السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
"فإذا قرأت القرآن فاستعذ بـالله من الشيطان الرجيم "
سورة النحل الأية 98 .
"إنه هو السميع العليم".سورة الدخان الأية 6
ومن صيغ الاستعاذة أشهرها :
" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ،
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنه هو السميع العليم "
والمختار الصيغة الأولى .
فلهذا السبب أمر الله سبحانه وتعالى بأن يستعيذ قارئ
القرأن من الشيطان لئلا يحمله بعد قرأة القرأن على عمل
يحبط ثواب تلك الطاعة.
و قال تعالى:
"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه
سميع عليم ".سورة الأعراف الأية 200 .
والنزغ من الشيطان هو الوسوسة فعليك بالأستعاذة
بالله من الشيطان.
فإنه تعالى يرشد في الأية إلى معاملة العاصي من
الإنس بالمعروف بالتي هي أحسن،
فإن ذلك يكفه عما هو فيه من التمرد بإذنه تعالى، ولهذا قال:
{فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}فصلت 34 ،
ثم يرشد تعالى إلى الاستعاذة به من شيطان الجان،
فإنه لا يكفه عنك الإحسان،
وإنما يريد هلاكك ودمارك بالكلية، فإنه عدو مبين لك
ولأبيك من قبلك.
قال ابن جرير في تفسير قوله:
{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ}
وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهل
ويحملك على مجازاته {فاستعذ بالله} يقول:
فاستجر باللّه من نزغه، {إنه سميع عليم} سميع لجهل
الجاهل عليك والاستعاذة به من نزغه ولغير ذلك من كلام خلقه
لا يخفى عليه منه شيء، عليم بما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خلقه.
وروي أن رجلين تسابا بحضرة النبي صلى اللّه عليه وسلم،
فغضب أحدهما فقال
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد:
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم".
وأصل النزغ:الفساد إما بالغضب أو غيره، قال اللّه تعالى:
{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم}،
والعياذ:الالتجاء والاستناد والاستجارة من الشر،
وأما الملاذ:ففي طلب الخير، كما قال الحسن بن هانئ:
يا من ألوذ به فيما أؤمله * ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره * ولا يهيضون عظماً أنت جابره.
أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت
والجن والإنس يموتون".
وفي موطا مالك قال بلغني أن خالد بن الوليد
رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم
إني أروع في منامي فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم قل:
"اعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه
وشر عباده ومن همزات الشيطان وأن يحضرون".
اللهم إنكَ عوفٌ تحبُ العفوَ فَعفوا عنا .