من تاريخالأمم والملوك للطبري
ج6
الحمد لله الذي أكرمهما على يدي ولم يهني على أيديهما
إنها عبارة بليغة حد البلاغة عندما تعرض أصلحيثياتها وحدثها على أحكام الشريعة السمحاء والمفارقة إن قائلها لم يكن سوى مرتد سابق عن الإسلام وهو طليحة بنخويلد ألأسدي ذلك الشخص الذي كان فيما مضى مرتدا وساحرا كذابا ثم ندم وأناب وعادبقلبه إلى نور الإيمان ولما سأله الخليفة عمر رضي الله عنه فيما بعد عن سحره أينذهب ليسمع ما يقول فقال إنما ذهب بنفخة أو نفختين ( وتلك هي عادة السحرة والعياذ بالله حين ينجزون ما يكتبونه من سحر فينفخون عليه مرة أو اثنتين قبل أن يسلموه لأحد)ولما سأله الخليفة عن أمر مؤلم متعلق بقتله لاثنين من الصحابة الكرام هما ثابت بن الاقرموعكاشة بن محصن الذي قال عنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بحديثه (سبقك بها عكاشة) والمقصود هو عندما أرسلا رضي الله عنهما لقتاله فأجاب بعبارة واحدة (هي أن الحمد لله الذي أكرمهما على يدي ولم يهني على أيديهما) فعجب الجميع من فصاحته وبلاغتهوصراحته.....