بالروادع وحدها تنتهي الأنفس عن غيّها
بقلم/أسد الإسلام
لقد حرر الإسلام بنوره العظيم الإنسان وكرّمه عندما أتى إلى البشرية التي كانت تقاسي اعتى فترات ظلامها وظلمها على بني الإنسان بممارسة شتى ممارسات الإضرار بين استعباد وامتهان كرامات وسلب حريات وحتى إزهاق أرواح ولم يحفل منهجا باحترام بحقوق الإنسان حقا مثلما حفل بها دين الإسلام العظيم الذي كفل رعاية حقوق كافة طبقات المجتمع من النواحي الإنسانية والاجتماعية وكافة محافل الحياة وقد عنى بالضعفاء قبل الأغنياء واشمل الجميع بعدل من الأطفال حتى الكهول وقد صان حقوق النساء وكرامتهن ولم يقتصر الأمر على الإنسان إنما شمل حسن التعامل والرفق بالحيوان والنبات والجماد وكافة مرافق البيئة التي يتواجد بها الإنسان ويرتزق على ظهرها وغير ذلك كثير ولكن وبعد أن مررنا بعجالة لوصف ترسانة البنية التي أرساها لنا الإسلام نتساءل هنا أيعقل أن تكون أمة كأمة الإسلام بحاجة في كل مرة لدعوات تغيير وإصلاح واستبدال وإدخال لمفاهيم مشوهة في كل مرة وبشتى الأساليب والسبل بينما هي من حملت بالأصل في بذرة مجتمعاتها هكذا منهجا تعايشيا تكافليا قويما إلى هذا العالم واستفادت وما زالت تستفيد من روحيات نبله وصدقه وعلمه الكثير من النظم وما بالنا لا نعود إلى النبع لننتهل منه خيرا كثيرا ورشدا لنتخلص مما علق بالأذهان والسياقات من شوائب زرعها الأشرار من أعداء تلك الأمة كألغام لتتفجر في طريق تقدم امتنا في كل حين وحين ذهبت بريحنا لذا فأنا أرى فيمن يرى وهم كثر والحمد لله أن لا حل ولا عقد لنا ولا نجاح وفلاح إلا بشد أزرنا واجتماعنا مجددا كأمة واحدة للعودة وحسن المآب لذلك النبع الواضح النير الذي أدرجت فيه خرائط وسبل طرق صالحنا بل وانه اخبرنا من خلاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين وصف حالنا المتردي هذا مسبقا من خلال تكالب الأمم علينا وانتهاك حقوقنا بفرقتنا رغم كثرتنا البالية بحال تفرقنا وتضييعنا لسبل الرشاد والنجاة لشعوب امتنا المسكينة التي وقعت فريسة أطماع أبنائها قبل أعدائها من خلال عمالتهم لأجل مصالحهم المريضة في غير موضع من ترابها الطاهر الذي يدنسه الأعداء بتسهيلات العملاء وليتعظ ويعتبر من يعتقد انه بمنأى عن الحال الذي وصفه لنا الحبيب بل ليتخير له موضعا فيه رغم انفه ومن يدري فقد يقسم الله لنا مصيرا طيبا ورشدا نصوحا خالصا بعد كل هذا التردي على أيادي خيرة نقية لننفض عن جباهنا تراب الذل الذي اجتمع بتلك الحقبة السوداء الكأداء لنسترد مهابتنا ونصلح كسالفينا الاماجد محلا للاحترام والاحتذاء لنعود فاتحين بحق عندها علنا نفلح في إصلاح ما فسد ولنأخذ دورنا لنتمم واجبنا الحقيقي كأمة اختيرت لنشر نور الإيمان حتى قيام الساعة.