جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد
من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في قيام
الليل وفي استفتاح الصلاة :
(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها
إلا أنت وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت).
قال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم
"ومّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ "الأنبياء:107.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فاما المهلكات:
فشحٌّ مطاع، وهوىً متّبع، وإعجاب المرء بنفسه،
واما المنجيات:فخشية الله في السر والعلانية،
والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضا والغضب.
رواه الترمزي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أكمل الناس عقلا أطوعهم لله وأعملهم بطاعته ".
وقد قيل :كفى بالعلم شرفا أن الجاهل إذا قيل له
إنك جاهل يكره ذلك ويتمنى لو لم تقل له ..
وقد قيل :لو كان العلم بلا تقى شرفًا ،
لكان أشرف المخلوقات إبليس.
------------------------------
عواقب الأمور:
قال الشافعي رحمه الله:
صحة النظر في الأمور, نجاة من الغرور.
والعزم في الرأي, سلامة من التفريط والندم.
والروية والفكر, يكشفان عن الحزم والفطنة.
ومشاورة الحكماء, ثبات في النفس, وقوة في البصيرة.
ففكر قبل أن تعزم
وتدبر قبل أن تهجم
وشاور قبل أن تتقدم.
فضل أصحاب الحديث:
قال الشافعي رحمه الله:
اذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث,
فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم, جزاهم الله خيرا,
هم حفظوا لنا الأصل, فلهم علينا الفضل.
وقال: عليكم بأصحاب الحديث فانهم أكثر الناس صوابا.
---------------------------------
قال الله تعالى :
"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره
يوم القيامة أعمى (124)قال رب لم حشرتني أعمى
وقد كنت بصيرا (125)قال كذلك أتتك آياتنا
فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126).سورة طه
{ومن أعرض عن ذكري }أي خالف أمري
وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه
وأخذ من غيره هداه {فإن له معيشة ضنكا }
أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشرح
لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم
ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن
حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين
والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال
في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة.
قال الضحاك و عكرمة ومالك بن دينار:
هو العمل السيء والرزق الخبيث .
وقوله تعالى :{ونحشره يوم القيامة أعمى }
قال مجاهد وأبو صالح والسدي :لا حجة له
وقال عكرمة :عمي عليه كل شيء إلا جهنم
ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى
النار أعمى البصر والبصيرة أيضا كما قال تعالى :
"وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ
أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ
عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا".
سورة الإسراء الاية 97
ولهذا يقول :
{رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا }
أي في الدنيا.
"قَالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ".
سورة طه (آية:126).
أي لما أعرضت عن آيات الله وعاملتها معاملة
من لم يذكرها بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت
عنها وأغفلتها كذلك اليوم نعاملك معاملة من ينساك .
قال تعالى:
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ
وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (طه 127)
يَقُول تَعَالَى وَهَكَذَا نُجَازِي الْمُسْرِفِينَ الْمُكَذِّبِينَ
بِآيَاتِ اللَّه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة "
لَهُمْ عَذَاب فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلَعَذَاب الْآخِرَة أَشَقّ
وَمَا لَهُمْ مِنْ اللَّه مِنْ وَاقٍ "وَلِهَذَا قَالَ "
وَلَعَذَاب الْآخِرَة أَشَدّ وَأَبْقَى "
أَيْ أَشَدّ أَلَمًا مِنْ عَذَاب الدُّنْيَا وَأَدْوَم عَلَيْهِمْ فَهُمْ
مُخَلَّدُونَ فِيهِ.
--------------------------------
من الناس مصاب بعمى القلوب فما هو؟
بعض القلوب يصيبها العمى كما يصيب الأبصار،
وعمى القلوب أعظم من عمى الأبصار والعياذ بالله،
قال الله تعالى:
(فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ ولّكٌن تّعًمّى القٍلٍوبٍ التٌي فٌي الصٍَدٍورٌ}
سورة الحج:46
الأمراض القلبية سببها الأساسي نقص الإيمان مما ينتج
عنه الاختلال النفسي الذي يؤدي بهؤلاء المرضى
إلى عدم الرضا والسخط والأنانية والكراهية والأحقاد
والكذب وحب الإضرار بالناس والكيد لهم.
والأمر المؤكد أن مريض القلب فاقد الثقة بنفسه
وبخالقه والعياذ بالله، إنها امراض خطيرة انتشرت
في واقعنا وتعلو منها الشكوى كل يوم..
الشكوى من الكراهية حينا ومن العدوانية حينا
آخر بل ومن العجز عن فعل الخير في أحيان أكثر
ولا يجلو غشاوة القلوب ولا يبصرها ولا يذهب عماها
إلا كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله وذلك بتلقي العلم عن الراسخين
فيه ..قال الله تعالى:
{فّاسًأّّلٍوا أّّهًلّ الذٌَكًرٌ إن كٍنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ}النحل:43،
فإذا انقطعت الصلة بين الإنسان وبين كتاب الله تعالى
وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو فهم الأدلة فهماً
خاطئاً بمعزل عن الراسخين في العلم تخبط خبط عشواء
وأعجب برأيه وزين له الشيطان عمله وضل وأضل بفهمه
المخالف لأهل العلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن هو
ما وقر في القلب وصدقه العمل.
وقال:"التَّقْوَى هَاهُنَا "وَأَشَارَ إِلَى صَدْره .
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .