[align=center]الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسوله الأمين
علم التجويد - القسم الثالث
يأتي هذا الموضوع استكمالاً لسلسة التعريف بأحكام التجويد
حيث نعرض في هذا القسم مراتب القراءة و الاستعاذة و البسملة
أولاً
مراتب القراءة
مراتب القراءة أربع و قيل خمس هي
المرتبة الأولى: التحقيق
و هو القراءة بتؤدة و طمأنينة بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام
المرتبة الثانية: الترتيل
و هو القراءة بتؤدة و طمأنينة لا بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام
المرتبة الثالثة: الحدر
و هو القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام
المرتبة الرابعة: التدوير
و هو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة و الإسراع مع مراعاة الأحكام
و هذه المراتب متفاوتة في الفضل فقد اختلف العلماء في الأفضلية
فقال بعضهم: التؤدة و الطمأنينة مع قلة القراءة أكثر ثواباً
و هذا مذهب ابن عباس و ابن مسعود رضي الله عنهم و ذكر هذا القول غيرهم
و ذهب فريق إلى أن كثرة القراءة مع المحافظة على أحكام التلاوة أفضل
و هؤلاء من أصحاب الشافعي
و احتجوا لذلك بحديث ابن مسعود _ رضي الله عنه _ أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قال : "ومن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف"
و لقد روي عن زيد بن ثابت _رضي الله عنه_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال: "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل "أخرجه ابن خزيمة في صحيحه
و قد أمر الله تعالى به نبيه _صلى الله عليه وسلم_ فقال _عز وجل_ {ورتلا القرآن ترتيلاً } (سورة المزمل الآية :4)
و في جامع الترمذي و غيره عن يعلى بن مالك أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة النبي _صلى الله عليه وسلم_ فإذا هي تصف قراءته أنها قراءة مفسرة حرفاً حرفاً
المرتبة الخامسة: الزمزمة
و هو ضرب من الحدر، و الزمزمة هي القراءة في النفس خاصة
و لا بد في هذه الأنواع كلها من التجويد
ثانياً
الاستعاذة
حكم الاستعاذة
حكم الاستعاذة الندب عند الجمهور
و قيل: الوجوب استدلالاً بقوله تعالى في سورة النحل {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }(سورة النحل الآية :98)
و لفظها "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"
و قد ورد عن بعض أهل الأداء زيادة كما ورد نقصاً و هو جائز
منها: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، و أعوذ بالله من الشيطان
و محلها: عند بدء القراءة سواءً كانت أول السورة أو أثناءها
أحوال الاستعاذة
للاستعاذة حالتان
1- الجهر بها: ويكون في حالتين:
الحالة الأولى: يكون الجهر مستحباً؛ و ذلك عندما يكون القارئ يقرأ جهراً و كان هناك من يستمع إليه
الحالة الثانية: وتكون في حالة التعليم و المدارسة و يكون هو المبتدئ بالقراءة
2- الإسرار بها: و يكون في أربعة مواطن:
الموطن الأول: و يكون في الصلاة سواء كانت سرية أم جهرية
الموطن الثاني: إذا كان القارئ يقرأ سراً
الموطن الثالث: إذا كان القارئ يقرأ في جماعة وليس هو المبتدئ
الموطن الرابع: إذا كان القارئ خالياً
أوجه الاستعاذة مع البسملة
للاستعاذة مع البسملة عند أول كل سورة - عدا سورة براءة -أربعة أوجه
الوجه الأول: قطع الجميع، أي قطع الاستعاذة عن البسملة عن أول السورة هكذا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم} - وقف - {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} - وقف - {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {(سورة النصر الآية: 1) مثلاً.
الوجه الثاني: قطع الأول و وصل الثاني بالثالث هكذا : {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم} -وقف – {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } (سورة النصر الآية: 1)
الوجه الثالث: وصل الأول بالثاني و قطع الثالث هكذا: الاستعاذة والبسملة ثم أول السورة، {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } - وقف - { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ }.
الوجه الرابع: وصل الجميع هكذا: الاستعاذة والبسملة و أول السورة ، {أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } (سورة النصر الآية:1)
فهذه الأوجه الأربع جائزة عند أول كل سورة _عدا أول سورة براءة _ لأنها لا بسملة في أولها
و لنعلم أنه لا استعاذة بين سورتين، و لكن الذي بين كل سورتين هي البسملة فقط ، ولا توجد كذلك بين الأنفال وبراءة
ثالثاً
البسملة
لفظها
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "
محلها
و هو يتعلق بثلاثة أمور و هي
الأمر الأول: أوائل السور
الأمر الثاني: ما بين السورتين
الأمر الثالث: أثناء السور
و البسملة واجبة عند ابتداء أول كل سورة ما عدا أول سورة براءة
و تجوز البسملة أثناء السور و أثناء سورة براءة
و البسملة عند العلماء و أئمة الأداء الأَولى فيها الوجوب عند أول كل سورة
حكم البسملة بين السورتين
البسملة بين السورتين لها ثلاثة أوجه عند حفص هي:
الوجه الأول:
قطع الجميع: أي قطع آخر السورة عن البسملة و قطع البسملة عن أول السورة
مثال ذلك: قوله تعالى في آخر سورة البقرة {أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (البقرة: 286) ثم تقف ، ثم تقول : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثم تقف ، ثم تبدأ بأول سورة آل عمران
الوجه الثاني:
قطع الأول و وصل الثاني بالثالث: أي قطع آخر السورة عن البسملة و وصل البسملة بأول السورة
مثال ذلك: قوله تعالى في آخر سورة البقرة { أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (البقرة: 286) ثم تقف ، ثم تقول : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وتبدأ بأول سورة آل عمران دون وقف.
الوجه الثالث:
وصل الجميع: أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة
مثال ذلك: قوله تعالى في آخر سورة البقرة { أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ألم . اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (سورة آل عمران الآية 1-2)
أما الوجه الرابع:
و هو وصل الأول بالثاني وقطع الثالث: أي تقول { أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ثم تقف ثم تقرأ { ألم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (سورة آل عمران الآية 1-2).
و الوجه الرابع ممنوع، حيث قال الإمام الشاطبي:
ومهما تصلها مع أواخر سورة فلا ،،، تقفـن الدهـر فيها فتثقـلا
أما الأنفال و براءة فلهما ثلاثة أوجه:
1 ـ الوقف على آخر الأنفال ثم الوقف مع التنفس ثم الابتداء بأول براءة
2 ـ السكت على آخر الأنفال دون تنفس ثم الابتداء ببراءة
3 ـ وصل آخر الأنفال ببراءة ككلمتين وُصلت الأولى بالثانية
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي:
وبين أنفال وتوبة أتـى ،،، ثلاثة فاقطع و صِل أو اسكتا
و كل هذه الأوجه بدون بسملة[/align]