نجاحهن يرتبط بارتفاع نسبة المشاركة والتصويت للقوائم العربية
عربيات يترشحن للكنيست متحديات غياب "الكوتا" وضعف التمثيل
عربي يصوّت بالانتخابات الإسرائيليةباقة الغربية (اسرائيل)- ا ف ب
تسعى مرشحات عربيات لحجز مقاعد لهن في الكنيست الإسرائيلي، في الانتخابات التي تجري غداً الثلاثاء 9-2-2009، لكن عبر القوائم العربية المشاركة في السباق، وليس الاحزاب الإسرائيلية.
إلا أن وصول إحدى المرشحات، يبقى مرهوناً بارتفاع نسبة التصويت، وكذلك بأن يعطي الناخبون أصواتهم لأي من القوائم العربية.
"عليكم بالتصويت, وان لم تصوتوا لي فلتصوتوا للاحزاب العربية, لكن اياكم ان تصوتوا للاحزاب الصهيونية", تقول عايدة توما لمجموعة من النساء اللواتي تحلقن حولها، في قاعة في مدينة باقة الغربية, شمال القدس. وهي تترشح عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساوة، بأمل الفوز بعدما بينت استطلاعات الرأي أن الجبهة قد تحصل على 5 مقاعد في الكنيست، بعدما كانت تشغل 3 مقاعد فقط، من بين 9 مقاعد عربية في الكنيست السابق.
وتتنافس 3 قوائم عربية في الانتخابات الاسرائيلية، هي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة يرأسها عضو الكنيست العربي محمد بركة, وحزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يترأسه الدكتور جمال زحالقة، والقائمة الموحدة-الحركة العربية
للتغيير برئاسة الشيخ ابراهيم عبد الله صرصور.
كما ثمة قائمة صغيرة وهامشية تدعى "دعم" وهي حزب عربي يهودي عمالي مشترك وتترأسه العربية اسمى اغبارية تخوض الانتخابات وحصلت في الانتخايات السابقة على نحو 3 آلاف صوت.
وتحذّر توما المشاركات في ندوتها من أنه "ان لم تصوتن فسيذهب صوتكن الى افيغدور ليبرمان الداعي الى الترانسفير". ويهدد ليبرمان زعيم اليمين المتطرف الاقلية العربية بحرمانها من حقوق المواطنة ربما تمهيدا لطردهم من اسرائيل.
وتتوقع الاستطلاعات ان يحصل على اكثر من 17 مقعدا ليأتي ثالثا بعد حزب الليكود (يمين), وكاديما (يمين وسط).
وتقول المرشحة للمقعد الخامس في قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي تضم عربا ويهودا, البالغة من العمر 44 عاماً، إنه "لا يوجد في الجبهة تمثيل نسوي بحسب الكوتا, لقد خضت الانتخابات الداخلية في الحزب والجبهة للمرة الثالثة, وحصلت على الترتيب الخامس وانا اول امرأة ممثلة في لجنة المتابعة العربية" التي تضم كافة الأحزاب العربية في إسرائيل.
وتنشط توما في الحركة النسائية منذ سنوات طويلة حيث أسست وشاركت في تاسيس عدد من الجمعيات من ضمنها "نساء ضد العنف" التي تديرها منذ 15 عاما, وملاجىء للنساء المعنفات. وتشير إلى أن أحد مطالبها الأساسية "المساواة والعدالة الاجتماعية", مؤكدة على ضرورة "وجود امرأة تعالج القضايا السياسية بوجهة نظر امرأة".
وتمضي بالقول "ان قضايا المرأة اخذت من عمري الكثير سأستعمل قوة تمثيلي في الكنيست للتغيير والتاثير في الوضع النسائي وقضايا ومكانة المراة"، مضيفة "هناك نحو 18% من النساء العربيات فقط يعملن باجر, وهناك بطالة بين الاكاديميات العربيات بنسبة 40% والخوف من ان هذه المعطيات تؤدي الى الاستنتاج الخاطىء عند الاهل باننا استثمرنا في تعليم بناتنا ولم يعملن, فلماذا نعلمهن ونصرف عليهن".
كما تؤكد أن 70% من الاطفال العرب دون خط الفقر لان نسبة كبيرة منهم يعيشون مع احد والديهم, وتكون والدتهم في اغلب الاحيان.
وفي حال فوزها، ستكون توما أول امرأة عربية من حزب غير صهيوني في الكنيست. وتقول "كان في الكنيست الماضية امراتان عربيتان ولكنهما كانتا مع حزبين صهيونيين, وهما ناديا الحلو مع حزب العمل وحسنية جبارة مع حزب ميرتس".
حظوظ قليلة
وفي مدينة ام الفحم بدت المرشحة للمقعد الثالث عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي حنين زعبي مليئة بالحماس وهي تجهز نفسها للتحدث في حلقة نسائية ضمن حملتها الانتخابية.
وتشرح "لا يزال كثير من الرجال يعتقدون ان النساء لا يفهمن بالسياسة وان عمل السياسة مقتصر عليهم".
لكنها اكدت ان عملها في السياسة لن يقتصر على معالجة التمييز بين النساء والرجال في الحقوق, ولا على عمل المرأة وانما "سيكون رافعة لحث الرجل على الاهتمام بقضايا المرأة وتنبيهه لها".
وتضيف "حظوظ المرأة قليلة في التمثيل ليس فقط في السياسة, بل بالقيادة والمجالس المحلية, والقضايا الاقتصادية, وفي الشركات الخاصة".
وتستند زعبي إلى الاحصائيات للإشارة إلى أن "النساء العربيات يصوتن اقل من الرجال بنسة 10% وانا كامرأة سأعمل على ان تستغل المرأة صوتها للانتخاب".
وقالت "لا زلنا كنساء نشعر بتمييز مضاعف, بسبب العادات الاجتماعية والتمييز القومي الذي يحرمنا من فرص العمل والتقدم. اسرائيل تعيق من تطورنا الاجتماعي والاقتصادي".
وتلفت إلى أن حزب التجمع الديمقراطي انتهج سياسة الكوتا النسائية في القائمة الانتخابية اذ ان "بين كل ثلاثة مقاعد الثالث مضمون لامراة"، مضيفة "النساء متعطشات للمعرفة ويناقشن بالسياسة, ولكن لقاءاتنا للحملة الانتخابية بين النساء تتم في النهار, بينما تكون الحملة بين الرجال في المساء".