منطلق خروج زيد وفتنة مقتله
بقلم اسد الاسلام
ذكر عن زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام انه اقسم لهشام بن عبد الملك على أمر كان قد سأله عنه فقال له هشام لا أصدّقك فقال زيد (يا أمير المؤمنين إن الله لم يرفع قدر احد عن أن يرضى بالله ولم يضع قدر احد عن إلا يرضى بذلك منه) فقال له هشام لقد بلغني انك تذكر الخلافة وتتمناها ولست لها وأنت ابن امة فقال (زيد إن لك يا أمير المؤمنين جوابا) قال تكلم قال(ليس احد أولى بالله ولا ارفع منزلة من نبي ابتعثه وإسماعيل خير الأنبياء وولد خيرهم محمد صلى الله عليه وسلم وقد كان إسماعيل ابن امة وأخوه ابن صريحة مثلك فاختاره الله عليه واخرج منه خير البشر وما على احد من ذلك جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كانت أمه امة) فقال له هشام اخرج فقال زيد اخرج ثم لا تراني إلا حيث تكره, فقال له سالم يا أبا الحسين لا يظهرن هذا منك ( ويقصد عدم الخروج على الدولة لأنه يخشى عليه) فرجع الحديث إلى هشام بن محمد الكلبي عن أبي مختف قال فجعلت الشيعة تختلف إلى زيد بن علي وتأمره بالخروج ويقولون إنا لنرجو أن تكون المنصور وان يكون هذا الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية فأقام بالكوفة ثم حدث خلاف استغل كحجة فأرسل بشخص حتى أتى إلى القادسية وقال بعض الناس أرسل معه رسول حتى بلغه العذيب وكان معه داود ابن علي فلحقته الشيعة فقالوا له أين تذهب عنا ومعك مائة ألف رجل من أهل الكوفة يضربون دونك بأسيافهم فداء وليس قبلك من أهل الشام إلا عدة قليلة لو إن قبيلة من قبائلنا نحو مذحج أو حمدان أو تميم أو بكر خرجت لهم لكفتهم بإذن الله فننشدك الله لما رجعت فلم يزالوا به حتى ردوه إلى الكوفة وذكر إن زيدا لما رجع وأقام بالكوفة أعطوه المواثيق وحلفوا له الإيمان المغلظة فجعل يقول إني أخاف أن تخذلوني وتسلموني كفعلتكم بابي وجدي فيحلفون له وقد قال له داود بن علي قبل أن يفترقا ويعود يا ابن عم إن هؤلاء القوم يغرونك من نفسك أليس قد خذلوا من كان اعز عليهم منك جدك علي بن أبي طالب حتى قتل والحسن من بعده بايعوه ثم وثبوا عليه فانتزعوا رداءه من عنقه وانتهبوا فسطاطه وجرحوه أوليس قد اخرجوا جدك الحسين وحلفوا له بأكبر الأيمان ثم خذلوه وأسلموه ثم لم يرضى بذلك حتى قتلوه فلا تفعل ولا ترجع معهم فقالوا له إن هذا لا يريد أن تظهر أنت ويزعم انه وأهل بيته أحق بهذا الأمر منكم وهنا قال زيد لداود إن عليا كان يقاتله معاوية بدهائه ونكرائه بأهل الشام وان الحسين قاتله يزيد بن معاوية والأمر علي مقبل فقال له داود إني لخائف إن رجعت معهم إلا يكون احد اشر عليك منهم وأنت اعلم ومضى داود إلى المدينة ورجع زيد إلى الكوفة وقال عبيد بن جناد عن عطاء بن مسلم الخفاف قال كتب هشام إلى يوسف أن اشخص زيدا إلى بلده أي المدينة فانه لا يقيم ببلد غيره واتاه سلمة بن كسيل (وكان رجلا عارفا بعرى تلك الفتنة) فاستأذن عليه فإذن له فذكر قرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسن حقه فتكلم زيد فأحسن فقال له سلمة اجعل لي الأمان فقال سبحان الله مثلك يسالني الأمان وإنما أراد سلمة أن يسمع ذلك لأصحابه الآخرين فقال لك الأمان فقال نشدتك بالله كم بايعك قال أربعون ألف قال فكم بايع جدك قال ثمانون ألف قال فكم حصل معه قال ثلثمائة قال نشدتك الله اانت خير أم جدك قال بل جدي قال أقرنك أم قرن جدك قال بل القرن الذي خرج بهم جدي قال أتطمع في أن يفي لك هؤلاء وقد غدر أولئك بجدك قال قد بايعوني ووجبت البيعة في عنقي وأعناقهم قال افتاذن لي أن اخرج من البلد قال لم قال لا آمن أن يحدث في أمرك حدث فلا املك نفسي قال قد أذنت لك فخرج إلى اليمامة وخرج زيد فقتل وصلب ....
ملاحظة لم نأت بعض ألفاظ كاملة لانها غير مناسبة لمنهجنا في التقريب...
مقتطفات عن الحدث
*****************
* قال سعيد بن خيثم : وكنا مع زيد في خمسمائة وأهل الشام اثنا عشر ألفا وكان بايع زيدا أكثر من أثني عشر ألفا فغدروا
* واقبل زيد بن علي فقال : يا نصر بن خزيمة أتخاف أهل الكوفة أن يكونوا فعلوها حسينية ؟ قال : جعلني الله فداك أما أنا فو الله لأضربن بسيفي هذا معك حتى أموت , ثم خرج بهم زيد يقودهم نحو المسجد فخرج إليه عبيد الله بن العباس الكندي
* وأصبح زيد بن علي وجميع من وافاه تلك الليلة مائتان وثمانية عشر من الرجالة فقال زيد بن علي - عليه السلام - سبحان الله فأين الناس ؟
قيل : هم محصورون في المسجد فقال : لا والله ما هذا لمن بايعنا بعذر
*الحسن بن عبد الله قال : حدثنا جعفر بن يحيى الازدي قال : حدثنا محمد بن علي ابن أخت خلاد المقري ، قال : حدثنا أبو نعيم الملائي عن سماعة بن موسى الطحان قال : رأيت زيد بن علي مصلوبا بالكناسة فما رأى احد له عورة استرسل جلد من بطنه من قدامه ومن خلفه حتى ستر عورته .
* قتل زيد بن علي - عليه السلام - يوم الجمعة في صفر سنة إحدى وعشرين ومائة .