26-04-2009, 12:08 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
قصة الاسلام
قصة الإسلام في شرق إفريقيا اتصل العرب بإفريقيا بغرض التجارة، فلمَّا اشتدَّ أذى المشركين كانت الهجرة إلى النجاشي في الحبشة، فكان ذلك أولى خطوات الإسلام في إفريقيا، ثم انتشر الإسلام ودخل شمال إفريقيا، وبعد انهيار الخلافة الأُموية، هرب بعض الأمويون إلى الأندلس وبعضهم إلى إريتريا فنشروا الإسلام، وكذلك هاجر بعض العرب من دولة القرامطة إلى الصومال فأسسوا مدينة مقديشيو، وكوَّنوا فيها مجلس المدينة، ثم تحولت إلى سلطنة فيما بعد، فأصبح شرق إفريقيا موطنًا للإسلام والثقافة الإسلامية. وعند سقوط الأندلس بدأت حملات اكتشاف أوربا للقارة، فاحتلوا جزيرة زنجبار، فوقع العالم الإسلامي تحت الاحتلال من مختلف الدول الأوربية، وبدأ النضال الإسلامي للاستقلال، فظهر في الصومال محمد بن عبد الله حسن الشهير بالمُلاَّ، فاستطاع أن يستقلَّ بالبلاد مدَّة عشرين عامًا، وبَرَزَ في مقديشو حزب "رابطة وَحدة الشباب"، أمَّا جيبوتي فكانت جزءًا من الصومال واحتلتها فرنسا. وفي إثيوبيا (الحبشة) استمرَّ الحكم الإسلامي أربعمائة سنة، ثم جعل الاستعمار السلطة في يد النصارى، وقد حرصت الحكومات على إبقاء الطابع المسيحي للحبشة. أما إريتريا فرغم الأغلبية المسلِمَة إلا أنها وقعت تحت الاحتلال الحبشي، وانسحبت مصر من إريتريا بسبب وقوعها تحت الاحتلال البريطاني، واحتلتها إيطاليا، ثم ضُمَّت إريتريا للحبشة، وبدأ اضطهاد المسلمين، وانتشرت الهيئات التنصيرية. وأما تنزانيا فسيطر عليها العُمَانيون، ثم احتلتها ألمانيا، وقد وقَّع السلطان العُمَانِيُّ تنازلاً للشركة الألمانية عن أملاكه في الشريط الساحلي، ثم استقلَّت زنجبار وضُمَّت إلى تنجانيقا؛ لتكون فيما بعدُ جمهورية تنزانيا عام 1964م، وعانى المسلمون من الاضطهاد حتى إن الفتياتِ المسلماتِ أُجبرن على الزواج من النصارى. هذه الدُّول يغلب الإسلام بين أهلها؛ إلا أنها تتعرَّض لمجموعة من المعوِّقات؛ مثل: وجود الحملات التنصيرية بين أهلها خاصَّة في إريتريا وإثيوبيا، وكذلك موزمبيق، وانتشار الفقر والصراعات الداخلية مثل الصومال، أو المعوقات الاقتصادية وعدم استغلال الموارد الداخلية مثل جزر القمر. وخضعت كينيا للاستعمار البريطاني الذي أراد التخلص من اللغة العربية، وذلك بكتابتها باللغة اللاتينية؛ لصرف المسلمين عن قرآنهم، وجاء الشيخ الأمين علي المازروي الذي تأثَّر بحركات الإصلاح التي ظهرت في العالم الإسلامي، وقام بإصدار صحف ومدارس وإنشاء مشروعات إسلامية متعدِّدة. أما "أوغندا" فكانت تَدِينُ بالإسلام دِينًا رسميًّا، وكان ملكها يَؤُمُّ الناس في الصلاة، فأرسل الخديوي إسماعيل ضباطًا لاكتشاف منابع النيل، وقام بضمِّ "أوغندا" إلى مصر وسمَّاها مديرية خطِّ الاستواء، وكان لهذا أثر طيِّب في تثبيت العقيدة الإسلامية بين الأهالي، فجاء الاستعمار البريطاني، وأعلنت بريطانيا عدم دخول أي مسلم إلى أوغندا إلا بإذن مُسْبَق، ثم استقلَّتْ ثم وقع خلاف بين تنزانيا وأوغندا. أما مدغشقر فقد انتشر الإسلام فيها، واستعمرتها فرنسا، وشجَّعت البعثات التنصيرية، وفرضت العزلة على المسلمين، فقامت عدَّة ثورات ضدَّ الفرنسيين، وعانى المسلمون مشكلة في التعليم عامَّة وتعليم أمور دينهم خاصة للإسلامِ في كلِّ مكانٍ وَصَلَ إليه قِصَّةٌ؛ تحكى جهود الأجداد في نشر الإسلام في ربوع الأرض، وبين كل البشر، ليَعُمَّ الخيرُ، وينتشر العدلُ، وتُشرق الأرض بنور ربها. ومن بين البقاع التي نَعِمت بنور الإسلام في وقت مبكر، تلك الأرض الممتدة على الساحل الشرقي للقارة الإفريقية والأراضي القريبة منها كذلك، والتي تضم اليوم مجموعة من الدول هي إريتريا وإثيوبيا والصومال وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجيبوتي وموزمبيق ومدغشقر وملاوي وزامبيا وزمبابوي وبوروندي ورواندا وجزر القمر وموريشيوس وسيشيل... وقد كان يُطلق على الأراضي الساحلية منها أرض الزنج غير أننا قبل أن نخوض في العَلاقات الوثيقة بين الإسلام وشرق القارة السمراء، نغوص معًا في أعماق التاريخ لنبدأ القصة من أوَّلها، ولنكشف الستار عن الأحداث التي مهَّدت لهذه العَلاقات الوطيدة التي جاء الإسلام ليُثَبِّتها ويُوطِّدها، لا ليبتدئها أو ينشئها. كان السبئيون (عرب جنوب شبه الجزيرة العربية) أول الشعوب العربية التي أتت إلى الساحل الشرقي لإفريقيا بغرض التجارة لا الغزو، وعلى الرغم من أنهم وفدوا في أعداد قليلة إلا أنهم داوموا في تجارتهم، واختلطوا بأهل الساحل، وتزوَّجوا منهم، وأقاموا محطات تجارية، وفي منتصف الألف سنة التي سبقت ميلاد المسيح u بدأ الطابع العربي يَظْهَر على طول الساحل، ولم يَفْقِد هذا الساحل شخصيته المميَّزة، إذ كان يُدْعَم بشكل دائم بالوافدين من جزيرة العرب والخليج العربي ويذكر مؤرِّخو الإغريق القدماء عن "الزنج" الذين كانوا يعيشون في سواحل شرق إفريقيا، أنهم شيَّدوا مدنًا ساحلية كانت على عَلاقات تِجارية راسخة مع شبه الجزيرة العربية والهند ومن المرجَّح أن يكون عرب جزيرة العرب -خاصَّة عرب الجنوب- هم أقدم الشعوب العربية اتِّصالا بالسواحل الشرقية الإفريقية، بحكم الجوار الجغرافي، وساعدهم على قيام هذه الصلات نظام الرياح الموسمية، والتي كانت تمكِّن السفن الشراعية الصغيرة من القيام برحلتين على الأقل في العام؛ ففي الخريف تدفعها الرياح الموسميةبارك الله فيك يأخي وجزاك الله خير علي التوضيح الجنوبية الغربية من خليج عُمَان وسواحل الجزيرة العربية نحو الساحل الإفريقي، وفي فصل الربيع تدفعها في اتجاه الشمال الشرقي، حيث تمكِّنها من العودة إلى قواعدها، وفي خلال دورة الرياح يتمُّ التعامل التِّجاري كانت تلك إذن هي بدء العَلاقات بين سكان شبه الجزيرة العربية وبين شرق القارة الإفريقية، وقد مهَّدَ هذا الأمر لوصول الإسلام ثُمَّ نَشْرِهِ بعد ذلك في تلك الأماكن. هجرة المسلمين للحبشة وقد كانت التجارة بين عرب شبه الجزيرة العربية وشعوب شرق إفريقيا ما زالت مستمرَّة حين جاء الإسلام، فلمَّا اشتدَّ أذى مشركي مكة للمسلمين أذن رسول الله r لبعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، حيث يوجد بها النجاشي، ولقد وصفه الرسول r بأنه لا يُظلم عنده أحد، ومن ثَمَّ كان اختيار الحبشة كمكان لهجرة المسلمين ابتداءً، وكان الاستقبال الحافل والحفاوة البالغة التي تمَّ بها استقبال المسلمين كَفِيلَة باستمرارهم، وتَكَرَّرت هجرتهم مرَّة أخرى بِفَوْج أكبر من الفوج الأول، فبلغ عددهم ثلاثة وثمانين رجلاً وتسعَ عشرةَ امرأة، وقد حاولت قريش الإيقاع بين المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة وبين النجاشي ومَن معه من النصارى، ولكن قوَّة الحُجَّة عند المسلمين وحُسْن تصرفهم حالَ دون هذه الوقيعة، وازداد تمسُّك النجاشي بهم وحمايته لهم. وقد كان للعَلاقات الودِّيَّة بين الرسول r والنجاشي، والمعاملة الطيبة التي لقيَها المسلمون المهاجرون إلى الحبشة أكبر الأثر في توثيق العَلاقات بين نصارى الحبشة وبين الإسلام، إلاَّ أن هذه الهجرات الإسلامية الأولية في عهد رسول الله r لم تترك أثرًا في حياة البلاد، وإن كانت قد تركت أثرًا في نفوس الأحباش، وأطلعتهم على الينبوع الرُّوحي الجديد المتفجِّر بالقوَّة والحياة، ووطَّدت الصلات بين الدولة الإسلامية في عهد الرسول r وبين الأحباش، وحين بلغ الرسولَ r وفاةُ النجاشي صلَّى عليه هو وأصحابه؛ فعن أبي هريرة t قال: نعى لنا رسول الله r النجاشي صاحب الحبشة اليومَ الذي مات فيه فقال: "اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ". وعنه أيضًا t قال: إِنَّ النَّبِيَّ r صَفَّ بهم بِالْمُصَلَّى فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا وعن عروة بن الزبير t، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما مات النجاشي كان يُتَحَدَّث أنه لا يزال يُرَى على قبره نور وفي السنة التاسعة من الهجرة، أرسل رسول الله r الصحابي الجليل علقمة بن مُجَزِّز t على سريَّة في اتجاه الحبشة؛ لأن بعض مراكبهم كانت تقترب من مكة بحرًا، ولكنه لم يَلْقَ كيدًا كما تَذْكُر الرواية ومن هنا كانت منطقة شرق إفريقيا أسبق بقعة في العالم القديم في استقبال الدعوة الإسلامية الخالدة فتح الحبشة لم تكن الحبشة ضمن الممالك التي وجَّه المسلمون إليها حملاتهم في ذلك العهد الأول الذي شهد الفتوحات الإسلامية العظيمة لنشر دين الإسلام، ويبدو أن ذلك راجع إلى عدَّة عواملَ، منها تركيز المسلمين على كسر شوكة الإمبراطوريتين المجاورتين لبلاد العرب، واللَّتين يُخشى منهما على الدولة الإسلامية الناشئة وهما إمبراطورية الفرس والإمبراطورية الرومانية الشرقية، وكذلك اعتبار المسلمين أن مصر أكثر أهمية من الحبشة لمركزها المهم وسبقها في ميدان الحضارة والعمران. ومن أهمِّ الأسباب أيضًا قُرْب عهد المسلمين بالعَلاقات الطيبة التي كان للنجاشي فيها فضلٌ مشكور، حتى يُروى أن النبي r نَصَحَ بِتَرْكِ الأَحْبَاشِ وشأنهم طالما أنهم لم يبدءوا بالعدوان، ففي الحديث الشريف: "اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ" ولكن بعد فترة من الزمن أخذ بعض القراصنة الأحباش يهدِّدون تجارة العرب في البحر الأحمر، مما اضطرَّ الخليفة عمر بن الخطاب t إلى إيفاد حملة بحرية صغيرة لتأديبهم، ولكنها لم تُكَلَّل بالنجاح. وعاود القرصان نشاطهم مرَّة أخرى في عصر الخلافة الأموية، حيث اتخذوا من خرائب ميناء "عدوليس" على جدة مأوى لهم، ودمروا السفن الراسية فيه، بل وهدَّدوا الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، فاضطرَّ المسلمون عام 83هـ إلى اتخاذ خطوة حاسمة لوضع حدٍّ لتلك العمليات، بأن جرد عبد الملك بن مروان حملة بحرية لاتخاذ مركز حربي على الشاطئ الغربي، وتمَّ الاستيلاء على مجموع جزر "دهلك"المجاورة لمدينة "مصوع"، وكان أَخْذُ المسلمين لهذا المركز الممتاز بَدْءَ استيلائهم على باقي المراكز البحرية على الشاطئ الإفريقي، وعلى الانتشار التدريجي للإسلام في شرق إفريقية السيطرة على دهلك كانت السيطرة العربية على جزر "دهلك" سببًا في تطوُّرات عديدة مُهِمَّة في تاريخ المنطقة، من أهمها أنها أعطت فرصة لانتشار الإسلام من قاعدة ثابتة، فضلاً عن ارتباط حركة التجارة في المنطقة بالواقع الجديد الذي أحلَّ النظام والعدل محلَّ الفوضى والقرصنة وتَنْسِب الروايات تأسيس الإمارات العربية الأُولَى في شرقي إفريقيا لعهد عبد الملك بن مروان ورجاله الشاميين، وما زال اسم عبد الملك بن مروان يُذْكَر في تلك الجهات، لدرجة أن السكان قد حرَّفوا اسمه، فينطقون (عبد المالك) (ابن مرواني)، ومرُّد ذلك ضعف اللغة العربية وظهور اللغة السواحلية. وفي أواخر عهد الدولة الأموية كانت هجرة الزُّيُود من اليمن عقب مقتل زيد بن علي زين العابدين عام (122هـ/740م)؛ فِرَارًا من اضطهاد بني أمية لهم، وعُرِف هؤلاء بالزيدية، واستقرَّت هذه الجماعات -كما أشارت المصادر- في ساحل (بنادر) الصومالي، وحكموا فيه ما يقرب من مائَتَيْ سنة، ونشروا الإسلام بين قبائل (بنادر)، كما أصلحوا الأراضي، وزرعوا بعض النباتات، بل توغَّل الزيدية إلى داخل الأراضي الصومالية ونشروا الإسلام بين قبائل (أنهار جوبا) و(شبيلي) من بينها قبائل (الجالا) التي اعتنقت الإسلام بحماس كبير، بدليل أن كثيرًا من الصوماليين من أفراد هذه القبائل قد أصبحوا فقهاء ووعَّاظًا، واضطلعوا بنشر الإسلام بين القبائل الوثنية. ولنا لقاء اخر ان شاء الله لتكملة قصة الاسلام |
|||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اسد الاسلام | admin | الأسرة والمرأة والطفل | 2 | 04-10-2009 11:22 PM |
الحرب ضد الاسلام | نسمة الهجير | منتدى الأفلام الوثائقية | 2 | 30-08-2009 07:55 AM |
قصة الاسلام في سورينام | طالب عفو ربي | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 0 | 07-05-2009 11:55 PM |
قصة الاسلام في كمبوديا | طالب عفو ربي | السيرة النبويه الشريفة وأحوال الصحابة والتاريخ الإسلامى | 0 | 03-05-2009 01:54 AM |
معانى الاسماء | نسمة الهجير | علوم وثقافة | 5 | 04-01-2009 06:54 PM |
|