لأنهم يريدون إقامة الخلافة" المبرر الجديد لضرب الإسلام!
بدأ الغرب يعيش هاجسا قويا يتمثل في الخوف من الإسلام أو كما يطلقون عليه Islamophobia ، حتى أصبح الإسلام حديث الصحف، والفضائيات، والسياسيين، والمفكرين،وغيرهم. بل إن الخلافة بالتحديد هي محور الحديث. فقد تحدث عنها مايرز، وبوش،ورامسفيلد، وبوتين، وبلير، وغيرهم، حتى إن وزراء وسياسيين في إسبانيا، والنمسا،وألمانيا، وفرنسا، بدأوا حملة عرقلة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مذكرينبالخلافة العثمانية. فهم الآن يعدون أنفسهم لكيفية التعامل مع هذا الواقع، ومحاولةالقضاء عليه قبل أن يتكون. فقد بدأت التقارير المعدة من مفكرين وسياسيين غربيينتتحدث عن أقامة الخلافة سنة 2020م، أو عن حتمية إقامة الخلافة، وأن خوفهم الأكبر لايكمن في خسارتهم للحرب مع الإسلام فقط، بل لقناعتهم أن الفكر الإسلامي سيهزم الفكرالرأسمالي أمام شعوبهم، ما يحدث ثورة لن يشهد لها التاريخ مثيلاً في تحول الشعوبإلى الإسلام.
نعم، لقد أقر المفكرون الغربيون أن الغرب قد خسر الكثير رغماحتلالهم للعراق وأفغانستان، وأن الغرب وعلى رأسه المحافظون الجدد في الإدارةالأميركية -بسبب تصرفاتهم- يعملون كل جهدهم لإقامة الخلافة، فقد قال بعضهم: «إنالديمقراطية التي وصلت إلى نموذج يحتذى به في العالم قد وقفت عارية أمام مغامراتأميركا وبريطانيا داخل بلدانهم وفي العالم؛ لأن تصرفات هذه الديمقراطيات تبين أنهاأسوأ بكثير من الأنظمة الديكتاتورية، والطغاة في العالم، في التاريخ المسجل». وقالآخرون: «إن المسلمين لم ينجحوا في تشويه صورة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسانطيلة خمسين عاماً كما فعلت أميركا منذ الحادي عشر من سبتمبر. وإذا نظرنا إلى تصرفاتدهاقنة الحرب في واشنطن لا يسع المرء إلا أن يتنبأ بأن إقامة الخلافة هي مسألةوقت».
من هنا يبحث صناع السياسة الغربيون والأميركيون تحديداً على مخرج منكل هذا بحيث يحقق لهم أهدافهم في إجهاض الخلافة قبل ولادتها -وخصوصاً بعد السلبياتالتي أفرزتها فكرة "الإرهاب" بغض النظر عن بعض الأهداف التي حققتها لهم حسبتخطيطهم-؛ لذلك فهم يعدون للأمر في محورين:
أولهما: الإسراع في إجراء حوارمع كل الحركات الإسلامية التي يسمونها معتدلة، ثم هم يعملون على اعتدال المتشددمنها، بحيث يحتوونها بعد أن يفرغوها من مظاهر القوة فيها ويدخلوها ضمن الأنظمةالعميلة لهم؛ لتصبح جزءاً من اللعبة السياسية حسب المقاس الديمقراطي، فيمتصون بذلكغضب الناس، ويحرفون أفكارهم ويضلونهم.
ثانيهما: بدء حملة ترويج إعلاميوسياسي بتشويه فكرة الخلافة، وأنها فكرة قديمة، ومتوحشة، ومتخلفة، وظلامية، وأندعاتها يريدون أخذ العالم إلى القرون الوسطى المظلمة ليحكموهم. فهم وحوش، وقاطعورؤوس، علينا التخلص منهم ومن كل من يدعمهم، وكذلك التخلص من أي كيان يقيمونه؛ لأنهأسوأ على البشرية من أسلحة الدمار الشامل. وأن على الناس أن لا يتعاطفوا معهم إذاما تمت محاربتهم حتى يقضى عليهم.
فيصبح من يدعو لإقامة الخلافة مجرماً،ويكون ذلك مبرراً لهم لضربهم والتنكيل بهم، وضرب الإسلام، وضرب دولة الخلافة إذاقامت. ودعم الدكتاتوريات، وارتكاب المجازر دون خوف من المحاسبة من شعوبهم. فقد جربتهذه الخطة في أنديجان عندما ارتكب كريموف مجزرته وكان مبرره «إنهم يريدون إقامةالخلافة»، ولم يجرؤ أحد في العالم أن يقول له ما العيب في ذلك؟
فليخططالكفار كما يحلو لهم، فواقع الأمر أن المسلمين يزدادون وعياً يوماً بعد يوم، ولنتنطلي عليهم خطط الكفار، وأنهم أصبحوا مقتنعين أن العيش في ظل الإسلام هو السبيلالوحيد الباقي للإنسانية أن تتبعه، وأن الخلافة كما يفهمونها لا كما يروج لهاالكفار هي حامية بيضة المسلمين ومنقذة العالم، وأنها هي محور الخير. وليس يحول بينإقامتها إلا قرار أصحاب القوة والمنعة من إخواننا الجنود والضباط في جيوش المسلمين. وإن أنظار الأمة اليوم شاخصة تجاههم تنتظر إعلانهم ليهبوا معهم يدعمونهم ويقاتلونمعهم.
وإن غداً لناظره قريب. قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَىالَّذِينَ ءَامَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾ [محمد11]. وقالصلّى الله عليه وسلّم: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت». http://www.expliciet.nl/arabisch/index.html