22-10-2010, 12:52 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
منازل التوابين
منازل التوابين من الناس من نشأ على الخير ، فرعاية حقوق الله عزوجل عليه أسهل , ومنهم تائب بعد صبوته ، وراجع إلى الله عن جهالته ، وإنه ليدخل فى نطاق قوله تعالى : " والذين اهتدوا زادهم هدى وأتاهم تقواهم " . أكا النوع الثالث : فإنه المصر على ذنبه المقيم على سيئاته ، إنه محتاج إلى ما يصل به عقود الإصرار من قلبه ، فيتوب إلى ربه من ذنبه ، فيلحق بصاحبيه الذين من قبله ، الناشئ على غير صبوة ، والمنيب بالتوية إلى خالقه تعالى . ما الذى يبعث على التوبة وترك الإصرار : فهو الخوف والرجاء ، يقول الحق عزوجل : " وأما من خاف مقام ربه ، ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هى المأوى " . فأجبر عز وجل ، أنه لما خاف ربه نهى النفس عن الهوى ، ولقد وصف الله أولياءه بأنهم يدعونه رغبا ورهبا : أى راغبين خائفين . وينال الخوف والرجاء ، بأن تصبح المعرفة بعظم قدر الوعد الوعيد واضحة سافرة والله سبحانه وتعالى قد خوفنا بالعقاب لنخوف أنفسنا ، ومما يعين على ذلك ، وقد أمرنا الله به : أن نفكر فى المعاد ، وهجوم الموت ، وعظيم حق الله سبحانه وتعالى ، ووجوب طاعته . وحقا أن الفكر فى ذلك ثقيل على النفس بيد أنه مما يخففه علم الإنسان بعظيم قدر ما ينال بالفكرة من المنافع فى الدنيا والآخرة : ذلك أن فى نعيم الطاعة فى الدنيا والظفر بنعيم الآخرة سعادة لها لذة المعاصى . على أن المصرين فى منازل شتى : فمنهم من كثرت ذنوبه ، ومنهم من قلت ذنوبه ، ومنهم تائب من بعض ذنوبه وهومصر على البعض الآخر . وعلاج كل ذلك هو إدمان الفكر بالتخويف ، كالداء إذا عضل لم يبرأ صاحبه إلا بدوام التداوى ، وإدمان الفكر بالتخويف يستمر إلى أن تسخو نفسه بالتوبة الخالصة النصوح التى يوقن فيها أنها كانت منـَّة من ربه ،سبحانه وتعالى ، لابقوته هو فيستأهل الزيادة من الله عز وجل لآنه يقول : " لئن شكرتم لأزيدنكم " وفى التفسير : لأزيدنكم من طاعتى . على أن إذا سخت نفسه بالتوبة فتاب ، فإنه يجب أن يستمر فى تيقظه وحذره ، فإن الإهتمام والحذر إن ألزمهما قلبه يوقظاه ، فيما يستقبل منعمره ، فإذا استمر على توبته دخل تحت قول الله تعالى : " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " . جـــــــاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال " إن العبد ليذنب الذنب فيدخله ذنبه الجنة؛ فقيل : يــــا رسول الله ؛ كيفيدخله ذنبه الجنة؟ قال : لا يزال نصب عينيه تائبا منه هاربا منه حتى يدخلهالجنة" وقيل لسعيد بن جبير : من أعبد الناس ؟ قال : رجل أصاب من الذنوب فإذا ذكرها اجتهد ... وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قال : " خياركم كل مفتتن تواب " ومن هنا تأتي الرعاية لحقوق الله عز وجل ؛ والقيام بها على أكمل وجه ؛ وقدجاء في الحديث : " يعجب ربك للشباب ليست له صبوة" أي : يسر به ويعظم قدرهعنده " وروى معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " أن اللهعز وجل يقول ( أيها الشاب الباذل شبابه لي ؛ التارك شهوته من أجلي ؛ أنتعندي كبعض ملائكتي) فمن أطهر من هذا قلبا ؟ أو من أولى بالمعونة والتوفيق ممن لم يرتكب الذنوبعند بلوغه ؛ ونشأ على طاعة ربه وعبادته ؛ واعتاد القيام بحقه . ومما لا مماراة فيه : أنه لابد للخلق أجمعين من معرفة حقوق الله ، عز وجل ، بأسبابها وأوقاتها وعللها وارادتها ووجوبها ، وفيم هى ؟ وأيها بدأ الله عز وجل خلقه ؟ فعلى العبد أن يبدأ بما بدأ الله به عز وجل ، به فيبدأ برعاية حقوق الله عزوجل فى قلبه إذ عنه تكون أعمال الجوارح ، وجمل حقوق الله فى القلب ثلاث : إعتقاد الإيمان ومجانبة الكفر ، واعتقاد السنة ومجانبة البدعة ، واعتقاد الطاعة ومجانبة الإصرار على ما يكره الله عز وجل من عمل قلب وبدن . فمن ترك ما يهوي قلبه وتشتهيه نفسه مما كره ربًه ؛فقد احتجب عن النــار واستوجــب الحلول في جــــوار اللــــــــــه . |
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كل الى كنت بحلم بى من ملابس -ديكور منازل-طبخ -عناية شخصية | كامولينوا | الأسرة والمرأة والطفل | 2 | 05-11-2010 10:05 AM |
كل الى كنت بحلم بى من ملابس -ديكور منازل-طبخ -عناية شخصية | جوربيتا | رحيق الحوار العام | 0 | 04-11-2010 02:29 PM |
منازل ودرجات الجنة والنار وأعمالهما | مسلمة وافتخر | عقيدة أهل السنة والجماعة | 2 | 29-11-2009 12:30 AM |
(63) والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم | طالب عفو ربي | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 2 | 28-11-2009 10:00 PM |
62) هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق | طالب عفو ربي | القرآن الكريم وعلومه وتلاواته وإعجازه وقضاياه | 1 | 28-11-2009 10:00 PM |
|