تنبهوا فإننا على مذبح الاحقاد خسرنا العراق الحبيب

تنبهوا فإننا على مذبح الأحقاد خسرنا العراق الحبيب
بقلم/ محمّد العراقي

إن من المؤسف أن يؤول حال العراق الشامخ الأبي وأهله الأباة الغيارى إلى هذه الحال المؤلمة لكل ذي لب ورحمة في قلبه في المنطقة وهذا العالم بتلك الكارثة التي ألمت به فالبلاد قد تدمرت وهدرت كرامتها بالاحتلال ثم نهبت ثرواتها وسلبت على يد تحالف الغزاة والأعداء الذين سرعان ما تحولوا لإيذاء الشعب فهدرت كرامات أبنائه ثم تمزق نسيجه بعد أن ذاق في غير موضع من ذلك النسيج صنوف الويل والقهر والعذاب حتى بات كثيرا من الأشقاء أعداء لأشقائهم بموجب ما اعترته حبائل الفتن المتوالية التي تكيد فتتربص بذلك الشعب المسكين وأضحى الصراع يجسد تراجعا لاتحاد الشعب أمام تراص تحالف أعدائه حتى أن أتى أمر الله حين ضاقت رقعة الفرج ثم وسعت ليتنبه الكثير من عقلاء ذلك الشعب حاجتهم لتدارك الأمر بوجوب السعي للتوحد من جديد ونبذ وشائج الخلاف والتناحر والفرقة فباتت تتعالى أصوات الحق هنا وهناك منادية بوجوب الرجوع إلى منطق الحكمة والتعقل في رتق كل خلاف بعد الكف عن الارتماء على مذبح الأحقاد ومن يروج لها ويوقد نار فتنها ويقابل ذلك رحمة الله في أن تنقلب عرى تلك الفتن نحو محدثيها الذين باتت تحالفاتهم تشهد الكثير من التصدع والتمزق بسبب آثام تلطخ أياديهم بدماء فتن هذا الشعب وخيانة وطنه الجريح وقد يأذن الله قريبا بفرج من عنده بنهاية تلك الكارثة الأليمة ويكتب لأهل العراق الأحرار النصر المبين ولأعدائهم ذل الهزيمة المشين وبذا يستردون كرامتهم وكرامة وطنهم الحبيب وقد تطوى تلك الصفحة من تاريخ العراق العريق في تلك المرحلة المريرة ولكن التساؤل هنا يكمن في درس الأسباب المودية لتلك الكارثة في كل مرة للاعتبار بمآثر ومجريات وقائع تلك المحنة وهل لها من مثيلات سابقات واحتمالية تجددها بمحن لاحقات عند معرفة الأسباب لكي تستفيد الأجيال القادمة بدراستها كل ذلك واخذ سبل المعالجة بالاحتياطات اللازمة لتجنيب البلاد وشعبها خوض غمار تلك المحن في كل حقبة وحين وكغيري ممن يبحثون في تاريخ أممهم وبلدانهم وجدت في رحلة بحثي ما يشير بوضوح على موضع الخلل لذا أضع اليوم إصبعي عليه بكل جرأة من موقع المسؤولية الوطنية فأقول إن السبب في كل مرة يرجع إن هنالك الكثير ممن يقدمون المصالح الخاصة والفئوية على الصالح العام للوطن وحينذاك فإنهم يدعمون الخلاف الفئوي بشتى ألوانه الطائفية والعرقية والتوسعية المنحازة حتى لو كان ذلك يجر البلاد وشعبها إلى أتون المحن مما يودي بخسارة الجميع وأولهم الوطن الذي بخسارته تتقادم كل خسارة تجاه الشعوب المسكينة فيا إخوتنا في اللهوالدين والوطن الأم حكّاما ومحكومين أينما كنتم إن ما نذكركم به اليوم ليس لنا بهمن مصلحة إلا الإفادة العامة من تذكيركم بالتأشير على مسالة هامة حيث إننا نعاني مانعانيه بسبب مجريات خسران الوطن على مذبح الخلافات والخيانات والتناحر الفارغ فالله الله بشعوبكم يا جناب وجلال الملوك والرؤساء الأكارم ورفقا بها وراعوا الله فيها من خلال صلاحكم أولافتصلح تلك الشعوب وانتم يا أبناء شعبنا العربي الله الله في أوطانكم وأولي الأمرمنكم أما وأن الله قد أمرنا باحترام وطاعة أولي الأمر منا في شريعتنا السمحاء وإنالأمم تتداعى علينا من حولنا كما اخبرنا عن ذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلمحتى إن أعداء الإنسانية الظالمين اليوم يزينون السبل لبعض السّذج هنا وهناك فيبلداننا العربية الحبيبة ممن كان هنالك خللا في عقيدتهم ووطنيتهمبشتى الدعوات المعسولة ببرقع الديمقراطية لكنها داعيةللتمرد والانقلاب على سلطات دولهم بغية إشاعة الفوضى في عموم أرجاء وطنناألامالحبيب بحجة إنهم ينتصرون عن مظالم هناوهناك وإنهم مدافعون عن احد إلا إنهم في الغالب وراء كل ذلك بالأصل اثر ضغوطاتهمالظالمة على عموم أرجاء هذه الدنيا وقد يكون ظلمبني الجلدة من الحكام كبيرا ولكنه يبقى محدودا ومقبولاتجاه ما قد يكمن وراء الاستهداف الخفي للبلادمن قبل أعداء ألامه ولتنظروا إلى ما جرى بالعراق وغيره من البلاد التيسقطالبعض من أبنائها فريسة أولئك الحالميندوما بإذلال امة العرب والمسلمين ولم يكفوا عن السعيلتحقيقذلك المسعىالأثيم فتعالوا أيها الغيارى لننشر دعوات الخير حين نشجع البعض من إخوتنا المعارضينوالمستهدفين من قبل الأعداء دوما على التفاهم وتفضيل الوصول للغاية الطيبة بأرقىالسبل ألمشرّفه التي عمادها التقوى والصلاح ولحاق كل ما هو مشرف والابتعاد عن كل ماهو شائن ومخزي لأهله وجالب للندم والويلات فحري بالطيبين من إخوتنا اليوم اعتمادالصبر منهجا قويما طيبا وقد يكون ذلك المنهج مرّاً ولكنه أمين واقل ضررا وقد يكنالتفاهم بين بني ألجلده صعبا ولكنه ليس مستحيلا خاصة إن كان لأجل صالح البلاد عندمايبنى على تقديم التضحيات الخاصة لأجل المصلحة ألعامه لأجل تجنيب الأوطان الدمارالعام والإضرار للشعوب الصابرة ألمحتسبه ومن يدري فقد يغير الله من حال إلى حالويعتبر أولئك الذين نظنهم اليوم سيئين بحال ألامه فيصلحوا من شأنهم غداة كل تلكالمآسي المنتشرة من حولهم فيعودوا للتصالح مع شعوبهم طواعية ولتعطونهم الفرصة مجددافان الذي يكمن وراء إزالتهم وإسقاطهم ليس شرطا أن يكون فيه صالح الأوطان إذ طالماكانت الشعوب هي من دفع ثمن مراهقات ومهاترات البعض السياسية التي في غالبها لم تأتإلا بأسوأ مما كان عليه الوضع أضعافا متضاعفة وكان وقود حراكها دماء الشعوب وتضحياتأبنائها والمستفيد دوما هم الأعداء وحدهموالله يهدي الجميع إلى ما فيه صالح الأمةوخيرها المرتجى من الباري عزّ وجلّ والله من وراء القصد يا إخوة الأوطان والإيمان...