بسم الله الرحمن الرحيم
أما سؤالك أخي المشرف الغالي " تراب " : ما المطلوب شرعا من الامه الاسلاميه قاطبة عندما ترى ان الاسلام لا يطبق عليها وتفرض عليهم دساتير وقوانين وضعيه ما انزل الله فيها من سلطان وتعلن هذة الدول ان دينها الاسلام ولا تطبق من الاسلام الا الاسم ورسم ؟
فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد العون والتسديد منذ أن سطع نور الحق والإسلام يتقلب بين رخاء وشدة وسعة وضيق وإنتشار وتحجير حتى في عهد التنزيل عاش المسلمون هذين الحالين ففي الفترة المكية بلغ التنكيل بالمسلمين مبلغاً عظيما ولا يخفى عليكم ماحصل لهم بسبب إعلانهم لتوحيد الله وإخلاص العبادة له الذي هو الأصل الذي من اجله أرسل الله الرسل وانزل الكتب وشرع الشرائع ومن اجله قام سوق الجنة والنار وبه أنقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكفار وأبرار وفجار ومع ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالصبر وحسن الظن بالله وترقب الفرج مع سعيه إلى إيجاد البدائل ففي الوقت الذي كان يوصي أصحابه بالصبر كان يعرض نفسه على القبائل ويبحث عن مكان آمن ينطلق منه الحق بقوة وشجاعة حتى من الله عليه بالأنصار الذين نصر الله بهم الدين فحصل بعد ذلك من النصر والتمكين مالم يكن لهم من قبل
واما اليوم ففي الوقت الذي تفرض فيه الحكومات هذه القوانين الوضعية فإنها بقوتها فرضت هذا الشئ وإلا الشعوب المسلمة تأبى ذلك وترفضه وتعلم ان حكم الله احسن الأحكام وأعدلها وهذا قد يرفع الحرج عن المكرهين
واما الموقف تجاه هذا الأمر فلا شك ان المسلم يجب عليه ان ينكر هذه الأحكام بقلبه وان يعلم ان فيها مضاهاة لحكم الله وحكم رسوله ولايعني هذا الخروج على الحكام بسبب هذا الأمر لأن المفاسد المترتبتة على الخروج أعظم كما أفتى بذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وجماعة من اهل العلم لكن عليه ان يتمثل الإسلام في حياته وفي معاملته وأن يساهم في نشر الإسلام وإنتشاره وان يظهر محاسنه ويعرض الحكم المتربتة على احكامه وتشريعاته وسياتي اليوم الذي تكون فيه الغلبة للإسلام واهله فتطبق الاحكام بإذن الله كما حصل في الازمة المالية التي الجات الغرب الذي بنى اقتصاده على الربا والقمار ان يختار النظام الإسلامي حلا ومخرجا لهذه الأزمة
وكذلك على العلماء دور كبير في مناصحة الحكام وبيان خطورة تحكيم القوانين الوضعية والسعي بشتى الوسائل والطرق لإزالة هذا المنكر العظيم بالحكمة والموعظةالحسنة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد