السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
في ظلِّ الهجْمة الشَّرسة التي يتعرَّض لها النِّقاب في كثيرٍ من بلدان العالم الإسلامي والغربي، وفي ظلِّ التَّحالُفات الكبرى بين أعْداء الإسلام من المُحافظين واليمِينيين، واليهود والنَّصارى، والعلمانيِّين وأذنابهم ممَّن ينتسبون إلى الإسلام كذِبًا وزورًا - شهدتْ واحدةٌ من دول الغرْب الكاذب في ادِّعائه احتِرام الحرّيَّات والحقوق المدنيَّة حلقةَ نقاش ساخنة، بين مُعارضي حظْر النِّقاب، ومؤيِّدي الحظْر، الَّذي تتولَّى كِبرَه الحكومة اليمينيَّة الحاكمة.
إنَّها فرنسا التي أعْلن رئيسُها ساركوزي الكاثوليكي وحكومته اليمينيَّة أنَّه لا مكان فيها للنِّقاب، وأنَّ ذلك الزِّيَّ الإسلامي العفيف غيرُ مرحَّب به في بلاد الحرِّيَّة و(الموضة) والمساواة!
فرنسا الَّتي لم يتجاوزْ عدد المنتقِبات فيها ألفًا وتسعمائة منتقبة؛ بناءً على تصريحات الدَّاخلية الفرنسيَّة، ولا يشكِّلن خطرًا ولا تهديدًا أمنيًّا، ومع ذلك يتحرَّك للمطالبة بمنْع النِّقاب الكيان الحكومي جميعُه، من أعلى سلطة إلى المواطن العادي، وتسْعى الحكومة لاستِصْدار قانون يَحظر من ارتدائِه، ويتكلَّم بعض السياسيِّين عن فرض غرامة ماليَّة لِمن ترْتَديه مخالفة بذلك تعاليم وأحكام الدولة اليمينيَّة.
فقد شهد التلفزيون الفرنسي حلْقة نقاش ساخنة، بين مؤيِّدي حظْر النقاب ومعارضيه.
وقد قام أثناءَها عددٌ من النِّساء المنتقِبات الفرنسيَّات بالدِّفاع عن حقِّهنَّ في ارتِداء النِّقاب، والمطالبة باستثنائهنَّ من قرار فرنْسا المرتقب بشأْن حظر النِّقاب، وأكَّدن أنَّ ارتداءهنَّ للنقاب كان بمحْض الإرادة والاختِيار.
ومن بينهنَّ كانت دليلة - 22 عامًا - والَّتي أكَّدت أنَّها قد قرأتْ هي وأختُها عن الإسلام في عمر الثَّالثة عشرة، ثمَّ قرَّرتا ترْك النَّصرانية واعتناق الإسلام، ثمَّ ارتَدَتَا النِّقاب.
وأشارت إلى أنَّها تعرَّضت لكثيرٍ من المضايقات والإهانات في الطَّريق العام بسبب نقابِها؛ فقد قال لها أحدُهم مهاجمًا لها: ارْحلي راجعة إلى أفغانستان!
ولكن أكَّدت للزَّعيم البرلماني اليميني في حكومة ساركوزي "جان فرانسوا كوب"، والَّذي كان طرفًا في النقاش وأكْثر المتحمِّسين لمنْع النِّقاب، أنَّها لن تترك وطنَها إذا تمَّ الموافقة على مشْروع قانون حظْر النقاب، بعد أن ظلَّت مرْتدِية للنِّقاب منذ خمس سنوات.
وأشارت إحدى النساء والَّتي تبلغ من العمر 24 عامًا في اتِّصال هاتفي بالبرنامج، إلى أنَّها اختارت ارتِداء النقاب بمحْض إرادتها؛ حفاظًا على نفسِها وحفاظًا على جمالِها لزوجها دون غيرِه، وأنَّه لَم يُجبرْها أحد على ارتداء النقاب.
وأكَّدت أنَّ الَّذين يظنُّون أنَّ المرأة المنتقِبة تَعيش خلف قضبان سجنٍ متحرِّك، يجب عليهم أن يُعيدوا النَّظر في موقفِهم مرَّة أخرى.
وقد أشار "أندريه جيرن" - نائب المجلس القومي، ورئيس اللَّجنة البرلمانيَّة المعنيَّة بمناقشة قضيَّة النقاب - إلى أنَّ اللَّجنة تحاول جاهدة حثَّ المنتقِبات على الإدْلاء بشهادتهنَّ والمشاركة أمام اللَّجنة بأقوالهنَّ بشأن ارتِدائهنَّ للنِّقاب.
وقد انتقدت بعض المشارِكات في النقاش كوْنَ المنتقِبات في فرنسا يعتزلْن الحياة العامَّة، ولا يختلطْن بمن خارج عالمِهِنَّ الخاص، بالإضافة إلى أنَّ المنتقِبات اللاَّتي يسرنَ في شوارع فرنسا يُمثِّلن خرقًا للمساواة بين الجنسَين في ثقافة علمانيَّة فرنسا.
وبالرَّغم من إشارة عددٍ من المراقبين والنقَّاد إلى أنَّ تبعات هذا القانون قد تؤدِّي إلى المزيدِ من عزْل المنتقِبات عن المجتمع، وتأكيد المنتقِبات على أنَّ ارتِداءهنَّ للنقاب كان محْضَ اختِيار، إلاَّ أنَّ "أندريه جيرن" لا يزال يرى أنَّ قانون حظْر النقاب سيكون سببًا في تَحرير المنتقِبات!
http://www.alukah.net/Translations/0/9498/