فلسطين والعراق حقا إنها حالة واحدة
بقلم اسد الاسلام
إنها عبارة شهيرة أطلقها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يوما حين أراد بها إيصال فكرة كانت تدور بخلده دوما ولكنها لم تصل بمداها وعمق حسها لأحد فكثيرا من الناس في اليوم التالي تهامسوا ماذا يقصد الرجل ولم يصل لمستوى تفكيرهم تشابه قرار وقعر مصير الحالتين المستقبلي من حيث مستوى الاستهداف ومخاطره الجسيمة المحتملة وبدا لنا بعد أن جرى ما جرى لبلادنا باحتلالها الأثيم إن الرجل كان صادقا بحسه فإننا عرضة لمواقف الأسى والإضرار التي كان وما زال يتعرض لها إخواننا بفلسطين بل باتت شاشات الفضائيات غالبا ما تحتار في نقل مشاهد الأسى بين الأشقاء في البلدين الجريحين عندما تتوافق الاعتداآت الإجرامية بحق شعبيهما سوية وكل ذلك يجري وسيط انشغال الأشاوس ممن باعوا أنفسهم وأوطانهم عندما أقحموا أنفسهم زيفا بتمثيل ذينك الشعبين الجريحين تحت حراب الاحتلال إرضاء وتمريرا لاجندات الأعداء التي تتطلب ذلك التمثيل الحكومي البائس الذي طالما انقسم على نفسه وتجذر كما جرى بفلسطين ومؤخرا بالعراق عندما تتقاطع مصالح أولئك العملاء واليوم أصبحنا على اعتراف مؤلم لأهل العراق والأحرار من حولهم فقد اعترف كبير المفتشين هانز بليكس طواعية وبصحوة ضمير بأنه قد زور تقارير التفتيش السابقة للعراق بضغوط من قبل مجرم العصر بوش السفاح وانه تعرض للتهديد هو والبراعي واضطرا لمسايرته لتمرير قرار الهجوم على العراق مما يوضح للعالم كله إن كل شيء جرى بأزمة العراق الدائرة حد اليوم لهو باطل جرى تمريره بظلم كبير وان ذلك يقتضي محاكمة ذلك المجرم وكل من اشترك معه بفعلته بين كبير وصغير إيفاء لحق ضحايا شعب العراق وانتهاك حرماته ومقدساته وفي نفس هذا اليوم تأتي أخبار الهجوم الإسرائيلي اللعين على غزة الجريحة الصابرة بتلك الوحشية المنقطعة النضير حيث تناثرت جثث الضحايا من الرجال والنساء والأطفال كما تتناثر بالعراق في كل يوم وسيط استهتار الأعداء بحقوقنا وتفرج أولي الأمر من امتنا التي غرقت بضعفها ولا اقصد هنا الشعوب العربية والإسلامية التي خرجت للتظاهر والاحتجاج بأعلى أصواتها وبأضعف الأيمان فمن تراه يسمح لها بعبور الحدود بين قطر واخر لئلا تتجمع وتهاجم إسرائيل وتمحوها من الوجود وترجع إلى من كان سبب سباتها كل تلك الفترة الطويلة المعيب لتقتلعهم من كراسيهم التي التصقوا بها وهم لا يستحقونها بعد تراكم كل تلك المآسي بحق ولكن يجب أن يعلم أي فلسطيني وعراقي وطني غيور إن جل ما تعرضت له بلاده كان بسبب الاحتلال ومخططاته التي يسهل تمريرها العملاء بتيارات الموالاة التي تبرر مسايرة الأعداء وهو الذي يشكل خيانة عظمى تعاقب عليها كل الشرائع والأديان والقوانين والنظم وهي المحرمة في شريعة الإسلام وعامة الأديان الأخرى وغيرهم وبذا تتضح الأمور جيدا فالسبب الرئيسي الذي وصلت به الأمور إلى هذا الحال هو الانقياد لتيار العمالة والموالاة الذي وجب الحذر منه لأنه قد يأتي ملتحفا أية زي مزركش كاذب ليختبئ من تحته وليغطي على قبح وقرف عمالته الدنيئة وخاصة العمائم واللحى ولباس الإسلام الذي شوهه البعض بعمالته هنا وهناك فالحذر ولا من داع للتسليم بحسن النية والانقياد وراء المظاهر الخداعة ممن يتخذون شعارات دينية وقدسية لأحزابهم من أي لون فكلها لم تأت وتتكون وتظهر للسطح إلا بمباركة الاحتلال وآل الاحتلال الكبار الذين يهيمنون على مقاليد الأمور للبلد المحتل وشعبه الأسير إلا من رحمة الله وانهم هم من يفاضل وينتقي بين التيارات السياسية المتقدمة أيها أكثر انبطاحا وتوافقا وتؤمه مع توجهاتهم المشبوهة في الأصل مع وجوب التيقن بان لا حل إلا باستمرار بالمقاومة بكل أشكالها حتى الجلاء والتحرير وان العملاء لا يأتوا للشعوب إلا بمزيد من المعاناة التي تخلفها آثار سلبهم ونهبهم وخيانتهم وانقيادهم الأعمى وراء المحتلين وتغطيتهم المستمرة على تجاوزاتهم وإنهم باشتراكهم هذا إنما كانوا قد ضيعوا صالح بلدانهمعندما سلموا مصائرها لتداخلات الأعداء الطامعين على مذبح ذلك التنافس الهمجي الذي يدمر البلاد والعبادويجعلها ساحة لذلك الصراعالخفي بين الأشرار على نية الهيمنة والاستحواذ على نتف الغزاة ومنهنا وهناك عندما تخرج بين الفينةوالأخرى نتفا أخرى من أفواه الغزاة ليرموها لأولئك العملاء ويفتنوهم فيما بينهم بصراع جديد والضحية دائما هي الشعوب الجريحة التي لو كتب لها أن يتنادى لها أصحاب الضمائر الحية فيتوحد أبنائها بالمضي برص الصفوف تجاه مقارعة الأعداء بلا عمليات سياسية رذيلة ومنبطحة معوقة لما بقي غاز واحد على التراب العربي الطاهر فإلى ذلك تتجه القلوب