أيا صاحب العيد حاشاك أن تمر فعال الظالمين
بقلم اسد الاسلام
لقد حرمنا الأعداء وأعوانهم من الفرح بمقتبل العيد وحلوله عندما جعلوه قرينا للأسى والحزن بإعدام الرئيس العربي العراقي المسلم صدام حسين رحمه الله وسيبقى تذكارا يذكر الكثيرين بحدث اليم لن يفارق مخيلة كل مسلم وعربي حريص على دينه وعرقه كما سيبقى مرتبط وإلى الأبد في أذهان الكثير من العراقيين ذكرى ذلك الحدث الأليم المقصود بتلك الصبيحة المميزة عند فجر عيد الأضحى بإقرانه بذكرى فعلة مستفزة لم يراعي مرتكبيها مشاعر إخوانهم المسلمين ولم يبالوا لما يحدثه ذلك من شرخ كبير ستستمر آثاره الأليمة مدى الدهر كله ودارت الأيام بدورتها وهذه هي الذكرى الثالثة لذلك الحدث الأليم والأوضاع في البلاد تتعثر ولا تستقيم مطلقا رغم إطلاق الأكاذيب الزائفة عن ربيع أمان مفروض بالترويج لحملات الأعداء وحلفائهم وحين تسال العائد من العراق عن مشاهداته عن الحال فانه سيقول لك حتما انه لم يستطع الحراك والتجوال بحرية بسبب فرض العزلة بين المناطق السكنية والمدن إضافة لتخوفه وتحسبه لهول ما يسمع ويشاهد وان كتب له ذلك بفسحة غفلة الظالمين فلن يلحظ من ذلك التغيير سوى الخراب والخرائب وكثرة السيطرات الأمنية والحواجز الكونكريتية المعوقة للحراك بين منطقة وأخرى وناهيك عما بين المدن فذلك أمر يعد اليوم من الخيال وغير ذلك من الممارسات التي تمحي شيئا اسمه الحرية والخيار لذا فهو لن يلحظ سوى لافتات المستشفيات وقد تغيرت من مستشفى صدام إلى مستشفى الشهيد فلان فقد اقتصر الأمر على أسماء اليافطات والأحياء وغيرها مما يسهل فعله على من يتخذ تلك الأساليب كمنحى لإيهام البسطاء من الناس بتلك المظاهر والانصراف للسلب والنهب وما إليه حتى افتضح الأمر ولم يعد خافيا على أحد وسيط تدهور الحال إلى اخطر المنزلقات بتغييب القانون وإتاحة شائن الفعال من قتل وترويع وقمع وانتهاكات وأزمات وفتن ومحن عندها أتى اليوم الذي بات فيه الكثيرين يترحموا على الرئيس الراحل بين السر والعلن فلقد كان عهد الرئيس العراقي الراحل رحمه الله منهجيا ومثاليا من ناحية كفاءة الحكومة ومؤسساتها على كل القطاعات الخدمية التي تبتدأ من أمن حدود البلاد وحتى أمن المواطن الذي كان آمنا في داره ولا يستطيع اكبر مسؤول في تلك الدولة أن يمس عتبة داره اعتباطيا وان كان باب داره مفتوحا إلى الصباح حيث كان القانون هو السبيل والآلية بين ذلك المواطن والسلطة التي كانت ناجحة في غالب المجالات ومنها أيضا إدامة البنية التحتية بشتى السبل وحتى تامين سبل الحياة والخدمات للمواطن إلى عتبة داره فلم يكن باستطاعة تجار الأزمات التفرد والتحكم في عرى أية أزمة حيث سرعان ما ينقلب الأمر ضدهم عندما يتم إغراق الأسواق بما كان قد فقد ليعود بالضرر عليه وليتوب من المحاولة مجددا وكانت تلك السلطة ذات كفاءة ونزاهة وتصدي للفساد في حقوق المواطنة بحق في كافة برامج الإعداد والتنفيذ فيما تعلق بحاجات الناس في المواسم الملحة دون أن تتطور لمشكلة تذكر فلم يحدث أن انقطع تامين الوقود مثالا ولو لمرة واحدة وكان المسؤولون في تلك الدولة يتحسبون أن يقال عنهم انهم أخفقوا في مجال ما أو حتى تسببوا في ذلك الإخفاق لما سيترتب عليه من مسائلة حتمية كما وصل حد الكفاءة بهم أن أعادوا أعمار البنية التحتية والخدمات اثر العدوان على العراق بوقت قياسي غير مسبوق لم يكن للتقاعس والفساد أي موضع فيه وتم الضغط على تلك الدولة تدريجيا وقص أجنحتها من خلال تجنيد الأعداء لها حتى من بني الجلدة والأشقاء وصمدت كثيرا حتى انهارت اثر ذلك الضغط الكبير ليختفي ذلك العهد ولتحل الكارثة بالعراق عندما ابتدئت خمس سنوات عجاف وأهل العراق فيها يتحملون الأهوال وشظف العيش وانعدام الخدمات وسيط رياح الشر التي تعصف بهم من أية اتجاه محتمل أو غير محتمل نتيجة الاحتلال الجائر الذي ألمَّ ببلادهم الجريحة والذي لا يزال البعض ممن لم يعرفوا الحياء والخجل من الله والعباد يسمون ذلك الحدث الرهيب (تحريرا) ويعتبرونه دالة على نهج ديمقراطي مرحب به ويتمنونه للجميع على الرغم انه وفي كل يوم جديد يتأكد لجل منصفي هذا العالم إن ما جرى بالعراق لم يكن إلا عدوانا غاشما أأتلف فيه الفاسدين والمارقين والمجرمين الظالمين كي يغيبوا في العراق كل عدالة وقوى لها قانونية شرعية بغية السلب والنهب وإحلال شرائع الغاب التي تبيح كل محذور وحرمات البلاد والعباد التي شملت الأنفس والموال والأعراض دونما أية رادع فالقتل الطائفي يستشري بالعراق كداء له أول وليس له آخر والإذلال والانتهاكات والسرقات أصبحت مرعية بأيدي قوى الشر التي تحمل صفة القانون ظلما وزيفا بشتى ألوانها في جنح الليالي وهي تجتاح المدن والقرى والأحياء التي يستسلم فيها الأبرياء لقدرهم الذي وضعهم في المكان والزمان الذي تواجد فيه أولئك المفسدون وان سلموا من كل ذلك فكيف لهم أن يتخلصوا من براثن معاناة الألم النفسي والحسرات جراء نقص الخدمات وعوارض الأمراض التي باتت تعصف بالأطفال وهم يرتجفون في هذا البرد الشديد أمام أعين والديهم الذين لم يكونوا بأحسن حالا منهم إلا من قدرة التحمل التي ينهش بها الأسى على حال فلذات الأكباد وهم يتساقطون كورق الأشجار حين يتخطفهم القدر بلا رحمة جراء البرد القارس الشديد الذي تدور رياحه في منازل خلت من وقود التدفئة ومن زجاج نوافذها بسبب الانفجارات المتوالية وأنى لأصحاب الدخل البسيط والمحدود الذين يمثلون شرائح كبيرة أن يتمكنوا من شراء الوقود الذي رفع سعره الأشرار الجشعين ليفوق حتى الخيال بالنسبة إليهم وكيف لهم أن يستبدلوا زجاج النوافذ الذي هو الآخر غالي الثمن وصعب المنال عليهم وليكتفوا بوضع الأغطية المتراكمة على أطفالهم ووضع الورق المقوى وشرائح الأكياس على تلك النوافذ علها تقلل من شدة ذلك البرد الذي يدخل منازلهم عنوة كما يدخلها أشرار المداهمات التي تضعهم بين الارتجاف من الخوف والبرد سيما وان أولئك العتاة من المجرمين يتصرفون بلا رحمة خصوصا عندما يأمرونهم بالخروج من المنازل إلى الخارج وبدون غطاء ليعيثوا في منازلهم بحثا عن الأموال وما دنت إليه أنفسهم المريضة وهم كمن ينهش بلحم الميتة بلا رحمة وبحجة التفتيش عن الأسلحة تلك الحجة التي لم تنتهي منذ ابتدأ بها الصراع مع أسيادهم وحتى اليوم الذين حاصروا البلاد وتسببوا بمقتل الكثيرين فيما سمي بالحصار ولم يجدوا شيئا حتى الساعة وابتدئت المعاناة ولم تنتهي في ذلك الصراع الذي فتح أبواب جهنم على العراق وأهله حتى صاح الجميع اليوم ألا رحمة الله على صدام فقد قتلنا أولئك بشرهم....