امة تتداعى عليها كثيرا من الأمم
بقلم اسد الاسلام
إن الإسلام والعرب بمثابة الروح من الجسد والمادة من الكيان إنما انطلق في حينه القائد صلاح الدين بوصف نفسه القائد العربي بحواره مع ملك الروم ليؤكد منهج انضوائيةً طوائعيه تحت سارية الإسلام العربية التي جسدت حراكه العظيم واليوم وبينما كثيرا من الإمكانيات متاحة لدعم جهود إحياء كيان الأمة الإسلامية لينهض من جديد فقد وجب على مثقفي الأمة الإسلامية اليوم التضامن مع جميع المواقف البناءة الطيبة الساعية لعرى ذلك الإحياء وأولها دعم دعوات الإجماع العربي ككيان المنطلق الواضح المعالم على الأرض والذي قد يأخذ نصيبه في ذلك بحال لقي كثيرا من الدعم والمطالبة من قبل تيار عموم الشعوب العربية التي لها الحق في ذلك غيرة منهم على حال أمتهم المتهاوي والمتهالك الضعيف بحلول تداعي كثيرا من الأمم عليها الذي اخبرنا عنه الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم من قبل ونحن قد كتبنا كثيرا لأجل تدعيم أمل إحياء كيان امة الإسلام من خلال البدء بالإجماع العربي منطلق هذا المشروع بالسابق واللاحق كما تشير كل الدلائل وكغيرنا من أحرار هذه الأمة وعندما نقول هذه الأمة نعني امة الحبيب بعيدا عن تفسيرات وتشكيك المشككين من الذين لا هم لهم إلا بفتّ عضد هذه الأمة وتضعيف جل روابطها الاجتماعية والعرقية البناءة بل وحتى أواصرها الدينية الجامعة بما ينتهجوه من تدعيم سبل الخلاف حين يحاربون دعوات كتلك دون الالتفات لنبل وطيب غاياتها الموجبة للدعم ومباركة الخيرين بعد رضاء الله سيما حين تصدر من مفكرين مستقلين إلا من إسلامهم وعروبتهم فإننا نؤكد بضرورة الرجعة والمآب الحقيقي إلى الله باعتماد منهج تطبيق الشرع الحنيف حيث إن العرب إنما زانهم الإسلام وزاد من قيمتهم بين الأمم حين أعزهم الله به وما الضير في سير الدعوتين معا أو بحكم التدريج كما هو المراد وليعلم المعترضين على دعوة الإجماع العربي الإسلامي في ظرف أهله العصيب هذا إنهم إنما يعترضون على أمر يحث الله عليه فهو جلّ في علاه من اختار هذه الأمة من بين جميع الأمم لريادة هذا الدين تمثيلا بشخص المصطفى العربي صلى الله عليه وسلم وهو الذي طالما فخر بأمته فان الله حينما اختار تلك الأمة كان تفضيلا وتشريفا لها وليس غيره كما يحاول البعض اليوم أن يُنصّل تلك الأمة من عرى ذلك الاختيار الكريم الذي تستحقه عن جدارة بينما إن قيَم وشيَم أهلها المختارة لغاية من الباري عز وجل هي من حالت دون غلوهم بالنصر المتقادم بالفتوحات وظلم باقي الأجناس والأعراق والأمم ولم يتسلطوا ويقوموا بإبادات جماعية ولم ينتهكوا كأمة حقوق وحرمات وكرامات غيرهم كما حدث في غير زمان ومكان لباقي الأمم التي كتب لها النصر فأساءت لبني البشر وأقول لأولئك المعترضين على دعوات الخير هذه دوما ممن يحاربونا في اشد أوقات حاجتنا لمعونتهم في ظرف بلادنا وامتنا العصيب وهم المعروفون جيدا وليس بالضرورة أن لا يكونوا عربا فهنالك من هو أكثر اعتراضا وهم من بني الجلدة كبعض إخوتنا من المعترضين باسم الإسلام غير إن الحقيقة إن اعتراضهم هو بسبب حساسية خلاف سياسي سابق معلوم ليس فينا اليوم من هو مسئول عنه وليعلموا إن الخطر محدق بالجميع وأن من المعيب بمكان أن يستقوي الأخ على أخاه في محنته أو أن يتنكر له من خلال الإيغال بالعداء واستغلال الخلافات الفكرية مركبا لتمرير عرى الحقد الدفين بإطلاق ملافظ الإساءة والتجريح الجلابة للفرقة والنفور في حين إن ظرف الأمة ليقتضي منا نبذ كل خلاف والتسامي على الجراح لاجل رص الصفوف والتوحد علنا نتمكن من رفع الحيف والمظالم ونفض تراب الذل عن جباه حرمات وكرامة الأمة التي كرمها الله بالإسلام العظيم ..