وَلِمَ القَوَافِيْ لا تَحُطُّ رِحَالَـهـا
وتَخرّ مِنْ زَهْوٍ إِلَى الأعْنَاقِ
إنْ تَأتِكُمْ صَدَرَتْ يُطَوِّقُ جِيدَهَا
دُرٌّ ، وحُسْنُ مَكـارمِ الأَخْلاقِ
يَاشِعْرُهَلْ تَشكُو وَ صَالِحُ بَيْنَنا!
يَرْوِيْ قَوَافِيكَ فَنِعْمَ السَّاقِي
بَلِّغْ سُليّمانَ الْحَكِيمَ ،وجُنْدَهُ
أنْ غَاصَ صَالِحُنَا إِلَى الأعماقِ
فَأَتَى بِكُلِّ نَفِيسـةٍ مَكْنونَـةٍ
في صَدْرِهِ ، فَطَغَتْ عَلَى الآفَاقِ
يَا شَاعِرَاً أَتُـرَاكَ تَنْظِمُ بَلْسَمَـاً
أَمْ ذِيْ تَرَانِيمٌ وَرَقْيُ الرَّاقِي !
أَمْ ذِيْ تَمَائِمُكُـمْ فَلَسْـتُ أَخَالُـهَا
إِلاّ لِصَوْنِ الشِّعـْرِ مِنْ إِمْلاقِ
أَتْحَفْتُمُ جَمْعَ الْحُضُورِ بِدُرِّكـُمْ
فَظَفِرْتُـمُ بِالشُّكْرِ بإسْتِحْقَـاقِ
يَابِئْرَسَبُعٍ ،يَا عَرِيْنَ أشَاوِسٍ
يَا رَايَةً دَأَبَتْ عَلَى الإِشْرَاقِ
أَفَلَسْتُمُ مَهْدَ الْخَلِيـلِ ، فَبِئْرُهُ
لا زَالَ يُؤْتَي مَاؤُهُ الرَّقْرَاقِ
فَالْحُسْنُ قَدْ أَلْقَى العَصَاةَ بِأَرْضِكُمْ
وَالغِيدُ عِنْدَكُمُ ،هَوَى العُشَّاقِ
وَالشِّعْرُ يَعْبقُ بِالرَّحِيقِ إِذَا جَرَى
مِنْ وَادِ شَاعِرِكُمْ عَلَى الأوْرَاقِ