السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
السؤال السادس
هذه صــــفة القلــــب الصائــم !
القلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .
والقلب الصائم : قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله
عز وجل .
قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث الغفلة في القلب .
والقلب الصائم : قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح ,
ويحتمل أذى الناس وجهلهم .
وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال : " العزلة ،، والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب ,
ويهب لمن ظلمة حقه " .
والقلب الصائم : قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شئ من الكبر
والغرور والعلو في الأرض .
والقلب الصائم : قلب مخلص لا يريد غير وجه الله , ولا يطلب
إلا رضى الله , ولا يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره وحسن عبادته .
قال يحيى بن معاذ : النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله
عز وجل من القلب .
وقال ضيعم : إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبته , ولا يأملون في الآخرة
من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم .
فأين أصحاب هذه القلوب النقية ؟
و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟
ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ؟
قال ابن رجب : " من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس
وما حوى ويحفظ البطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة
فيترك زينة الدنيا , فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته .
كما قيل :
أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب .
والعارفون و أهل الأنس صومهم صون القلب عن الأغيار والحجب .
قال تعالى :( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
س6 : ما الحكمة الجليلة من الصوم ذكرت في الآيه ؟