قال الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت ببلاغة في عام 1637 " أنا أفكر إذا أنا موجود"
الجهاز الذي يمكنك من أن تفكر و أن تثبت وجودك هو المخ --
و يتألف المخ في المقام الأول من كم هائل من المياه والدهن.
ويزن مخ الإنسان حوالي ثلاثة أرطال :
78 % من هذا وزن المخ هو الماء.
بروتين يمثل حوالي 8%
بعض الكربوهيدرات تمثل 1%
بعض المركبات العضوية وغير العضوية تمثل حوالي 3%
أما البقية و التي تصل إلي حوالي 12% هي عبارة عن الدهون و اغلبها الكوليسترول
و للعلم فإنه بدون الكوليسترول لا يمكن لخلايا المخ أن ترسل الرسائل التي تنشط عمل أعضاء الجسم الأخرى و الأهم من ذلك لن يصبح المخ قادرا علي التفكير
الكوليسترول يسهم في بناء الوصلات العصبية و التي من خلالها تستطيع الخلايا العصبية نقل الإشارات الحسية الخلايا
إن حقيقة أن خلايا المخ تحتوي علي الكوليسترول ليست بالجديدة و لكن الجديد ما هو طبيعة عمل هذا الكوليسترول في أنسجة المخ.
في نوفمبر 2001 قامت مجموعة من الباحثين الفرنسيين و الألمان في مركز ماكس دلبروك للطب الجزيئي باكتشاف شيء مثير جدا , ففي اجتماع لجمعية طب المخ و الأعصاب العالمية قام رئيس الباحثين بالكشف عن الاكتشاف المثير حيث قال:
إن حوالي 90%من الخلايا الموجودة في المخ هي عبارة عن خلايا غير عصبية تسمي (خلايا Glial أو Glial cells ) و هذه الخلايا ليست الخلايا التي عن طريقها يتم التواصل خلايا المخ و قد اكتشف الباحثون في مركز ماكس دلبروك أن هذه الخلايا تحتوي علي الكوليسترول و الذي يمكنها من إفراز جزيء معين يساعد علي تكوين الوصلات العصبية و مفارق صغيره في المخ حيث يتم تبادل الرسائل بين الخلايا العصبية
الغرض من استعراض هذا الاكتشاف هو توضيح مدي أهمية الكوليسترول في عمل المخ
الكولسترول هو لبنة مهمة في بناء الهرمونات.
يستخدم الجسم الكوليسترول لتصنيع بعض الهرمونات منها هرمون الغدة الكظرية الكورتيزون
و كذلك هرمون الذكوره التستوستيرون و مشتقاته
و كذلك هرمونات الأنوثة الايستروجين و مشتقاته و هرمون البروجيسترون (هرمون الحمل)
الكولسترول هو عنصر من العناصر المكونة للعصارات الهاضمة ، مثل الصفراء.
المرارة هي عضو صغير يقع أو يجلس علي قمة الأمعاء الصغيرة و تفرز المرارة عصارة هاضمة خضراء اللون تسمي العصارة الصفراوية تتركب أساسا من الكوليسترول
و بدون هذه العصارة الصفراوية لا يمكن هضم الطعام الدهني لان العصارة الصفراوية تساعد علي خلط الدهون الموجودة في الطعام بالماء و جعله مستحلب يسهل هضمه و امتصاصه و كذلك امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل فيتامين A, D, E, K
و علي ذلك بدون الكوليسترول لم يكن باستطاعة الجسم تكوين العصارة الصفراوية و بدون العصارة الصفراوية لن يستطيع الجسم هضم و امتصاص الدهون و بدون الدهون لن يستطيع الجسم تكوين الأنسجة الدهنية التي تعمل كوسادات تخفف من حده الصدمات علي الجسم و التي تحافظ علي حرارة الجسم و التي تدخل في بناء كثير من المركبات الكيميائية داخل الجسم
الكولسترول يستخدم كلبنة مهمة في بناء فيتامين دال ، والذي يتكون عند تعرض الأنسجة الدهنية تحت الجلد لأشعة الشمس
يستخدم الجسم الكوليسترول لتصنيع فيتامين د الهام لبناء و متانة العظام
الآن يمكنك أن تقتنع بأن كل ما قرأته أو عرفته عن الكوليسترول هو خطا , خطأ, خطأ..............
لكن لحظه أخي الكريم لم تنتهي الحكاية بعد .............
فالكوليسترول الذي ظهر كبطل في السطور السابقة قد يكون هو نفسه الوغد الذي قد يطيح بك أرضا
نعم الكوليسترول يحمي خلاياك و يساعد علي أن يعمل مخك بشكل صحيح و يدخل في تصنيع الهرمونات و الفيتامينات ..........
و لكن أخي الكريم في ظروف معينة يمكن لهذا الكوليسترول أن يغلق شرايينك و يصيبك بأزمة قلبية و الكثير من الأمور التي لا يمكن أن تتوقع أن يفعلها من ظننته للحظه انه البطل المظلوم ..........
و هذا ما سوف نتعرض إليه إن شاء الله في الحلقات المقبلة من هذا الموضوع
Reference: Controlling Cholesterol 2nd Edition
Prepared and translated by Dr. Walid Habib