الى مزابل التاريخ وحدها يا خونة الاوطان
بقلم اسد الاسلام
الى مزابل التاريخ وحدها يامن تعاونتم مع محتلي بلادكم فهذا هو المكان الوحيد الذي يستحقه كل من خان وطنه وتعاون او اسهم او تواطىء مع الغزاة واعداء بلاده اينما حصل ذلك وفي اية زمان ومكان فلحفظ الاوطان قدسية سنبقى نحث على احيائها كواجب شرعي ووطني خاصة في تلك المرحلة المريرة والامة تعاني الاستهداف وتفاقم الاخطار التي تحف بها من كثر الطامعين وهذا العراق وشعبه الجريح امامكم ينزفان في عامهم السادس بلا هوادة ولا من معين ولا نصير يتنادى لتلك المحنة الشعواء فالشعب ينزف الدماء برصاص العدو الغادر وانتقام الطائفيين اللئام والبلاد تنزف الثروات والأموال التي تستنزف على أيدي السراق والمفسدين ما بين السلب والنهب وبين هذا وذاك يعاني الأحرار في وطنهم شظف العيش والتأسي على ذويهم المنسيون في سجون الاحتلال وأعوانه الذين يكابدون الأمرّين في اكبر تواجد قسري ظالم تشهده البلاد والمنطقة الذي يأتي وسيط انعدام الحريات وامتهان الكرامات والحرمات والتعرض للأذى والمضايقات والإهانات عند المداهمات والحواجز المنتشرة في المنطقة الواحدة بل وفي عموم أرجاء البلاد بكل تلك الممارسات التي يعاون الأعداء الغزاة فيها ضعاف النفوس من العملاء والخونة الأرذال من الأشرار الذين بفعالهم السيئة يزيدون من معاناة شعبهم الصابر ويجعلون ظرفه لا يطاق وكيف لا وهم الأدرى بالإضرار وبالأذية خاصة عندما يتعاظم الشعور بالنقص في دواخل أنفسهم ولتزايد حقدهم على الأحرار والوطنين في البلاد كونهم انحدروا بخلقهم إلى الحضيض ولم يستطيعوا الحفاظ على مستوى طيب كالذي يحوزه أخيار البلاد لتزيد شقة الخلاف بسب الموقف من قضية الوطن الجريح وينقسم الشعب إلى فريقين أحدهما وطني يناهض الاحتلال بنبل والآخر عميل يتعاون مع الاحتلال بقبح وشتان بين الفريقين المختلفين بمستوى الحراك والرؤى خاصة عندما يعرض ذلك الحراك على منصة التقييم فالأول وطني ينطلق وينتهي بحراك عمومي لأجل صالح الوطن بينما الثاني عميل ينطلق وينتهي بحراك فئوي لأجل صالح خاص وضد مصلحة العموم والوطن وهنا لابد من العودة إلى سابق وسالف تجارب ذات أطر مشابهة لما يحل ببلادنا اليوم أينما حلت على تراب هذه الحدباء ليتحصل عندنا النتائج المتوقعة في حال نهاية أزمة البلاد المرتجاة من فضل الله على أهل العراق الصابرين لنجد إن كل التجارب التي سجلتها صحائف التاريخ لم تهمل مجريات تعلقت بسير وقائع احتلال أية بلاد بموجب ذلك الانقسام على قضية البلاد والموقف منها ما بين السلب والإيجاب حيث إن أقلام التاريخ حرة في حراكها وتتناول التقييم الواقعي مهما كان قاسيا في وصف تلك المجريات فترى التاريخ يقول عن من خان وطنه بأنه الخائن بلا مواربة سواء أكان جنديا معاونا للاحتلال أم رئيسا لحكومته كما يتناول بالسوء حكومة فيشي العميلة وغيرها ليجعلهم عبرة لغيرهم من ضعاف النفوس بينما نرى انه يمجد ويمتدح باحلى الأشعار والعبارات سير الأبطال المقاومين كي يجعلهم قدوة لمن يأتي بعدهم من أصحاب الغيرة ونبل المشاعر وبذا يكون قد خلّد المواقف واصحابها ولكن كل في مكانه المخصص فشتان بين مزابل التاريخ ومواقع فخرها واعتزاز الخيرين بها...