رد من اخونا ابو العبادله
فإن الذكر جماعة ورد فيه أقوال للفقهاء،
منها قول عطاء بن أبي رباح رحمه الله: ( مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، أي مجالس العلم ) فذكر عطاء أخص أنواع الذكر، وهي من جملة مجالس الذكر، وليس الذكر محصوراً بها.
ونقل عن مالك أنه كره الاجتماع للذكر .
ونقل ابن منصور عن أحمد قوله: ( ما أكرهه إذا اجتمعوا على غير وَعْدٍ إلا أن يُكثروا )، قال ابن منصور: يعني: يتخذوه عادة،
ولذلك قال ابن عقيل: ( أبرأ إلى الله من جموع أهل وقتنا في المساجد والمشاهد في ليال يسمونها إحياءً )
وقال ابن تيمية: ( الاجتماع على القراءة والذكر والدعاء حسن إذا لم يتخذ سنة راتبة، ولا اقترن به منكر من بدعة )
والاجتماع على القراءة والذكر بصوت واحد عده الشاطبي مثالاً على الابتداع في هيئات العبادات وكيفياتها، قال رحمه الله: ( ومنها- أي البدعة الإضافية - التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد … ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة ).
وقال النووي: يستحب الجلوس في حلق الذكر ، وأورد الحديث الذي رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، أنه قال : إنه صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: " ما أجلسكم"؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا …. إلى أن قال: " أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة".
وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنهما قالا: قال صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وتغشتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده…" ففي هذا الحديث ترغيب من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في الاجتماع على الذكر.
والمأثورات كتاب يحوي ذكراً وأدعية مأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، وفيه بعض الأحاديث الضعيفة، فالاجتماع لا بأس به إذا لم يقترن بذلك منكر أوبدعة ، كالذكر ***ي بصوت واحد، فإنه لم ينقل عن أحد من سلف الأمة، ولعل من أطلق كراهة الاجتماع للذكر أراد به سد ذريعة الذكر ***ي الذي اشتهر به الصوفية فيما بعد.
والله أعلم.
منقول بتصرف
فالذكر على هذه الصورة التي في الموضوع الذي نبهني إليه الأخ الحبيب .. الظاهر بيبرس .. لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .. ولو كان خيرا ما فرطوا فيه .. ولو فعلوه لوصل إلينا لتوفر دواعي نقله .. فقد نقل من أفعالهم ما هو أخفى من هذا .. إذن فهو حادث .. وقد ثبت أن كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة .. فالواجب علينا ـ وفقنا الله وإياكم ـ أن نبتعد عن هذا النوع من الذكر وأن ننصح إخواننا بالابتعاد عنه .. وبالالتزام بما ثبت في السنة المطهرة ففيها ما يغني عن هذا وأمثاله من البدع الكثيرة المنتشرة .. وأنصح نفسي والجميع بالرجوع إلى كتاب الامام الشاطبي : الاعتصام .. أو كتاب أخر وهو الإبداع في مضار الإبتداع