منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > علوم وثقافة
التسجيل مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-2011, 04:26 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


السيف الذهبي غير متواجد حالياً


weweq المدخل الفقهي للمشروع التغريبي



المدخلالفقهي للمشروع التغريبي
من الدرر السنية

د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي
29 محرم 1432هـ
الحمد لله، والصلاةوالسلام على رسول الله، وبعد:
منذ انتهاء حقبةالاستعمار العسكري المباشر على بلاد المسلمين تم تسليم المجتمعات الإسلامية لنخبفكرية علمانية تسعى إلى صبغ هذه المجتمعات بالصبغة الغربية في مجال السياسةوالاقتصاد والأسرة والتعليم وغيرها من المجالات الاجتماعية.
هذه الحقيقة العلميةوالتاريخية لم تعد تخفى على المتابع، وليست من قبيل الأوهام أو عقدة المؤامرة كمايردده كُتاب المشروع التغريبي الذين آلمهم كشف المشروع وفضحه أمام المجتمع وتوعيةالأمة بمخاطره، وخصوصا بعض المجتمعات التي نشط فيها المشروع التغريبي في فترةمتأخرة بعد أن قوي التدين وانتشر العلم وظهرت الدعوة الإسلامية ظهوراً كبيراً وأقبلالناس عليها واستفادوا من منتجاتها النافعة.
وطبيعة المشروع التغريبيأنه مشروع خفي لا يظهر مقاصده وغاياته للناس مباشرة لأنه يعلم الموقف الطبيعيللمجتمع الإسلامي من فكره ومنهجه ونتائج مشروعه النهائية التي تتعارض تعارضاًجذرياً مع أصول الإسلام وحقائقه الكبرى، وهذا التخفي هو حال المنافقين الذي وضحهالقرآن الكريم.
وأمام هذه الإشكاليةالمعيقة لتقدم المشروع فلا بد من اعتماد مداخل خفية على المجتمع تنقلهم بشكل تدريجيإلى الغايات دون الحاجة إلى مصادمة له لأن الخاسر الوحيد في حال الصدامات هوالمشروع الدخيل والوافد الذي لا ينبع من تراث الأمة وهويتها واحتياجاتهاالحقيقية.
وقد تعددت المداخل الخفيةالتغريبية على المجتمع الإسلامي وهي بشكل عام تعود إلى نوعين .. مدخل فكري منهجي،ومدخل عملي تنفيذي، فمن النوع الأول: استخدام الشهوات للتغيير الفكري والاجتماعي،وخاصة شهوة المال والجاه والنساء، واحتواء الاتجاه العصراني وما يسمى بالتنويرالإسلامي وتوجيه نتائج منظومته الفكرية لتصب في وعاء المشروع وإنائه، وتغطيةالمشروع ببعض المفاهيم الشرعية والمسائل الفقهية واستخدامها كمطية للتوصل إلىأهدافهم، والتركيز على المرأة، وإضعاف التدين وهيبة الشريعة في النفوس، ومن النوعالثاني: التغيير النظامي والقانوني وخاصة السياسات العامة، والتأثير الإعلامي،والتنسيق مع الجهات الأجنبية الرسمية وغير الرسمية، ونحوها من الوسائلالعملية.
وفي هذه الخاطرةالوجيزة سيكون التنبيه على المدخل الفقهي للمشروع التغريبي.
الخلاف مع المشروعالتغريبي ليس خلافاً في مسائل فقهية، أو في النظر في الأدلة، ومناقشة الراجحوالمرجوح، وأقوال العلماء، بل الخلاف معهم في أصول الدين، والرضا بحاكمية الشريعةالإسلامية وهيمنتها على كل أجزاء الحياة والمجتمع؛ فالمشروع التغريبي يريد أن يفرضعلى الأمة منهجاً فكرياً، ونمطا اجتماعيا، وسلوكا أخلاقيا مستندا الى الفكرالغربي.
والنظرة التجزيئيةللمشروع التغريبي، أو حصر الخلاف معه في الخلاف الفقهي المجرد نقص في التصور الكليللمشروع، فهو مشروع شمولي يعتمد على تغيير اجتماعي وسلوكي قائم على أساس فكريعلماني، فهو ليس مشروع اختلاط أو حفلات غنائية أو غير ذلك مما يعد من المعاصي إذاأُخِذ بمعزل عن الرؤية الفكرية الكلية التي ينطلق منها.
وبهذه الرؤية الكلية يتضحأن القضية قضية عقدية مهمة يجب الإلمام بها، وعدم تقزيمها والاستخفاف بها، فصاحبالمعصية الممارس لها أيا كانت معصيته إذا كانت دون الشرك والكفر معدود من أبناءالمجتمع الإسلامي، وهو في خندق واحد مع بقية المسلمين المعظمين للشريعة في مواجهةهذا المشروع، وهو أحد المستهدفين به، وخلافنا العقدي ليس مع هذه الفئة من إخواننا،ولكن الخلاف مع من يتبنى الفكر الغربي منهجا للحياة، ويرى أن النموذج الاجتماعيوالفكري الغربي هو الأهدى سبيلاً، والأصلح للأمة الإسلامية المعاصرة.
ومن خداع الفكر التغريبيللأمة أن يحول نظرها عن الرؤية الكلية لمشروعه ويفتتها إلى مسائل جزئية يدعي فيهاالخلاف الفقهي الذي ينبغي فيه الإعذار، ويصور المسألة وكأنها اختلاف بين العلماء فيمسألة فقهية.
ويجد هذا الفكر الدخيل منالفقهاء الذين وقعت في نفوسهم الهزيمة أمام ضغط الواقع ما يمكن أن يحتج به،فالفتاوى الشاذة المخالفة للإجماع، والفتاوى المغفلة من أقوى الأدوات والآليات التييستعملها الفكر التغريبي في واقعنا المعاصر.
وقد جاء في الأثر: " ثلاثيهدمن الدين: زلة العالم، وجدال المنافق بالقرآن، والأئمة المضلين"، وهذا الأثر ذومعنى عميق، وهو قاعدة علمية في المداخل الفكرية التي يستغلها الزنادقة في كل عصرلهدم الدين، وزلات العلماء تكثر في أزمان الهزيمة النفسية والفكرية؛ لأن أصحابهايبحثون عن مخرج يتعايش مع الواقع الصعب حسب ظنهم، ولهذا ينبغي أن ينتبه لهذا المنفذالدعاة والمصلحون ويحسنوا سده على الأمة.
فزلة العالم، وأفعالالأئمة المضلين في ذاتها ليست أكثر من الذنوب المعتادة، ومع ذلك جاء التعبير فيالأثر بأن مآلها ونتيجتها " هدم الدين"، لأنها مدخل موصل لهدم الدين.
ومن غرائب ألوان الهزيمةالفكرية التي يفتح بها بعض المنتسبين إلى العلم أبواب الشر على الأمة أن يفتي فيمسألة متغافلا عن مناط الواقع، ثم تُستغل فتواه، ويُروج لها لنشر الفساد والانحراف،وسواء قصد هذا أم لم يقصده فهي بوابة مشرعة للطاعنين في الدين والمفسدينللمجتمع.
فمثلا من يُسأل عن الغناءفيفتي بجوازه، وهو يريد الغناء الذي يذكره العلماء قديما من تحسين الصوت، أو علىقول من يبيح بعض المعازف، والناس لا تعرف إلاّ الكليبات الراقصة المثيرة للشهواتوهي التي تُمارس في الواقع، والتي لو أفتى أحد بجوازها تحديدا لكان كافراً خارجاًعن دائرة الإسلام، أما ما يتحدث عنه فلا يعرفه الناس، ولا يرونه، وليس هو محلالأسئلة المعاصرة.
ومن هذه الفتاوى الغريبةمن يفتي بممارسة الفتاة للرياضة في المدارس بصورة محتشمة وهو يشاهد المطالباتوالصراع المحتدم على رياضة الفتاة لتأهيلها للأولمبياد، وجعل الرياضة النسائيةمشروعا متكاملا كما هو الحال في الرياضة للشباب، ففي مثل هذه الحالة؛ فإن من الغفلةالاستدلال بمسابقة عائشة للرسول صلى الله عليه وسلم، أو محاولة التأكيد على الفوائدالطبية للرياضة، فالمناط متعلق بأمر آخر، ولا يُخدع بهذا إلاّ متغافل أو مغفل لايمتلك الوعي الكافي لمعالجة الأمور.
وهذه الفتاوى المغفلةتُعد بوابة مشرعة للفكر التغريبي في تغيير صبغة المجتمع الإسلامي تدريجيا حتى يصبحمجتمعا شهوانيا يسهل تحويله فكريا الى الفكر الغربي الجاهلي.
ليس الغاية من هذاالإيراد اتهام من زل من العلماء بأنه تغريبي أو غيرها من التهم معاذ الله، ولكنالغاية هو الانتباه للتغطية الفقهية التي تنتج عن هذه الفتاوى المغفلة التي لاتراعي مآلات الخطاب، ونهايات الأقوال.
وأمام هذه التغطيةالتغريبية للمشروع الفكري والاجتماعي فإنه من الواجب العمل على مواجهة هذا المدخلمن جهتين:
الأولى: الكشف عن حقيقةالتعامل التغريبي مع المسائل الفقهية وخصوصا مع كثرة من يترخص من دعاة التيسيروالتعايش، وربط الجزئيات بالأهداف الكبرى لهذا المشروع، وتوضيح خداعه ومناوراتهالفقهية.
الثانية: التبيين لخطأ منوقع في مخالفة للإجماع، أو أفتى في أمر خارج مناطه مما يسهل عملية التوظيف التغريبيلها، ومناقشة الأدلة التفصيلية والرد عليها، ورد الأمور إلى صورتها الكلية التييريدها الفكر التغريبي.
فالمشروع التغريبي لاينتظر فتوى شرعية، أو مسألة فقهية، ولكنه يوظف كل ما من شأنه التأثير على المجتمعالمسلم الذي لا يقبل أمرا من الأمور إلا بعد معرفة حكم الله تعالى فيه.
وهناك حالة مرتبطة بهذاالموضوع تحتاج إلى تأمل وتحليل وهي حالة الاحتقان في مجتمعنا من بعض المسائلالمعدودة من المسائل الفقهية، والمثير للاستغراب أن ذلك ليس في كل المسائل الفقهية،والمحاولات التفسيرية لهذه الحالة كثيرة، فالبعض يرى أن السبب أحادية الرأي، أو عدممعرفة آداب الخلاف، بينما التفسير الأقرب أن هذه المسائل جاءت في سياقات معينةأوجبت التعامل معها وفق سياقها، ويدل لذلك عدم التعامل مع نظائرها التي لم يتمتوظيفها لغايات فكرية خرجت بها عن كونها مسائل جزئية إلى رؤى فكرية أصوليةشاملة.
ولا يكاد توجد مسألة منالمسائل الفقهية التي حاول التغريبيون توظيفها إلا وهي معدودة عند العلماء منالمسائل الشاذة المخالفة للإجماع والنصوص الصريحة ومقاصد الشريعة والقواعد الكبرى،حتى لو قال بها بعض المنتسبين إلى العلم الشرعي، ففي مرحلة ما بعد الاستعمار ظهرفقهاء ومفتون جاءوا بآراء غريبة ليس لهم فيها دليل واضح، ولا عالم مقتدى، مثل إباحةالربا، وشرعية القوانين الوضعية، وجواز الانضمام لجيش كافر يقاتل المسلمين بحجةالحاجة الوظيفية !!، وغيرها من الفتاوى الغريبة، خاصة ذات الارتباط بضغوط الواقع،والاستسلام له، والتعايش معه، وتبريره.






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المدخل لدراسة القرآن الكريم admin القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 1 12-07-2009 01:32 AM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة