في ردنا على مقالة الأخ د فيصل القاسم (لم التباكي على تقسيم العراق)
(لولا غَيرة الأحرار لحق البكاء على العراق)
المنشور في العام الماضي كرد على موقع الدكتور فيصل القاسم
بقلم/اسد الاسلام
سأبدأ بما انتهى به الموضوع وهو أوراق النعوة التي أخرجها ذلك السيناتور الأمريكي الذي هو بالطبع يعكس آمال حزب اغرق شعبه في مستنقع الوحل العراقي وتبرع هو لاتخاذ مواقف إخراجه بأيسر السبل عندما لجأ إلى التلويح بموضوعة التقسيم المراد الذي بحسب ما أشرتم انه قائم منذ مدة ولكنني اشيركم أيها الإعلامي اللامع إن ذلك أمرا مرحلي وليس فعلي دائم وستثبت المحن وتداعياتها انه مرحلي زائل وهذه بوادر التداخل التركي العسكري سرعان ما ألقت بضلالها على ساسة كانوا إلى ألامس القريب أول من يبارك الأمر ليعودوا ويعلنوا وجوب نجدتهم والاعتراف انهم ضمن بلدا اسمه العراق وغيرهم على عين الدرب سائر بحسب ما ستفرزه الوقائع والتداعيات التي سيقت إليها بعض التيارات التحزبية المدفوعة باجندات إقليمية وفئوية مصلحيه على حساب الوطن الجريح فكيف لأهل العراق المحبين لعروبتهم قبل عراقيتهم كما احب كرديّهم القائد صلاح الدين من قبل تلك العروبة حين قدم نفسه على انه القائد العربي يوما أن ينسوا غدا إن ذلك الحزب وساسته هم نفسهم من كان لهم دورا كبيرا في رسم سابق ولاحق كغيرهم ممن ينتقدونهم اليوم بالسعي لمخططات الشرور المرادة بهم وببلادهم بل هم على يقين أيضا انهم سرعان ما سينقلبون إلى اتخاذ مواقف أخرى عند انتهاء مراحل الحراك السياسي الخاص بهم في حال تسنم قيادييهم سدة رئاسة وإدارة المكتب البيضاوي الدائر بتوجيه تلك الشرور إلى العالم وخصوصا تجاه الشرق الأوسط !!
ولكننا أخي الكريم في أد بياتنا لا نعول على تخطيطاتٍ وتداعياتها انطلقت من هناك فمن ذا الذي يراهن على إنجاحها تسلطيا وقسريا سيما وأنت لا شك تعلم إن اكثر من نصف شعب العراق لم يشترك بدعم عملية سياسية في ضلال الاحتلال وتلك إعاقة كبرى يجب أن لا تنسى قد حرص على تسجيلها الأحرار من أهل العراق الرافضين للاحتلال ومخططاته الخبيثة التي يحاول تمريرها ولكن مهما حاول سيكون الفشل حليفه وان نجح مجازا فكم سيدوم ذلك التقسيم والفرز المفترض وهنالك تجارب عالمية أفرزت فيها قوى شرورية تسلطية سادت ثم بادت على تراب هذه الأرض تجارب مماثلة دامت قرونا ولكنها اصطدمت في يوم الحسم بإرادات الشعوب وهنا نؤكد إن شعب العراق عينه هو صاحب باع طويل في سير تاريخه ذي العشرة آلاف عام بمراحل اجتياحات وتداخلات شعوبية وإقليمية اتخذت قبالتها ثقافة ذلك الشعب بأجياله المتتابعة سمة مقاومة التسلط والمراهنة على إنهاءه مهما كبر تأثيره وطال تواجده وقرعت له الطبول فما بالكم بشعب له هذا الإرث في ثقافة مقاومة الظلم والتسلط من بين شعوب لم يكن لها ذلك ولكنها نجحت بفرض أرادتها الحرة بعد حين.
كما إن التاريخ يثبت دوما إن لكل إمبراطورية خط بياني فطري يبدأ بالتسلق إلى أعلى مراحل التسلط والعدوان لينتهي إلى مراحل الاستسلام والتهادن أو ما دونه فأين سطوة بريطانيا العظمى وجبروتها اليوم وهي آخر الإمبراطوريات الآفلة التي كان لها يوما وزيرا خاصا يدير مستعمراتها في العالم والمنطقة من كثرتها وقد باتت اليوم تتعكز على عدو الأمس!!
فدعنا أخي لا نراهن على ديمومة قرارات اتخذها عتاة اليوم إذ قد يصبحوا نتيجة إسرافهم في الظلم واكتساب ذلك العداء مدعاة للسخرية بحسب قدر قد يختطه الله لهم في اجل قريب كما إن مؤشرات ذلك الانحدار لخطهم البياني قد أصبحت واضحة لمفكر مثلكم فليست العبرة بما اجتاحوه إلى اليوم من بلدان ولكن العبرة بفشل أجند اتهم فيها والذي تكرسه الوقائع على الأرض وحتى إن كان الأمر مرهونا بنظرية الفوضى الخلاقة سيئة الصيت التي قد تنطوي على أمهات الكثير من مساعيهم تجاه المنطقة فقد بات أمر إحداثها فعليا في عموم المنطقة أمر مرتهن بوعي شباب الأمة ولو على الأقل الشباب القادم من الذي تضررت مصالح عموم أمته وتعرضت للإذلال والإضرار بتباشير تلك النظرية المشوهة الظالمة التي تكرس نشر فكر التسلط والإرهاب الذي يحاولون وصم غيرهم به ولكنهم سائرون ولا بد إلى الإقرار بالفشل والى المهادنة والتصالح يوما مع باقي الأمم والشعوب التي داروا يوزعون الشرور والإضرار بها ابتداء من عقر دارهم حيث الشعب الهندي الأحمر صاحب الأرض الحقيقي الذي تعرض للاضطهاد والإبادة مرورا بمساكنيهم من الشعب الأمريكي الأسود الذين قدموا معهم والذي لاقى ما لاقاه من إبادة عنصرية حمقاء لم تتوقف حتى اضطرتهم مصالحهم للمهادنة معه وقبول التعايش لينطلقوا في إبادة شعوب وأمم أخرى بشتى الذرائع والحجج حتى حط قطار شرورهم في بلدي العراق المنكوب ولكن شرا لن يدوم واحسب إن العراق سيبتلع هيلمان غطرستهم وسيسجل تاريخ المرحلة لحظة انهيار إمبراطورية اتخذت الشر سمةً لها كما ابتلع قبلها الكثير ممن اغرموا بالغطرسة والعداء وأصاب منهجهم السياسي والعسكري جنون العظمة فقادهم مغامرين بحلم الحصول على العراق مهبط آدم وأم الأرض كلها وهو الأولى دوما بالحد من كبرياء المتعجرفين على هذه الأرض....