إن أردتم الدفاع عمن تحبون فتحروا الصدق والعدل
بقلم محمّد العراقي
يبدو إن تداعيات لوثة الطائفية والفئوية الفكرية قد تغلغلت رغم انف الكثيرين فوصلت حتى المثقفين والمنصفين منهم ونالت ولو شيئا بسيط من عدالة منحى تفكيرهم حتى أضحينا لا نفاجأ حين تجد أحيانا هفوات وزلات لمثقفين طالما عرفوا بعدلهم واعتدالهم بعد أن ارسوا الاتزان والحياد منهجا لخط سيرتهم ومسيرتهم الثقافية التي عرفوا بها طيلة تلك المسيرة وتلك الأجندة عريضة تطال مختلف الشرائح ولا نستثني هنا أحدا حتى أنفسنا ومن يدري فقد تكون تلك المسالة قد طالت الكثيرين ونحن منهم في بدايات أدائنا وقبل مراحل نضج ذلك الأداء بإحدى مقالاتنا أو طروحاتنا اثر تداعيات موقف قاس ٍمعين ربما يكون قد اثر في حينه على نقاوة منحى تفكيرنا ولكن أن ينبري كبار كتّابنا ومثقفينا للانحياز بمسار تخطه تلك الأجندة لهو أمر مؤسف ولا يمكن قبوله وقبول مبرراته مطلقا كونه يشكل على من يكن بمستوى نضجهم خصوصا حين يكن الأمر متعلقا بالدفاع أو الانحياز لتشجيع أداء فئة معينة من الشعب ويكون ذلك مشوها وغير مدعما بالأسانيد والحقائق فهنا تتحقق مصيبة البلاد وانحدار مستواها الفكري بتحكم العواطف الفئوية في مسار عدالة من يعول عليهم من أبناء تلك البلاد في دورهم العادل بالتحكيم والتأثير الفكري القويم لموازنة آراء المتشددين من الذين ينقادون لأهواء تلك العواطف اللا متزنة ورغم إننا قد لا نقر بإمكانية التأثير الكبير الذي يمارس لاستمالة واجتذاب أولئك المتوازنين والمعتدلين ولكننا أضحينا نلاحظ بين الفينة والأخرى بعض الملاحظات التي نشكلها على من نحسبهم دوما عند حسن ظننا بهم وأظنهم كذلك وهم يعرفون أنفسهم جيدا ولكن لا ضير من التذكير فمؤخرا اطلعت على عنوان وجدته منحازاً وهو بصدر مقال لأحد رفاقنا في درب النضال الفكري ضد الاحتلال للعراق وهو ممن رفعوا أقلامهم بوجهه ووجه أعوانه اللئام وانه لم تأخذه بالحق لومة لائم ولكني لما تصفحت مقالته تلك التي استهجنت عنوانها وجدت إن فحواها وما بين سطورها هو اكثر إيلاما ولم أتبين بعد كيف استطاع ذلك الكاتب الموقر أن يبتعد عن وسطيته المعتادة ليتطرف بنظرة ويحتار ويتساءل هل إن تيارا معينا بالعراق بات لوحده في الساحة وتناسى دوره في المراوغة فلا ادري عن أي ساحة تحدث هنا أهي ساحة تشكيل الحكومة العميلة أم ساحة الاشتراك بها وتمرير كافة مقتضيات الاحتلال من خلالها ثم يعود فيقصر وطنية شعب بفئة أو نضال شرائح من الشعب بفئة واحدة وكيف انه تعامل مع تقييم تلك الفئة على إنها تيار متجانس تنظيمي وكأنه حزب فكري أو عقدي واحد كما هو الحال مع الأحزاب المتمسلمة المترامية في أحضان العمالة أما التيار الذي امتدح أدائه الأخ الكاتب فانه برؤيتنا يجسد حراك مجاميع غوغائية تسير بلا أهداف ثابتة وتحركها المصالح الخاصة خاصة وان تلك الفئة مشكوك بأدائها في غير مرحلة من مراحل تداعيات احتلال العراق حتى اليوم بل ومشكل عليها في تلطخ الكثيرين ممن يحسبون عليها بدماء الأبرياء من أبناء الشعب العراقي بعمليات الانتقام العدائية الإجرامية التي جرت بعيد أحداث سامراء الجريحة التي تم افتعال أزمتها تمهيدا لاحتلالها طائفيا تحت جنح الاحتلال واصحاب الصحوة الغافلة ويحتلها اليوم قسريا وليس غدا أصحاب اجندة طائفية معلومة غير خافية على أصحاب الضمائر الحية والنقية ولمن درس صحائف التاريخ وعرف ما جرى من قبل من اجندات مريضة مماثلة واجهت توالي الفشل منذ بداياتها وحتى انقضاؤها وتجللها بالعار والشنار .