إن الرهان على مروءتك يا شعب العراق
بقلم/محمّد العراقي
تتجه الأنظار اليوم إلى الساحة النضالية العراقية الغراء التي طالما جسدها حراك الشعب العراقي البطل صاحب الخبرة في مقارعة أي احتلال وحيث إن ذلك الشعب الأبي يعلم جيدا إن نهاية محنة العراق تكمن في رحيل الاحتلال وحلّ كل ما أتى به من أجنداتأسهمت بإحلال الفوضى في العراق وعموم المنطقة ورغم إن انشقاق الرؤى بينالنخب العراقية على أساس الموقف من الاحتلال ومؤداه الأليم لمشاعر العراقيين الوطنيين عند اصطدام ممثليهم مع أضداد هم من المنحرفين عن الصف الوطني والمدافعين عن تجربة الاحتلال الأمريكيالمقيت رغم كل ويلاتها المعلومة إلى جانب المدافعين عن الاحتلال الإيراني المستتر في البدء هووأجندته التي يفشلها اليوم من اتضح إنهم يقودون صحوةً حقيقية بالعراق بعكس غيرهم ضدمن عول وراهن على خداعهم فقد اثبت الكثيرين من إخوتنا الأحرار من عرب العراق الشيعةالأخيار إنهم أذكى من أن يمر عليهم مخطط خبيث أراد لهم أن يكونوا احوازيون جدد أوآخرين في مواضع أخرى بل اثبتوا إنهم عرب وعراقيون أصلاء لم يقبلوا الضيم والحيف لهمولغيرهم من سيل المعاناة التي لاقاها شعبهم من الاحتلال المستتر فهو الأكبر والأعموالمستفيد من كل ما جرى ولكنه بات راغبا بتضييق الخناق على الاحتلال الأمريكي ويخططضده كي يواجه مشاكل داخلية مع شعبه وخارجية تتعلق بالتعبئة العسكرية ومقتضياتهابالعراق ليلملم جراحه ويستعد للهرب من العراق ويترك الساحة العراقية كما ترك الساحةالفيتنامية من قبل في سايغون ثانية لأنهم يراهنون على ذلك وبشدة بغية تحقيق هدف مهمآخر لهم ولأعوانهم في المنطقة وليس لأجل العراق بالطبع فالعراق أصبح بحساباتهم تحتالسيطرة هذه المرة والى الأبد ولكنهم يسعون لفك اشتباك تواجد القوى الخارجية التياستخدموها واستعانوا بها لتحقيق مآربهم في كسر شوكة العراق ولم يعد لهم اليوم حاجةلها بعد ذلك بل إن تواجدها بات خطيرا عليهم وببقاء تلك القوات على الصيغة المفترضةسيفتح عليهم أبواب جهنم التي أعدوها للعراق وحسب بغية إضعافه وإنهاء دوره بالمنطقةأملا في إبراز دورهم المتعطل منذ أمد بعيد ولكن السحر انقلب على الساحر ونسي أولئكإنهم ساسة أقليات دكتاتورية تتحكم بمصائر العباد من الأكثرية في تلك الدول المعلومةالثلاث في المنطقة التي أطالها ذلك المد المستتر الذي لا يستكين فبات مسيطرا علىسير سياساتها التصديرية للشر معتمدا في ذلك على توريط شعوب وطوائف مسكينة باسمالمذهب الذي طالما جعل مركبا لأجل غايات شوفينية مريضة , لذا وجب رحيل المحتل الذيتحول اليوم لزائر ثقيل خصوصا بعد افتضاح تصادم المصالح والرؤى بين الطرفين وانالأخير بات في اشد حالات الكره والتضايق عند تيقن ساسته بأنه قد تم استغفالهم منقبل أعدائهم ليورطونهم في أمر كان المستفيد الأساسي منه من كان جوار العراق وليسالآتي من وراء البحار وهنا أصبح اللعب على المكشوف ومتأرجحا بين الطرفين ما بينتقاذف التهم تارة والجلوس إلى طاولة التفاوض بشان الغنيمة التي خصت كليهما ولكنبآلية نزاع حرص الطرفين لأربع أعوام على إخفاءه عن هذا العالم وكأن الناس من حولهمسذج وأغبياء إلا هم وحدهم متصورين أنفسهم دهاقنة السياسة العالمية وهيهات فقد ثبتإن ساسة كلا الطرفين مراهقي سياسة ومورطي شعوب ليس إلا وقد حاصرهم قدرهم هنا فيبلاد الرافدين التي اختصت بابتلاع حضارات وأمم عندما تتورط في التجاسر عليها فقدأضحى كلا الطرفين لا يدري إلى أين تؤول به الأقدار فكل الخيارات مرّ كونها تتعلقبكرامته بل باحتمالية تفتت بلدان أرادوه للعراق وزوال كيانات وأحزاب وأجندات كماجرى مع الجمهوريون وما يجري ويعد في بريطانيا وراء الكواليس مع معارضي النظامالإيراني من المتربصين بلحظة زوال عرش الملالي الطائفي المتسابق ساسته مع الزمناليوم لإنهاء أزمة العراق وتسليم مقاليده إلى أتباعهم كما كان معدا لأن تداعيات تلكالأزمة باتت تهدد مصالح بقائهم على عروشهم الدكتاتورية التسلطية التوسعية على مصائرالعباد ولكن هيهات فان العراق الأبي باق لا يزول وستسترد كل الحقوق حين يطالب بها الأحرار عن كل إساءة لحقت بالعراق وأهله ولو بعد حين.