AM | رقم المشاركة : 29 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها بمناسبة الأشهر الحرم سأضع الرسائل الخاصة بها ثم سأستأنف الرسائل قال تعالى في الأشهر الحرم - و هي : ذو القعدة ، و ذو الحجة ، ومحرم ، ورجب ــ : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )التوبة/36، قال ابن عباس : اختص من ذلك أربعة أشهر ، فجعلهن حرما وعظم حرمتهن ، وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح و الأجر أعظم . قال قتادة ــ في قوله تعالى عن الأشهر الحرم ـ : ( فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) قال : إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئةً و وزراً من الظلم فيما سواه ، و إن كان الظلم على كل حال عظيماً , و لكن الله يعظم من أمره ما شاء .
|
|||||
14-05-2010, 01:02 AM | رقم المشاركة : 30 | |||||
|
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) أي : خائفة ، يقول الحسن البصري : " يعملون ما يعملون من أعمال البر ، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم ، إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة ، و إن المنافق جمع إساءة و أمناً " . [ تفسير الطبري ] كثير من الناس لا يفهم من الرزق – في قوله تعالى :- ( َو مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) الطلاق/2- 3 ، - إلا الرزق المالي ونحوه من المحسوسات ، ولكن تأمل ماذا يقول ابن الجوزي : " ورزق الله يكون بتيسير الصبر على البلاء . [ صيد الخاطر ] " نزل القرآن على أعظم عضو في الجسم ( القلب ) ليستنهض بقية الجوارح للتدبر والعمل ، قال تعالى : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ )الشعراء/193 – 194 ، فمن لم يحضر قلبه عند التلاوة أو السماع فلن ينتفع بالقرآن حقاً ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) ق/37 " .
|
|||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بشرى سارة لمحبي القرآن الكريم | خدمات تعليمية | رحيق الحوار العام | 2 | 25-06-2010 01:08 PM |
أسباب زيادة الإيمان: تدبر القرآن | سلسبيل الخير | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 7 | 09-05-2010 02:36 PM |
دعاء ختم القرآن الكريم | تراب | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 1 | 28-11-2009 11:52 PM |
مع القرآن الكريم | تراب | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 0 | 01-05-2009 01:19 AM |
بشرى سارة للمعلمين | admin | الأخبار العالمية والعربية | 5 | 16-12-2008 09:10 PM |
|