منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > التاريخ العام والمخطوطات والكتب والصور التاريخية
التسجيل مشاركات اليوم البحث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 14-12-2010, 12:43 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شهيد فتح روما باذن الله
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تراب غير متواجد حالياً


افتراضي عدساتُ لا تراهم

عدساتُ لا تراهم
مسلمو كمبوديا

إنّه لمّا كانت العقيدة الإسلامية هي الرابطة الأساسيّة للمسلمين، مشاعيريا وتنظيميا، ولمّا كان " الإمام " هو الحافظ لبيضة الإسلام، والجُنّة التي نقاتل من ورائه ونُتّقى به، ولمّا كان مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.. كان لهذه الأمّة طرازٌ خاصٌّ في الحياة متميِّزٌ عن غيره كلَّ التميُّزِ، فلا يبيت مسلم شبعان وجاره جائع، ولايسأل المسلم أخاه إلّا أعطاه!!

لكن، في غياب مبدأ الإسلام العظيم، وانتصاب دبّابات الإستعمار، وحُكم العلمانية الجشعة، ضاع الإسلام وضاع من ورائه المسلمون..
فتشرذمت تلك الأمّة التي كانت محصّنة منيعة بمبدئها العظيم، ودُنّست مقدساتها، وأُريقت دماؤها، وطُعِنت من الداخل يوم أن تمكّن منها ثالوث الشرّ: نظام خائن منافق، وعلماء بلاط متسوّلين، وإعلام فاسد مفسد..

وضاعت قضايا المسلمين، بين تعتيم وتهميش وخذلان..

وإلّا، فكيف ننسى معاناة إخواننا المسلمين في الشيشان، والفلبين، وتركستان وكمبوديا وتايلانادا..

أين عدسات الإعلام من هؤلاء الذين أٌحرِقوا، وهُجٍّروا، وأوذوا..لا لشئ..إلّا لأنهم قالوا " ربّنا الله" !!!


مسلمو كامبوديا " المهاجرون"

مملكة كمبوديا، المعروفة سابقا باسم كمبوتشيا، يقع هذا البلد في جنوب شرق آسيا، ويحده تايلاند إلى الغرب والشمال الغربي، لاوس إلى الشمال، وفيتنام من الشرق والجنوب الشرقي، ومن الجنوب خليج تايلند.






تبلغ مساحة كامبوديا 182 ألف كيلو متر مربع وعدد سكانها صغير لا يتجاوز العشرة ملايين ولكن مع ذلك فإن تعداد المسلمين بها يصل إلى 15% من إجمالي السكان , فكيف وصل الإسلام إلى تلك البقعة النائية من المعمورة وما هي أحوالها وما هي التحديات التي تواجههم هناك وسط مجتمع بوذي وثني .



وصول الإسلام :

وصل الإسلام إلى سواحل البلاد ولكن بأعداد قليلة لأن السواحل متقعرة حيث خليج تايلاند الذي تشرف عليه البلاد فهي بلاد داخلية ليس لها موانئ تأتيها السفن , ثم أخذ الإسلام في التوسع داخلياً خلال القرن الثامن والتاسع الهجري ولكن بنسبة ضعيفة واستمر على ما هو عليه حتى سنة 1238هـ عندما سقطت إمارة تشامبا الإسلامية بيد الفيتناميين فهاجرت جماعات كثيرة من المسلمين إلى كامبوديا مما رفع نسبة المسلمين بصورة كبيرة حيث بلغ تعداد من نزح من تشامبا إلى كامبوديا قرابة المليون مسلم , وعمد هؤلاء المهاجرون على التواطن في قرى خاصة بهم جعلوا شعارها الإسلام وأوجدت هذه القرى فيما بينهم ذلك الطراز الخاص الذي يفرضه الإسلام، الذي يجعلهم لا يطمئنُّون فكرياً ونفسيّاً إلا في هذا النوعِ المعين من العيشِ، ولا يشعرونَ بالسعادة إلا فيهِ..

أوضاع المسلمين المهاجرين :

منذ اللحظات الأولى لدخول الإسلام لمنطقة الهند الصينية 'فيتنام – كامبوديا – لاووس' أدرك المسلمون التمايز الذي يحمله الإسلام في الجوهر والمظهر والحياة والسلوك مما جعل المسلمون دائماً يقيمون في تجمعات سكنية خاصة بهام لا يخالطهم فيها أحد من البوذيين وهذه التجمعات السكنية أو قرى 'فهوم التشام' وتحتفظ هذه القرى بأصالتها على مدى السنين والتمايز الإسلامي وكان يشرف على كل قرية حاكم عالم بأحكام الدين '' وهذا الحاكم يشرف على أوضاع المسلمين وشئونهم الدينية ويعين أئمة الصلاة والخطبة ,و يجمع تنظيم هذه القرى كلها قيادة اللجنة لشؤون المسلمين .

يعاني المسلمون هناك من الجهل الشديد نظراً لإحجامهم عن الالتحاق بالمدارس الحكومية التي تتعمد طمس هوية المسلمين وسلخهم عن دينهم فهم مثل باقي إخوانهم بمنطقة جنوب وشرق آسيا يؤثرون الجهل الذي يُبقى على دينهم على العلم الذي لا يُبقي ولا يذر ..


المسلمون والشيوعيون :

إنّ الصراع بين الحق والباطل والكفر والإيمان هو سنّة الله في الأرض..وإنّ البون الذي يشكّله مبدأ الإسلام عن باقي المبادئ والديانات ، يجعل من سياسة الحرب ضدّه ، تأكل بلا هوادة..
لذلك عندما قامت الثورة الشيوعية بفيتنام بإحكام قبضتها على البلاد خاصة في الأجزاء الشمالية قرر الشيوعيون الهجوم على كامبوديا واحتلالها وفرض الشيوعية على منطقة الهند الصينية , ونظراً لأن معظم مسلمي كامبوديا أصلاً من فيتنام وعرفوا الشيوعية من قبل وذاقوا ويلاتها فلقد شارك المسلمون وبقوة في الدفاع عن كامبوديا ضد فيتنام سنة 1395هـ عقب هزيمة أمريكا المخزية بفيتنام وشكل المسلمون فرقة قتالية تسمى فرقة 'بي أي' تميزت في القتال ضد الشيوعيين ولكن الشيوعيين في النهاية وبحبل من الصين وروسيا انتصرت ودخلت كامبوديا وفرضت الشيوعية هناك وكان ذلك بداية عهد جديد مروع من حياة المسلمين هناك لم تنته فصوله حتى الآن .

فصول مأساة المسلمين :

عند احتلال الشيوعيين بكامبوديا أعلن المسلمون في شتى البقاع بالبلاد الجهاد دفاعاً عن دينهم وأعراضهم ولكن أنّى لهم بمواجهة القوات النظامية المسلحة جيداً والمدعومة خارجياً ..وقد تفرّقت الأمة وتفكّكت وتداعت عليها الأمم كتداعي الاكلة على قصعتها..
وشعر الشيوعيون بأنهم لن يستطيعوا أن يثنوا المسلمين عن دينهم فلجؤا إلى أبشع الجنايات بحق المسلمين واتبعوا أسلوب الإبادة التامة لكثير من قرى المسلمين وأحرقوا الكتب الدينية وحظروا جميع أنواع العبادات وحولوا المساجد لمخازن الحبوب ومستودعات للآلات الزراعية وحظائر للخنازير وتكليف أئمة المساجد برعايتها وقتلهم إذا مات خنزير منها وعملوا على إلقاء القبض على حكام القرى المسلمة والمعلمين وأئمة المساجد وقدموهم للمنظمة العليا للشيوعية لمحاكمتهم وقتلوهم جميعاً هذا غير المذابح المروعة التي قاموا بها بحق بعض القرى المسلمة التي قررت المقاومة مثل قرية كامبونج تريس حيث ذبح الشيوعيون أكثر من ثلاثة آلاف مسلم من بينهم النساء والأطفال والشيوخ , وفي قرية كامبودنج تشام أعدموا ثلاثة آلاف وخمسمائة مسلم سنة 1394هـ .
وكان الشيوعيون الملاحدة يجبرون الفتيات المسلمات على خدمة الجيش الشيوعي في الغابات حتى إذا أصبحن حبالى ردوهن إلى أهليهن ليجللوهم بالعار , وأخذ الملاحدة أولاد المسلمين الصغار إلى معاهد ليلقنوهم الفكر الشيوعي وساقوا القادرين من الشباب والرجال والنساء إلى الأعمال الإجبارية ليؤدوا خمس عشر ساعة عمل مقابل تقديم وجبة صغيرة من الرز والملح مما أدى لسقوط عدد كبير من القتلى وإصابة الكثير بالعجز البدني الكامل وعندها يقوم الملاحدة بقتل من لم تعد له منفعة , قام الملاحدة بهدم المدارس الدينية والكتاتيب ونبشوا قبور المسلمين ومحيت معالمها في منتهى الحقد والحسد للإسلام والمسلمين
.
















.
خطة الإخراج والتفريق :


وهذا الفصل يمثل قمة المأساة المروعة التي تعرض لها المسلمون على يد الملاحدة الشيوعيين حيث قرروا تنفيذ خطة الإخراج والتفريق والتبديل والتي تقوم على ما يلي :
أصدر الشيوعيون قراراً في 6 ربيع ثاني 1395 هـ للمسلمين بالخروج من ديارهم بحجة أن الطائرات الأمريكية ستغير عليهم ولابد من الخروج بوجه السرعة ولا يسمح لهم بأخذ أية حاجة وستطلق النار على من يحاول حمل شيء معه فخرج الجميع حتى المرضى من المستشفيات باتجاه الغابات مما أدى لموت الكثير منهم لعدم كفاية الطعام والأدوية , وفي الغابات كانت قمة المأساة حيث فرق الشيوعيون الناس دون مراعاة وحدة الأسر فسار الرجل إلى مكان وزوجته وأولاده إلى مكان وبناته إلى مكان وكلفت كل جماعة بأعمال شاقة دون النظر إلى الجانب الصحي والإمكانات , وبدأ شعب كامبوديا يعيش حياة غريبة فلا بيع بينهم ولا صحف ولا مجلات للأخبار , ولا يعرف الرجل مكان أهل وعياله وليس من عبادة بأي شكل من الأشكال ولا أي أمر من الأخلاق أو حلال أو حرام ولا زواج والمجموعات المكلفة بالأعمال تشتغل بصورة جماعية وتسكن بشكل جماعي ومن رفض أمراً أعدم مباشرة أمام الآخرين ليكون لهم عبرة , وحاول الكثيرون الفرار من تلك الحياة الجهنمية فمنهم من نجا ومنهم من هلك..

إنّ أوضاع المسلمين في كمبوديا في غاية المأساوية..فهل تبنّى الإعلام هذه القضيّة وأشغل بها الرأي العام؟؟
هل تحسّس الإعلاميّون يوما مسؤوليتهم تجاه أبناء أمتهم، وتجاه دينهم؟؟
هل وقف الإعلام يوما موقف الحسم في بيان زيف الرأسمالية في رعاية شؤون الناس؟؟
هلّا أزال الإعلام غمامة النفاق والخذلان عن عدساته، لينقّل لنا صميم المعاناة التي يعيشها المسلمون في غياب الإسلام والحكم بغير ما أنزل الله؟؟
هلّا قام الإعلام بدوره الطبيعي، في فضح رؤوس الفتن وكشف المؤامرات التي تحاك على الأمة، وتنهيض الناس على أساس الإسلام؟؟
هذا هو إعلامكم أيّها المسلمون، كذب وتضليل وخذلان.. أفلا يُبصر فتُبصرون؟؟
كمبوديا هي مأساة أمة ضيّعت دينها فأصبحت بغيره ذليلة ..وإنّه لا مسؤول عن هذا الضياع يوم القيامة إلّا المسلمون......
بقلم تراب






التوقيع

[B] لابد للأمة من ميلاد .... و لابد للميلاد من مخاض .... و لابد للمخاض من آلام [/B]

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة