استئناف مفاوضات التجارة بين أوروبا ودول الخليج.. قريباً

استئناف مفاوضات التجارة بين أوروبا ودول الخليج.. قريباً

الخليج يمثل خامس سوق رائجة للمنتجات الأوروبية



بروكسل، بلجيكا (CNN)-- دعا مسؤولون أوروبيون وخليجيون إلى استئناف مفاوضات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي تم تعليقها العام الماضي بسبب خلافات بين الجانبين، بشأن عدد من القضايا السياسية والاقتصادية.
وأكد المدير العام للعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إينيكو لاندابورو، على ضرورة استئناف المفاوضات، التي توقفت أواخر 2006، بعد أن استمرت لأكثر من 18 عاماً، قائلاً: "إننا لا زلنا نؤمن بقوة المفاوضات وقوة الحوار."
تصريحات المسؤول الأوروبي جاءت في كلمة ألقاها نيابة عن مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، بينيتا فيريرو فالدنر، أمام مؤتمر "أوروبا ومجلس التعاون الخليجي.. شركاء في الاقتصاد"، الذي بدأ أعماله في العاصمة البلجيكية بروكسل مساء الخميس ويستمر لمدة يومين.
وفيما أشار لاندبورو إلى أن فالدنر توجهت إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للقاء وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون، فقد شدد على قوله: "لهذا السبب دعت المفوضة التجارية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، دول مجلس التعاون الخليجي، إلى استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن."
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر أوروبي قوله إن المناقشات ستتركز على تصاعد ثقل الدول الخليجية على الصعيدين الاقتصادي والنقدي، وما يستوجبه ذلك من حاجة لدعم وتعزيز للعلاقات الأوروبية الخليجية، إلى جانب الإشكاليات التي أدت إلى تعثر مفاوضات إقامة منطقة للتبادل الحر بين الطرفين.
من جانبه دعا وزير الدولة للتعاون الدولي القطري، خالد بن محمد العطية، في خطابه الذي ألقاه أمام المؤتمر، إلى إقامة "شراكة متكافئة" مع الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن "تركيز الاتحاد الأوروبي على الجوانب السياسية لاتفاقية التجارة الحرة أدى إلى حدوث ارتباك كبير."
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن العطية قوله: "إن 18 عاماً من المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، انقضت دون توقيع الاتفاقية"، مشيراً إلى أن "التعاون في مجالات أخرى مازال محدوداً."
وأشار العطية إلى أن دول الخليج تعتبر خامس أكبر الأسواق لمنتجات الاتحاد الأوروبي، رغم الفشل في إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، كما ألمح إلى "التقدم السريع في الروابط التجارية مع الصين والهند"، موضحاً أن التجارة بين آسيا ودول المجلس ازدادت ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمسة الماضية.
كما أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية ومقرر أمن الطاقة لدى البرلمان الأوروبي، جاك ساريوز فولسكي، أن "الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، لديهما دور مهم يلعبانه في تشكيل الاقتصاد العالمي."
وأكد أن "الأزمة الاقتصادية الحالية، يمكن أن تكون بمثابة فرصة لإعادة النظر في استراتيجياتنا وأهدافنا وعلاقاتنا"، مضيفاً أن "دول الخليج شركاء أساسيون للاتحاد الأوروبي"، حسب وصفه.

يُشار إلى أن أوروبا تعتبر الشريك التجاري الأكبر لدول مجلس التعاون الخليجي علماً أن حجم التجارة الخارجية لدول المجلس يفوق 181 مليار دولار، حيث تعتبر أسواق الخليج مستهلكاً رئيسياً لمنتجات الدول الأوربية، فيما يعتمد قسم كبير من الصناعات الأوروبية على النفط الخليجي كمصدر رئيسي وقريب للطاقة.