جزاك الله خيرا
اللهم صلِ على سيدنا محمد
علاج الغضب من القرأن والسنة؟!
بسم الله الحمن الرحيم
قال تعالى:
(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
(فصلت 36).
*روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"
رواه البخاري ومسلم.
*عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال:" من كظم غيظاً وهو قادر على
أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى
يخيره من الحور العين فيزوجه منها ما شاء ".
*عن سلمان بن صرد رضي الله عنه قال :
استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم وأحدهما
يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم "
إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم“(رواه البخاري ).
*قال العلامة ابن حجر:
"أقوى الأشياء في دفع الغضب استحضار التوحيد الحقيقي
وهو أن لا فاعل إلا الله، فمن توجه إليه بمكروه من جهة غيره،
فاستحضر أن الله لو شاء لم يمكن ذلك الغير منه، اندفع غضبه ".
*قال ابن حجررحمه الله:
"قلت وبهذا يظهر السر في أمره صلى الله عليه وسلم أمر
الذي غضب أن يستعيذ بالله من الشيطان لأنه إذا توجه
إلى الله في تلك الحالة بالاستعاذة من الشيطان أمكنه استحضار ما ذكر ".
*عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،
فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".
قال العلامة الخطابي رحمه الله في شرحه على أبي داود:
القائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى،
والمضطجع ممنوع منهما، فيشبه أن يكون النبي صلى الله
عليه وآله وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر
منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد ).
أَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ :”الْغَضَبُ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَالشَّيْطَانُ
خُلِقَ مِنْ النَّارِ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ ” .
والاغتسال بالماء أو غسل الأعضاء به، توصية طبية لها
أثرها البالغ في تهدئة الجهاز العصبي.
فالغضب يشعل تولده ارتفاع الحرارة العامة،
ويأتي الماء البارد ليخفف هذا بفعل تبريد السطح.
والوضوء الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم
يضفي فوق ذلك شعوراً بالعبودية لله عند قيام الغاضب
بهذا الفعل من طاعة الله فيتحول إحساسه إلى الأمن
والرضا فينبذ الغضب وهذا من كبرى نعم الإسلام.
وقد ثبت أيضاً علميا سخونة الجلد بتأثير الغضب
وهذا التأثير ينحسر جدا مع الوضوء لما يحدثه من
ترطيب لسطح الجلد بالماء.
*عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ألا ترون إلى
حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن وجد من ذلك شيئاً
فليلصق خده بالأرض ".
وقال الترمذي :"حديث حسن صحيح " .
استنبط بعض العلماء أن في هذا إشارة للأمر بالسجود
وتمكين أعز الأعضاء من أذل المواضع لتستشعر به
النفس الذل وتزيل به العزة والزهو الذي هو سبب الغضب.
وهذا يتفق مع الهدي النبوي المبارك حيث كان
النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
وكان يقول:“...وجعلت قرة عيني في الصلاة“.
*هذا ما علَّمنا إياه النبي صلي الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه ربه:
"لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ
عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ "(التوبة -128)
فيما نرى الغرب يعاني من مشكلة الغضب ويكاد لا يرى
لها حلولاً عملية يسهل تطبيقها.
قال تعالى:
*(..الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران 134] .
*(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[ فصلت 34 ] .
*(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98)
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)(الحجر 97-99)
*عن عائشة رضي الله عنها أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه :
"اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، وشر ما لم أعمل".
صحيح مسلم.