ترى من الأجدى بتمثيلك يا عراق
بقلم اسد الإسلام
لا يستحق تمثيل البلاد إلا من اثبت انه دافع عنها وبذل لأجل تطهير ترابها الغالي والرخيص أما من هو متواطئ مع الأعداء ويرفع من وراء كواليسهم شارات السلام الخضراء في العلن وفي الخفاء فانه يوقد نار الفت ويتسبب بإثارة الأحقاد وأياديه ملطخة بالدماء فانه لا يستحق إلا الوصم بالخزي والعار كلما اشتدت رحى الاقتتال والاحتراب بسبب أولئك الظالمين اثر توالي الفتن وفشل إمكانية إيقاف نزيف الدماء رغم تنادي المخلصين من حولنا تألما وتأسيا للبحث عن أية وسيلة لإيقاف ذلك السيل من الدماءوالمأساة التي باتت تستصرخ ضمائر الأخيار في هذا العالم لنسمع عن مؤتمرا يعقد هنا وموآزرة تعقد هناك في عالمنا العربي أو الإسلامي أو حتى الإنسانيوجوار كل هذا نسمع البعض من ارعياء السياسة المفروضة على واقع العراق المرير اليوم ينبري لاطلاقتلك الأكذوبة التي أصبحت مجّةًومقرفة من زيفها وكذبها وهي ما سمي بالمصالحة الوطنية ولا ندريعن أية مصالحة يتحدث البعض وهويضع كمّا من العراقيل والإعارات التي تتسبب في إفشال المشروع حتى قبل إطلاقه وكل ذلك يتأتى من ممارساتالإقصاء السياسي النامة عن تخوفات البعض من الكثير من الطبقات الفاعلة على الساحة العراقيةواولاها القوى الوطنية المناهضة للاحتلال وبالتالي إنها هي الطرف الأجدى بالتحاور والجلوس على المائدةالمستديرة التي تساوي بين الجميع إلاّ في مقدار الحس الوطني والمعطيات المقدمة على الأرضوليتصور أي إنسان منصفجدوى عملية مصالحه يطلقها من هوممسك بزمام السلطة تحت حراب الأعداء وهو ينفرد ظلما فيحق تمثيل زائف لعموم فئات الشعب الذي يمثله ليمارسانتقائية غير مسؤولة في تقريب وإبعاد عناصر قد تكون غير ذي علاقة من عناصر أخرى كموضوعة اعتراض المالكي على تسليحبعض العشائر العراقية بينما ينبري لتسليح أخرى على الطرف الآخر ليتجلى بذلك طائفية الرجل وتحسسه ضد القوى الوطنية من حيثالمطالبة بالاستحواذ حتى على آلية توزيع تلك ألا سلحه المفترضة ولا نعلم ما الداعي لذلكالتسليح أينما حل إلا من دواعي فشل تلكم السلطة وأنظمتها الأمنية التي تغوص في وحل التردي معالأعداء الغزاة المتورطين بالعراق وكان حريا به التحلي بشجاعة الاعتراف بالفشل المشين لسياسة المواطئة مع القوى الاحتلالية الغاشمة وان صح ذلك التيار السياسي فانه لا يصح إلا بتمثيل المقاومة الشعبية وعموم القوىالوطنية المناهضة للاحتلال وليس الإتيان بغيرها بصيغة كرتونية مضحكة وضرورةتفهم مطالبها الوطنية والشعبيةفحبذا لو توقف ذرف دموع التماسيح عليك يا عراق كذبا وزيفا وأنت تنزف من الأعماق والبعض يعرف بحق دوائكالناجع لإخراجك من أزمة الأزمات هذه ولا يستطيع إزاء أطماعه وعناده حولا وهو مستقدما لغيره من الظالمينالذين مارسوا إذلال وتدميرمقدرات الشعب من خلاله وهو إمعة ينفذ لهم أجند اتهم بلا طائل فإلى متى يستمر هذا التزييف للحقائق واطلاقالمبادرات الكاذبة التي لا تلامس أدنى مستويات الواقع والناس قد مّلت الوعود والعهود حتى ما كان منها جوارالكعبة الشريفة وكانت هنالكأيادي أخرى تعمل بالخفاء لا يتحكم بها إلاّ أهل نوازع الشرور وإيقاد فتائلالفتن والاحتراب التي طالتنسيجنا الوطني الشعبي الجريح والمصيبة الكبرى إننا لا نجد من يتصدى لكل تلك الأكاذيب ويحاول الحد منها فيكل مرة تطلق بأبواق الزيف والقفزعلى الحقائق وتسفيه العقول إنها ولا ريب مجاملة لساسة البيت الأسود الذي بات متحكمافي أهل الأرض اليوم ولو تسنى ذلك التداخل في قولة الحق لما تجرأ أولئك على المضيبمحاولاتهم الشريرة تلك ولانبرى البعض تجاه تحقيق الحل الشافي والمجدي بحق لإيقاف تدهور الحال على تلك الصيغةالمأساوية والكارثية اثر ذلكالسكوت الدائم عن قول الحق في وجه الظالمين لترى الكثير من حولنا يطبل ويزمرلمبادرات واهية في اصلها وهو مدرك بأنها لن تمكن أحدا من القائمين عليها بالسير لبضع خطوات بحرية على أية بقعةمن تراب العراق ليقطف ثمارمصالحة أريد لها أن تكون حقيقية في خيال البعض ليقع الجميع فيعين ذلك الفشل المودي بتلكالمشاريع الواهية إلى مزابل تاريخ العراقأفلا يستحي البعض من تكرار كل هذا مرة تلو مره وكل ذلك الفشل يسبح فوقبرك الدماء لضحايا وأبرياء العراق العريق اللهم هيأ لنا من رشدك رجالا يوقفوا كل ذلك ومكنهم من حمايةحقوق البلاد والعباد وتحريرها من براثن الأعداء والمتحالفين معهم من الطائفيين والشوفينيين العتاة....