ثم أخذ ينتقد من يقسم البدع إلى حسن وقبيح -رحمه الله- مجموع الفتاوى (10/370-371) .
وأقول للقارئ لماذا لم تنقل هذا الكلام وهو من صميم البحث في التصوف وبه يظهر كلام أهل العلم من السلف الكرام وموقفهم من التصوف سلباً وإيجاباً .
ألا يصدق عليك القاعدة " إن أهل الأهواء يأخذون ما لهم ويدعون ما عليهم " .
1- نحن مع السلف الذين ذموا التصوف لأنه يقوم على البدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
2- نحن مع السلف الذين يأتي على رأسهم مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأتباعهم وأبو زرعة الذين أنكروه وذموه وبدعوا أهله وحذروا منهم ومنه ,ونحن مع أئمة الإسلام والحديث الذين أشار إليهم الذهبي لأن معهم الحجج على ذمه .
بل نحن مع الإمام ابن تيمية وتلاميذه في ذم التصوف والرأي المذموم المخالف للكتاب والسنة وله كلام قوي في الرأي وأهله . انظره في كتابه " بيان الدليل على بطلان التحليل " واقرأ ما كتبه ابن القيم في " إعلام الموقعين " في ذم التقليد القائم على الهوى والتعصب الأعمى والآراء وذم ذلك وهو مذهب أهل الحديث الطائفة المنصورة ونرجوا أن يكون الإمام ابن تيمية من أئمة هذه الطائفة.
3- نحن لا نعرف أحداً من أئمة الحديث والفقه يمدح التصوف ولم يبينهم لنا شيخ الإسلام فليبينهم القاري .
1-نقول لإمامنا ابن تيمية -رحمه الله- كل الطرق تشتمل على الممدوح والمذموم فعند الخوارج ما يمدح ومع ذلك وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم شر الخلق والخليقة وأمر بقتلهم وبين أن لمن قتلهم أجراً عند الله .
والروافض والشيعة والجهمية والقدرية والمرجئة والصوفية على تفاوت بينهم وكلهم عند الأئمة عندهم ما يمدح وما يذم ولم يمنعهم ما عندهم من الحق أن يذموهم ويذموا مذاهبهم ويحذروا منهم وينزلون كل طائفة منـزلتها ويبينون الأسوأ فالأسوأ ,ولا يمنعهم هذا التفاوت من ذم الكل وذم مذاهبهم والتحذير منها ,وهذه كتب السلف مبثوثة منتشرة بين الناس كأصول السنة للإمام أحمد ولابن أبي حاتم والسنة للخلال والشريعة للآجري والإبانة لابن بطة وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي والحجة للأصفهاني وكتب مقالات الفرق ومنها مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري والفصل في الملل والنحل لابن حزم وغير ما ذكرنا كثير , وكلها تنطلق من النصح للأمة ولحمايتهم من غوائل أهل البدع .
وإن من أخطرها وأعمقها أثراً في الأمة لمذاهب الصوفية التي ملأت بلاد المسلمين بالخرافات والضلالات وعبادة القبور بالدعاء والذبائح والنذور والغلو في الأولياء واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون وشحن كتبهم بترهات الحلول ووحدة الوجود .
وما أكثر طرق هذه الصوفية وما أخطرها ولا سما الرفاعية والشاذلية والقادرية والتيجانية والنقشبندية والسهروردية والجشتية والمرغنية وكلها تشترك في عقيدة الحلول ووحدة الوجود والغلو في أهل القبور .
فهل من النصح للإسلام والمسلمين أن نقوم بالدفاع عن الصوفية والتصوف في عصر نجد أشد المهلكات للأمة هذا التصوف بحجة أن هناك في العصور الأولى صالحين مثل فلان وفلان ممن حذر من بلائهم أعلام الأمة كالشافعي وأحمد وغيرهم والحق معهم وجرحهم مقدم على تعديل من عدلهم والحجج معهم , ومن منهج السلف أن الجرح المفسر مقدم على التعديل .
ثم إن مؤلفات الصوفية تدينهم , تدين مؤلفيها وأتباعهم وواقعهم المرير يدينهم فماذا تريد أيها القاري بإثارة موضوع الصوفية في هذا الوقت الذي تكالب فيه أهل الضلال على أهل السنة ,ومن أشدهم على أهل السنة الصوفية والروافض ,وانظر واقعهم وانظر قنواتهم الفضائية ومواقعهم على الشبكة العنكبوتية ومؤلفاتهم وكيف يتكالبون على ابن تيمية نفسه الذي تريد أن تجعل منه منطلقاً للذب عن الصوفية والتصوف وهيهات .
فوالله ما تعلمنا وغيرنا محاربة البدع ومنها التصوف إلا من هذا الإمام ,فاتق الله وانصح لله وللإسلام والمسلمين ودع هذه الأساليب التي لا يستخدمها إلاَّ الصوفية والتي لا تزيد المسلمين إلا بلاء على بلائهم .
واترك التمويه بابن باز فإنه نصحك باللطف بالصوفية ولم يأمرك بالدفاع عنهم ومحاربة من يقول كلمة الحق فيهم .
9- قال القاري :
" رابعاً – التلطف مع الصوفية كانت وصية الشيخ ابن باز -رحمه الله- لي ولغيري من طلبة العلم وأهل الدعوة , بل كان يوصي بالتلطف مع الناس كافة حكاماً ومحكومين والصوفية إخواننا ,نشترك معهم في دائرة واحدة هي دائرة أهل السنة والجماعة ,وما بيننا وبين بعضهم من اختلاف يجب أن نعالجه برفق ولين ,ومن انحرف منهم عن الجادة نناصحه كما نناصح أي منحرف من أهل الإسلام , صوفياً كان أم سلفياً " .
أقول : متى كنت متشدداً على الصوفية حتى يهتم بك ابن باز فيوقف زحفك على الصوفية ويُهدِّئْ صولاتك عليهم ؟ .
أنت يا سيد كنت ولا تزال شديداً على السلفية في الوقت الذي كان ينصرهم ابن باز ويدافع عنهم ويشجعهم على نقد أهل الباطل من الأحزاب وغيرهم ، أنت كنت تحارب السلفيين على منبر مسجد قباء وتذمهم وتؤلب عليهم وتسميهم بالخلوف ولا تزال على هذا النهج , فشدتك وطول لسانك على أهل السنة والحق , فعليهم تصول وتجول لا على صوفية ولا على غيرهم ولا أريد أن أتوسع فأبين التزامك بنصائح ابن باز وعدمه .
وقولك : " وما بيننا وبين بعضهم من اختلاف يجب أن نعالجه برفق ولين " .
أقول : باسم من تتكلم ؟ وكم قدمت للصوفية من علاج ؟ وهل أنت مع غالبهم على وفاق ؟ لا أستبعد , وإلا فكيف تقول وما بيننا وبين بعضهم من اختلاف ؟ يا هذا للسنة رجالها , ولو وكلت إلى أمثالك لانتهت , وتذكر المثل القائل " وكل إناء بما فيه ينضح " .
وإذا كنت ترى أنك والبريلوية والتيجانية والمرغنية والنقشبندية والسهروردية وغيرهم على منهج واحد فأنت وشأنك , فأما أهل السنة والحديث في مشارق الأرض ومغاربها وعلى رأسهم ابن تيمية وتلاميذه وابن عبد الوهاب وابن باز وابن عثيمين والألباني وسائر علمائهم فيأبون ذلك .