منتديات شو ون شو  

العودة   منتديات شو ون شو > رحيق العلم والعلوم > المنتديات الأدبية :الشعر العربى ، من بوح قلمى
التسجيل مشاركات اليوم البحث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 02-10-2009, 08:14 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


بسمة غير متواجد حالياً


افتراضي أنا يا صديقة متعب بعروبتي....نزار قباني

أنا يا صديقة متعب بعروبتي

يا تونُسَ الخَضراءَ جئْتُكِ عاشِقاً
وعلي جبيني ورْدَةٌ وكِتابُ

إني الدِمَشْقيُّ الذي احتَرَفَ الهوى
فاخْضَوضَرَت لغِنائِهِ الأعشابُ

أحرقْتُ من خلفي جميعَ مراكبي
إنَّ الهوى ، ألا يكونَ إيابُ

أنا فوْقَ أجْفانِ النِساءِ مُكَسَّرٌ
قِطعاً ، فعُمري الموجُ والأخشابُ

لم أنْسَ أسْماء النساءِ وإنما
للحُسْنِ أسبابٌ ، ولي أسبابُ

يا ساكناتِ البَحْرِ في قَرْطاجَةٍ
جَفَّ الشذى وتفَرَّقَ الأصحابُ

أين اللواتي حُبُهُنَّ عبادّةٌ
وغِيابُهُنَّ وقُرْبُهُنَّ عذابُ

اللابِسَاتِ قصائدي وَمَدَامِعي
عاتبتُهُنَّ فما أفاد عِتابُ

أحْبَبْتُهُنَّ وهُنَّ ما أحْببنَني
وصَدَقْتُهُنَّ ووَعْدُهُنَّ كِذابُ

إني لأشْعُرُ بالدُوارِ ، فَناهِدٌ
لي يَطْمَئِنَُ ، وناهِدٌ يرْتابُ

هلْ دوْلَةُ الحُبِّ التي أسَّسْتُها
سَقَطَتْ عليَّ وَسُدَّتِ الأبْوابُ ؟

تبْكي الكؤوسُ ، فبَعْدَ ثَغْرِ حبيبتي
حَلَفَتْ ، بألا تُسْكِر الأعْنابُ

ماذا جري للمالكي وبيارقي
أدعو ربابَ ، فلا تُجيبُ ربابُ ؟

أأحاسِبُ امرأةً علي نِسْيانِها
ومتى اسْتقامَ مع النساءِ حسابُ ؟

ما تُبْتُ عنْ عِشْقي ولا اسْتَغْفَرْتُهُ
ما أسْخَفَ العُشَّاقَ لوْ هُمُ تابوا

قمرٌ دمشْقيٌّ يُسافِرُ في دمي
وبلابلٌ وسنابلٌ وقبابُ

الفلُّ يبدأُ من دِمَشْقَ بياضُهُ
وبِعِطرها تَتَطيَبُ الأطيابُ

والماءُ يبدأُ من دمشقَ فحَيْثُما
أسْنَدْتَ رأْسَكَ ، جَدْوَلٌ ينْسابُ

والشِّعْرُ عُصْفورٌ يَمُدُّ جناحَهُ
فوْقَ الشئآمِ ، وشاعِرٌ جوَّابُ

والحُبُّ يبْدأُ من دمشْقَ ، فأهْلُنا
عَبدوا الجمال ، وذوَّبوهُ وذابوا

والخيلُ تبدأُ من دمَشْقَ مَسَارُها
وَيُشَدُّ للْفَتْحِ الكبيرِ رِكابُ

والدَّهْر يبدأُ من دِمَشْقَ وعِنْدَها
تبقي اللُغاتُ ، وتُحْفَظُ الأنسابُ

ودِمَشْقُ تُعطي للْعُروبَةِ شَكْلها
وبِأرْضِها تَتَشَكَّلُ الأحقابُ

بدأَ الزِفافُ ، فمَنْ تكونُ مَضيفتي
هذا المساءُ ، ومن ْ هوَ العَرَّابُ

أأنا مُغَني القَصْرِ يا قرطاجةٌ
كيفَ الحُضورُ وما علي ثيابُ ؟

ماذا أقولُ ، ومن يُفَتِشُ عن فمي
والمُفْرداتُ حجارةٌ وترابُ

فمآدِبٌ عربيَّةٌ ، وقصائِدٌ
هَمَزِيَّةٌ ، ووسائِدٌ وحبابُ

لا الكأسُ تُنْسينا مرارةَ حُزْننا
يوماً ، ولا كلُّ الشرابِ شرابُ

من أينَ يأتي الشِّعْرُ يا قرْطاجة
والدينُ ماتَ وعادَتِ الأنْصابُ

من أين يأتي الشِّعْر حينَ نَهارُنا
قَمْعٌ ، وحينَ مساؤنا إرهابُ

سرقوا أصابعنا ، وعطْرَ حروفنا
فبأيِّ شيءٍ يَكْتُبُ الكُتابُ

والحُكْمُ شُرْطيٌّ يسير وراءنا
سرَّاً ، فنَكْهَةُ خُبزِنا اسْتِجوابُ

الشعرُ رغْمَ سياطِهِمْ وسُجونِهِمْ
ملكٌ وهمْ في بابِهِ حُجَّابُ

من أيْنَ أدخُلُ في القَصيدَةِ يا تُري
وحدائِقُ الشِّعْرِ الجميلِ خرابُ

لم يبقَ في دارِ البلابِلِ بُلبُلٌ
لا البُحْتُريُّ هنا ولا زريابُ

شُعراءٌ هذا اليوْمِ جِنسٌ ثالِثٌ
فالقَوْلُ فوْضي ، والكلامُ ضبابُ

يتكَلَّمونَ مع الفراغِ فما هُمُ
عَجَمٌ إذا نطقوا ، ولا أعْرابُ

يتَهَكَّمونَ علي النبيذِ مُعَتَّقاً
وَهُمُ علي سَطْحِ النبيذِ ذبابُ

الخَمْرُ تبقي إن تقادَمَ عهْدُها
خمْراً ، وقد تتغَيَّرُ الأكْوابُ

من أيْنَ أدخُلُ في القَصيدَةِ يا تُري
والشَّمْسُ فوْقَ رؤوسِنا سِرْدابُ

إن القَصيدَةَ ليس ما كتبَتْ يدي
لكِنْها ما تَكْتُبُ الأهْدابُ

نارُ الكِتابَةِ أحْرَقَتْ أعْمارَنا
فحياتُنا الكِبريتُ والأحْطابُ

ما الشِّعْرُ ، ما وَجَعُ الكتابَةِ ، ما الرؤى
أُولي ضحايانا هُمُ الكُتابُ

يُعْطوننا الفَرَحَ الجميلَ وحَظُّهُمْ
حَظُّ البَغايا ، ما لَهُنَّ ثوابُ

يا تونُسَ الخضْراء هذا عالمٌ
يَثْري بِهِ الأمِّيُّ والنصَّابُ

فَمِنَ الخليجِ إلي المُحيطِ قبائلٌ
بطِرَتْ ، فلا فِكْرٌ ولا آدابُ

في عصْرِ زَيْتِ النِفْطِ يَطْلُبُ شاعِرٌ
ثوْباً ، وَتُرْفَلُ بالحريرِ قِحابُ

هل في العيونِ التونِسيَّةِ شاطِئٌ
ترتاح فوق رماله الأعصاب ؟

أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟

أمشي على ورق الخريطة خائفا
فعلى الخريطة كلنا أغراب

أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد .. لكن ما هناك جواب

لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب

يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعة وحراب

قبلاتهم عربية .. من ذا رأى
فيما رأى قبلا لها أنياب

يا تونس الخضراء كأسي علقم
أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب ؟

وخريطة الوطن الكبير فضيحة
فحواجز .. ومخافر .. وكلاب

والعالم العربي .. إما نعجة
مذبوحة أو حاكم قصاب

والعالم العربي يرهن سيفه
فحكاية الشرف الرفيع سراب


والناس قبل النفط أو من بعده
مستنزفون .. فسادة ودواب

يا تونس الخضراء كيف خلاصنا ؟
لم يبق من كتب السماء كتاب

ماتت خيول بني أمية كلها
خجلا .. وظل الصرف و الإعراب

فكأنما كتب التراث خرافة
كبرى .. فلا عمر .. ولا خطاب

وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب

من ذا يصدق أن مصر تهودت
فمقام سيدنا الحسين يباب

ما هذه مصر .. فان صلاتها
عبرية .. و إمامها كذاب

ما هذه مصر .. فان سماءها
صغرت .. وان نساءها أسلاب

إن جاء كافور .. فكم من حاكم
قهر الشعوب .. وتاجه قبقاب

بحرية العينين .. يا قرطاجة
شاخ الزمان .. وأنت بعد شباب

هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟
أم أن حبي التونسي سراب

أنا متعب .. ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟

حزني بنفسجةٌ يبللها الندى
وضفاف جرحي روضة مِعْشاب

لا تعذليني إن كشفت مواجعي
وجه الحقيقة ما عليه نقاب

إن الجنون وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صواب ؟!

فتحملي غضبي الجميل فربما
ثارت على أمر السماء هضاب

فإذا صرخت بوجه من أحببتهم
فلكي يعيش الحب و الأحباب

و إذا قسوت على العروبة مرة
فلقد تضيق بكحلها الأهداب

فلربما تجد العروبة نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهاب

ولقد تطير من العقال حمامة
ومن العباءة تطلع الأعشاب

قرطاجة .. قرطاجة .. قرطاجة
هل لي لصدرك رجعة و متاب ؟

لا تغضبي مني .. إذا غلب الهوى
إن الهوى في طبعه غلاب

فذنوب شعري كلها مغفورة
والله جل جلاله التواب







رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جدول مواقع صديقة فى الفوتر سلسبيل الخير تطوير المواقع والمنتديات والاستايلات ولغات البرمجة وإشهار المواقع ومحركات البحث 0 04-12-2009 05:34 AM
نيران صديقة للروائى المصرى علاء الاسوانى admin علوم وثقافة 1 19-09-2009 05:22 PM


Loading...

الاتصال بنا - منتديات شو ون شو - الأرشيف - الأعلى

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
لا يسمح بوضع موضوعات تخالف منهج أهل السنة والجماعة