( حديث قدسى عن الصبر عند الإبتلاء )
" إذا ابتليت عبدى َالمؤمن فصبر فلم يشكنى إلى عُوَّاده ، أطلقته من إسارى ، ثم أبدلته لحما ًخيرا ًمن لحمه ، ودما خيرا ًمن دمه ، ثم يستأنف العمل "
رواه الحاكم عن أبى هريرة الحديث كما جاء فى الحاكم جـ 1 صـ 348
ومعنى يستأنف العمل : أى يبتدئ العما ، ويقال : استأنف الشئ إذا انتدأته بعد توقف .وهناك أحاديث أخرى فيها هذا المعنى
الإبنتلاء : الإختبار والإمتحان والتجربة
والمعروف أن الإبتلاء يكون فى الخير والشر معا من غيرفرق بين فعليهما ، ومنه قوله – تعالى – " ولنبلوكم بالشر والخير فتنة "الأنبياء 35 والعواد : الزوار ، وكل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد ، وإن اشتهر ذلك فى عيادة المريض
والمعنى – والله أعلم – أن العبد المؤمن إذا ابتلاه الله ، بإحدى بلايا الدنيا فليصبر ، وليحتسب بالله فى أجره فلا يظهر لعواده الجزع والضجر والألم ، وهذا لايليق ، بل يبدى الفرح والسرور لأن أكثر الإبتلاء يكون للأتقياء الصالحين ، ليثبتوا ويصبروا ، فيكونوا قدوة لغيرهم من الضعفاء ومرضى القلوب ، فإن فعل ذلك غفرله ذنويه وكفر عنه سيئاته .
اللهم اجعلنا منهم ياأرحم الراحمين .
وهناك أحاديث أخرى فيها هذا المعنى منها :
" إذا مرض العبد بعث الله - تعالى - إليه ملكين، فقال : أنظروا ماذا يقول لِعُوَّده ، فإن هو إذا جاءوا حمد الله وأثنى عليه ، رفعا ذلك إلى الله - عزوجل - وهو أعلم - فيقول : لعبدى على إن توفيته أن أدخله الجنة ، وإن أنا شفيته أن أبدل له لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، وأن أكفر عنه سيئاته "
رواه المنذرفى كتابه التلاحيب والترغيب جـ 4 صـ 553- ورواه مالك مرسلا
ومن الأحاديث الواردة فى ذلك :-
" ثلاث كنوز البر : إخفاء الصدقة ، وكتمان الشكوى ، وكتمان المصيبة ، يقول الله – تعالى – إذا ابتليت عبدى ببلاء فصبر ولم يشكنى إلى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ، فإن فعل أبرأته ولاذنب له ، وإن توفيته فإلى رحمتى "
أخرجه أبو نعيم فى حلية الأولياء عن أنس جـ 7 صـ 117 .