منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > عقيدة أهل السنة والجماعة
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-2008, 02:59 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

ثم أخذ ينتقد من يقسم البدع إلى حسن وقبيح -رحمه الله- مجموع الفتاوى (10/370-371) .
وأقول للقارئ لماذا لم تنقل هذا الكلام وهو من صميم البحث في التصوف وبه يظهر كلام أهل العلم من السلف الكرام وموقفهم من التصوف سلباً وإيجاباً .
ألا يصدق عليك القاعدة " إن أهل الأهواء يأخذون ما لهم ويدعون ما عليهم " .
1- نحن مع السلف الذين ذموا التصوف لأنه يقوم على البدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
2- نحن مع السلف الذين يأتي على رأسهم مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأتباعهم وأبو زرعة الذين أنكروه وذموه وبدعوا أهله وحذروا منهم ومنه ,ونحن مع أئمة الإسلام والحديث الذين أشار إليهم الذهبي لأن معهم الحجج على ذمه .
بل نحن مع الإمام ابن تيمية وتلاميذه في ذم التصوف والرأي المذموم المخالف للكتاب والسنة وله كلام قوي في الرأي وأهله . انظره في كتابه " بيان الدليل على بطلان التحليل " واقرأ ما كتبه ابن القيم في " إعلام الموقعين " في ذم التقليد القائم على الهوى والتعصب الأعمى والآراء وذم ذلك وهو مذهب أهل الحديث الطائفة المنصورة ونرجوا أن يكون الإمام ابن تيمية من أئمة هذه الطائفة.
3- نحن لا نعرف أحداً من أئمة الحديث والفقه يمدح التصوف ولم يبينهم لنا شيخ الإسلام فليبينهم القاري .
1-نقول لإمامنا ابن تيمية -رحمه الله- كل الطرق تشتمل على الممدوح والمذموم فعند الخوارج ما يمدح ومع ذلك وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم شر الخلق والخليقة وأمر بقتلهم وبين أن لمن قتلهم أجراً عند الله .
والروافض والشيعة والجهمية والقدرية والمرجئة والصوفية على تفاوت بينهم وكلهم عند الأئمة عندهم ما يمدح وما يذم ولم يمنعهم ما عندهم من الحق أن يذموهم ويذموا مذاهبهم ويحذروا منهم وينزلون كل طائفة منـزلتها ويبينون الأسوأ فالأسوأ ,ولا يمنعهم هذا التفاوت من ذم الكل وذم مذاهبهم والتحذير منها ,وهذه كتب السلف مبثوثة منتشرة بين الناس كأصول السنة للإمام أحمد ولابن أبي حاتم والسنة للخلال والشريعة للآجري والإبانة لابن بطة وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي والحجة للأصفهاني وكتب مقالات الفرق ومنها مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري والفصل في الملل والنحل لابن حزم وغير ما ذكرنا كثير , وكلها تنطلق من النصح للأمة ولحمايتهم من غوائل أهل البدع .
وإن من أخطرها وأعمقها أثراً في الأمة لمذاهب الصوفية التي ملأت بلاد المسلمين بالخرافات والضلالات وعبادة القبور بالدعاء والذبائح والنذور والغلو في الأولياء واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون وشحن كتبهم بترهات الحلول ووحدة الوجود .
وما أكثر طرق هذه الصوفية وما أخطرها ولا سما الرفاعية والشاذلية والقادرية والتيجانية والنقشبندية والسهروردية والجشتية والمرغنية وكلها تشترك في عقيدة الحلول ووحدة الوجود والغلو في أهل القبور .
فهل من النصح للإسلام والمسلمين أن نقوم بالدفاع عن الصوفية والتصوف في عصر نجد أشد المهلكات للأمة هذا التصوف بحجة أن هناك في العصور الأولى صالحين مثل فلان وفلان ممن حذر من بلائهم أعلام الأمة كالشافعي وأحمد وغيرهم والحق معهم وجرحهم مقدم على تعديل من عدلهم والحجج معهم , ومن منهج السلف أن الجرح المفسر مقدم على التعديل .
ثم إن مؤلفات الصوفية تدينهم , تدين مؤلفيها وأتباعهم وواقعهم المرير يدينهم فماذا تريد أيها القاري بإثارة موضوع الصوفية في هذا الوقت الذي تكالب فيه أهل الضلال على أهل السنة ,ومن أشدهم على أهل السنة الصوفية والروافض ,وانظر واقعهم وانظر قنواتهم الفضائية ومواقعهم على الشبكة العنكبوتية ومؤلفاتهم وكيف يتكالبون على ابن تيمية نفسه الذي تريد أن تجعل منه منطلقاً للذب عن الصوفية والتصوف وهيهات .
فوالله ما تعلمنا وغيرنا محاربة البدع ومنها التصوف إلا من هذا الإمام ,فاتق الله وانصح لله وللإسلام والمسلمين ودع هذه الأساليب التي لا يستخدمها إلاَّ الصوفية والتي لا تزيد المسلمين إلا بلاء على بلائهم .
واترك التمويه بابن باز فإنه نصحك باللطف بالصوفية ولم يأمرك بالدفاع عنهم ومحاربة من يقول كلمة الحق فيهم .
9- قال القاري :
" رابعاً – التلطف مع الصوفية كانت وصية الشيخ ابن باز -رحمه الله- لي ولغيري من طلبة العلم وأهل الدعوة , بل كان يوصي بالتلطف مع الناس كافة حكاماً ومحكومين والصوفية إخواننا ,نشترك معهم في دائرة واحدة هي دائرة أهل السنة والجماعة ,وما بيننا وبين بعضهم من اختلاف يجب أن نعالجه برفق ولين ,ومن انحرف منهم عن الجادة نناصحه كما نناصح أي منحرف من أهل الإسلام , صوفياً كان أم سلفياً " .
أقول : متى كنت متشدداً على الصوفية حتى يهتم بك ابن باز فيوقف زحفك على الصوفية ويُهدِّئْ صولاتك عليهم ؟ .
أنت يا سيد كنت ولا تزال شديداً على السلفية في الوقت الذي كان ينصرهم ابن باز ويدافع عنهم ويشجعهم على نقد أهل الباطل من الأحزاب وغيرهم ، أنت كنت تحارب السلفيين على منبر مسجد قباء وتذمهم وتؤلب عليهم وتسميهم بالخلوف ولا تزال على هذا النهج , فشدتك وطول لسانك على أهل السنة والحق , فعليهم تصول وتجول لا على صوفية ولا على غيرهم ولا أريد أن أتوسع فأبين التزامك بنصائح ابن باز وعدمه .
وقولك : " وما بيننا وبين بعضهم من اختلاف يجب أن نعالجه برفق ولين " .
أقول : باسم من تتكلم ؟ وكم قدمت للصوفية من علاج ؟ وهل أنت مع غالبهم على وفاق ؟ لا أستبعد , وإلا فكيف تقول وما بيننا وبين بعضهم من اختلاف ؟ يا هذا للسنة رجالها , ولو وكلت إلى أمثالك لانتهت , وتذكر المثل القائل " وكل إناء بما فيه ينضح " .
وإذا كنت ترى أنك والبريلوية والتيجانية والمرغنية والنقشبندية والسهروردية وغيرهم على منهج واحد فأنت وشأنك , فأما أهل السنة والحديث في مشارق الأرض ومغاربها وعلى رأسهم ابن تيمية وتلاميذه وابن عبد الوهاب وابن باز وابن عثيمين والألباني وسائر علمائهم فيأبون ذلك .







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:00 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

وعلى سبيل المثال هذا الإمام ابن تيمية يدخل الأشاعرة في الجهمية ويقول فيهم كلاماً شديداً , ولا يستثني منهم إلا من قال منهم بما في كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري فإنه يعده من أهل السنة بشرطين :
1-ألا يظهر مقالة تناقض ذلك .
2-وأن لا ينتسب إلى الأشعري فإن ذلك بدعة لأنه بذلك يفتح باب شر انظر مجموع الفتاوى ( 6/358-360) .
هذا مع أن الأشعرية خير من الصوفية , ومن باب أولى أن يكون الانتساب إليها بدعة والصوفية أولى من الأشعرية بالإبعاد عن دائرة أهل السنة لأنهم الآن يجمعون الأشعرية الجهمية إلى ضلالات التصوف التي منها الحلول ووحدة الوجود التي أصبحت لازمة من لوازم الغلو في التصوف ولا يخلو منه طريق من الطرق التي ذكرناها ,وأما ابن باز فقد أخرج جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ من دائرة أهل السنة.
وقوله : " ومن انحرف منهم عن الجادة نناصحه كما نناصح أي منحرف من أهل الإسلام , صوفياً كان أم سلفياً " .
- أقول :
يبدو أن القاري يرى أن الصوفية على الجادة , عقيدة ومنهجاً , ونحن نعتقد أنهم بعيدون عن الجادة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في عقائدهم ومناهجهم وطرقهم وعبادتهم ,والسلفي لا يؤمن عليه من الانحراف , فإذا وجد من أحد منهم انحراف تقدم له المناصحة ولكن من السلفيين المعروفين بالولاء لها ولأهلها .
وعلى كل أنا ما رأيت للقارئ مناصحات واضحة للصوفية قائمة على منهج السلف تردهم إلى جادتهم .
والكلام سهل جداً لكن العمل النافع والبيان الواضح صعب المنال على كثير من الناس بل يضيقون ذرعاً بهذا العمل والبيان .
10- قال القاري :
" وهؤلاء الذين أنكروا عليَّ التلطف مع الصوفية , وأطلقوا عليَّ ألسنة حدادا ونالني من شتائمهم نصيب يدعون أنهم سلفيون , فأين هم من إمام السلفيين في عصرنا سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- وموقفه من جماعة " التبليغ " مشهور كان يوصيني -ويوصي غيري- فيقول : تلطفوا معهم فهم أهل دعوة وصدق في الغالب , كملوا نقصهم وناصحوهم بدلاً من أن تسبوهم , وهم لهم أثر عظيم في هداية العصاة ولقد رأيت بنفسي كيف استقبل يوماً في بيته بالطائف الشيخ " إنعام الحسن " -رحمه الله- ومعه بعض شباب " التبليغ " استقبلهم هاشاً باشاً , وأظهر الأنس بهم ودعا لهم ونصحهم وتلطف معهم غاية التلطف , والشيخ إنعام الحسن وقتها هو رئيس جماعة التبليغ , ورؤساء التبليغ صوفيون نقشبنديون جشتيون وأتباعهم من أهل الهند والباكستان كذلك والشيخ ابن باز – رحمه الله – يعلم ذلك "
- أقول :
يبدو أن القاري يعتبر المناقشات العلمية سباً وشتما ,وأن من انتقده يخرج عن دائرة السلفية إلى دائرة الدعاوى ,فماذا ينتظر ممن هذا حاله ؟ أهكذا يكون اللطف أيها الرجل ؟ وأين تأثرك بأخلاق ابن باز ؟ فهل كان ابن باز يخرج من انتقده من السلفية ويعتبر نقده سباً ؟ .
وقولك : " وموقفه من جماعة التبليغ مشهور ,كان يوصي ...الخ " .
نعم موقفه من جماعة التبليغ مشهور كان يتلطف بهم وينصح لهم ويوصي بالتلطف بهم وربما يذهب في حسن التعامل معهم إلى أبعد مما ذكرت ولكن لم يستفيدوا من هذا التعامل الراقي والأخلاق العالية , وكانوا يخادعونه ويزعمون أنهم ينشرون الدعوة السلفية , ولقد قرأ عليَّ الأخ حسن الصايغ كتاباً وجهه إنعام الحسن إلى الشيخ ابن باز -رحمه الله- يثني فيه على الشيخ ابن باز ويدعي فيه أنهم وجماعته ينشرون الدعوة السلفية في العالم .

فناقشت الأخ حسن -رحمه الله- وأقنعته من واقعهم أن هذه دعوى باطلة.
وذكر في هذا الكتاب أن جماعة التبليغ قد تركوا كتاب تبليغي نصاب واستبدلوا به كتاباً آخر اسمه الفضائل , فقلت له هذه حيلة من إنعام الحسن وجماعته , وشاء الله أن أسافر إلى كشمير أنا والشيخ عبد الرزاق العباد وعبد الرب نواب ثم في عودتنا إلى أرض الحرمين مررنا في طريقنا بدهلي في قصة طويلة تدل على مكر جماعة التبليغ بكل من يثق بهم من العلماء وطلاب العلم العرب .
لا مجال لذكرها ومن هذه القصة أنني حرصت أن أشتري كتاب تبليغي نصاب فمررنا على عدد من المكتبات المجاورة لمسجد جماعة التبليغ المركزي نسألهم عن هذا الكتاب , فيجيبون أنه لا يوجد عندنا , حتى كدنا نيأس منه ثم أخيراً سألنا صاحب مكتبة عن كتاب تبليغي نصاب , فناولنا كتاباً باسم كتاب الفضائل , فقلنا نحن نريد كتاب تبليغي نصاب , فقال هذا هو كتاب تبليغي نصاب بعينه لم يغير منه إلا الاسم ( العنوان ) فاشتريته ثم لما عدنا إلى المدينة سلمنا ما يسمى بكتاب الفضائل لوالد عبد الرب نواب ليقارنه بكتاب تبليغي نصاب فقام بهذا المطلب فوجد أن كتاب الفضائل هو بعينه كتاب تبليغي نصاب , فزدنا بصيرة بمكر وكذب وحيل هذه الفئة .
ولأسباب وأمور أدرك ابن باز مكر هذه الفئة وتأكد من فساد عقيدتهم ومنهجهم فأصدر عدداً من الفتاوى يبيِّن فيها عقائدهم ويحذر من الخروج معهم إلا للعالم الذي يمكنه أن ينقلهم من ضلالهم إلى الهدى وهاكم بعض فتاواه في آخر حياته :
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى- عن جماعة التبليغ فقال السائل :
نسمع يا سماحة الشيخ عن جماعة التبليغ وما تقوم به من دعوة، فهل تنصحني بالانخراط في هذه الجماعة، أرجو توجيهي ونصحي، وأعظم الله مثوبتكم ؟
فأجاب الشيخ بقوله:
(( كل من دعا إلى الله فهو مبلغ (( بلغوا عني ولو آية )) ، لكن جماعة التبليغ المعروفة الهندية عندهم خرافات، عندهم بعض البدع والشركيات، فلا يجوز الخروج معهم، إلا إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم.
أما إذا خرج يتابعهم، لا.
لأن عندهم خرافات وعندهم غلط، عندهم نقص في العلم، لكن إذا كان جماعة تبليغ غيرهم أهل بصيرة وأهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله.
أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير وتعليمهم حتى يتركوا المذهب الباطل، ويعتنقوا مذهب أهل السنة والجماعة )) اهـ .
[[ فليستفد جماعة التبليغ ومن يتعاطف معهم من هذه الفتوى المبنية على واقعهم وعقائدهم ومناهجهم ومؤلفات أئمتهم الذين يقلدونهم ]].
[فرغت من شريط بعنوان (فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على جماعة التبليغ) وقد صدرت هذه الفتوى في الطائف قبل حوالي سنتين من وفاة الشيخ وفيها دحض لتلبيسات جماعة التبليغ بكلام قديم صدر من الشيخ قبل أن يظهر له حقيقة حالهم ومنهجهم ]
- وسئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - :
أحسن الله إليك ، حديث النبي -r- في افتراق الأمم: قوله: (( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة )).
فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع.
وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة.
هل هاتين الفرقتين تدخل...؟
فأجاب - غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته -:
تدخل في الثنتـين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله ( أمتي ) أي: أمة الإجابة، أي : استجابوا له وأظهروا اتِّباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين ؟
فأجاب :
نعم ،من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين.
[ ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف وهي في شريط مسجّل وهي قبل وفاته -رحمه الله- بسنتين أو أقل ]







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:01 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

وقولك :
" ورؤساء التبليغ صوفيون نقشبنديون جشتيون , وأتباعهم من أهل الهند والباكستان كذلك , والشيخ ابن باز – رحمه الله – يعلم ذلك " .
أقول :
قد تقدم أن جماعة التبليغ أهل مكر وأنهم يتظاهرون للشيخ ابن باز بأنهم يدعون إلى منهج السلف , هل حولهم حلم الشيخ عليهم ولطفه بهم ..الخ عن هذه الطرق النقشبندية والسهروردية والجشتية إلى آخر الطرق التي يخجل الصوفية جميعاً من الجمع بين هذه الطرق الأربع , هل رجع إنعام الحسن عنها أو رؤساء التبليغ أو أتباعهم أو بعضهم إلى الجادة ؟ .
وهل تعلم ماذا تحمل هذه الطرق من البلايا والرزايا ؟ إن من بلاياها القول بوحدة الوجود.
يقول بعض أكابر النقشبنديين في معنى " لا إله إلا الله " أحياناً يقول : " لا معبود إلا الله وأحياناً لا مقصود إلا الله وأحياناً لا موجود إلا الله " كتاب رشحات عين الحياة ( ص141) بواسطة كتاب حقائق خطيرة عن الطريقة النقشبندية لعبد الرحمن دمشقية (ص57) وكل هذه الأقوال تدندن حول وحدة الوجود .
2- تفضيلهم الذكر بقول " هو " على الذكر بقول لا إله إلا الله , فقد ذكروا أن ( لا إله إلا الله ) ذكر العوام و( الله ) ذكر الخواص و( هو ) ذكر خواص الخواص .
3- وعندهم أن شاه نقشبند يحي ويميت , انظر كتاب حقائق خطيرة السالف الذكر (ص38) .
ويتمثل شيخ نقشبند وأتباعه بأقوال الحلاَّج , منها هذا البيت :

كفرتُ بدين الله والكفر واجبٌ ! *** لديَّ وعند المسلمين قبيح
(ص38) من المصدر السابق وعزاه لعدد من مصادر النقشبندية , وهم يعظمون الحيوانات ويعتبرونها من شيوخهم كالبازي والهرة والكلب والفهد والنحلة ويعتبرونها من شيوخهم " ( ص43) المصدر السابق .
فهذه واحدة من الطرق التي يبايع عليها جماعة التبليغ .
11- قال القاري :
" خامساً - نحن الآن في زمن عصيب , طوقنا العدو المشترك وهو ذو ثلاث شعب : اليهود , وأمريكا , والروافض , وهذا العدو نبت من أحداث العراق الجسام وما وقع في لبنان انه يستهدف " أهل السنة " جميعاً ,على اختلاف مذاهبهم ,فهل يصح أن نتشاجر نحن أهل الدائرة الواحدة المستهدفة – دائرة أهل السنة والجماعة , ألا يجب أن نتكاتف ضد الأخطار التي تهددنا جميعاً ؟ ومن أهم عوامل التكاتف أن نبحث عن نقاط الاتفاق ويعذر بعضنا بعضاً في مسائل الاختلاف , مع وجوب الاحتكام فيها إلى الكتاب والسنة طاعة لربنا عز وجل الذي قال : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) " .
- أقول :
إن هذا العدو المشترك نبت من فجر تاريخ الإسلام ومن أخطر مراحله الحروب الصليبية وحركات الاستعمار وهذا العدو ليس محصوراً فيمن ذكرت فدائرته أوسع يدخل فيها أوروبا بل هي أصل أمريكا ويدخل فيها روسيا والصرب والهند والصين .
ولكن العلاج الصحيح ليس هو هذا العلاج السياسي الإخواني الذي طرح منذ سبعين عاماً ليجمع الروافض والصوفية والنصارى وعلى مر الأيام لا تزيد مشاكل المسلمين إلا حدة وشدة ولا يزال الإخوان المسلمون يبتعدون عن الكتاب والسنة ومنهج السلف ولا تزال دائرة منهجهم تتسع حتى أصبحوا دعاة إلى وحدة الأديان وعقدوا لها مؤتمرات في دولتهم وبابهم مفتوح للتعاون مع الشيوعيين والعلمانيين والناصريين وغيرهم وأمرهم معلوم للعقلاء البصراء ، فهل أنت راض عن هذا المنهج وثماره وما أدى إليه ؟
إنَّ الحلَّ الصحيح الذي يؤهل الأمة لرضى الله ودخول جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ويؤهلها للنصر على هذه القوى التي تستهدف الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أن تعود الأمة إلى كتاب ربها وسنة نبيها وإلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولنضع نصب أعيننا نصوص الكتاب والسنة ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وحبل الله هو كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقوله عز وجل: ( وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ولقد تفرقت بهم السبل التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن على كل سبيل منها شيطان ولم ينج من هذا البلاء إلا من اعتصم بكتاب ربه وسنة نبيه وهم قليل ينتقدون هذه الفرق التي ندت وشذت عن الصراط المستقيم ويدعونها إلى الحق ومن النصوص النبوية قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " أي الدين الذي رضيه الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
لقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الداء وأسبابه وقدم لنا العلاج فإن كان هناك دعاة مخلصون فهذا هو العلاج الصحيح وهو الطريق الوحيد لإزالة الذل ورفعه ودفعه .
العلاج يا أخي هو الرجوع الصحيح الذي أراده الله وأراده الرسول في هذا التوجيه العظيم المنطلق من الوحي ( إن هو إلا وحيٌ يوحى ) .
لا علاج الإخوان المسلمين الذي تبين ضلاله وخطؤه وفشله وسوء منقلبه .
انتبه أيها المسلم للحيل السياسية التي لا تزيد الأمة إلا خذلاناً وذلة تحت أقدام أعدائها , وكل هذا من ثمار البدع , وإذن فيجب أن يسبق الرجوع إلى الكتاب والسنة والتحاكم إليهما والتجمع عليهما بصدق وإخلاص لا التجمع السياسي المغفل والمستغفل الذي ظهرت ثماره الوخيمة كما أسلفنا ولقد جربنا أن أصحاب هذه الدعوة أول من ينفر عن التحاكم إلى الكتاب والسنة وينفر منها ومن أهلها ، ولقد بين الناصحون هذا الأمر العظيم من قبل أن يأتي هذا التجمع السياسي الأبله ومن بعده ولكن لا حياة لمن تنادي .
وينبغي أن أذكر هنا موقف شيخ الإسلام ابن تيمية عندما زحف التتار على دمشق والشام واستقبله أهل الشام الذين حطمهم التصوف فكانوا في هذه المواجهة يرددون هذين البيتين :
يا خائفين من التتر *** لوذوا بقبر أبي عمر
لوذوا بقبر أبي عمر *** تنجيكم من الضرر
فقال لهم شيخ الإسلام سوف تهزمون أنتم وأبو عمر أو كما قال ، قال وتخلف علماء لأنهم يرون أن هذا الجهاد غير شرعي .
وذهب شيخ الإسلام يربي شباباً ورجالاً على التوحيد والدين الصحيح حتى توفر له منهم من أطمأن إلى أنه لا بد أن ينتصروا على عدوهم فكان يقول لهم ولغيرهم النصر لنا مؤكد فيقولون له قل إن شاء الله فيقول إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقا وكان يشبه حال هذا الجند بحال أهل الخندق ، وخاض المعركة مع أعتى قوة آنذاك ونصر الله جنده الموحدين كما وعدهم وهو تعالى لا يخلف الميعاد وكان هذا الجند على غاية من الثقة بإنجاز هذا الوعد . فإن كنت أيها القاري تتعلق بابن تيمية فتعلق بمثل هذا في هذه الظروف العصيبة التي يجب أن يسبق فيها رجوع الأمة إلى كتاب ربها وسنة نبيها لا التجمع المضاد لما أراده الله ورسوله والذي لا نتيجة له إلا الخزي في الدنيا قبل الآخرة .
12- قال القاري :
" وهنا مسائل تتعلق بموضوعنا تستحق الإشارة إليها ، وهي : أهل السنة والجماعة : هل هم على مذهب واحد ؟ هم على منهج واحد ، ومذاهب متعددة ، وهذا مبني على جواز تعدد الاجتهاد من المجتهدين ، فبعضهم مصيب وبعضهم مخطئ ، والجميع في ظل منهج واحد ، ولذلك هم دائرون بين الأجر والأجرين . وإلا كيف نفسر تعدد المذاهب الفقهية مثلاً وعلى رأسها المذاهب الأربعة ، أليست مذاهب متعددة داخل أهل السنة والجماعة "
- أقول :
يظهر أن القاري لم يفقه منهج السلف ولم يقرأ التاريخ الصحيح لأهل السنة ولذا يخلط الحق بالباطل وبين أهل السنة وأهل البدع .
فنقول له الأصل الأصيل والواجب المحتم على الأمة أن تتبع الكتاب والسنة وأنه لا يجوز لأحد أن يتعمد مخالفة نص من نصوص الكتاب والسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر مجمع عليه من الصحابة فمن بعدهم لكن هناك حالات يعذر فيها المجتهد المخلص الجاد في طلب الحق إذا خالف نصاً كأن لا يبلغه النص فيبذل جهده في الوصول إلى الحق لكنه لم يوفق للصواب فيقع في مخالفة النص أو بلغه النص من وجه ضعيف فعمل بخلافه على أساس قياس يراه صحيحاً فهذا يعذر ويثاب على خطئه الذي وقع فيه ويدخل في قول الله تعالى : ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو






رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:02 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

وقع فيه ويدخل في قول الله تعالى : ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) وفي قول رسول الله صلى اله عليه وسلم : " إذا أجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجر " .
وهناك أعذار أخر ذكرها شيخ الإسلام في كتابه "رفع الملام عن أئمة الإسلام " فليرجع إليه من أراد معرفتها .
وانطلاقاً من هذا المنهج كان يرجع الصحابة عن أخطائهم والعلماء عن أخطائهم ومنه رجع أبو يوسف ومحمد بن الحسن من أصحاب أبي حنيفة عن ثلث أو ثلثي المذهب بعدما تبين لهم أن الحق في خلاف مذهب أبي حنيفة .
وأما من يعاند ويرد النصوص لأجل مذهبه فهذا مذموم وقد يقع في الكفر كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية([1]) .
وقد شدد العلماء النكير على متعصبي المذاهب وردوا عليهم في مؤلفات مثل أبي شامة الشافعي في كتابه " المؤمل في الرد إلى الأمر الأول " والسيوطي في " الرد على من أخلد "
بل كم حارب هذه النوعيات شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه ولا سيما كتاب " بطلان بيان التحليل " وكذلك ابن القيم في كتابه " إعلام الموقعين " وكذلك ألف في هذا الباب الفلاني , والصنعاني , والشوكاني وانتقد الإمام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه هذا التعصب الأعمى للمذاهب بل سبق الأئمة أنفسهم إلى ذلك , كمالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة ونهوا عن الأخذ بأقوالهم دون نظر في أدلتهم هذا وليعلم أن الأئمة لم يسعوا في إنشاء مذاهب ليتعصب لها , وإنما وجدت بالصورة التي عليها المذاهب الآن وقبل الآن والتعصب لها ورد الحق من أجلها يسبب اتباع كثير منهم لأهوائهم وإرادة العلو وحب الظهور ، ومن هنا جاء نقد الأئمة الأعلام الصادقين المخلصين لهذه التعصبات التي أدت ببعض المتعصبين إلى أن يحرم التزاوج مع أهل المذاهب الأخرى بل أدت إلى القتال والتدمير للقرى كما حصل في الشرق بين الأحناف والشافعية وأدى إلى الطعن في المذاهب وأئمتها ، يطعن أهل المذاهب بعضهم بعضاً حتى يصل الطعن إلى الأئمة فهذا من أسرار بقاء المذاهب على هذه الصورة .
ولا شك أن هذه الصورة مخالفة لما كان عليه أهل القرون المفضلة بل مخالفة لمنهج أئمة المذاهب.
من خلط القاري أنه لا يفرق بين أئمة الاجتهاد في الفقه ( الفروع ) وبين الاختلاف في الأصول ولا شك أن هناك أصولاً لأهل السنة من خالفها خرج عن دائرة أهل السنة إلى دائرة أهل البدع والأهواء .
13- قال القاري :
" إن من يقول إن أهل السنة والجماعة مذهب واحد يلزمه أن يخرج هذه المذاهب الأربعة من دائرة أهل السنة والجماعة ، وهم فعلاً يعتقدون ذلك , ويعتبرون تعدد هذه المذاهب الفقهية مظهر انحراف .
الزهد الذي هو أساس التصوف الصحيح أعظم أنموذج له هو زهد النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حبب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة " وقال : " .. أصلي وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم وأتزوج النساء " وهذا يعطينا ضابطاً نضبط به زهد الصوفية فإذا ظهر فيه غلو أو رهبانية رددناه إلى الكتاب والسنة فأبطلناه ، وإذا ظل ملتزماً بحدود الشريعة ، وحكم الكتاب والسنة قبلناه ، هكذا أوصى أئمة الصوفية الممدوحون عند المسلمين " .
- أقول :
1- لا تخلط بين قضايا الفروع والأصول ، فهناك أصول من التزمها فهو من أهل السنة ولو انتمى إلى أحد المذاهب الأربعة فهو من أهل السنة ومن خالفها فهو من أهل تلك الأصول المخالفة المبتدعة ، وقد ذكر هذه الأصول أئمة الإسلام في كتب العقائد فمن خالفها بدعوه ومن التزمها وثبت عليها اعتبروه من أهل السنة .
من هذه الأصول التوحيد بأنواعه توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فمن خالف في واحد من هذه الأنواع بدعوه وقد خالفت الجهمية فعطلوا في باب الأسماء والصفات فعطلوا أسماء الله وصفاته فبدعهم السلف بل كفروهم ،وتابعهم في نوع التعطيل في هذا الباب المعتزلة فعطلوا الصفات وأثبتوا الأسماء دون معانيها .
وتابع الأشعرية والكلابية الجهمية في تعطيل الصفات الخبرية فجعلهم السلف من أصناف الجهمية وشاركت الصوفية هذه الفرق في تعطيل الصفات ([2]) وأوغلت في ذلك حتى وقعت في الحلول ووحدة الوجود من زمن الحلاج إلا أفراداً منهم وانحرفت في توحيد الربوبية فاعتقدت في الأولياء بأنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون .
وانحرفت الصوفية في توحيد العبادة فجعلوا مع الله أنداداً في الدعاء والاستغاثة في الشدة بالأموات والأحياء وفي تقديم القرابين لغير الله من الذبائح والنذور وشد الرحال إلى القبور والطواف بها وتشييد البنيان عليها وغير ذلك من الأفعال الشنيعة التي يأنف منها ويسخر منها اليهود والنصارى والهندوك ، واذهب إلى ما شئت من البلدان غير هذه البلاد لترى فيها هذه الشنائع والمخازي مثل الهند وباكستان والسودان ومصر وتركيا وسوريا والعراق وبخارى ثم احكم على الطرق الصوفية التي تفعل هذه الأفاعيل بما يستحقون هل هم من أهل السنة أو من شرار الضلال وأهل البدع الواقعين في الشرك الأكبر والضلال البعيد .
نحن لا نكفرهم لجهلهم إلا بعد إقامة الحجة أما التبديع وإخراجهم عن دائرة أهل السنة فلا يتقاعس عنه إلا أجهل الناس بالإسلام وأبعدهم عن السنة .
الأصل الثاني : الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى ، خالف فيه المعتزلة القدرية منهج أهل السنة والجماعة وأخرجوا أفعال العباد عن قدرة الله ومشيئته واعتقدوا أن العباد يخلقون أفعالهم ولا دخل لمشيئة الله وإرادته وقدرته في ذلك فضللهم أهل السنة وبدعوهم وبعضهم يكفرهم وبينوا ذلك بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقابلهم الجبرية فعطلوا قدرات العباد واختيارهم ومشيئتهم وقالوا إن العباد مجبرون على أفعالهم لا قدرة لهم ولا مشيئة ولا اختيار فهم كالريشة والأشجار تحركهم الرياح بدون إرادة ومشيئة ، ووقع الصوفية في هذا الضلال فلا شك أنهم مبتدعة ضلال بهذه العقيدة الخبيثة التي تهدر الشريعة الإسلامية وتعطل نصوص الأمر والنهي والوعد والوعيد .
الأصل الثالث : دل القرآن والسنة على أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان وخالفهم في ذلك الخوارج والمعتزلة والمرجئة ، فقالت الخوارج الإيمان قول وعمل واعتقاد لكن مرتكب الكبيرة المصر عليها يخرج من الإيمان وحكم الخوارج بكفره واستحلال دمه وماله وحكموا عليه بالخلود في النار وأخرجه المعتزلة من دائرة الإيمان ولم يدخلوه في الكفر بل جعلوه في منـزلة بين المنـزلتين ثم حكموا عليه بأنه من المخلدين في النار .
وقابلهم المرجئة فأخرجوا العمل من الإيمان فقال بعضهم إن الإيمان هو المعرفة فقط أو التصديق فقط وقالت معها مرجئة الفقهاء إن الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب والعمل ليس من الإيمان , وأنكر السلف هذه الأقوال الشنيعة وبدعوا أهلها ، ودخلت الصوفية في الإرجاء .
والأصل الرابع : أن القرآن كلام الله وكفر السلف من قال : إن القرآن مخلوق وبدعوا من قال لفظي بالقرآن مخلوق أو توقف فقال القرآن كلام الله ولا أقول مخلوق ولا غير مخلوق وقالت الأشاعرة إن كلام الله هو الكلام النفسي والقرآن الذي بين أيدينا مخلوق وتابعهم الصوفية في ذلك .
الأصل الخامس : دلَّ الكتاب والسنة وإجماع أهل السنة على مكانة الصحابة ومنزلتهم عند الله ولقد أثنى الله عليهم وزكاهم وكذلك أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزكاهم وبين أن حبهم إيمان وبغضهم نفاق لأنهم آمنوا بالله ورسوله حق الإيمان وحازوا قصب السبق في العمل بأوامر الله واجتناب نواهيه وجاهدوا لإعلاء كلمة الله بأموالهم وأنفسهم وهدى الله على أيديهم أمماً وشعوباً إلى آخر فضائلهم التي لم يسبقهم غير الأنبياء سابق ولا يلحقهم لاحق فمن أبغضهم أو سبهم فهو ضال , وبغضه لهم من علامات نفاقه ومن كفرهم فهو الكافر .
هذه لمحة موجزة ولا مجال لاستيفاء أصول أهل السنة التي من خالف فيها أو في بعضها حكموا عليه بالبدعة وأخرجوه من دائرة أهل السنة ولو انتمى إلى أهل الحديث أو إلى المذاهب الأربعة أو غيرها ولا شك أن للصوفية نصيباً وافراً من البدع ولا يغني عنهم شيئاً تسترهم بالمذاهب الأربعة .

([1] ) انظر كتاب الإيمان (ص67) .

([2] ) بعض أفراد الصوفية قد يشارك أهل السنة في باب الأسماء والصفات كالسلمي ولكنه يأتي بطوام عظيمة في تصوفه وفي تفسيره المعروف بـ " حقائق التفسير" .







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:04 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

والذي يتأمل كلام القاري يدرك أنه يجهل منهج أهل السنة والجماعة أو هو يعرفه ,ويلجأ إلى التمويه والمغالطات التي تضره وتضر بالصوفية الذين يدافع عنهم ويحق لي أن أتمثل بالبيت الآتي :

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
ونعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن لبس الحق بالباطل .
وقول القاري : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حبب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء ..." الحديث ، وقوله : " أصلي وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم وأتزوج النساء " وهذا يعطينا ضابطاً نضبط به زهد الصوفية , فإذا ظهر فيه غلو أو رهبانية رددناه إلى الكتاب والسنة فأبطلناه , وإذا ظل ملتزماً بحدود الشريعة وحكم الكتاب والسنة قبلناه هكذا أوصى أئمة الصوفية الممدوحون عند المسلمين " .
- أقول :
قد ظهر في الصوفية الأوائل الغلو والرهبانية في ملابسهم وطهارتهم ومساكنهم وأربطتهم وفي طعامهم وشرابهم وتعبدهم بالجوع والعطش المهلك , وقع في ذلك كبار الصوفية ومنهم سهل بن عبد الله التستري وأبو يزيد البسطامي والشبلي .
وقد عقد ابن الجوزي في ذلك فصولاً في بيان حالهم وفصولاً في مناقشتهم انظر تلبيس إبليس (ص 156-166)
فغلوهم قد حصل فعلاً ، فقول القاري " فإذا ظهر فيهم غلو ....الخ " مغالطة تتضمن أنه لم يظهر منهم شيء من ذلك في أسلاف الصوفية .
- أقول :
وأما متأخروهم فقد تغيرت حالهم وصاروا طلاب دنيا وأكلة سحت .
قال ابن الجوزي : إنه كان أوائل الصوفية يخرجون من أموالهم زهداً فيها وذكرنا أنهم قصدوا بذلك الخير إلا أنهم غلطوا في هذا الفعل كما ذكرناه من مخالفتهم بذلك للشرع والعقل ،فأما متأخروهم فقد مالوا إلى الدنيا وجمع المال من أي وجه كان إيثارا للراحة وحباً للشهوات فمنهم من يقدر على الكسب ولا يعمل ويجلس في الرباط أو المسجد ويعتمد على صدقات الناس وقلبه معلق بطرق الباب , ومعلوم أن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي ولا يبالون بمن بعث إليهم فربما بعث إليهم الظالم والماكس فلم يردوه وقد وضعوا في ذلك بينهم كلمات منها تسمية ذلك بالفتوح ، ومنها أن رزقنا لابد أن يصل إلينا ، ومنها أنه من الله فلا يرد ولا نشكر سواه .
وهذا كله بخلاف الشريعة وجهل بها وعكس ما كان السلف الصالح عليه .
وساق -رحمه الله- حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنه- " إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس ..." الحديث .
ثم قال : وبلغنا أن بعض الصوفية دخل على بعض الأمراء الظلمة فوعظه فأعطاه شيئاً فقبله ، فقال الأمير كلنا صيادون ثم الشباك يختلف .
ثم قال : ولقد كان أوائل الصوفية ينظرون في حصول الأموال من أي وجه ويفتشون عن مطاعمهم , وقد سئل أحمد بن حنبل عن السري السقطي ،فقال الشيخ المعروف بطيب المطعم ([1]) ، قال السري صحبت جماعة إلى الغزو فاكترينا داراً فنصبت فيها تنوراً فتورعوا أن يأكلوا من خبز ذلك التنور .
فأما من يرى ما تجدد من صوفية زماننا من كونهم لا يبالون من أين أخذوا فإنه يعجب ، ولقد دخلت بعض الأربطة فسألت عن شيخه فقيل لي : قد مضى إلى الأمير فلان يهنئوه بخلعة قد خلعت عليه ، وكان ذلك الأمير من كبار الظلمة ، فقلت ويحكم ما كفاكم أن فتحتم الدكان حتى تطوفوا على رؤوسكم بالسلع يقعد أحدكم عن الكسب مع قدرته عليه معولاً على الصدقات والصِّلات ثم لا يكفيه حتى يأخذ ممن كان ثم لا يكفيه حتى يدور على الظلمة فيستعطي منهم ويهنئوهم بملبوس لا يحل وولاية لا عدل فيها والله إنكم أضر على الإسلام من كل مضر " .
ثم قال فصل : وقد صار جماعة من أشياخهم يجمعون المال من الشبهات ثم ينقسمون :
فمنهم من يدعي الزهد مع كثرة المال وحرصه على الجمع وهذه الدعوى مضادة للحال .
ومنهم من يظهر الفقر مع جمعه المال ، وأكثر هؤلاء يضيقون على الفقراء بأخذهم الزكاة ولا يجوز لهم ذلك .
وذكر عن شيخ لأحد الأربطة أنه كان يلبس الصوف صيفاً وشتاء ويقصده الناس يتبركون به ، فمات فخلف أربعة آلاف ديناراً .
قال : وهذا فوق القبيح وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً من أهل الصفة مات فخلف دينارين فقال صلى الله عليه وسلم : " كيَّتان " تلبيس إبليس ص (165/167) .
- أقول :
هذا في صوفية زمانه فكيف لو رأى صوفية ما بعده إلى هذا الوقت ؟! وقد فسدت عقائدهم بالحلول ووحدة الوجود وأنواع العقائد الفاسدة وأنواع الشرك وعبادة القبور وسدانتها وأكل أموال الناس بالباطل وأكل النذور التي تقدم لهذه القبور ؟!
وإنشاء الإدارات والصناديق لنهب أموال الناس بالطرق الإجرامية والحيل فأفسدوا بهذه الأعمال عقول المسلمين وعقائدهم مما كان سبباً في تسليط الله عليهم أعداء الإسلام يدوسون كرامتهم ويستعمرون بلادهم فأي خدمة لأعداء الإسلام تفوق هذه الخدمة .
14- قال القاري :
" قال الجنيد -رحمه الله- : " علمنا هذا مبني على الكتاب والسنة فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الشأن " ( مجموع الفتاوى 10/412) " .
- أقول :
هذا النقل عن شيخ الإسلام فيه خلل بل مغالطة من القاري , إذ هو يتحدث عن مساوئ الصوفية التي تبين حقيقة ما هم فيه من جهل وضلال وأن الشيطان يزين لهم عباداتهم البدعية ويبغضهم في العلم والقرآن والحديث ويبغض إليهم الكتب , وكثير منهم ينفر ممن يذكر الشرع أو القرآن أو من معه كتاب أو يكتب ,وهذا الداء واقع في الصوفية من عهد سهل التستري .
وكلام الجنيد يواجه واقعاً صوفياً فيدفعه واقعهم المر إلى هذا القول وإن كان لا يجدي فيهم كلامه ولا كلام غيره , وكلام الجنيد هذا لا يرفع شيئاً من شأن الصوفية والتصوف إذ حالهم النفور من العلم وأهله , وهذا كلام شيخ الإسلام الذي يعتبر من أقوى الحجج عليك وعلى الصوفية . قال -رحمه الله- كما في (10/411-412) : ( وأهل العبادات البدعية ،يزين لهم الشيطان تلك العبادات، ويبغض إليهم السبل الشرعية حتى يبغضهم في العلم والقرآن والحديث، فلا يحبون سماع القرآن والحديث، ولا ذكره، وقد يبغض إليهم حتى الكتاب، فلا يحبون كتابا، ولا من معه كتاب، ولو كان مصحفًا أو حديثًا، كما حكى النصراباذي أنهم كانوا يقولون‏:‏ يدع علم الخرق، ويأخذ علم الورق، قال‏:‏ وكنت أستر الواحى منهم، فلما كبرت احتاجوا إلى علمي‏.‏
وكذلك حكى السري السقطي ‏:‏ أن واحدًا منهم دخل عليه فلما رأى عنده محبرة وقلمًا خرج، ولم يقعد عنده، ولهذا قال سهل بن عبد اللّه التستري‏:‏ يا معشر الصوفية، لا تفارقوا السواد على البياض، فما فارق أحد السواد على البياض إلا تزندق‏.‏ وقال الجنيد‏:‏ علمنا هذا مبني على الكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الشأن‏.‏
وكثير من هؤلاء ينفر ممن يذكر الشرع، أو القرآن أو يكون معه كتاب أو يكتب، وذلك لأنهم استشعروا أن هذا الجنس فيه ما يخالف طريقهم، فصارت شياطينهم تهربهم من هذا، كما يهرب اليهودي والنصراني ابنه أن يسمع كلام المسلمين حتى لا يتغير اعتقاده في دينه، وكما كان قوم نوح يجعلون أصابعهم في آذانهم، ويستغشون ثيابهم لئلا يسمعوا كلامه ولا يروه، وقال اللّه تعالى عن المشركين‏:‏ ‏{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏ }‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 26‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{ ‏فَمَا لَهُمْ عَنْ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ‏.‏ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ‏.‏ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 49 - 51‏]‏‏.‏ وهم من أرغب الناس في السماع البدعي، سماع المعازف‏.‏ ومن أزهدهم في السماع الشرعي سماع آيات اللّه تعالى‏‏".
فهذا حال الصوفية الأوائل الذي يعرفه شيخ الإسلام وغيره فلماذا يكتمه القاري ويجتزئ بكلام الجنيد الذي لا يستفيد منه صوفية عصره فضلاً عمن بعدهم ولماذا يجعل القاري من ابن تيمية مدافعاً عن الصوفية وهو يذمهم أشد الذم ؟ !!
15- قال القاري : " وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني : " القدر ظلمة فادخل في الظلمة بالمصباح , وهو الحكم : كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تخـرج عنهما " ( مجموع الفتاوى 10/519) " .
- أقول :
سبق كلام الذهبي في كتاب الغنية للشيخ عبد القادر ,وليت الشيخ عبد القادر حذر من الدخول في ظلمات التصوف ,ومن يقرأ له في كتاب الغنية يندهش من حاله فهو في باب الأسماء والصفات وفي القدر مع أهل السنة فإذا دخل في ظلمات التصوف وجده رجلاً آخر !

([1] ) يبدو أن هذا المدح من الإمام أحمد للسري قبل أن يعرف حاله فلما عرف حاله حذر منه .
انظر (ص150 ) من تلبيس إبليس .






رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:05 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

ولأضرب لك بعض الأمثلة مما في كتابه الغنية :
1- تحدث عن فضائل الصلوات أيام الأسبوع , اعتمد في هذه الفضائل على أحاديث أغلبها موضوعات .
قال :" فصل في ذكر صلاة يوم الثلاثاء : عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى يوم الثلاثاء عشر ركعات عند انتصاف النهار وفي حديث آخر عند ارتفاع النهار يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات لم تكتب عليه خطيئة إلى سبعين يوماً فإن مات إلى سبعين يوماً مات شهيداً وغفر له ذنوب سبعين سنة " .
وقال :" عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صلى يوم الأحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآمن الرسول مرة كتب الله له بعدد كل نصراني ونصرانية حسنات , وأعطاه ثواب نبي وكتب له حجة وعمرة وكتب له بكل ركعة ألف صلاة ثم أعطاه الله تعالى في الجنة بكل حرف مدينة من مسك أذفر " الغنية ( 2/140) .
أخرج ابن الجوزي في الموضوعات في فضل صلاة يوم الأحد حديثاً قريباً من هذا الحديث وقال هذا موضوع وفيه جماعة مجاهيل " .
وأقول : إن هذا الحديث من أشد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يعطى ثواب نبي والمرأ لو أنفق عمره في العمل ما لحق ثواب صحابي ولو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه .
وكيف يعطى بكل حرف مدينة من مسك أذفر والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأن القاري يعطى بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها .
وذكر الشيخ عبد القادر فضائل صلاة الليالي وفيها من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقشعر منه جلود من يعرف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبغض الكذب على الناس فضلاً عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , والكذب على رسول الله يستوجب صاحبه النار , قال صلى الله عليه وسلم : " من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " وقال : من روى عني حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين .
1-قال :" وروى سعيد عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى يوم السبت أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات , فإذا فرغ من صلاته وسلم قرأ آية الكرسي كتب الله بكل حرف حجة وعمرة ورفع له بكل حرف أجر سنة صيام نهارها وقيام ليلها وأعطاه بكل حرف ثواب شهيد وكان تحت عرشه مع النبيين والشهداء " الغنية ( 2/142) .
2-وقال : " فصل في فضل صلاة ليلة الثلاثاء , عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى ليلة الثلاثاء اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة , وإذا جاء نصر الله خمس مرات بنى الله له في الجنة بيتاً عرضه وطوله وسع الدنيا سبع مرات .
3-وقال فصل في ذكر صلاة ليلة الأربعاء , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صلى ليلة الأربعاء ركعتين يقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الفلق عشر مرات وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الناس عشر مرات ينـزل من كل سماء سبعون ألف ملك يكتبون له الثواب إلى يوم القيامة " الغنية (2/143) . هكذا بدون أسانيد وهذه مجازفات عظيمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولقد أكثر من ذكر الفضائل من هذا النوع بدون زمام ولا خطام .
4-ويقول خلال حديثه عن الصوفي والمتصوف : " فالمتصوف المبتديء والصوفي المنتهي ... , المتصوف متحمل والصوفي محمول حمل المتصوف كل ثقيل وخفيف فحمل حتى ذابت نفسه وزال هواه وتلاشت إرادته وأمانته فصار صافياً فسمي صوفياً فحمل فصار محمول القدرة كرة المشيئة مربى القدس منبع العلوم والحكم بيت الأمن والفوز كهف الأولياء والأبدال وموئلهم ومرجعهم ومتنفسهم ومستراحهم ومسرتهم , إذ هو عين القلادة درة التاج منظر الرب " .
ثم يصف المريد بصفات لا يطيقها البشر من المكابدة ثم يقول : " ثم يجاهد نفسه وهواه بأمر الله عز وجل حتى يفارق أخراه وما أعد عز وجل لأوليائه فيها من جنة لرغبته في مولاه فيخرج من الأكوان فيصفى من الأحداث ويتجوهر لرب الأنام فتنقطع منه العلائق والأسباب والأهل والأولاد فتنسد عنه الجهات وتنفتح في وجهه جهة الجهات وباب الأبواب وهو الرضى بقضاء رب الأنام ورب الأرباب ويفعل فيه فعل العالم بما كان وما هو آت والخبير بالسرائر والخفيات وما تتحرك به الجوارح وما تضمره القلوب والنيات ثم يفتح تجاه هذا الباب باب يسمى باب القربة إلى المليك الديان , ثم يرفع منه إلى مجالس الأنس ثم يجلس على كرسي التوحيد , ثم يرفع عنه الحجب ويدخل دار الفردانية ويكشف عنه الجلال والعظمة ، فإذا وقع بصره على الجلال والعظمة بقي بلا هو فانياً عن نفسه وصفاته عن حوله وقوته وحركته وإرادته ومناه ودنياه وأخراه فيصير كإناء بلور " الغنية (2/160) .
من أين أخذ عبد القادر صفات الصوفي والمتصوف ؟ هل أخذها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ ألم ينه رسول الله عن التبتل والرهبانية ؟ ألم ينه عن التشدد وأمر بالاعتدال في العبادة في الصلاة والصوم والنوم والقيام وقراءة القرآن .
من أين لعبد القادر من أن الصوفي مربى القدس منبع العلوم والحكم بيت الأمن والفوز , كهف الأولياء والأبدال وموئلهم ومرجعهم درة التاج منظر الرب .
هل قال رسول الله هذا عن نفسه أو عن أحد من أصحابه مثل هذا ؟ .
أما قال الله لرسوله : ( قل لا أملك لكم ضراً ولا رشدا ) ؟ أما قال لإمام الأنبياء وخاتم الرسل : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرا ) ؟ .
وهل يجوز الزهد في الآخرة وهل زهد الأنبياء والصحابة والصديقون فيها ؟ .
ومن أين له أن الصوفي يترقى إلى هذه المراتب فيفتح له باب القربة إلى الملك الديان ثم يرفع منه إلى مجالس الأنس ثم يجلس على كرسي التوحيد ثم ترفع عنه الحجب فيدخل دار الفردانية ويكشف عنه الجلال والعظمة فإذا وقع بصره على الجلال والعظمة بقي بلا هو , فهل الصوفي يرى الله في هذه الدنيا فيعطى منـزلة أفضل من منـزلة محمد وموسى عليهم الصلاة والسلام ؟ وما معنى بقي " بلا هو " فانياً عن نفسه وصفاته أليس هذا فتحاً للقول بوحدة الوجود ؟ .
ثم يقول الشيخ عبد القادر بعد ذكر عناية الله بالصوفية : " فالله تعالى تولى إخراجهم من الظلمات إلى النور ، وهو عز وجل أطلعهم على ما أضمرت قلوب العباد ، وانطوت عليه النيات ، إذ جعلهم ربي جواسيس القلوب والأمناء على السرائر والخفيات ، وحرسهم من الأعداء في الخلوات والجلوات ، لا شيطان مضل ولا هوى متبع يميل بهم إلى الزلات ، قال الله عز وجل : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) ولا نفس أمارة بالسوء ، ولا شهوة غالبة متبعة تدعوه إلى اللذات المردية في الدركات المخرجة من أهل السنة والجماعات " الغنية (2/161) .
من أين لعبد القادر أن الله اطلع الصوفية على ما أضمرت قلوب العباد وانطوت عليه النيات وجعلهم جواسيس القلوب والأمناء على السرائر والخفيات إلى آخر هذه الدعاوى الباطلة ؟ .
فعلم الغيب وبما في قلوب العباد وسرائرهم وخفياتهم أمر مختص بالله لا يشركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل , والله يقول قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ) فإذا كان هذا أثر التصوف في الشيخ عبد القادر المنتمي إلى مذهب الإمام أحمد إمام السنة فكيف بحال غيره ؟ .
16- قال القاري : " وقال أبو يزيد البسطامي : " لو نظرتم إلى رجل أعطي الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة " ( الرسالة القشيرية 1/103) " .
- أقول :
كل الطوائف بما فيهم الروافض يدعون أنهم على حق وأنهم متمسكون بالكتاب والسنة , ولكن الواقع هو الذي يبين من هو على الحق ومن هو صاحب الدعاوى .
والصوفية لهم دعاوى كثيرة وعريضة , ولكن واقعهم يُبيِّن زيف دعاواهم.
ولأبي يزيد عبارات ومخالفات خطيرة جعلت أهل بلده يخرجونه منها .







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:07 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

ومن عباراته ما نقله أبو عبد الرحمن السلمي بإسناده إلى أبي يزيد أنه سئل : بأي شيء وجدت هذه المعرفة ؟ فقال : ببطن جائع وبدن عار " .
فهل جاء الأنبياء بهذا وهل جاء به الكتاب والسنة ؟ وهل كان الصحابة تأتيهم المعرفة عن طريق جوع البطون وعري الأبدان ؟ أليس هدا انحراف عن منهج الإسلام ؟ .
ثم ما هي هذه المعرفة وكيف يرضى هذا المدح ويعتد بهذه المعرفة الصوفية التي استمدها من الجوع والعري , لا من كتاب الله وسنة رسوله .
أين هو من الصحابة والسلف , أين هو من عمر بن الخطاب الذي فتح الدنيا وملأها عدلاً يقول : " ليت أن الأمر بعد رسول الله كان كفافا لا لنا ولا علينا " .
ولأبي يزيد كلام كثير مستغرب , راجع طبقات الأولياء للسلمي ( ص67-74)
قال الذهبي : وقد نقلوا عن أبي يزيد أشياء الشأن في صحتها عنه منها : سبحاني وما في الجبة إلا الله , ما النار لاستندن إليها غداً , وأقول اجعلني لأهلها فداء أو لأبلغنها (1) , ما الجنة ؟ لعبة صبيان , هب لي هؤلاء اليهود ما هؤلاء حتى تعذبهم ؟ .
ومن الناس من يصحح هذا عنه ويقول : قال هذا في حال سكره .
قال أبو عبد الرحمن السلمي : أنكر عليه أهل بسطام ونقلوا إلى الحسين بن عيسى البسطامي أنه يقول : لي معراج كما كان للنبي معراج فأخرجه من بسطام فحج ورجع إلى جرجان فلما مات الحسين رجع إلى بسطام ، قال الذهبي : قلت كان الحسين من أئمة الحديث .
وأبو يزيد من أهل ( الفرق ) (2) فمسلم حاله له (3) والله يتولى السرائر ونتبرأ إلى الله من كل من تعمد مخالفة الكتاب والسنة مات أبو يزيد سنة إحدى وستين ومائتين " الميزان (2/346-347) .
- أقول :
هذا كلام عجيب ، قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه – : " إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء , الله يحاسب سريرته ومن أظهر لنا سوأ لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة" , البخاري , الشهادات (2641) قال الحافظ : وفي رواية أبي فراس " ومن يظهر لنا شراً ظننا به شراً وأبغضناه عليه " .
وحكى الشوكاني الإجماع أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم وحكى البقاعي قريباً منه.
وساق أبو القاسم القشيري بإسناده إلى أبي يزيد أنه سئل عن ابتدائه وزهده فقال : ليس للزهد منـزلة ، قال السائل : قلت : لماذا ؟ فقال لإني كنت ثلاثة أيام في الزهد فلما كنت في اليوم الرابع خرجت منه ، في اليوم الأول زهدت في الدنيا وما فيها ، واليوم الثاني زهدت في الآخرة وما فيها واليوم الثالث زهدت فيما سوى الله ، فلما كان اليوم الرابع لم يبق لي سوى الله ، فهمت فسمعت هاتفاً يقول : يا أبا يزيد لا تقوى معنا فقلت هذا الذي أريد وسمعت قائلاً يقول : وجدتَ وجدتَ " الرسالة للقشيري ص36.
ما هذا الزهد ؟ هل أخذه أبو يزيد من القرآن أو السنة ؟ وهل الأنبياء زهدوا في الدنيا وما فيها على هذه الطريقة ؟ وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم زهد مثل هذا الزهد ؟ أليس قد كان لرسول الله وأصحابه أموال يستعينون بها على طاعة الله في الجهاد في سبيل الله وفي أنواع طرق الخير والبر ؟
أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال حبب إليَّ من دنياكم النساء والطيب .
وكيف يزهد أبو يزيد في الآخرة وما فيها وقد أعد الله فيها الجنة للمتقين جنة عرضها السماوات والأرض وعلى رأسهم الأنبياء والصديقون والشهداء الصالحون ، فكيف يزهد فيها وهذا شأنها وفيها رؤية المؤمنين لربهم وهو أعلى نعيم يناله أهل الجنة .
وهذا إبراهيم خليل الله وثاني أولي العزم من الرسل يسأل ربه الجنة فيقول : ( واجعلني من ورثة جنة النعيم ) .
وهذا محمد أفضل الرسل وخاتم النبيين يقول : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ، ثم صلوا عليَّ فإنه من صل عليَّ صلاة صل الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " صحيح مسلم (384) .
وعن جابر -رضي الله عنه – ذكر قصة معاذ ، قال : وقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم (للفتى) كيف تصنع يا ابن أخي إذا صليتَ ؟ قال : أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار وإني لا أدري مادندنتك ولا دندنة معاذ , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني ومعاذاً حول هاتين أو نحو هذا " .
يعني حول سؤال الجنة والاستعاذة من النار " أبو داود ، الصلاة ، حديث (793) .
ورواه أبو داود أيضاً من طريق أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل كيف تقول في الصلاة ؟ قال : أتشهد وأقول : اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار ، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حولها ندندن " حديث (792) ورواه الإمام أحمد وابن ماجة وهو حديث صحيح .
وقال تعالى عن بعض الأنبياء ( إنهم كانوا يدعوننا رغباً ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) أي يدعوننا راغبين في الجنة راهبين من النار .
فما هي المنـزلة التي بلغها أبو يزيد إذا كان يزهد فيما يرغب فيه الأنبياء وهو أعلى منازل الجنة ، إنها الفلسفة التي تجهل بدهيات القرآن والسنة وما دعا إليه الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام , فأين دعاوى اتّباع الكتاب والسنة ؟
وما هو تفسير الزهد فيما سوى الله ؟ لا أريد أن أفسره أتركه لغيري وكيف وصل أبو يزيد إلى ما يدعيه في ثلاثة أيام ؟ وما نوع هذا الهاتف الذي هتف به وما الذي وجد ؟ .
قال القشيري : وقيل لأبي يزيد ما أشد ما لقيت في سبيل الله ؟ فقال : لا يمكن وصفه فقيل له ما أهون ما لقيت نفسك ؟ فقال : أما هذا فنعم دعوتها إلى شيء من الطاعات فلم تجبني ، فمنعتها الماء سنة , وقال أبو يزيد منذ ثلاثين سنة أصلي واعتقادي في نفسي عند كل صلاة أصليها كأني مجوسي أريد أن أقطع زناري " الرسالة للقشيري (ص36) .
أشد ما لقيه أبو يزيد عند الصوفية لا يمكن وصفه , وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد يوم لقيه أنه يوم الطائف فكان يوم الطائف أشد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل ما لقيه خلال ثلاث عشرة سنة من أهل مكة .
وأشد مما لقيه في يوم أحد والمعارك كلها .
وهل حرمان نفسه من الماء مدة سنة أو حتى أسبوعاً من الإسلام ؟ .
وهل يطيق البشر بما فيهم الرسل الكرام هذا العذاب ؟ أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال أصوم ولا أفطر : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " ؟ .
هذه الترهات المخالفة لشرائع الأنبياء والعقول والفطر تعتبر مناقب عند الصوفية وأنا لا أعتقد صحتها فإن صحت فهي على أبي يزيد لا له وأرجو أن يكون من أساطير الصوفية ليسلم منها أبو يزيد .
وساق القشيري إلى الفرغاني قال سمعت الجنيد وقد سئل من العارف قال من نطق عن سرك وأنت ساكت . الرسالة للقشيري (ص45) .
وهذه عقيدة صوفية يدعيها كثير منهم ولا ينكرها سائرهم .
وروى القشيري بإسناده إلى أبي محمد الجريريني قال سمعت الجنيد يقول : ما أخذنا التصوف من القيل والقال ولكن من الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات والمستحسنات " الرسالة (ص45) .
هذه من الأدلة على أن التصوف ليس مأخوذاً من كتاب الله ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه الصحابة والتابعون .
قال تعالى : ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) .
وقال تعالى : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم ) .
وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) البقرة (168) .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال :

(1) هكذا وفي السير " لأبلعنها " بالعين المهملة .

(2) قال في الهامش : " ليس في خ " .

(3) علق المحقق في الهامش بقوله : أخطأ الذهبي في قوله : " يسلم له حاله " ما يسلم حاله إلا إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , أقول : الصواب مع هذا المحقق إذ ليس لنا إلا الظاهر والله يتولى السرائر .







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:08 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) المؤمنون الآية (51) .
وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) البقرة ( 172) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرم وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك " مسلم الزكاة (1015) والترمذي في التفسير حديث (2989) وأحمد (2/328) وغيرهم .
- قال صاحب الرسالة القشيرية في ترجمة سهـل بن عبد الله التـستري (ص36-37) : ( وقال : سهل كنت ابن ثلاث سنين وكنت أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار , وكان يقوم بالليل فربما كان يقول : يا سهل اذهب فنم فقد شغلت قلبي .
سمعت محمد بن الحسين رحمه الله يقول : سمعت أبا الفتح يوسف بن عمران الزاهد يقول : سمعت عبد الله بن عبد الحميد يقول : سمعت عبد الله بن لؤلؤ يقول : سمعت عمر بن واصل البصري يحكي عن سهل بن عبد الله قال : قال لي خالي يوماً : ألا تذكر الله الذي خلقك ؟ فقلت : كيف أذكره فقال : قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك : الله معي , الله ناظر إلي , الله شاهدي , فقلت ذلك ثلاث ليال ثم أعلمته , فقال لي : قل في كل ليلة سبع مرات , فقلت ذلك ثم أعلمته , فقال : قل في كل ليلة إحدى عشرة مرة , فقلت ذلك فوقع في قلبي حلاوة , فلما كان بعد سنة قال لي خالي : احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة , فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لها حلاوة في سري , ثم قال لي خالي يوماً : يا سهل من كان الله معه وهو ناظر إليه وشاهده أيعصيه ؟ إياك والمعصية , فكنت أخلو فبعثوني إلى الكُتَّاب فقلت : إني لأخشى أن يتفرق عليَّ همي ولكن شارطوا المعلِّم أني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع , فمضيت إلى الكتاب وحفظت القرآن وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين , وكنت أصوم الدهر وقوتي خبز الشعير إلى أن بلغت اثنتي عشرة سنة , فوقعت لي مسألة وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فسألت أهلي أن يبعثوني إلى البصرة أسأل عنها , فجئت البصرة وسألت علماءها فلم يشف أحد منهم عني شيئاً , فخرجت إلى عبادان إلى رجل يعرف بأبي حبيب حمزة بن عبد الله العباداني فسألته عنها فأجابني ,وأقمت عنده مدة أنتفع بكلامه وأتأدّب بآدابه ثم رجعت إلى تستر فجعلت قوتي اقتصاراً على أن يشتري لي بدرهم من الشعير الفرق فيطحن ويخبز لي فأفطر عند السحر كل ليلة على أوقية واحدة بحتاً بغير ملح ولا إدام ,فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة , ثم عزمت على أن أُطوَى ثلاث ليال ثم أفطر ليلة ثم خمساً ثم سبعاً ثم خمساً وعشرين ليلة وكنت عليه عشرين سنة ,ثم خرجت أسيح في الأرض سنين ثم رجعت إلى تستر وكنت أقوم الليل كله ) اهـ.
- أقول :
قوله قُل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرَّات من غير أن تحرك به لسانك ...الخ
- قال الإمام الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ناقلاً كلام صاحب " عدة الحصن الحصين " ص52 -وهو يتكلم عن آداب الذكر- : ( وأن يتدبر ما يقول ويتعقل معناه وإن جَهِل شيئا تبيَّنَه ولا يُعتَد له بشيء مما رتَّبه الشارع على قوله حتى يتلفظ به ويُسمع نفسه ) اهـ
- وقال النووي في " الأذكار" ص11 : ( اعلم أن الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها واجبة كانت أو مستحبة لا يُحسَب شيء منها ولا يُعتد به حتى يتلفظ به بحيث يسمع نفسه إذا كان صحيح السمع لا عارض له ) اهـ.
- ونقل علي بن سلطان محمد القاري في " مرقاة المفاتيح " (5/156) أنَّ القاضي عياض قال : " لا ثواب في الذكر بالقلب " ووافقه البلقيني فقال : " وهو حق لا شك فيه " وخالفنا في ذلك علي القاري والصواب مع هؤلاء العلماء .
وجاء في " حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح " (ج1/ص215) : " وذكر ابن الجزري في "الحصن الحصين" :" أن كل ذكر مشروع أي مأمور به في الشرع واجبا كان أو مستحبا لا يعتد بشيء منه حتى يتلفظ به ويسمع به نفسه " اهـ والمعنى : أنه إذا قرأ في قلبه حال القراءة أو سبَّح بقلبه في الركوع والسجود لا يكون آتيا بفرض القراءة وسنَّة التسبيح ..) اهـ.
وهذا الذي قرره هؤلاء العلماء مأخوذ من القرآن والسنة .
قال الله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا ) .
ولا يفهم المسلمون من هذه الآية إلا الذكر باللسان مع حضور القلب , ولا يعتد بالذكر حتى يتلفظ به .
عن عبد الله بن بسر أن رجلاً قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ , فأخبرني بشيء أتشبث به , قال : " لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله " .
أخرجه أحمد (4/190,188) والترمذي (5/388) حديث (3375) وابن حبان , الإحسان (3/96-97) حديث ( 814) والحاكم (1/495) وصححه , وصحيح الترمذي (3615) وابن ماجة (2/1246) , وله شاهد من حديث معاذ .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن أقول سبحان الله وبحمده أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس " .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " متفق عليه , البخاري (6405) وفي مسلم (6738) " من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه " .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده " البخاري (6406) ومسلم (6740) .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله تبارك وتعالى : أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت به شفتاه " أخرجه أحمد (2/540) وابن ماجة (2/1246) وابن حبان , الإحسان (3/97) وغيرهم من طرق عن الأوزاعي عن إسمـاعيل بن عبيـد الله عن كريمـة ابنة الخشخاش وعن أم الـدرداء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً .
وعن معاذ -رضي الله عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله ؟ " قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله " أخرجه ابن حبان (3/100) وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة , والطبراني في الكبير والبزار , وهو في درجة الحسن , وانظر تخريجه في حاشية (ص100) من الجزء المذكور .
فهذا هدي خير الأنبياء وخاتمهم,قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وقال صلى الله عليه وسلم إنكاراً على من تشدد في العبادة : " ومن رغب عن سنتي فليس مني " وهديه صلى الله عليه وسلم في عمله وتعليمه لأمته أن يكون الذكر باللسان مع الإخلاص لله رب العالمين .
وأقول : ثم إن هذا الذكر الذي أُلزم به سهل والتزمه بدعة في كيفيته ومراحله وفي تخصيص عدده وتخصيص وقته , ثم صيامه على هذه الوجوه :
1-يقتصر على أكل أوقية من الشعير بحتاً من غير ملح ولا إدام .
ثم يطوى ثلاث ليال ثم يفطر ليلة ثم يطوى خمساً ثم سبعا ثم خمساً وعشرين ليلة ويستمر على هذا خمساً وعشرين سنة .
هل جاءت شريعة الإسلام السمحة بمثل هذا التنكيل والتعذيب ؟ حاشا الإسلام من هذه الرهبانية التي حاربها فلا رهبانية في الإسلام .
2-ثم سياحته في الأرض سنين مخالف لشريعة الإسلام , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " .
3-قيام الليل كله قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث عن عبد الله بن عمرو وأبي الدرداء وعائشة وغيرهم ومنها – حديث أنس – رضي الله عنه – قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها , فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم , قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبدا , وقال الآخر أما أنا أصوم الدهر ولا أفطر , وقال آخر : أما أنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبدا , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا ، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني " البخاري , النكاح (5063) ومسلم , النكاح (3293) باختلاف في بعض الألفاظ .
فليعلم القاري أن ما نقلناه من مخالفات الصوفية يعتبر نزراً يسيراً من أقوال أئمة التصوف القدامى وأعمالهم وزهدهم وعبادتهم .
ألا يرى الناصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم أن للصوفية منهجاً يخالف الكتاب والسنة فلا يصدق عليه أنه هو عين التوحيد ولا يصدق عليه أنه هو الإحسان وأن من يحيل الصوفية في هذا العصر على منهج الصوفية الأولين قد أخطأ خطأً كبيراً وأحال على جهل وانحراف خطير .
ومن غلو الصوفية في شيوخهم أنهم ينقلون كلامهم كأنه وحي يوحى ولا يزنونه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا مما دفع الشيوخ إلى الأقوال الكثيرة التي لا صلة لها بالكتاب والسنة .
وهذا بخلاف أهل السنة وعلمائهم الذين يزنون أقوال الناس بعد الأنبياء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما وافقهما قبلوه وما خالفهما ردوه ومن أصولهم قوله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) .
ومن أصولهم المستمدة من الكتاب والسنـة " كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
وتجد الصوفية من أبعد الناس عن هذه الأصول , ارجع إلى تراجم شيوخهم وأقوالهم لترى الغلو والمبالغات والأقوال والعقائد والإسراف في حكايات الكرامات ومنها ادعاء علم الغيب والرقابة على قلوب الناس وخطراتهم ما لا نجد منه شيئاً من هذا عند السلف .
- أقول :
فهذا حال أئمة الصوفية القدامى إن رجعت إلى كلامهم وإلى مؤلفاتهم لا تجدهم ملتزمين بالكتاب والسنة ولا على طريقة الصحابة والسلف الصالح بل لا نجد عندهم إلا الطوام فكيف بحال الصوفية المعاصرين ؟!
وكيف يقال : إن التصوف الصحيح هو عين التوحيد ؟! إذا كان حال الصوفية هو ما نقلناه عنهم ؟!!







رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:10 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

17- قال القاري : " فهؤلاء وغيرهم من أئمة التصوف الصحيح([1]) كأئمة الفقهاء يردون كل شيء إلى الكتاب والسنة ، فإذا غلا بعض الصوفية في (الزهد) فحرم على نفسه أو على غيره التزوج بالنساء ، أو أكل الحلال أو العمل في التجارة أو نحوها ، فإنه يكون مخالفاً للكتاب والسنة بل يكون مخالفاً للتصوف ، فنرد عليه قوله ونذم حاله ، حسب وصية أئمة التصوف " .
- أقول :
شتان بين أئمة الفقه والحديث وبين أئمة التصوف اهتماما بكتاب الله وسنة رسوله حفظاً وتفقهاً واستنباطاً وتدوين دين الله من عقائد وأحكام وغيرها في دواوين السنة والعقائد والفقه والدعوة إلى هذا الحق والخير والتربية عليه والذب عنه ورد غوائل أهل الضلال من الفرق ورد غوائل أعداء الإسلام من الملاحدة والمنافقين ، شتان بين هؤلاء وبين الصوفية الذين قلت عنايتهم بالعلم حديثاً وفقهاً وعقائد ومن قلد منهم العلماء في شيء من العقائد تجده يتخبط في ميادين التصوف ومن ألف منهم تجد مؤلفاتهم مليئة بالأفكار المنحرفة والأحاديث الباطلة فيتورع أوائلهم في الحلال والحرام ولا يتورعون في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن تفسير كتاب الله بالأقوال الباطلة والاستناد إلى الوساوس التي يسمونها بالإشارات ، أما متأخروهم فقد مر الحديث عنهم ولا سيما في التوسع في كسب الأموال من الطرق الفاسدة وتوسعهم في العقائد الفاسدة كالحلول ووحدة الوجود وفي التعلق بالأولياء وقبورهم وتفريقهم للأمة بكثرة الطرق الصوفية التي تجاوزت العشرات التي يكفي بعضها لإهلاك معظم الأمة وإيقاعها في الضلال .
وكأن القاري لا يخاف على الصوفية في المستقبل إلا الانحراف في الزهد ولا يدرك أنهم قد انحرفوا من نشأتهم في الزهد وغيره أما متأخروهم فحدث عنهم ولا حرج وقد مضى الحديث عنهم .
18- تحدث القاري عن اشتقاق التصوف وحكى عن ابن تيمية أنه مأخوذ من الصوف ثم قال : " ولا أرى كبير فائدة في هذا البحث لأن النقاش ليس في الأسماء ولكن في المعاني والمدلولات ،وإذا كان بالإمكان التخلص من هذه الأسماء الحادثة ، فعلينا أن نتخلص من لفظة "الصوفي" و " الصوفية" الحادثة في منتصف القرن الثاني ، وربما قبل ذلك وكذلك نتخلص من لفظة " السلفي" و " السلفية " الحادثة بعد ذلك بقرون ، لم يعرف وصف أحد بـ "السلفي " أو طائفة بـ" السلفية" طوال القرون الثلاثة المفضلة ، والجواب على هذا هو الجواب على ذاك ".
- أقول للقاريء وغيره :
إذا كان النقاش في المعاني والمدلولات لا في الأسماء ، فهل تستوي المعاني والمدلولات عند الصوفية وعند السلفيين في الضلال ، هل المنهج السلفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله وعلى ما كان عليه الصحابة وسائر القرون المفضلة ومن بعدهم من أئمة الهدى ، هل هذا المنهج الذي يسير عليه السلفيون عقيدةً ومنهجاً ودعوة يستوي مع المناهج الصوفية التي أنكرها أئمة الإسلام منذ ذر قرنها إلى زمن الحلاج وأشياعه إلى ابن القشيري ثم الغزالي ، وزادها توسعاً في الضلال ابن عربي والتلمساني وابن الفارض وابن سبعين الذين تدور الصوفية في فلكهم وفلك ضلالاتهم التي منها الحلول ووحدة الوجود من عهدهم إلى يومنا هذا وواقعهم ومؤلفاتهم تشهد بهذا.
والسلفيون من فجر تاريخهم ومؤلفاتهم إلى يومنا هذا تشهد بذلك ، دع عنك أدعياء السلفية الذين يشهد عليهم ولاؤهم وانتماؤهم لأهل الضلال والأهواء فلا يجوز عدهم في السلفيين فإن ولاءهم لأهل الأهواء ومحاربتهم للسلفيين تدينهم ببعدهم عن السلفية والسلفيين حتى يرجعوا إلى محض السلفية منهجاً وولاء وذباً عنها وعن أهلها على طريقة أئمة السلف .
أما لفظ السلفية والسلفيين فقد اضطر إليها السلفيون اضطراراً وهو لفظ تداوله العلماء وأقره ابن تيمية وابن باز اللذين تحتج بهما ، فإذا تخلى أهل البدع من الصوفية وغيرهم عن التصوف والتجهم والاعتزال والتمشعر وعادوا إلى الكتاب والسنة وجب على الجميع بما فيهم السلفيون أن ينتموا إلى الإسلام ويدعوا هذه التسميات .
وأخيراً فإني أدعو المسلمين جميعاً علماء وحكاماً وطلاب علم وشعوباً إلى العودة الحميدة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه السلف الصالح من عقيدة واحدة ومنهج واحد وأن يدعوا المناهج والعقائد الفاسدة التي فرقتهم ومزقتهم شر ممزق وغرست في النفوس العداوة والبغضاء والأحقاد والفتن وسلطت عليهم الأعداء من أهل الملل والنحل من يهود ونصارى وغيرهم ولن تزول عنهم هذه البلايا حتى يحققوا هذه العودة التي أوجبها عليهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي من أعظم ما فرضه الله عليهم .

نسأل الله أن يأخذ بنواصيهم إلى الحق والخير وإلى القيام بهذه الفريضة العظيمة التي يكمن فيها عزهم وكرامتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة .

وبها يخرجهم الله من دوامة الذل والهوان التي يعيشونها من قرون وينصرهم على أعدائهم وأعداء دينهم إن ربنا لسميع الدعاء .


كتبه
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي
27/شعبان/1426هـ





مناقشة
الهادي المختار ومن معه
في ذَبِّهم عن الصُّوفية
( الحلقة الأولى)





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فقد اطلعت على مقال الهادي المختار الذي نشر في الرسالة عدد الجمعة الموافق 12ربيع الآخر عام 1426هـ والذي تضمن رداً على مقالي الذي نشر في الرسالة في يوم الجمعة 5ربيع الآخر 1426هـ الذي بينت فيه بالأدلة موقف كبار السنة والتوحيد والحديث من الصوفية وأرائها وزعمائها وكتبها مثل موقف الإمام أحمد وأبي زرعة وابن الجوزي والذهبي وغيرهم .
ومما يؤخذ على هذا الكاتب :
أولاً - إنه تجاهل الأئمة الذين اعتمدت على أقوالهم في نقد الصوفية والتصوف وعلى رأسهم الإمام أحمد .
ثانياً – ذكر من أئمة السلفية تحت العنوان السابق الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور موسى الشريف وذكر سهل بن عبد الله التستري واستشهد بأقوال ابن عطاء الله الإسكندري وهو من كبار الصوفية القائلين بوحدة الوجود ,وذكر أبا حامد الغزالي ونسي موقف علماء المغرب وعلى رأسهم القاضي عياض من كتابه الإحياء حيث قاموا بإحراقه ونسي موقف علماء السنة من هذا الكتاب ومن صاحبه ؛ومنهم ابن تيمية وابن الجوزي والذهبي وأئمة الدعوة في نجد ,واستشهد بقول أحمد التيجاني الذي ملئت كتبه وكتب أتباعه بالأباطيل والافتراءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،كما أنها قائمة على القول بالحلول ووحدة الوجود ,فهؤلاء الصوفية كلهم يقولون : مذهبنا قائم على الكتاب والسنة ،فإذا سبر الناس كتبهم ومذاهبهم ومنهجهم وجدوا الفروق الكبيرة بينها وبين أقوالهم .
مواقف أهل السنة وعلمائها من الصوفية وزعمائها
وحيث إن ملحق الرسالة لا يتحمل التفصيل فسأذكر في هذا المقال ما يؤكد مقالي في الصوفية الذي رد عليه الهادي المختار وغيره ، منها :
- أولاً : ما ذكره الشعراني في كتاب الطبقات ( 1/13-14)، حيث ذكر:
1- أنهم نفوا أبا يزيد البسطامي من بلده سبع مرات .
2- وذكر أنه وقع لذي النون المصري مثل ذلك ، ويزعم الشعراني أنه وشوا به إلى بعض الحكام وحملوه من مصر إلى بغداد مغلولاً مقيداً , ويؤخذ من كلامه أنهم كانوا يعتقدون فيه أنه زنديق , والذين عاملوه هذه المعاملة هم علماء الأمة وفقهاؤها وإن طعن فيهم الشعراني.
3- ذكر أنهم قتلوا الحسين الحلاج وقطعوا يديه ورجليه.
وهو معروف بأنه زنديق يقول بالحلول ووحدة الوجود ومعروف بالسحر والشعوذة واتفقت عليه كلمة العلماء.
4- قال : وشهدوا على الجنيد أنه كان يقرِّر علم التوحيد، ثم إنه تستر بالفقه واختفى.
5- وذكر أنهم أخرجوا الحكيم الترمذي إلى بلخ حين صنَّف كتاب علل الشريعة وكتاب ختم الأولياء فأنكروا عليه بسبب هذين الكتابين , وقالوا: فضلت الأولياء على الأنبياء ، وأغلظوا عليه فجمع كتبه كلها وألقاها في البحر فابتلعتها سمكة ثم لفظتها بعد سنين . هكذا يقول الشعراني!.
6- وذكر عدداً آخرين من زعماء الصوفية يُطردون من بلدانهم لما فيهم من الضلال ، منهم أبو بكر النابلسي وأبو الحسن الشاذلي، أخرجوه وجماعته من المغرب إلى الإسكندرية لأنهم اتهموه بالزندقة .
والذين يعاملون زعماء الصوفية هذه المعاملة التي ذكرها الشعراني هم علماء الإسلام وفقهاؤه.
- ثانياً : ويؤكد هذا ما قاله ابن الجوزي في (تلبيس إبليس):
1- أن ذا النون هجره علماء مصر ورموه بالزندقة وكان من المنكرين عليه الإمام عبد الله بن عبد الحكم المالكي.
2- وقال : وأُخرج أبو سليمان الداراني من دمشق وقالوا إنه يزعم أنه يرى الملائكة .
3- وشهد قوم على أحمد بن أبي الحواري أنه يفضل الأولياء على الأنبياء فهرب من دمشق إلى مكة .
4- وذكر عن أبي يزيد البسطامي أنه يقول: لي معراج مثل معراج النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجوه من بسطام .
فهذه مواقف أهل السنة من الصوفية الأوائل إلى عهد الشاذلي.
- ثـالثاً : ومواقف ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر وشيوخه وتلاميذه، والإمام المقري في اليمن، وغير هؤلاء من أهل السنة من الصوفية المتأخرين، ولا سيما أتباع ابن عربي، مثل مواقف علماء السلف وفقهائهم من الصوفية وزعمائها الأوائل.
وليرجع من شاء إلى ( الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن )، و( الفرقان بين الحق والباطل )، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، و( إغاثة اللهفان ) و ( مدارج السالكين ) لابن القيِّم، و( الميزان ) للذهبي، و( تنبيه الغبي ) للبقاعي -أحد تلاميذ الحافظ ابن حجر- جمع فيه أقوال العلماء في أهل وحدة الوجود.
ونأسف أن بعض المنتسبين إلى السنة يتعلقون بعبارات لابن تيمية وابن القيِّم والذهبي في بعض أفراد الصوفية الذين لا يُعدَّون قطرة في بحر التصوف والصوفية، يتعلقون بهذه العبارات ليدافعوا بها عن الصوفية وبلائها الجاثم على صدر الأمة منذ نشأ التصوف إلى يومنا هذا.
وأنا أسألهم : هل هذه الطرق الصوفية القائمة الآن مثل التيجانية والميرغنية والسهروردية والقادرية والجشتية والرفاعية والشاذلية والبرهانية وغيرها من الطرق الكثيرة، هل هم على عقيدة أهل السنة ومنهجهم ؟! وهل هذه القبور المقدَّسة في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه التي يُعتقد في أهلها أو في كثير منهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون ويستجيبون الدعاء ويكشفون الكربات، هل هي قائمة على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح ؟. ألا تعلمون أن أهم أسباب هذه البلايا في العالم الإسلامي إنما هم الصوفية ؟.
أرى أنه من الواجب عليكم أن تتركوا مثل هذه الأساليب التي تقوم على التلبيس وأن تسلكوا مسلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في محاربة الشرك ومظاهره ووسائله، وفي الجهر بالنصيحة لهذه الأمة، وتحذيرها من خطر الصوفية وعقابيلها، وأن تهتفوا بهم وبالأمة جميعاً إلى العودة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة الكرام وتابعوهم بإحسان، ذلكم هو الطريق النافع للأمة والذي يخلصها من الأوضاع المهلكة التي يعيشونها والتي من أعظم أسبابها الفكر الصوفي وعقائده ومناهجه، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ).
- ثالثاً : ولقد فهمت من مقال الهادي المختار أنه من أتباع الطريقة التيجانية أو من المخدوعين بهذه الطريقة وأهلها فرأيت أن أسوق له أمثلة من عقائد هذه الطائفة وشيخها :
قولها بوحدة الوجود
1- قال صاحب جواهر المعاني (1/255) نقلاً عن شيخه التيجاني : " .. اعلم أن أذواق العارفين في ذوات الوجود أنهم يرون أعيان الموجودات " كسراب بقيعة " الآية . فما في ذوات الوجود كله إلا الله سبحانه وتعالى تجلى بصورها وأسمائها وما ثم إلا أسماؤه وصفاته فظاهر الوجود وصور الموجودات وأسماؤها ظاهرة بصورة الغير والغيرية، وهي مقام

([1]) التصوف الذي يرى القاري أنَّه صحيح إنَّما هو في واقعه وساوس وخطرات وشطحات وتعذيب للنفس بالجوع والعطش على طريقة رهبان النصارى والهنادك .






رد مع اقتباس
قديم 19-11-2008, 03:32 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي

17- قال القاري : " فهؤلاء وغيرهم من أئمة التصوف الصحيح([1]) كأئمة الفقهاء يردون كل شيء إلى الكتاب والسنة ، فإذا غلا بعض الصوفية في (الزهد) فحرم على نفسه أو على غيره التزوج بالنساء ، أو أكل الحلال أو العمل في التجارة أو نحوها ، فإنه يكون مخالفاً للكتاب والسنة بل يكون مخالفاً للتصوف ، فنرد عليه قوله ونذم حاله ، حسب وصية أئمة التصوف " .
- أقول :
شتان بين أئمة الفقه والحديث وبين أئمة التصوف اهتماما بكتاب الله وسنة رسوله حفظاً وتفقهاً واستنباطاً وتدوين دين الله من عقائد وأحكام وغيرها في دواوين السنة والعقائد والفقه والدعوة إلى هذا الحق والخير والتربية عليه والذب عنه ورد غوائل أهل الضلال من الفرق ورد غوائل أعداء الإسلام من الملاحدة والمنافقين ، شتان بين هؤلاء وبين الصوفية الذين قلت عنايتهم بالعلم حديثاً وفقهاً وعقائد ومن قلد منهم العلماء في شيء من العقائد تجده يتخبط في ميادين التصوف ومن ألف منهم تجد مؤلفاتهم مليئة بالأفكار المنحرفة والأحاديث الباطلة فيتورع أوائلهم في الحلال والحرام ولا يتورعون في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن تفسير كتاب الله بالأقوال الباطلة والاستناد إلى الوساوس التي يسمونها بالإشارات ، أما متأخروهم فقد مر الحديث عنهم ولا سيما في التوسع في كسب الأموال من الطرق الفاسدة وتوسعهم في العقائد الفاسدة كالحلول ووحدة الوجود وفي التعلق بالأولياء وقبورهم وتفريقهم للأمة بكثرة الطرق الصوفية التي تجاوزت العشرات التي يكفي بعضها لإهلاك معظم الأمة وإيقاعها في الضلال .
وكأن القاري لا يخاف على الصوفية في المستقبل إلا الانحراف في الزهد ولا يدرك أنهم قد انحرفوا من نشأتهم في الزهد وغيره أما متأخروهم فحدث عنهم ولا حرج وقد مضى الحديث عنهم .
18- تحدث القاري عن اشتقاق التصوف وحكى عن ابن تيمية أنه مأخوذ من الصوف ثم قال : " ولا أرى كبير فائدة في هذا البحث لأن النقاش ليس في الأسماء ولكن في المعاني والمدلولات ،وإذا كان بالإمكان التخلص من هذه الأسماء الحادثة ، فعلينا أن نتخلص من لفظة "الصوفي" و " الصوفية" الحادثة في منتصف القرن الثاني ، وربما قبل ذلك وكذلك نتخلص من لفظة " السلفي" و " السلفية " الحادثة بعد ذلك بقرون ، لم يعرف وصف أحد بـ "السلفي " أو طائفة بـ" السلفية" طوال القرون الثلاثة المفضلة ، والجواب على هذا هو الجواب على ذاك ".
- أقول للقاريء وغيره :
إذا كان النقاش في المعاني والمدلولات لا في الأسماء ، فهل تستوي المعاني والمدلولات عند الصوفية وعند السلفيين في الضلال ، هل المنهج السلفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله وعلى ما كان عليه الصحابة وسائر القرون المفضلة ومن بعدهم من أئمة الهدى ، هل هذا المنهج الذي يسير عليه السلفيون عقيدةً ومنهجاً ودعوة يستوي مع المناهج الصوفية التي أنكرها أئمة الإسلام منذ ذر قرنها إلى زمن الحلاج وأشياعه إلى ابن القشيري ثم الغزالي ، وزادها توسعاً في الضلال ابن عربي والتلمساني وابن الفارض وابن سبعين الذين تدور الصوفية في فلكهم وفلك ضلالاتهم التي منها الحلول ووحدة الوجود من عهدهم إلى يومنا هذا وواقعهم ومؤلفاتهم تشهد بهذا.
والسلفيون من فجر تاريخهم ومؤلفاتهم إلى يومنا هذا تشهد بذلك ، دع عنك أدعياء السلفية الذين يشهد عليهم ولاؤهم وانتماؤهم لأهل الضلال والأهواء فلا يجوز عدهم في السلفيين فإن ولاءهم لأهل الأهواء ومحاربتهم للسلفيين تدينهم ببعدهم عن السلفية والسلفيين حتى يرجعوا إلى محض السلفية منهجاً وولاء وذباً عنها وعن أهلها على طريقة أئمة السلف .
أما لفظ السلفية والسلفيين فقد اضطر إليها السلفيون اضطراراً وهو لفظ تداوله العلماء وأقره ابن تيمية وابن باز اللذين تحتج بهما ، فإذا تخلى أهل البدع من الصوفية وغيرهم عن التصوف والتجهم والاعتزال والتمشعر وعادوا إلى الكتاب والسنة وجب على الجميع بما فيهم السلفيون أن ينتموا إلى الإسلام ويدعوا هذه التسميات .
وأخيراً فإني أدعو المسلمين جميعاً علماء وحكاماً وطلاب علم وشعوباً إلى العودة الحميدة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه السلف الصالح من عقيدة واحدة ومنهج واحد وأن يدعوا المناهج والعقائد الفاسدة التي فرقتهم ومزقتهم شر ممزق وغرست في النفوس العداوة والبغضاء والأحقاد والفتن وسلطت عليهم الأعداء من أهل الملل والنحل من يهود ونصارى وغيرهم ولن تزول عنهم هذه البلايا حتى يحققوا هذه العودة التي أوجبها عليهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي من أعظم ما فرضه الله عليهم .

نسأل الله أن يأخذ بنواصيهم إلى الحق والخير وإلى القيام بهذه الفريضة العظيمة التي يكمن فيها عزهم وكرامتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة .

وبها يخرجهم الله من دوامة الذل والهوان التي يعيشونها من قرون وينصرهم على أعدائهم وأعداء دينهم إن ربنا لسميع الدعاء .


كتبه
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي
27/شعبان/1426هـ





مناقشة
الهادي المختار ومن معه
في ذَبِّهم عن الصُّوفية
( الحلقة الأولى)





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فقد اطلعت على مقال الهادي المختار الذي نشر في الرسالة عدد الجمعة الموافق 12ربيع الآخر عام 1426هـ والذي تضمن رداً على مقالي الذي نشر في الرسالة في يوم الجمعة 5ربيع الآخر 1426هـ الذي بينت فيه بالأدلة موقف كبار السنة والتوحيد والحديث من الصوفية وأرائها وزعمائها وكتبها مثل موقف الإمام أحمد وأبي زرعة وابن الجوزي والذهبي وغيرهم .
ومما يؤخذ على هذا الكاتب :
أولاً - إنه تجاهل الأئمة الذين اعتمدت على أقوالهم في نقد الصوفية والتصوف وعلى رأسهم الإمام أحمد .
ثانياً – ذكر من أئمة السلفية تحت العنوان السابق الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور موسى الشريف وذكر سهل بن عبد الله التستري واستشهد بأقوال ابن عطاء الله الإسكندري وهو من كبار الصوفية القائلين بوحدة الوجود ,وذكر أبا حامد الغزالي ونسي موقف علماء المغرب وعلى رأسهم القاضي عياض من كتابه الإحياء حيث قاموا بإحراقه ونسي موقف علماء السنة من هذا الكتاب ومن صاحبه ؛ومنهم ابن تيمية وابن الجوزي والذهبي وأئمة الدعوة في نجد ,واستشهد بقول أحمد التيجاني الذي ملئت كتبه وكتب أتباعه بالأباطيل والافتراءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،كما أنها قائمة على القول بالحلول ووحدة الوجود ,فهؤلاء الصوفية كلهم يقولون : مذهبنا قائم على الكتاب والسنة ،فإذا سبر الناس كتبهم ومذاهبهم ومنهجهم وجدوا الفروق الكبيرة بينها وبين أقوالهم .
مواقف أهل السنة وعلمائها من الصوفية وزعمائها
وحيث إن ملحق الرسالة لا يتحمل التفصيل فسأذكر في هذا المقال ما يؤكد مقالي في الصوفية الذي رد عليه الهادي المختار وغيره ، منها :
- أولاً : ما ذكره الشعراني في كتاب الطبقات ( 1/13-14)، حيث ذكر:
1- أنهم نفوا أبا يزيد البسطامي من بلده سبع مرات .
2- وذكر أنه وقع لذي النون المصري مثل ذلك ، ويزعم الشعراني أنه وشوا به إلى بعض الحكام وحملوه من مصر إلى بغداد مغلولاً مقيداً , ويؤخذ من كلامه أنهم كانوا يعتقدون فيه أنه زنديق , والذين عاملوه هذه المعاملة هم علماء الأمة وفقهاؤها وإن طعن فيهم الشعراني.
3- ذكر أنهم قتلوا الحسين الحلاج وقطعوا يديه ورجليه.
وهو معروف بأنه زنديق يقول بالحلول ووحدة الوجود ومعروف بالسحر والشعوذة واتفقت عليه كلمة العلماء.
4- قال : وشهدوا على الجنيد أنه كان يقرِّر علم التوحيد، ثم إنه تستر بالفقه واختفى.
5- وذكر أنهم أخرجوا الحكيم الترمذي إلى بلخ حين صنَّف كتاب علل الشريعة وكتاب ختم الأولياء فأنكروا عليه بسبب هذين الكتابين , وقالوا: فضلت الأولياء على الأنبياء ، وأغلظوا عليه فجمع كتبه كلها وألقاها في البحر فابتلعتها سمكة ثم لفظتها بعد سنين . هكذا يقول الشعراني!.
6- وذكر عدداً آخرين من زعماء الصوفية يُطردون من بلدانهم لما فيهم من الضلال ، منهم أبو بكر النابلسي وأبو الحسن الشاذلي، أخرجوه وجماعته من المغرب إلى الإسكندرية لأنهم اتهموه بالزندقة .
والذين يعاملون زعماء الصوفية هذه المعاملة التي ذكرها الشعراني هم علماء الإسلام وفقهاؤه.
- ثانياً : ويؤكد هذا ما قاله ابن الجوزي في (تلبيس إبليس):
1- أن ذا النون هجره علماء مصر ورموه بالزندقة وكان من المنكرين عليه الإمام عبد الله بن عبد الحكم المالكي.
2- وقال : وأُخرج أبو سليمان الداراني من دمشق وقالوا إنه يزعم أنه يرى الملائكة .
3- وشهد قوم على أحمد بن أبي الحواري أنه يفضل الأولياء على الأنبياء فهرب من دمشق إلى مكة .
4- وذكر عن أبي يزيد البسطامي أنه يقول: لي معراج مثل معراج النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجوه من بسطام .
فهذه مواقف أهل السنة من الصوفية الأوائل إلى عهد الشاذلي.
- ثـالثاً : ومواقف ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر وشيوخه وتلاميذه، والإمام المقري في اليمن، وغير هؤلاء من أهل السنة من الصوفية المتأخرين، ولا سيما أتباع ابن عربي، مثل مواقف علماء السلف وفقهائهم من الصوفية وزعمائها الأوائل.
وليرجع من شاء إلى ( الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن )، و( الفرقان بين الحق والباطل )، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، و( إغاثة اللهفان ) و ( مدارج السالكين ) لابن القيِّم، و( الميزان ) للذهبي، و( تنبيه الغبي ) للبقاعي -أحد تلاميذ الحافظ ابن حجر- جمع فيه أقوال العلماء في أهل وحدة الوجود.
ونأسف أن بعض المنتسبين إلى السنة يتعلقون بعبارات لابن تيمية وابن القيِّم والذهبي في بعض أفراد الصوفية الذين لا يُعدَّون قطرة في بحر التصوف والصوفية، يتعلقون بهذه العبارات ليدافعوا بها عن الصوفية وبلائها الجاثم على صدر الأمة منذ نشأ التصوف إلى يومنا هذا.
وأنا أسألهم : هل هذه الطرق الصوفية القائمة الآن مثل التيجانية والميرغنية والسهروردية والقادرية والجشتية والرفاعية والشاذلية والبرهانية وغيرها من الطرق الكثيرة، هل هم على عقيدة أهل السنة ومنهجهم ؟! وهل هذه القبور المقدَّسة في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه التي يُعتقد في أهلها أو في كثير منهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون ويستجيبون الدعاء ويكشفون الكربات، هل هي قائمة على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح ؟. ألا تعلمون أن أهم أسباب هذه البلايا في العالم الإسلامي إنما هم الصوفية ؟.
أرى أنه من الواجب عليكم أن تتركوا مثل هذه الأساليب التي تقوم على التلبيس وأن تسلكوا مسلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في محاربة الشرك ومظاهره ووسائله، وفي الجهر بالنصيحة لهذه الأمة، وتحذيرها من خطر الصوفية وعقابيلها، وأن تهتفوا بهم وبالأمة جميعاً إلى العودة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة الكرام وتابعوهم بإحسان، ذلكم هو الطريق النافع للأمة والذي يخلصها من الأوضاع المهلكة التي يعيشونها والتي من أعظم أسبابها الفكر الصوفي وعقائده ومناهجه، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ).
- ثالثاً : ولقد فهمت من مقال الهادي المختار أنه من أتباع الطريقة التيجانية أو من المخدوعين بهذه الطريقة وأهلها فرأيت أن أسوق له أمثلة من عقائد هذه الطائفة وشيخها :
قولها بوحدة الوجود
1- قال صاحب جواهر المعاني (1/255) نقلاً عن شيخه التيجاني : " .. اعلم أن أذواق العارفين في ذوات الوجود أنهم يرون أعيان الموجودات " كسراب بقيعة " الآية . فما في ذوات الوجود كله إلا الله سبحانه وتعالى تجلى بصورها وأسمائها وما ثم إلا أسماؤه وصفاته فظاهر الوجود وصور الموجودات وأسماؤها ظاهرة بصورة الغير والغيرية، وهي مقام

([1]) التصوف الذي يرى القاري أنَّه صحيح إنَّما هو في واقعه وساوس وخطرات وشطحات وتعذيب للنفس بالجوع والعطش على طريقة رهبان النصارى والهنادك .






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسات في التصوف، بين واجبات الشريعة و أوهام الحقيقة: عمرالحسني عقيدة أهل السنة والجماعة 2 09-11-2014 09:30 AM
هل جربت العلاج بالفتامينات والمعادن والبندق وزيت البندق/اعداد:مجدالغد مجد الغد الصحة العامة والصحة النفسية والتنمية البشرية 6 20-06-2009 05:23 PM
حاتم الطائي أحد أجواد الجاهلية /جزئين/اعداد مجدالغد مجد الغد التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية 3 28-03-2009 03:40 AM
يزيد ابن معاويه - إعداد مجدالغد admin عقيدة أهل السنة والجماعة 3 26-11-2008 05:59 PM
كشف زيف التصوف كشف زيف التصوف مجد الغد عقيدة أهل السنة والجماعة 4 18-11-2008 03:33 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة