انتخابات بالتهديد والوعيد ونتائجها بالتزوير
بقلم / محمّد العراقي
لقد ترافقت حالات التهديد والوعيد للناس بما يسمى بانتخابات الاحتلال بالعراق وأصبحت سمة موسمية لها فبالاظافة إلى التخوف المعلوم من احتمالية تفجيرات المراكز الانتخابية التي ترعاها أحزاب الاحتلال وما سبقه من تهديد يحيل مصائرهم إلى النار إن هم لم ينتخبوا أحزاب سمتها (دينية) بينما هم في أحضان الاحتلال ولا تنتظرهم تلك النار فأية ازدواجية تلك وغير ذلك من أصناف التهديد بتطليق النساء ثم التهديد بقطع الحصص التموينية عمن يقاطع الانتخابات وان من سيقاطع إنما سيحرم عياله من رزقهم وقد كان آخرها الصراخ على المنابر بتحريم انتخاب الأحزاب السياسية والعلمانية حين جعلوا المساجد كمراكز دعائية لمصالح تيارهم العميل فبدا للجميع بأنهم سيحتكرون بعد ذلك حتى العمالة وما علموا إنها لهم وحدهم ولا يريد التلطخ بها من الشعب الكريم إلا أمثالهم .
فلو صحت شرعية انتخابات شعب يرزح تحت نير الاحتلال الذي يشرف عليها ويضع أطرها وقواعد لعبتها ولو سلمنا بديمقراطية آل الاحتلال المعلنة حد الغثيان في العراق اليوم ولو ولو ولو لتوقفنا أولا إزاء قيامهم بإقصاء واستثناء شرائح عديدة من نخب الشعب العراقي بحجة محظورية اشتراك منتسبي الحزب الحاكم السابق إلى جانب بعض الأحزاب القومية العربية وتنظيمات المقاومة الشعبية الوطنية وغيرهم من أحرار البلاد الرافضين للاحتلال ناهيك عن استخدام شتى وسائل التزوير بكل قسرية ولن ننسى ما مورس من تهديد ووعيد مما ينسف أي ادعاء بوجود ديمقراطية بالعراق إلا إن كان المقصود القبول بدكتاتورية أحزاب الاحتلال الطائفية العميلة ذات السمة الانبطاحية الموحدة والتي تدور بحراكها في ساقية أنشأتها لهم أمريكا ليدوروا بها حتى تحصل الانسداد السياسي المطبق.
أما عن الجانب المؤسف الآخر فهو التبذير وكثرة الإنفاق غير المبرر من المال العام على تلك الانتخابات وما كمن ورائها من وسائل سرقة بحجة الدعاية الإعلامية ونشر الملصقات التي شوهت واجهات اسيجة وجدران البيوت والمساكن بعد أن ملئت وشوهت الأماكن العامة بسبب إن كثيرا من الناس يعمد إلى محاولة إتلافها لشتى الأسباب الخلافية.
ولقد بلغ الطغيان مداه عند أولئك العملاء الظالمين المستقوين بالأعداء في العراق حتى قارب أذاهم إن لم يكن قد فاق أذى جند الاحتلال فانهم باتوا لا يحتملون تواجد مخالفين لهم بالرأي والتوجه الخياني في ساحة البلاد فمن لم يتمكنوا من تصفيته أو تهجيره داخل البلاد أو خارجها بادروا إلى إيداعه في غياهب سجونهم التي ملئت البلاد وهي تحوي عشرات الألوف وتتزايد في كل يوم بوجود أولئك الظالمين ومؤخرا ولأجل تسيير انتخاباتهم وفق ما يريدون فانهم تفننوا بإطلاق الفتاوى على اعتبار إن غالبهم من المتدينين بالظاهر والمتمسلمين الذين هم الدين الحق منهم براء فقد أسسوا انتخاباتهم بالأصل ليجروا الشعب إلى الاشتراك بتأييد حكومات الاحتلال وذلك أمر مشكوك بشرعيته إن لم نقل انهم محرم التورط به من باب إعانة الأعداء على تسيير سبل احتلالهم للبلاد كما قاموا بتسخير بيوت الله من المساجد ودور العبادة من خلال خطبائهم من أبواق السلاطين والطغاة الذين حولوها إلى منابر دعائية تطبل لأطراف وتحرم أطراف أخرى مع إن الجميع من سلة واحدة ختمها الاحتلال بمهره ثم تفاقم الظلم وتزايد الطغيان لأولئك المفسدين حينما اعتقدوا بان مصائر الناس باتت بأيديهم وحدهم اليوم عندما ابتدروا إلى تهديد البسطاء والتلاعب بأحاسيسهم وإرعابهم بشتى الضغوط ولكن الحقيقة تكمن في صراعهم على المكاسب السياسية والملية ليس إلا خاصة حين تصوروا إن الشعب بات امعة بين أياديهم يفعلوا به وبثرواته ما يشاءون ويقصون ويقربون من يرتضون ونسوا إنما هو ذاك شعب فجر الحضارات الذي علم العالم شيئا اسمه ثقافة التحدي والصبر ومقارعة الأعداء وانه انتصر واخرج الاحتلالات تباعا بعد أن مرغ أنوفها في وحل الانهيار والتراجع وأودى بكثير من المتغطرسين وكياناتهم التوسعية.