إلى مجتهدي النسخ ولاصقي الجهل, إلى الأميين في رحاب العلماء
نشهد في الآونة الأخيرة طلبة في الصفوف الابتدائية يطلعون علينا باجتهادات وأبحاث شرعية بعد أن قرأوا حديثين أو ثلاثة ،
لا يحسن أحدهم اللغة العربية ولا يفرق بين التمييز والحال .. ولا يدرك معاني الحروف ، وتراه يخطئ حتى في الإملاء وعند تصحيحه يقول خطأ مطبعي .. ويتكرر الامر مما يدل على جهل ظاهر ..
ولا يتوانى " مجتهد النسخ واللصق " عن تفنيد أي رأي لا يناسب ما أملاه عليه عقله الملاصق للواقع الفاسد فيهزئ ويسخر كما بدى له وهو لا يدري أنه يخوض في أعراض علماء جهابذة درسوا وافنوا أعمارهم في طلب العلم ، فيأتي هذا التلميذ ليقول لهم ضللتم وأضللتم .. متطاولا لا يبالي ..
سمع ببعض المصطلحات الشرعية والقواعد الأصولية فسمح لنفسه أن يطبقها كيفما اتفق ، ويرد على هواه ما يعارضه وهو لا يميز بين السبب والشرط ، ولا يعرف العلة والمعلول إلا بالاسم ، وكيف له ذلك وهو لا يعرف المنطوق والمفهوم ، وأوجه الدلالة وأحوال الألفاظ .
قرأ بعض الأبحاث فقلد كما قلد الغراب مشية الحمامة ، فلما قيل له إن بحثك لا يستند إلى أي أسس شرعية رغى وأزبد واتهم وتمرد .. لا يرده للحق إلا صفعة على قفاه ربما ترد له عقله إلى موضعه ..
لا يفتأ يحرض ويستخدم من الألفاظ في النقد والانتقاد ما لا يقبله على نفسه فإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ..
لا يهمه إلا أثبات رأيه ولو رد الحديث وقلب معنى الآية واولها
نقول لهؤلاء التلامذة أنكم لا تصلحون للقعود مقاعد التعلم ، لأن من شروط تلقي العلم احترام العلماء ..
فليس كل من قرأ كتابا صار عالما ، وليس من عرف الحروف صار كاتبا ..
إلتزموا الصمت وتعلموا
والتزموا الأدب وتهذبوا