السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف كرمَ الإسلام المرأة ؟ج2
الجزء الثاني
*كما للمرأة الحق في صلة الرحم
والرحم:مشتقة من إسمه تعالى الرحمن
وقطيعة الرحم من الكبائر،فانظر كيف قرن تعالى
بين التقوى وصلة الأرحام ، فقال :
"....واتّقُوا اللهَ الذي تَساءَلُونَ بهِ والارحامَ إنّ اللهَ
كانَ عليكُم رقيباً "سورة النساء الأية 1
وذكر صلة القربى في سياق أوامره بالعدل والاحسان ،
فقال :"إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاء ذِى
القُربى وينَهى عن الفحشَاءِ والمنكرِ والبَغي يَعظُكُم
لعلّكُم تَذكَّرونَ "سورة النحل الأية90
وبالاضافة إلى الصلة الروحية دعا إلى الصلة المادية ،
وجعلها مصداقاً للبرّ، فقال تعالى :
"وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب
وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا
عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس
أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ".
سورة البقرة الأية177
وجعل قطيعة الرحم سبباً ل اللعنة الإلهية فقال :
"فَهل عَسَيتُم إن تَولَّيتُم أن تُفسدُوا في الأرضِ
وتُقطّعُوا أرحامَكُم* أولئكَ الَّذينَ لَعنَهُم اللهُ فأصمّهم
وأعمَى أبصارَهُم "سورة محمد الأية22-23
إذا فهناك تلازم بين الكُفر والرِّدَّة والنِّفاق وبين
قطيعة الأرحام ،وبين الإفساد في الأرض .
*إذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛
فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار،
وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها،
وكف الأذى عنها.
ومن إكرام الإسلام لها:أن أمر الزوج بالإنفاق عليها
حتى لو كانت موسرة قال سبحانه وتعالى:
"لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه
فلينفق مما آتاه الله لايكلف الله نفساً إلا ما أتاها
سيجعل اللهُ بعد َعُسرٍ يُسرا".
سورة الطلاق الاية7
وإحسان معاشرتها، والحذر من ظلمها، والإساءة إليها.
قال عليه الصلاة والسلام :
"خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
بل ومن المحاسن أيضاً أن أباح للزوجين أن يفترقا
إذا لم يكن بينهما وفاق، ولم يستطيعا أن يعيشا عيشة
سعيدة؛ فأباح للزوج طلاقها بعد أن تخفق جميع
محاولات الإصلاح، وحين تصبح حياتهما جحيماً لا يطاق.
وأباح للزوجة أن تفارق الزوج إذا كان ظالماً لها،
سيئاً في معاشرتها، فلها أن تفارقه على عوض تتفق
مع الزوج فيه، فتدفع له شيئاً من المال، أو تصطلح
معه على شيء معين ثم تفارقه.
ويغن الله كلا من سعته قال تعالى:
"وإن يتفرقا يغن اللّه كلاً من سعته وكان اللّه
واسعاً حكيما".سورة النساء130
إنظر هنا إلى العد الإلهي فقد أخبر اللّه تعالى أنهما إذا
تفرقا فإن اللّه يغنيه عنها ويغنيها عنه،بأن يعوضه اللّه
من هو خير له منها ويعوضها عنه بمن هو خير لها منه،
"وكان اللّه واسعاً حكيما".
أي واسع الفضل عظيم المن حكيماً في جميع
أفعاله وأقداره وشرعه.
وحذر الاسلام الأزواج من الإضرار
بزوجاتهم وأمرهم بعشرتهن بالمعروف
أو مفارقتهن بالمعروف قال تعالى:
"وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فامسكوهن
بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن
ضراراً لتعدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه".
سورة البقرة من الأية231
وقال سبحانه:"وعاشروهن بالمعروف فإن
كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل
الله فيه خيرا كثيراً"سورة النساء الأية 19
ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن نهى الزوج أن
يضرب زوجته بلا مسوغ، وجعل لها الحق
الكامل في أن تشكو حالها إلى أوليائها، أو أن
ترفع للحاكم أمرها؛ لأنها إنسان مكرم داخل
في قوله تعالى:"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ
الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً"
سورة الإسراء الأية70 .
وليس حسن المعاشرة أمراً اختيارياً متروكاً للزوج
إن شاء فعله وإن شاء تركه،بل هو تكليف واجب.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يضاجعها".
رواه البخاري ومسلم.
فهذا الحديث من أبلغ ما يمكن أن يقال في تشنيع ضرب النساء.
*اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .