منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > مــنــــتـــدى الــعــــلـــوم الإســــــلامـــــيـــــــــة > السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى
التسجيل مشاركات اليوم البحث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 04-12-2008, 04:01 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مجد الغد غير متواجد حالياً


افتراضي سليمان بن عبد الملك على أبواب القسطنطينية

سليمان بن عبد الملك على أبواب القسطنطينية (في ذكرى وفاته: 10 من صفر 99هـ)
أحمد تمام
تولى سليمان بن عبد الملك خلافة الدولة الأموية وهي بالغة الازدهار واسعة الثراء غنية بالموارد فسيحة الأرجاء متماسكة البناء مليئة بالرجال وأصحاب المواهب الفذة، وكانت الدولة الأموية في عهد سلفه الكريم الوليد بن عبد الملك قد شهدت اتساعا في الرقعة هيأته لها حركة الفتوح الإسلامية في الشرق والغرب.

أما المشرق فقد قاد فتوحاته "قتيبة بن مسلم الباهلي" فاتح بلاد ما وراء النهر، و"محمد بن القاسم الثقفي" فاتح بلاد السند في شبه القارة الهندية. وأما الغرب فقد حمل لواء الفتح فيه القائدان العظيمان: "موسى بن نصير"، و"طارق بن زياد".
وتمتعت الدولة الأموية بثورة هائلة مكنتها من إقامة نهضة عمرانية وتشييد المساجد الرائعة، ولا يزال المسجد الأموي شاهدا قويا على ما بلغه فن العمارة من رقي وجمال، كما مكنتها هذه الثروة من تقديم خدمات اجتماعية وطبية تُعطى دون أجر للناس، فعينت الدولة لكل مُقعد خادما، ولكل ضرير قائدا يأخذ بيده، ولكل مريض مزمن من يقوم بحاجته.
هكذا كانت الدولة الأموية حين وليها "سليمان بن عبد الملك" بعد وفاة أخيه الوليد في (15 من جمادى الآخرة 99 هـ = 25 من فبراير 715م)، ولم يكن مستغربا أن يستمر سليمان في هذه السياسة الرشيدة التي وضعت الدولة الأموية في المكانة اللائقة بها؛ فقد كان من أكبر أعوان أخيه الوليد ومن أركان دولته، إلى جانب ملكاته الخاصة من حب للجهاد، وجنوح إلى العدل، وفصاحة في اللسان، وقدرة على اختيار الرجال الأكفاء.
سياسة سليمان بن عبد الملك
استهل سليمان بن عبد الملك خلافته بما ينبئ عن سياسته الجديدة؛ فاستعان في إدارة الدولة وتصريف شئونها بعظماء الرجال وصالحيهم، وأحاط نفسه بأهل الرأي والفطنة والدين والعلم من أمثال ابن عمه عمر بن عبد العزيز ورجاء بن حَيْوة.
وفي الوقت الذي استعان بأمثال هؤلاء الرجال العدول الأكفاء استغنى عن رجال الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يتمتع بثقة أخيه الوليد وتقديره، وكانوا يشغلون إدارات مهمة في الدولة الأموية، ويميلون إلى الشدة والظلم في معاملة الرعية كما كان يفعل الحجاج، غير أنه اشتط في تنفيذ تلك السياسة فنالت من بعض القيادات ذات الأثر العظيم في تاريخ الإسلام، ولم يكن كريما في التعامل معهم حتى وإن ثبت أنهم ارتكبوا بعض الأخطاء، لكن كراهيته للحجاج جعلته يبالغ في التعامل بقسوة مع رجاله وولاته وأهل بيته.
فعزل محمد بن القاسم، وأتي به مقيدا إلى العراق؛ حيث وضع في السجن وظل به إلى أن لقي ربه. ومن العجيب أن هذا البطل الذي قتله أهله وعشيرته حزن عليه أهل السند الذين فتح بلادهم لما رأوا فيه من عدل وسماحة وحرية.
وكذلك صنع بموسى بن نصير حيث أساء معاملته في بادئ الأمر لخلاف حول تقدير الغنائم التي أتى بها من الأندلس، ثم لم يلبث أن عفا عنه، وتحسنت العلاقة بين الرجلين حتى إنه صاحبه في حجته (سنة 97هـ = 716م).
وأما قتيبة بن مسلم وهو من قادة الحجاج بن يوسف الثقفي فقد كان يعلم مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج، فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه؛ لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد ويجعلها لابنه؛ ولذلك عزم قتيبة على الخروج على سليمان وجمع جموعًا لذلك عن رجاله وأهل بيته، لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة (96 هـ = 715م).
محاولة فتح القسطنطينية
عني الخليفة سليمان بن عبد الملك بفتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، وكان فتحها حلما راود خلفاء الأمويين فخرجت حملتان في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لهذا الغرض، لكنهما لم تكللا بالنجاح، كانت الأولى في سنة (49 هـ = 669م) والثانية حاصرت المدينة الحصينة سبع سنوات (54-60 هـ = 674 –680م)، وقد سبق أن تناولنا هذا الموضوع مفصلا في التاسع عشر من المحرم.
أعد سليمان بن عبد الملك جيشا عظيما بلغ زهاء مائة ألف جندي، وزوده بنحو ألف وثمانمائة سفينة حربية، وأسند قيادته إلى أخيه مسلمة بن عبد الملك، وأمره بالتوجه إلى القسطنطينية لمحاصرتها، واتخذ سليمان من مدينة "دابق" شمالي الشام مركزا لقيادته ومتابعة أنباء الحصار، وكان سليمان قد آل على نفسه حين خرج من دمشق إلى "دابق" ألا يرجع إلى دمشق حتى تفتح القسطنطينية أو يموت هناك.
وقد حاصرت قوات مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية من ناحية البر، في الوقت الذي أخذت فيه السفن الإسلامية تحاصر المدينة من البحر وتقطع عنها الإمدادات والمؤن التي قد تصل إليها، ودام الحصار عاما كاملا (98-99 هـ) استخدمت خلاله القوات البحرية النفط لأول مرة واستعانوا بنوع من المجانيق يشبه المدفعية، وأظهر الجنود المسلمون أروع آيات الشجاعة والحماس البالغ، وتحملوا برد الشتاء. وذاق البيزنطيون مرارة الحصار، لكن المدينة استعصت على السقوط في أيدي المسلمين على الرغم من الاستعدادات الكبيرة للجيش الأموي وتضحياته الجسيمة.
وفاة سليمان بن عبد الملك
وفي أثناء الحصار توفي الخليفة سلميان بن عبد الملك وهو مقيم بدابق يتابع الأخبار عن الجيش في (10 من صفر 99هـ) ولذا يعده بعض العلماء شهيدا؛ لأنه كما يقول ابن كثير في البداية والنهاية "تعهد ألا يرجع إلى دمشق حتى تفتح أو يموت؛ فمات هناك فحصل له بهذه النية أجر الرباط في سبيل الله".

<SPAN class=body*******><FONT size=4><FONT face="Arabic Transparent">وقد توج سليمان بن عبد الملك أعماله بما يدل على حرصه على مصلحة المسلمين؛ فاختار عمر بن عبد العزيز قبل موته ليكون وليا للعهد ويخلفه من بعده، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة أصدر أوامره بسحب القوات الإسلامية المحاصرة للقسطنطينية والعودة إلى الشام.‏‏‏






رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ميكروباص على أبواب جهنم حــ العندليب ــوده رحيق الحوار العام 2 17-11-2009 12:04 AM
قصة نبى الله سليمان عليه السلام admin القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه 3 16-06-2009 06:04 PM
زيارة الي جزر سليمان طالب عفو ربي علوم وثقافة 1 17-05-2009 10:13 PM
النبي سليمان والجن مجد الغد رحيق الحوار العام 2 26-12-2008 12:24 AM
كنوز الملك سليمان - سير هنرى رايدر هاجرد admin علوم وثقافة 0 17-11-2008 09:23 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة