مبتكرة ثانى اشهر شخصية فى تاريخ ادب الرعب
( فرانكنشتين )
مـــارى شيـــللى
البرق يلتمع في السماء ، يليه الرعد .. القلعة المهدمة ترتج فوق جبلها المخيف .. القرية ثائرة والرجال الفلاحون السويسريون _ ويعلم الله أنهم شرسون حقا _ يلوحون بالمشاعل ، وفي عيونهم يتوهج ما هو أكثر شراسة من النار :
- " يجب أن نصعد الى القلعة ، ونمنع ذلك المجنون من الاستمرار في تجاربه .." .
يا له من وقت غير مناسب للثورة ! إن الطبيعة ثائرة بما يكفي ، وسيول الأمطار تجعل الرؤية أو التعقل أمرين مستحيلين ..
وتزداد الصواعق سخاء .. وتهوى الألسنة الملتهبة فوق جهاز منع الصواعق الذي ابتكره ( فكتور فرانكشتاين ) ، فتسري الكهرباء في دوائر غاية في التعقيد إلى الجهاز العملاق والجسد المسجى تحت ملاءته المتسخة .. كهرباء قادرة على تحريك الجبال .. تتوهج الغرفة كلها بالنور الساطع ، وتشم رائحة اللحم المحترق ، وتسمع الأنين .. الأنين العميق من تحت الملاءة !
هذه هي العوالم التي لم تكن موجودة قبل أن تبتدعها فتاة في التاسعة عشرة من عمرها .. فتاة تدعى ( ماري ولستونكرافت شيللي ) .. قصصية إنجليزية من المرحلة الرومنسية، ولدت عام 1797 وتوفيت عام 1851 .. ابنة الفيلسوف ( ويليام جودوين) ، وأمها من زعيمات الحركة النسوية الشهيرات .. توفيت الأم سريعا بعد إنجاب ابنتها ، ولم يستطع الأب أن يغفر هذا لـ ( ماري ) كأنها السبب فيما حدث، وهي نقطة نفسية مهمة يجب ألا ننساها ..
وقد نشأت (ماري ) في (لندن) في بيئة أدبية مغرقة، حتى أنها رأت ( كولردج ) الأديب البريطاني العظيم في دارها، وعمرها مازال عامين .. ثم تزوجت من الشاعر ( بيرسي شيللي) ، وهو من هو بالنسبة للأدب الرومنسي الإنجليزي مع زملائه ( بيرن ) و (كيتس ) .. وفي عام 1818 قدمت أول وأهم أعمالها ( فرانكشتاين ) ، وقد قدمت بعد هذا أربعة كتب تعكس ليبرالية اجتماعية واضحة ، لكنها ـ شأن الأديبات عامة ـ لم تشتهر إلا برواية واحدة هي التي نتكلم عنها اليوم ..
وتوفيت ( ماري شيلي ) عام 1851 بورم في المخ، ومن السخرية أن وفاتها تزامنت مع المعرض العلمي الإنجليزي ، الذي قدم اكتشافات مثيرة تذكرنا بما قدمته هي في رواية ( فرانكشتاين ) .